بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين. ربي اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في حين وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش ذو الكعبة فاذا كانوا ببيداء من الارض يخسف باولهم واخرهم. قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف باولهم واخرهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم. قال يخسف باولهم واخرهم ثم يبعثون على نياتهم متفق عليه هذا لفظ البخاري؟ الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الذي نقله الامام النووي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها فيه خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حدث يكون في المستقبل. وهو من اشراط الساعة وعلاماتها فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول يغزو جيش الكعبة. والكعبة هي بيت الله الحرام اول بيت وضع للناس في وغزو هذا الجيش هو من علامات الساعة. وسبب هذا الغزو جاء بيانه في روايات اخرى لهذا الحديث في رواية عائشة وكذلك في رواية حفصة وام سلمة. انه عائد بالبيت. من قريش فيأتي هذا الجيش يريدون اصابة هذا الرجل وقيل ان العائب هو المهدي عند خروجه ومبايعات الناس له ويكون على حال من الضعف وقلة المناعة ما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم انه قال صلى الله عليه وسلم يعود قوم بهذا البيت لا منعة ولا عدة ولا عدد. يعني ما عندهم شيء يدافعون به. فلما كانت على هذا الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم جاء المدد من الله عز وجل بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الخس والخس هو ان الارض تبلع هؤلاء. فيسيخون فيها ويذهبون في بان تنشق او غير ذلك مما يترتب عليه ذهاب هذا الجيش بكل ما في في داخل الارض. وهذا الخسف من علامات الساعة وهذا الخبر من علامات الساعة كما تقدم النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه يخسف بهم في بيداء من الارض وفي بعض الروايات في اذا والبيداء هي الارض المنبسطة الفسيحة. وقيل ان البيداء التي ذكرت في هذا الحديث هي ما بين مكة والمدينة قريب من ميقات ذي الحليفة. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما استوت به راحلته اهل بالتوحيد كما فعلى البيداء اهل بالتوحيد كما في حديث جابر. في صحيح الامام مسلم. وسواء كانت هذه هي البقعة او غيرها انه مكان من الارض فسيح. يخسف بهم جميعا. عائشة رضي الله عنها لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر قالت كيف يخسف بهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم. يعني في هذا الجيش اناس ليسوا ممن جاء لاجل انتهاك حرمة الكعبة. انما قد يكونون موافقين لهم في كعابر السبيل وكذلك المجبور والذي لا يعلم حقيقة الامر ممن قد يلبس ويقال له اننا ذاهبون الى آآ انقاذ البيت او ما اشبه ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يخسف باوله واخرهم ويبعثون على نياتهم. يبعثون على نياتهم وهذا هو الشاهد في هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله في باب الاخلاص. وما يتعلق بالنية. فهؤلاء وان اتحدت في كونهم جاءوا الى البيت ونزلت بهم عقوبة عامة لم تستثني احدا لا من كان معتديا ولا من كان غير معتدل لكن عقوبة الاخرة تختلف عن عقوبة الدنيا فعقوبة الدنيا قد تعم كما قال الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة لكن العقوبات الاخروية تميز كل نفس بما كسبت ولذلك قال صلى الله صلى الله عليه وسلم يبعثون على نياتهم اي على ما قام في قلوبهم من المقاصد. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر ولكل امرئ ما نوى. فالذي نوى بهذا المجيء انتهاك حرمة البيت فهذا ظالم معتدي له عقوبة الدنيا بالخسف وله عقوبة الاخرة بما يجريه الله تعالى من العقوبات على الظالمين كما قال قال جل في علاه ومن يرد فيه بالحاد بظلم يعني في الحرم نذقه من عذاب اليم وهذا العذاب في الدنيا وعذاب في الاخرة واما من جاء موافقا لهم لا يعلم حقيقة الامر فهذا تصيبه عقوبة الدنيا لكن عقوبة الاخرة لا تصيبه وذلك ان عقوبة الاخرة لا عموم فيها بل فيها الخصوص لكل صاحب جرم بجرمه ولكل صاحب بذنبه ولهذا ينبغي للمؤمن ان يتجافى ان يكون في الدنيا مع اصحاب الظلم واصحاب الفجور واصحاب الفسق فان اشتراك الانسان مع الفاسقين والظالمين في الدنيا يجري عليه احكاما في العقوبات العامة العقوبات السماوية ولهذا ينبغي للمؤمن ان يتجنب صحبة اهل الشر فان صحبة اهل الشر من سوءاتها انه اذا نزلت به العقوبة اصابهم ما اصابهم. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قال هذا قال قالت له في في رواية حفصة والطريق قد يجمع الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيهم المستبصر يعني القاصد للذنب والمجبور يعني المكره على المجيء. وابن السبيل يعني الذي طرق الطريق مهلكا واحدا يعني يعمهم العقاب ولا يميز بينهم. ويصدرون مصادر شتى. يبعثون على نياتهم انه في يوم القيامة تختلف مصادرهم. تختلف مخارجهم باختلاف ما قام في قلوبهم من المقاصد والنيات. والمقصود ان هذا حديث يبين عظيم قدر النية وان النية بها ينجو الانسان وبها يهلك. وان النية لا تنفعها النية الصالحة لا تنفعه في الدنيا اذا كان ظاهر العمل سيئا فحسن القصد لا يبرر خطأ العمل. نسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم صراحة النية واستقامة العمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد