بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. نقل المصنف رحمه الله تعالى في باب الصبر. وعن عائشة رضي الله عنها انها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فاخبرها انه كان عذابا يبعثه الله تعالى الا من يشاء فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين. فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له الا كان له مثل اجر الشهيد. رواه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث من جملة الاحاديث المتعلقة بالصبر على اقدار الله تعالى والصبر على اقدار الله جل وعلا رتب الله تعالى عليه اجرا عظيما منه ما جاء في هذا الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون ما هو وما ورد فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه كان عذابا يعذب الله به من يشاء اي ان الله تعالى يسلطه عقوبة على من يشاء. في الامم السابقة وقد جاء في حديث اسامة انه كان عذابا على بني اسرائيل او على امم ممن سبق ثمان الله تعالى جعله في هذه الامة رحمة للمؤمنين. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فجعله الله رحمة للمؤمنين اذا نزل بهم واصابهم وهذا لان هذه الامة مرحومة بالوان البلاء والعذاب الذي يقع عليها في الدنيا لكنه لا يكون عذاب انتقام بل هو تكفير للخطايا ولذلك الطاعون هو هو في حق من جعله الله عليه عقوبة وفي من جعله عليه رحمة. الفارق ان الله تعالى يأجر المؤمنين على ما ينزل بهم من البلاء والمصاب واما الكافرون فانه يجعله عليهم عذابا وكذلك العصاة يجعله عذابا على ما كان من الذنوب ولذلك جاء في بعض الاحاديث كحديث عبد الله ابن عمر حديث ابن عباس انه عقوبة على ظهور الشر في الامة ولذلك قال فيما رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها الا عذبهم الله تعالى بالطاعون والاوجاع التي لم تكن في من سبقهم فهو عذاب على الكافرين بالامم السابقة وقد يعاقب الله تعالى به اصحاب المعاصي في الدنيا من هذه الامة لكنه في الجملة لاهل الايمان هو رحمة يرفع الله تعالى به الدرجات ويحط به الاوزار والخطايا وهذا وجه كونه رحمة ان الله يرفع به الدرجات ويحط به الخطايا لكن متى يكون رحمة؟ بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله فليس عبد يقع في الطاعون اي ينزل به الطاعون او ينزل في بلده او في المكان الذي هو فيه فيمكث فيه صابرا هذا الشرط الاول والصبر حبس النفس عن كل تسخط وضجر محتسبا اي ان هذا الشرط الثاني وهو ان يرقب الاجر من الله تعالى والثواب منه ويطمع في عطائه جل وعلا الثالث يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له يعني انه لن ينزل به الا ما قدره الله تعالى عليه من الضرر بهذا المرض والسلامة منه. من الهلاك بهذا المرض والنجاة منه فان مكثه في البلد الذي نزل فيه على هذا النحو صابرا محتسبا يعلم ان ما اصابه الا ما كتب الله له فانه ينال بذلك الاجر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا كان له مثل اجر الشهيد. وهنا قال مثل اجر الشهيد لان الاجر هنا ليس خاصا بمن اصيب بالطاعون بل حتى الذي لم يصب بالطاعون اذا نزل الطاعون في بلده وبقي على هذه الحالة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فان له من الاجر مثل اجر الشهيد ولم يقل فله اجر الشهيد. لان اجر الشهيد لا يكون الا لمن اصيب بالطاعون. فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي صالح عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهداء خمسة المطعون اي الذي اصابه الطاعون والمبطون والغرق الذي يغرق وصاحب الهدم الذي ينهدم عليه بيته او سيارته او خيمته والشهيد في سبيل الله هؤلاء شهداء فهنا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فهو شهيد بل قال له مثل اجر الشهيد وهذا انزل من الشهادة لانه ينال اجرها ولا ينال منزلتها وذلك انه لم ينزل به ما يكره من موت بالطاعون فاذا بقي الانسان محتسبا الاجر في البلد الذي نزل فيه الطاعون فانه مأجور السؤال ما هو الطاعون؟ الطاعون هو الوباء العام الذي يحصل به موت عام ليس نوعا من الامراظ من العلما من يقول انه الاورام التي تكون في المواطن الظعيفة من البدن وبعظهم شخصه بانواع من التشخيص وتعينوا بانواع من التعيينات لكن كل هذا لا دليل عليه. انما الطاعون هو الوباء الموت العام الذي يحصل به موت عام واسع الكوليرا سواء الجدري سواء الانفلونزا الطيور اصاب بعظ الناس اذا انتشر واصبح عاما يموت الناس منه هذا له حكم الطاعون لان الطاعون هو الوباء العام. ولهذا المشروع في مثل هذه الامراض العامة ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا نزل بارض فاذا نزل الطاعون بارض وانتم فيها فلا تخرجوا منها ولا تقدم عليها وفي رواية فلا تخرجوا فرارا منه فنهى عن الخروج منه الخلاصة ان هذا الحديث فيه جملة من الفوائد ان الطاعون قد يكون عقوبة ان الطاعون بالنسبة لاهل الايمان رحمة انه انما يكون رحمة فيما اذا كان الانسان قد قابله بالصبر والاحتساب والعلم بان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانه بقدر الله ان من بقي في بلد الطاعون او في المكان الذي شاع في هذا المرض فهو مأجور ولو لم يصب به مأجور واجره مثل اجر الشهيد. اما اذا مات بالطاعون فانه شهيد كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة الشهداء خمسة وذكر من هم المطعون؟ والخلاصة انه لا بد في في في اقدار الله تعالى ان تقابل بهذه الامور الثلاثة. الصبر والاحتساب والعلم بان ما اصابه انما هو بقدر الله لا مناص منه ولا فكاك عنه فليصبر وليحتسب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب