يتكرر بتكرر الايام ففي كل يوم تستحق هذه النعم ان يشكر عليها جل وعلا وليعلم العبد انه لا يحيط شكرا بنعم الله عز وجل فان نعمه جل وعلا تجل عن وما بكم من نعمة فمن الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شكر هذه النعم في كل يوم و لذلك يشرع للعبد ان يشكر الله تعالى على على نعمه كل يوم الحصر اذ يعجز عدها فكيف حصرها؟ قال الله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لا تستطيعون الاحاطة بها جميع ما في الانسان من خيرات ومصالح انما هي فظله جل وعلا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس هذه الجملة التي اخبر بها ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها اخبر صلى الله عليه وسلم عن ان كل عظم في الانسان فانه يستحق عملا صالحا يشكر به الله تعالى عليه فقوله صلى الله عليه وسلم كل سلامى سلامة هي العظام قيل صغار قيل انها صغار عظام الابل وقيل عظام الكتف واليدين والرجلين وقيل هي المفاصل اقرب ما يقال ان السلامة المقصود به المفاصل. فقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الانسان على ثلاث مئة وستين مفصل فبني خلق الانس فبني خلق الانسان على هذه المفاصل التي بها حركته وذهابه ومجيء اذن المفاصل هي ما بين العظام وقد تطلق السلامة على العظام فيمكن ان يقال قوله كل سلامة اي كل عظم ومفصل من الانسان يستحق عملا صالحا يشكر به الله عز وجل. فقول كل سلامة من الناس عليه صدقة ان يستحق صدقة وقوله صلى الله عليه وسلم عليه اي انه في مقابل هذا الانعام يشكر جل وعلا بالعمل الصالح وعلي هنا تشمل الواجب من العمل الصالح وتشمل المستحب والمذكور في هذا الحديث هو صنوف من الاعمال الصالحة غير الواجبة في الاصل قال صلى الله عليه وسلم كل يوم تطلع فيه الشمس اي شكر نعم الله عز وجل على الانسان في بدنه من هذه المفاصل والعظام وفي كل انعام ينعم الله تعالى به ويتجدد هذا الانعام فانه يشكر عليه جل في علاه وعد النبي صلى الله عليه وسلم في شكري نعم الله عز وجل خمسة امور وليس هذا على وجه الحصر. انما ذكر انواع وابواب من ابواب الصدقات والاعمال الصالحة التي يشكر بها عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة تعدل بين اثنين اي تحكم بالعدل بين اثنين والحكم اما بفصل الخصومة والنزاع بالقضاء واما بالصلح فكلاهما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة تعدل بين الاثنين صدقة والمقصود بالاثنين المتخاصمين فالألف واللام هنا للعهد الذهني وهما من يحتاجون من يحتاجان الى اصلاح او الى فصل خصومة ونزاع بينهما و قوله تعدل فسره بعض اهل العلم بالاصلاح و لا يمنع ان يكون المعنى تحقيق العدل بالاصلاح او بغيره وسواء كان ذلك عن طريق الولاية كان يكون الانسان قاضيا او حاكما او يشتغل في الاصلاح بين المتنازعين او ان ذلك على وجه التبرع والابتداء فانه من العمل الصالح الذي يؤجر عليه عند الله عز وجل سيبلغ به الانسان درجة الصائم القائم فقوله صلى الله عليه وسلم تعدل بين الاثنين صدقة اي عمل صالح تشكر به هذه النعم وذكر صلى الله عليه وسلم ايضا وتعيل الرجل في دابته تعين الرجل اي تساعده في دابته فتحمله عليها اي ترفعه اذ انه قد لا يتمكن من الركوب على الدابة الا بالاعانة فاذا عنت الرجل بحمله على الدابة كان ذلك من صالح العمل او تحمل او ترفع له عليها متاعه ترفع له عليها متاعا بان يكون قد استوى على الراحلة فترفع له متاعه فهذا قال فيه صلى الله عليه وسلم صدقة اي عمل صالح الاول من الاعمال التي ذكرها اصلاح بالقول وقد يكون اصلاح بالعمل بالمال والثاني مما ذكر صلى الله عليه وسلم الاصلاح بالجهد البدء الصدقة بالعمل البدني ونفع الناس اعانتهم على حوائجهم وقضاء مصالحهم ثم قال صلى الله عليه وسلم والكلمة الطيبة صدقة. اي الكلمة الصالحة عمل صالح يؤجر عليه الانسان ويشكر به انعام الرحمن جل في علاه والكلمة الطيبة تشمل كل كلام امر الله تعالى به ورسوله على وجه الايجابي او الاستحباب فتلاوة القرآن والاذكار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كله صدقة ولهذا في حديث ابي ذر يصبح على احدكم يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة ذكر ابواب العمل الصالح فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة نهي عن المنكر صدقة كل هذا من العمل الصالح الذي يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم والكلمة الطيبة صدقة. وقد قال النبي وسلم الكلمة آآ الكلمة الطيبة صدقة اي انها عمل صالح ويستوجب هذا العمل اثابة من الله عز وجل ويجزي به الانسان نعمة الله تعالى عليه في هذه المفاصل والعظام ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في العمل ذكر ايضا صلى الله عليه وسلم من الاعمال التي تشكر بها نعم نعم هذه المفاصل وبكل خطوة تخطو تمشيها الى الصلاة صدقة اي كل خطوة صدقة تنال بها اجرا من الله عز وجل وسواء كان ذلك المشي الى الصلاة في المساجد او الصلاة في المصليات او الصلاة في البيوت فكل خطوة يخطوها الانسان الى الصلاة سواء كان صلاة فرض او نفل فانه يكون بذلك قد اشتغل بعمل صالح يشكر به انعام الله تعالى عليه واخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعمال الصالحة وتميت والاذى عن الطريق صدقة تزيل الاذى ينحيه عن الطريق والاذى هنا يشمل الاذى الحسي من القذر والحجارة والاشواك وما يعثر مسير الناس سواء كان الطريق تسير فيه السيارات او يسير فيه المشاة او كل طريق يسلكه الناس على اي وجه كان هذا السلوك فازاء اماطة الاذى عنه وهو كل ما يتأذى الناس بكونه في طريقهم من قذر او حجر او غير ذلك فانه مما يؤجر به عليه الانسان. وايضا اماطة الاذى المعنوي وذلك بالكلمات التي قد تكتب على الجدران او المناظر التي اه اه يتأذى بها الناس معنويا اماطة الاذى عن الطريق بازالتها عن الطرق ذلك من الصدقات ومثلها ايضا ازالة المؤذين الذين يقطعون الطرق او يلقون فيها ما يؤذي الناس فان ازالتهم بالتبليغ عنهم اه اه اخذ اه الخطوات التي ينكف بها الشرع عن الناس بازالتهم هذا مما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم وتميط الاذى عن الطريق صدقة هذه جملة من الابواب التي يشكر بها الانسان انعام الله تعالى عليه في مفاصله وعظامه. وقد جاء في حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامة من الناس صدقة. وذكر جملة من الاعمال كل تسبيحة صدقة الى اخره. ثم قال ويجزئ عن ذلك كله ركعتان تركعهما وما من الضحى اي ومن مقام هذه الاعمال الصالحة في شكر نعم الله تعالى عليك في عظامك ومفاصلك وسلامتها وصحتها وادراك مصالحك بها ان تركع ركعتين من الضحى وهذا فيه بيان عظيم الفضل المرتب على صلاة الضحى فانها تكفي عن كل هذا العمل الكثير. وهذا ليس يعني ان لا يطرق الانسان هذه الابواب وانما هو بيان ان هذه الابواب مما يدرك الانسان به مجموعها والفضل الذي فيها بشكر نعم الله عز وجل عليه هو ان اه يصلي ركعتين من الضحى وهل لا بد ان يأتي بكل هذه الابواب؟ وهذه الاعمال الصالحة حتى يشكر النعمة؟ الجواب لا. انما يكفي ان يأتي بما يشكر به انعام الله تعالى يعني والله يعطي على القليل الكثير فقليل العمل يجزي كثير الاحسان الذي يتفضل به الرحمن على بلي الانسان فله الحمد اولا واخرا ولن نبلغ شكره والقيام بحقه وانما نظهر له جل وعلا صدق رغبتنا في شكره ولن نحيط به جل في علاه ولا بحقه فحقه اعظم من ان يحيط به العباد اسأل الله تعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يستعملنا واياكم فيما يحب ويرضى وان يرزقنا شكر نعمه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد