ثم قال صلى الله عليه وسلم ولا يبع بعضكم على بيع بعض. يعني لا يسع احدكم في ابطال بيع اخيه ليكسب منه لا يبع بعضكم على بيع بعض صورته يأتي الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسعى لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا هذا الحديث الذي تضمن هذه المناهي الخمسة وختمه صلى الله عليه وسلم وختمها صلى الله عليه وسلم بالامر بتحقيق الاخوة بين اهل الايمان هي اصول في صلاح ما بين الانسان وغيره في الظاهر والباطن ففي الباطن وهو ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحاسدوا اي لا يحسد بعظكم بعظا سواء ذلك باثارة الحسد ويغار الصدور او كان ذلك بايقاع الحسد على نعمة ساقها الله تعالى على غيرك. الحسد ايها الاخوة مرظ قلبي ما هو الحسد الحسد هو ان تكره انعام الله على غيرك متى ما كرهت ان الله تعالى انعم على غيرك في دين او دنيا فقد تورطت في الحسد هذا ادنى مراتب الحسد واما تمني زوال النعمة فهذه مرتبة اقبح واردى من المرتبة السابقة اذ انها كراهية مع الرغبة والامنية في زوال الخير والنعمة عن الغير الحسد مرض القلب نهى الله تعالى عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبين عظيم عاقبته وشؤم نتائجه على الحاسد في الدنيا والاخرة ففي الدنيا ظلمة في الصدر وسوء في الحال وفي الاخرة ذهاب للحسنات. اذ ان مفتاح الشرور الحسد فمن حسد بهت وما الحسد اغتاب ومن حسد آآ كذب ومن حسد سعى بالحاق الظرر بلسانه وبيده باخوانه فلذلك ينبغي للانسان ان يحرص على ان يسلم صدره تجاه اخوانه. لا يكن في صدرك على مسلم حسد فما ساقه الله تعالى اليه من النعم الدينية والدنيوية لم ينقصك شيئا. تأكد ان كل نعمة ساقها الله على غيرك فهي لا تنقصك شيئا لو لو قسم الله لك من تلك النعمة التي ملأت صدرك كرها ان ساقها الله لغيرك لو لك منها ادنى نصيب لما فاتك فبالتالي لا تشغل قلبك بالنظر الى ما انعم الله تعالى به على غيرك انما اشغل قلبك حقيقة بالنعم التي ساقها الله اليك فكن عبدا شكورا كما امر الله تعالى في قوله واعملوا ال داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ومن سلم من الحسد وعواقبه طهر قلبه وهنأ عيشه. فاول مصاب في الحسد هو الحاسد اول مصاب الحسد هو الحاسد مصاب في دينه ومصاب في دنياه في دينه بالسعيات اثام التي يجنيها وفي دنياه بالهم والغم وضيق الصدر وكدر الحال بسبب ما يراه من انعام الله على غيره اما الخصلة الثانية التي نهى عنها فهي النج والنج هو طلب زيادة الاسعار من غير رغبة في الشراء مثل لا يدخل مزايدة او حراج ويزيد وهو لا يرغب في الشراء فقط ليفيد ويكسب صاحب السلعة سواء بتواطؤ باتفاق معه او بدون اتفاق هذا هو النج فهو اثارة ورفع للاسعار من غير رغبة في الشراء ولا تباغظوا اي لا يستعمل بعضكم مع باء مع بعض البغضاء. وهو اخذ اي سبب من الاسباب المفظية للبغظاء. سواء في القول او في العمل او في المعاملة في السر او في العلن ولا تدابروا اي لا تترجم هذه البغضاء التي في القلوب الى اعمال بان يتدابر بعظكم مع بعظ سيولي دبره اما حقيقة واما معنى حقيقة بان يعطيه ظهره اذا لقيه احتقارا له او تنقصا له ومعنى اي السعي في كل ما يكون سبب للتنافر والتباعد بين الناس من اهل الاسلام فان هذا مما نهي عنه ولا تدابروا البائع الى من اشترى سلعة فيقول له اشتريتها بعشرة انا اعطيك اياها بثمانية رده واعطيك اياه بثمانية اعطيك مثلها في بثمانية هذا يدخل فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبع بعضكم على بيع بعض. ثم ختم ذلك بالوصية الجامعة التي يحصل بها السلامة من كل هذه وكونوا عباد الله اخوانا لماذا قال اخواننا؟ لان الاخوة تقتضي المحبة الاخوة تقتضي الرحمة الاخوة تقتضي التعاون. فاذا كانت المحبة قائمة ما بيننا والرحمة قائمة بيننا والتعاون قائم بيننا لم يقع تحاسد ولا تناجش ولا تباغض ولا تدابر فنسأل الله ان يعيننا واياكم على طيب الاخلاق في السر والعلن. وان يطهر قلوبنا من كل الافات وجوارحنا مما يغظبه من سيء العمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد