السبب الثالث من اسباب اتباع الهوى في الفتوى حب استدامة الرئاسة والامارة هذا امر خطير لانه ما احد يعلم الشرع ويعرف ان الشرع يوافق اهواء الناس الشرع لا يوافق اهواء الناس. الشرع حكم على الناس تارة يكون الشرع فيما يختاره الناس وتارة يكون فيما يضاد للناس في افعاله فاذا كان هذا الذي يفتي يريد استدامة الرياسة ورضا الناس عنه. ومحبتهم له وتوجيه وجوه الناس اليه فانه يقول لهم ما يرضيه يقول للناس ما يرضيهم يخشى ان ينصرفوا عنه نزيد بالمناسبة او يقول في المحاضرة ما يرضيهم ولا يبين لهم في حكم الله جل وعلا وبيان الحق الواضح. فحينئذ يقع في نعم ليس كل حق يعلم يلزم بيانه في كل زمان ومكان. لكن يجب على المرء الا ينطق بباطل والا ينسب للشريعة ما ليس منها. لهذا نقول ما قال ابن حزم في ذلك قال ان الذي ينحرف في الفتوى ويتبع هواه ان يعني يفتي بما يتفق له مستديما لرياثة او لكسب مال وهذا واقع تفتي بما اتفق ما يحرك المسألة كذا الرجال ما يخالف سهل اعمل ما تريد فليس الرخصة تأتيك من فقيه هذا محمود يتحرى ويرخص له في الشرع. والشرع ولله الحمد لم يأتي بما يشق على الناس. لا يكلف الله نفسا الا وسعها