بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن اتبعه احسان الى يوم الدين ربنا اغفر لنا ولشركنا وللحاضرين والسامعين. الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم حتى فقال لهم حين انفق كل شيء بيده ما يكن عندي من خير فلن ادخره عنكم ومن يستعفف فرفعه الله ومن يستغني به الله ومن يتصبر يصبره الله. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم وبارك على محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اهل الحديث رضي الله عنه ذكره النووي رحمه الله في باب الصبر وفيه ان مناسبة من الانصار لم يسمح ابو سعيد رضي الله عنه لان الامر الذي الخبر لا بالاشخاص الذين وقعت. سألوا النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة او من الزكاة او من غيرها من الاموال التي ترد عليه صلى الله عليه وسلم اعضاء ثم سألوه فاعطاهم فكرروا المسألة اكثر من مرة حتى نفذ ما عنده اي لم يبقى معه شيء صلى الله عليه وسلم مما يأتيه فقال لهم لما نفذ ما عنده ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم اي ما يكون عندي من المال لن امنعكم اياه وهذا كالاعتذار منهم صلى الله عليه وسلم كالاعتذار من هؤلاء الذين سألوه حيث اعتذر اليهم صلى الله عليه وسلم بانه ليس عنده شيء وانه لو كان عنده شيء لاعطاهم مع تكرار مسألتهم. ما يكن عندي من شيء فلن ادخره عنكم ثم وجههم الى ما ينفعهم والى ما يرفعهم ويصونهم عن هذه الحال وهي تكرار السؤال فقال صلى الله عليه وسلم من يتعفف يعفه الله اي من يطلب العفاف يرزقه الله تعالى العفاف ويعينه عليه والتعفف هو كف النفس عن المكروه والمنهي من اموال او غيرها لكنه في هذا السياق التعفف المقصود به صيانة النفس عن التطلع الى اموال الناس والزهد عما في ايديهم فان ذلك من اعلى ما ينفع الانسان في تعامله مع الناس ان يكف بصره عما في ايديهم وان يكف نفسه عن التشوف الى ما رزقهم الله تعالى من يتعفف يعفه الله ان يرزقه الله تعالى العفاف ويعينه عليه حتى يكون له جبلة ويكون له سجية ويكون له خلق ثم قال صلى الله عليه وسلم ومن يستغني يغنه الله هذه الجملة الثانية والتوجيه الاخر الذي وجه اليه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ومن يستغني اي من يطلب الغنى وهي مرتبة اعلى من التعفف لان التعفف هو كف النفس عن اموال الناس واما الغنى فهو اظهار ما يكتف ما يكتفي به مسألتهم او عطاءهم فهو يظهر ان الله قد اعطاه فالغنى مرتبة اعلى من العفاف ولذلك اتى بها ثانيا لان العفاف هو كف النفس عن السؤال والاستغناء هو عدم قبول ما يأتيه منهم وهذي مرتبة عالية ومن يستغني يغره الله وقوله صلى الله عليه وسلم يغنه الله اما ان يرزقه ما ما يغتني به عن الناس هذا معنى واما ان يرزقه بقلبه غنى يكتفي به عن ان يقبل من الناس شيئا وكلا المعنيين به يحصل المقصود وهو انه لا يسأل الناس شيئا ولا يقبل منهم عطاء ومن يستغني يغنه الله بعد ان ذكر هاتين الخصلتين وهما مما يتعلق بكف النفس عما في ايدي الناس يتحقق بهما الزهد عما في ايدي الناس وتعلق القلب بالله فهو يتعفف عما في ايديهم ويستغني بالله عما في ايديهم ذكر الخصلة الجامعة التي تقود الى كل فضيلة وتهدي الى كل خلة جميلة وهي الصبر فقال ومن يتصبر يصبره الله من يتصبر اي من يعالج نفسه حتى تصبر من يحمل نفسه حتى ترزق الصبر وحبس النفس عن السؤال عن التطلع لما في ايدي الناس كل ما ينبغي الصبر عنه لان الصبر معنى واسع كما ذكرت فيما مضى ان الصبر هو حبس النفس اما عن معصية حبس النفس على طاعة بان يفعلها الانسان حبس النفس عما يكون من الجزع والصبر على الاقدار المؤلمة. ومن يتصبر اي يحمل نفسه الصبر. يعينه الله تعالى فيرزقه نفسا صبورا على طاعة الله نفسا صبورة عن معصية الله نفسا صبورة على اقدار الله المؤلمة. ومن يتصبر يصبره الله اي يرزقه الله تعالى صبرا بعد ان ذكر الخصلة الجامعة للخيرات كلها قال صلى الله عليه وسلم وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر اي ليس هناك عطاء في الدنيا يحصل للانسان به كمال العاقبة وجميل النهاية ويدرك به فضائل الاخلاق اكمل من الصبر فهو خير من العطاء المالي لانه لو اعطي من المال واعطي من الاولاد واعطي من متع الدنيا ما اعطي لكن ليس معه صبر فانه لن يحسن عامل مع هذا العطاء لكنه اذا اعطي الصبر فلو كان غنيا احسن النظر في ماله ولو كان فقيرا احسن التعامل مع حاله فالصبر حالة جميلة بها يدرك الانسان الفضائل كلها ولذلك قال وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر خير في ذاته واوسع من الصبر لانه يوسع عليه كل ضيق. الصبر يوسع على الانسان كل ما ضاق فبالصبر تتسع المجاري وبالصبر تندفع المشاق وبالصبر تنحل الشدائد وبالصبر يدرك الانسان الغايات وبالصبر يبلغ الكمالات ولذلك كان اوسع ما يعطاه الانسان فهو خير في ذاته. وهو سعة لمن رزق الصبر هذا الحديث فيه فوائد عديدة من ابرز الفوائد انه يجوز اعطاء السائل اكثر من مرة. فهؤلاء اعطوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة ومع ذلك اعطاهم. سواء كان ذلك من الصدقة او كان ذلك من الزكاة اذا كان مستحقا سواء اعطاه لفقره ثم جاء مرة ثانية يسأله واعطاه لفقره او اعطاه لسبب اخر كان يكون فقيرا وعابر سبيل فاعطاه لفقره ولكونه عابر سبيل وفي حسن اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكمال خصاله وصدق ما اخبر الله تعالى به عنه حيث قال وانك لعلى خلق عظيم. فانه لما نفذ ما في يده من المال. لم يقل قالت يصرف بها الناس اقضيتوا عنا المال او انهيتوا المال انما قال ما مطمئنا لهم ومؤكدا انه ليس عنده شيء ما يكون من ما كن عندي من خير فلن ادخره عنكم فلا تضيق وان جاءني شيء هذا وعد واذا جاء شيء سيعطيهم صلى الله عليه وسلم. ايضا فيه الكرم بالعلم اذا قل المال فان الكرم بالعلم يدركه الانسان ولو لم يكن ذا مال. ولذلك اوجههم الى ما وجههم اليه من الوصايا. وفيه ان الخصال الجميلة تكتسب فليس شيء من الخصال لا يمكن ان يتخلق به كثير من الاحيان الانسان يقول والله انا طبعي كذا انا ما اقدر اغير من سلوكي انا ما اقدر اغير من اخلاقي لا ما في شي من الفظائل الا بالمعالجة الصبر والتعود الا تكتسبه ما في شيء من الاخلاق الا وتستطيع اكتسابه التعود والتصبر لكن الانسان يحتاج الى ان يبذل جهد من من يتعفف يعفه الله من يستغني يغنه الله من يتصبر يصبر يصبره الله وفيه فضيلة هذه الخصال الثلاثة العفاف والغنى والصبر والمعنى الجامع هو الصبر الذي يرزق به الانسان العفاف الصبر الذي يرزق به الانسان الاستغناء عما في ايدي الناس. وفيه ان خير عطاء ان يعطاه الانسان الصبر ولذلك كان اجره عظيما وفضله كبيرا على الانسان في دنياه وفي اخراه ولهذا ينبغي للمؤمن ان يسأل الله تعالى ولا يغفل عن سؤال الله ان ان يفرغ عليه صبرا وان يرزقه صبرا فان بصبره يدرك الفضائل وبجزعه وعدم صبره اه آآ يتهاوى في آآ حظيظ سافر الاخلاق اسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم الاخلاق وان يرزقنا واياكم الصبر وان يمن علينا بطيب الخصال وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب