جرى منه صلى الله عليه وسلم في عدة امور او في عدة احوال ففي صلاة الليل في رمضان صلى بهم صلى الله عليه وسلم ما كتب الله ليل او ليلتين ليلة وليلتين وثلاث ثم ترك صلى الله عليه وسلم ولم يخرج ليصلي بهم واعتذر انه لم يخفى عليه مكانهم او او حالهم من الاجتماع للصلاة معه صلى الله عليه وسلم ولكنه خشي ان يكتب عليهم فترك ذلك صلى الله عليه وسلم شفقة عليهم وحرصا على الا يفرض عليهم ما يشق عليهم بسبب اقبالهم عليه وعملهم به ذلك ان الناس ينشطون الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت انها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع العمل اي من العمل الصالح وهو يحب ان يعمل به خشية ان يعمل به الناس فيفرض عليهم هذا الحديث الشريف تخبر فيه عائشة رضي الله تعالى عنها عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته لامته وشفقته عليهم وحرصه على الا يتكلف من العمل ما يشق عليهم كما قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فتقول رضي الله تعالى عنها ان كان ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هنا مخففة من الثقيلة والمعنى انه كان صلى الله عليه وسلم ليدع العمل ان يترك العمل اما ترك بالكلية واما تركا بالادامة والاستمرار ايدع العمل اي يتركه تركا من اصله او يتركه بان لا يديمه والا يستمر عليه لاجل الا يعمل به الناس اي لاجل الا يعمل به الناس على وجه الدوام والاستمرار فيفرض عليهم اي يكتب عليهم لسهولته عليهم ولادامتهم لعمله وهذا الذي ذكرته رضي الله تعالى عنها للعمل اذا رأوا رسولهم صلى الله عليه وسلم يعملوا به لكن هذا لن يدوم اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم سيموت كما قال الله تعالى انك ميت وانهم ميتون فيثقل عليهم بعده صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيكون ذلك موجبا لترك عمل كانوا عليه معه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها في بيان هذا الامر من حاله صلى الله عليه وسلم من عدم تكلف من من ترك العمل وعدم تكلفه خشية ان يعمل به الناس فيفرض عليهم ذكرت صلاة الظحى سبحة الظحى فقالت رظي الله تعالى عنها وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط واني لاسبحها فنفت عائشة رضي الله تعالى عنها سبحته الظحى عنه صلى الله عليه وسلم وسبحة الضحى هي صلاته وسميت صلاة الظحى وعموم صلاة النفل سبحة لاجل كونها تسبيحا وتنزيها لله عز وجل ويطلق التسبيح على الصلاة كما فسر في قوله تعالى اه في الامر بالتسبيح في قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء الليل فذكر التسبيح في مواطن عديدة والمقصود به الصلاة المتطوع بها ونفيها رضي الله تعالى عنها صلاة الضحى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفي سنيتها فانها نفت امرا غير ثبوت اصل المشروعية بل قد ثبت عنها هي رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى اذا جاء من مغيبه يعني اذا قدم من غياب وثبت عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الضحى اربعا ويزيد ما يشاء وكل هذه في في الصحيح في الاحاديث الصحيحة عنها رضي الله تعالى عنها. فعلم ان النفي الذي ذكرته في هذا الحديث ليس نفيا لاصل المشروعية انما هو نفي لادامة ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدم صلاة الظحى مع امره بها وندبه اليها والاتفاق منعقد على ان سبحة الضحى وان صلاة الضحى سنة وانها من القربات والعبادات الفاضلة التي اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم جمعا من اصحابه كما اوصى بها ابا هريرة وابا الدرداء وابا ذر رضي الله تعالى عن الجميع واوصى بها عموم الناس بقوله يصبح على كل سلامى من الناس صدقة وذكر أنواع من العمل الصالح قال وجزئ عن ذلك ركعتين ويجزئ عن ذلك تركعهما من الضحى فالمنفي هنا هو الادامة او صفة من صفات الصلاة كانت معروفة في زمن عائشة رضي الله تعالى عنها فنفتها. هكذا قال بعض الشراح انهم كانوا يصلون ثمان ركعات ويدمون ذلك فنفذ ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وانه لم يفعل وقيل بل نفت انها رأت ذلك منه صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث قالت ما رأيته صلى الله عليه وسلم يصلي يصلي سبحة الضحى وان كان قد فعل وان كان قد ثبت عنه فعلها اي صلاة الظحى في احاديث اخرى والمقصود ان سنة الضحى ثابتة وان ماذا جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها انما هو نفي للادامة فيما يظهر والله تعالى اعلم وبه يعلم ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العمل الصالح مع مراعاة احوال الناس والرفق بهم فما يطيقه الانسان قد لا يطيقه غيره اما لضعف فيه واما لعدم قدرة عليه او لكسل او لغير ذلك وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين