الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين. ربنا اغفر لنا شيخنا وللحاضرين والسامعين اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه. والوصب المرض لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما تضمن بشارة اهل الايمان واهل الاسلام فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب. النصب هو التعب والوسط كما قال المصنف رحمه الله المرض ولا هم ولا حزن الهم هو الم يشعر به الانسان لما يستقبل من الامور بان يكون عنده اختبار مثلا او يكون عنده عمل او تكون عنده قضية فيحمل همها في نفسه يعتلج شأنها في صدره فيسمى ذلك هما اذا كان شيئا لما سيأتي مما يخاف ويحذر ولا حزن الحزن لمصيبة نزلت وانقضت ولا اذى الاذى يشمل كل ما تقدم وقيل الاذى المراد به ما يصيب الانسان من اذية غيره ولا غم والغم هو ما ينزل بالانسان من الاذى النفسي بسبب مشكلة نازلة حاضرة قائمة وبهذا يتبين ان النبي صلى الله عليه وسلم شمل كل ما يكرهه الانسان في هذا الحديث فكل مصاب مكروه للانسان من نصب او وصب او هم او حزن او حزن او اذى او غم الم حسي او نفسي الم ظاهر او باطن كل ذلك حتى الشوكة يشاكها وهي من اصغر ما يصيب الانسان الا كفر الله تعالى بها من خطاياه. اي حط الله تعالى بها من خطاياها التكفير هي من من من الكثرة التكفير هو من الكفر وهو الستر اي ستر الله تعالى بها خطاياه وسترها بالتجاوز عنها والصفح والعفو. وقوله صلى الله عليه وسلم خطاياه يشمل في ظاهره كل الذنوب والخطايا الصغيرة والكبير فان الجميع يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم كفر الله تعالى بها من خطاياه. الا ان عامة العلماء على ان المراد بالحديث تكفير الصغائر واما الكبائر فانه لا يعفى عن الانسان الا بالتوبة ولا تغفر له ولا تكفر الا بالتوبة والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الحديث عام للصغائر والكبائر لكن ما كان مصرا عليه من الكبائر هاما بتكراره وغير نادم عليه فانه لا يدخل. اما ما كان من الكبائر التي فعلها ونسيها. وقد لا يكون استحضر توبتها. فهذا لعله يشمله العموم في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا كفر الله بها من خطاياه وهذا يدل على ان المصائب مكفرات وهي المصائب التي تجري على الانسان دون سبب منه فان كان له فيها سبب فانها ان كانت طاعة استفاد منها امرين استفاد تكفير الخطايا ورفع الدرجات اما ان كانت من الامور التي تنزل به دون كسب منه فان الله تعالى يكفر بها من الخطايا. واذا كان لا خطيئة له عوضه الله تعالى بها حسنات وظاهر الحديث ان التكفير حاصل بالمصيبة ذاتها لكن ذلك مقيد بما اذا صبر فانه ان لم يصبر لم يكن له على ذلك اجر كما قال بعض اهل العلم. وقال اخرون بل يكفر حتى لو لم يصبر ويكون الصبر سببا للمؤاخذة اثم من جهة اخرى فيجتمع في حقه تكفير من جهة اثم من جهة. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا الى محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب