بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها انه النبي صلى الله عليه وسلم فاتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم اعرفك فقال انما الصبر عند الصدمة الاولى متفق عليه. وفي رواية لمسلم تبكي على لها الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه في قصة المرأة التي رأها النبي صلى الله عليه وسلم عند قبر تبكي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله واصبري. امرها بامرين الاول تقوى الله والثاني الصبر تقوى الله اجعلي بينك وبين عذاب الله وقاية بان تكفي نفسك عن معصية الله تعالى وهذا يدل على ان الذي وقعت فيه من البكاء لم يكن جائزا ولذلك ذكرها بالتقوى التي تحجزها عن هذا العمل فقال اتق الله بالكف عن الجزع والضجر او النياحة او غير ذلك مما يكون عند المصيبة وقوله واصبري هذا نقل الى ما ينبغي ان تفعله لتحقق التقوى وهو الصبر فان من اتقى الله صبر لكن نص على الصبر بالتحديد لانه الذي يعينها على الخروج من هذا المنكر من هذا المحرم هو ان تستحضر الصبر والصبر حبس النفس عن الجزع حبس النفس عن ما يكون من سخط حبس النفس على ما يكره الانسان هذا ما يتعلق بما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم المرأة لم تكن تعرف النبي صلى الله عليه وسلم فلما وجه اليه هذا الامر وهذا التوجيه قالت اليك عني يعني انصرف اي كف عن نصحه او ما اشبه ذلك من المعاني التي مدارها على انها لم تأبه بهذا التوجيه وطلبت منه الا يتكلم معها اليك عني فانك لم تصب بمصيبتي يعني انك لو اصبت بهذه المصيبة لكان منك مثل الذي كان مني فلم يرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها بعض الصحابة بعد ان انصرف النبي صلى الله عليه وسلم اما اما عرفتيه وقال لها انه رسول الله في رواية مسلم قال فاخذها شبه الموت يعني من الظيق والخوف والوجل ان ردت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الرد فجاءت معتذرة الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم تجد عنده بوابين وقول لم تجد عنده بوابين اي ان حاله لم تكن كحال العظماء والكبرا والامرا والملوك من وضع حجاب بينهم وبين الناس اكرم الخلق لم يكن له بواب بل كان الناس يصلون اليه باسهل ما يكون فلم يكن هناك بوابين جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم معتذرة بانها لم تعرف النبي صلى الله عليه وسلم طوى الحديث عن الموقف الذي جرى منها وهو ردها للنصيحة لانها لم تعرفه ووجهها الى موظوع الامر الاول وهو الصبر فقال لها صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى انما الصبر الحقيقي التام الذي يحمد اهله ويوفى ويوفون الاجور بغير حساب ما كان عند الصدمة الاولى اي عند مفاجأة البلاء عند نزول المصيبة هذا هو الصبر الذي يوفى اهله اعظم الاجر الذي يدرك به الانسان خير الدنيا والاخرة. الصبر الحقيقي الكامل التام هو الذي يحبس فيه الانسان نفسه عند الجزع لما تفجأه المصيبة. اما ما يكون بعد ذلك من صبر في كال بعد مضي المصيبة بايام او اوقات ممتدة على حسب آآ حجم المصيبة وقوتها فهذا صبر يكون من كل الناس ولذلك من الكلام المشهور اذا اصابتك مصيبة فانت بين امرين اما ان تصبر صبر الكرام وهنا تمدح ويثنى عليك وتنال الاجر والفظل واما ان تسلو سلوى البهائم وذلك لان البهائم عندما يصيبها المصاب في اول الامر تجزع ثم اذا تمادى بها الامر سلت ونسيت هكذا الانسان عندما يصبر في اول نزول المصيبة يكون هو المحقق للصبر المحمود في اعلى صوره واكملها لا يعني ان الانسان اذا اصيب بمصيبة وحصل منه ما يخالف الصبر في اول الامر ثم تدارك ذلك في اثناء المصيبة انه ولا يؤجر يؤجر لكن الاجر الكامل التام انما هو عندما يصبر في اول فجأة المصيبة هذا الذي وفى فاجره على يوفى اجره على اكمل ما يكون هذا الحديث الشريف فيه فوائد كثيرة الفائدة الاولى ان زيارة القبور للنساء في ذلك الوقت لم تكن ممنوعة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها اتقي الله واصبري وكان التوجيه لاجل مجيئها لاجل جزعها وما كان منها من بكاء. واستدل بها القائلون بجواز زيارة النساء للقبور. وبعض العلماء قال الحديث لا دليل فيه لانه قال لها اتق الله وامره بالتقوى لها هو ان تكف عن كل محرم ومنه زيارة القبور وبهذا يكون قال بانه لا تجوز زيارة النساء للقبور كما هو مذهب الامام احمد والجماعة ليس في هذا الحديث اشكال على هذا القول ولا يوجد معارضة للقول بهذا الحديث. والصواب في مسألة زيارة القبور للنساء انها مكروهة وذاك ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه كما في الترمذي من حديث ابي هريرة باسناد لا بأس به انه قال لعن الله زوارات القبور وحمل هذا على كثرة الزيارة لان زوارات لفظ يدل على المبالغة وكثرة الترداد من من فائدة الحديث المبادرة الى انكار المنكر عند ظهوره فان النبي صلى الله عليه وسلم بادر الى توجيه هذه المرأة وترفق بها وهذي فائدة زائدة انه امر بالمعروف ونهى عن المنكر لكن لم يكن ذلك بعنف بل برفق والمقصود هو البلاغ لا زوال الصورة المنكرة. النبي صلى الله عليه وسلم لما كلم المرأة فقال لها اتقي الله واصبري. هل المرأة كفت جرت الجواب لا ولذلك اتت بما هو منكر فردت النصيحة لانها ما تعرف النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اليك عني ما جادلها ما اخذ واعطى معها تركها ومضى ذلك ان المصاب قد يصدر عنه بسبب المصيبة او بسبب الامر بالمعروف في هذا الوقت او النهي عن المنكر ما لا يكون في الاعتيادية ولذلك ينبغي الترفق ان يبادر الانسان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويصبر على الناس. فالنبي صلى الله عليه وسلم قيل له ما قيل ومع ذلك لم يرد عليها تركها وشأنها فيه ايضا المبادرة الى الاعتذار فانها لما علمت انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلكأت ولا تأخرت بل بادرت وذهبت بنفسها الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه الاعتذار وشرحت الحال وفيه ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان هينا سمحا رفيقا بامته كما قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم لم يعنفها لم يقل لها شيئا مما يتعلق بردها نصيحته صلى الله عليه وسلم وتوجيهه بل انتقل الى تصبيرها في مصابها فقال لها انما الصبر عند الصدمة الاولى وفيه فضيلة الصبر عند نزول المصاب وفيه قبول الاعتذار عندما يوجد سببه وفيه ان الاجر الوافي للانسان انما يكون بصبره الذي يبادر فيه الى الصبر اوائل نزول طيبة ولا يعني هذا نفي الاجر عن الصبر بعد ذلك كما ذكرت يعني الانسان مصاب وصدر منه في اول الامر ما ينافي الصبر ثم بعد فترة ذكر وتذكر وانكف عن الجزع فانه يؤجر بقدر ما حصل معه من الصبر عند الم الم الم الم المصيبة هذه بعض الفوائد المتعلقة بهذا الحديث نسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم الصبر وان يعيننا واياكم على ما يصيبنا من اقدار الله المؤلمة وان يوفقنا الى ما يرضيه في السراء والظراء وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب