الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقد روى الترمذي في جامعه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله فذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثة امور تنافي مقتضى الاخوة قرر اولا صلى الله عليه وسلم الرابطة التي تكون بين المسلمين وهي الاخوة وهذه الاخوة باعثها ومصدرها قوى الايمان انما المؤمنون اخوة ومقتضى الاخوة الرحمة والتعاطف والتعاون والمودة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد فهذه الاخوة تقتضي هذه المعاني فقوله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم يقتضي الود والرحمة والتعاون ثم بعد ذلك ذكر ما يخرج به الانسان عن هذا المعنى عن مقتضى الاخوة فذكر ثلاثة خصال هي اصول ما يخرب الاخوة قال صلى الله عليه وسلم لا يخونه والخيانة هي الغدر في موضع الائتمان فانه من خان غيره انما يكون في حال ائتمانه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه اي خيانته وخديعته فقوله صلى الله عليه وسلم لا يخونه اي لا يغدر به في موضع الائتمان وهذا يشمل الغدر بكل اوجهه سواء كان ذلك في مال او كان ذلك في دم او كان ذلك في عرض او كان ذلك في سر فمن ائتمنك على شيء فان من مقتضى الاسلام ومقتضى الاخوة الايمانية الا تخونه فيما ائتمنك عليه حتى لو خانك فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ادي الامانة الى الى من ائتمنك ولا تخن من خانك فلا يعاقب الخائن بالخيانة بل يحتسب الاجر عند الله عز وجل فيما نزل بك من خيانة لكن لا تمارس معه هذه الخصلة وهي خصلة الغدر في موضع الائتمان حتى لو حصل منه خيانة لك ولا يكذبه اي ولا يخبره خبرا كاذبا وفي وجه ولا يكذبه اي ولا يكذبه فيما يخبر به مما هو موضع الصدق ادافع احتمال عدم عدم الاخبار بالواقع فلا يخبروا خبرا كاذبا ولا يرد خبره اذا كان ليس ثمة ما يوجب الرد ولا يكذبه. ثم قال ولا يخذله. هذي ثالث الخصال اي ولا يتخلى عن نصرته في في حضوره وفي غيبته بل ينصره بما يستطيع في احقاق الحق وابطال الباطل هذه خصال ثلاثة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في علاقة المسلم باخيه. وهنا علاقة المسلم باخيه سواء كان بينه وبينه ود خاص بين وبينه معرفة خاصة هذا من حقوق الاسلام العامة التي ينبغي ان يبذلها الانسان لكل من هو في مظلة هذا الدين من اهل الاسلام لا يعني هذا ان يتعامل بخلاف ذلك مع غير المسلم لكن احق من لا يخذل ومن لا يخان في التعامل معه ومن لا يكذب هو المسلم. واما غيره فان له الحق العام في الا يكذب والا يخان والا يخذل في موضع في موضع ينبغي ان ينصر فيه بحق ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد هذا التقرير قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرظه وهذا تقرير لعظيم حرمة المسلم في كل شؤونه وهذا كالتعليل المناهي السابقة يعني نهاه عن الخيانة وعن الخذلان وعن كذب لكون ذلك يخل بما يجب ان يحترم من عرظه ودمه وماله فالعرظ هو ما يتعلق بصفات الانسان وخصاله التي يكره ان يذم فيها سواء في نفسه او في ماله او في سواء في نفسه او في ولده او في ابائه ونسبه فلا يتناول عرضه بسوء او شر وكذلك ماله وكذلك دمه. وحفظ هذه الامور الثلاثة يحفظ بها حق الانسان. فاذا صين دمه وصينا عرظه وصينا ماله لم يتعرض له بسوء ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد هذا التقوى ها هنا. واشار الى صدره اشارة الى ان الباعث على حفظ هذه الحقوق وادائها هو صلاح القلب هو ان يكون القلب عامرا بخشية الله وتقواه ومراعاته ومراقبته فان القلب اذا عمر بهذا المعنى كف الانسان شره عن غيره. ولم يكن منه لغيره الاكل خير فانه لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولا والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فاشار النبي صلى الله عليه وسلم الى المعنى الذي ينبعث عنه وينبثق عنه كل خير بالنسبة لعلاقة الانسان بغيره وهو ان يعمر قلبه بتقوى الله فان من عمر قلبه بتقوى الله لم يكن منه لغيره الا الخير في السر والعلن. وفي الظاهر والباطن وفي الحضور وفي الغيبة ثم قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من ان ينطوي القلب على معنى الردي قال بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. يعني يكفي الواحد منا ان يكون فيه من الشر هذه الخصلة وهو احتقار اخيه المسلم والاحتقار هو النظر الى الغير تعالي النظر الى الغير بتنقص و عدم حفظ حرمتي في دمه او ماله او عرظه فانه من احتقر غيره لم يقم له وزنا من احتقر غيره خذله وخانه وكذب ولم يحفظه في عرظه ولا في ماله ولا في دمه. لا بد ان يتطرق الى خلل بواحد بواحد من هذه ولذلك قال يكفيك من الشر ان يقوم في قلبك هذا المعنى وهو احتقار الناس وذلك ان احتقار الناس موجب الى موجب للعلو عليهم. والتكبر والترفع وهذا من اعظم ما ينشأ عنه الفساد في الارض ولذلك كانت الدار الاخرة لمن لقوم خلت قلوبهم عن العلو تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا قرن الفساد بالعلو فانه من علا على الناس اظهر في الارض فساد في معاملتي ولهذا يعاقب يوم القيامة بنقيض ما في قلبه فانهم يحشرون كالذر يطأهم الناس باقدامهم اعاذنا الله من سوء المعال ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من من كبر ولهذا ينبغي للانسان ان ان يفتش قلبه لا تحتقر غيرك مهما كان نقصه ظاهرا في عينك اياك ان تحتقر غيرك فقد يكون هذا الذي تراه ناقصا في ماله او في نسبه او في مقاله او حتى فيما ترى من دينه انه انقص منك قد يكون عند الله خير منك. قد يكون عند الله خير منك وانت لا تعلم. ولهذا لما جيء بالرجل الذي يشرب الخمر الخمر جلده النبي صلى الله عليه وسلم في اقامة الحد عليه وتكرر المجيء قال احد الصحابة لعانه الله ما اكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما علمت الا انه يحب الله ورسوله. مع وجود هذا الكبيرة ولما اقيم الحد على امرأة زنت قال واصاب احد الصحابة شيء من من دمها تكلم فيها بكلام رديء قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو وزعت على سبعين من اهل المدينة لوسعتهم فاياك ان تحتقر احد لا تنظر لاحد بنقص انظر لنفسك بالنقص اما غيرك فكل امره الى الله ولا تنتقصه واذا نظرت الى نفسك بالنقص اعانك على الكمال اذا نظرت لنفسك بالنقص اعانك على الاصلاح. اما من يرى نفسه كاملا وقد احسن في كل شيء فكيف يصلح وكيف يرتقي لانه قد بلغ في نظر الغاية والمنتهى ولهذا مبدأ الشر في علاقتك بالناس ان تحتقرهم. ومبدأ الشر في سوء حالك ونقص ايمانك ان ان تنظر الى نفسك بالكمال ولذلك لا تعجب ان تسمع مثل هذه المقالة من ابي بكر رضي الله تعالى عنه وهو صديق الامة في سياق الموت يقول ليتني شعرة في عبد مؤمن وعمر يقول ليتني اخرج منها كفافا لا لي ولا علي. ليش قالوا هذه المقالات لانهم نظروا لانفسهم بانهم لم يؤدوا ما يجب لله عليهم على وجه الكمال. بخلاف الذي يرى نفسه قد كمل فانه لن ينظر الا الى استحقاقاته وسينظر الى غيره بالنقص. فنسأل الله ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يكملنا بالفظائل وان يعيننا على اداء الحقوق وان يعيذنا من الكبر وسيء الخصال وصلى الله وسلم على نبينا محمد