الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة. وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابة متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث النبوي الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الصدق الصدق هو ان يخبر الانسان بما يطابق الواقع والكذب هو الاخبار بما يخالف الواقع هذا تعريف الصدق وهذا تعريف الكذب والصدق يكون في القول بان يخبر الانسان بكلامه وقوله ما يكون موافقا للواقع ويكون بالفعل وذلك بان يكون ما يفعله مطابقا لما في قلبه فليس فعله مخالفا لما في قلبه فيكون بذلك صادقا في القول وصادقا في الفعل والعمل والصدق يكون مع الله عز وجل ويكون مع الخلق واعلى مراتب الصدق الصدق مع الله جل في علاه وذلك بان يصدق المؤمن في طلب ما عند الله جل في علاه وان يكون غيبة وشهادته وحضوره و خفائه ان يكون في ذلك كله على حال ترضي الله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف قال ان الصدق يهدي الى البر الصدق في القول والصدق في العمل يهدي الى البر. البر هو الجنة كما قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون لن تنالوا البر يعني لن تنالوا الجنة وقيل البر هو العمل الصالح الخير لن تنالوا البر اي لن تدرك العمل الصالح وتبلغوه حتى تنفقوا مما تحبون وفي الحديث ان الصدق يهدي الى البر يعني الصدق يهدي الى صالح العمل فمن كان صادقا صلح عمله قال صلى الله عليه وسلم ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وهذا يؤكد ان المعنى في البر هنا العمل الصالح وهو في الكذب قال ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن فقال ان الرجل ليصدق اي في قوله وفي عمله وفي رواية ويتحرى الصدق يعني يطلبه ليس فقط يصدق هكذا انما يصدق بقوله ويطلب الصدق يتحرى الا يقع منه شيء من الكذب سواء كان ذلك في قوله او في عمله. ان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ان يبلغ هذه المنزلة العليا وهي ان يكون عند الله صديقا وهم في المرتبة التي تلي النبيين فان الله تعالى لما ذكر الذين انعم الله عليهم ذكر اولا النبيين ثم ذكر الصديقين والشهداء والصالحين اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فمرتبة الصديقية مرتبة عالية ينالها المؤمن بان يصدق في قوله وان يتحرى الصدق يطلبه فيراقب كلماته ويراقب افعاله. ويطلب ان يكون القول والفعل على نحو مطابق للواقع لا زور فيه ولا كذب اما المقابل لهذا فهو الكذب فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان وان الكذب يهدي الى الفجور الكذب في القول سواء كان صدقا سواء كان على الواقع والحقيقة او كان على وجه المزح والهزل كل ذلك يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم ان الكذب يهدي الى الفجور. الفجور هي المعصية. وذلك ان الكذب يقود الانسان الى المعاصي. فمن كذب وقع في المعصية ولابد بكذبه ثم يقود ذلك الى معاصي اخرى ليتم له ما يشتهي وما يريد من الكذب وان الكذب يهدي الى الفجور. ثم قال صلى الله عليه وسلم وان الفجور يهدي الى النار وقال ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا اي يكون من الكذابين الموصوفين بهذا الوصف عند الله عز وجل ولذلك الكذب مع الخلق ليس منتهيا عندهم فقط بل يكون ايضا مقيدا عند الله تعالى بان يوصف فلان بانه كذاب ثم قالوا وان الفجور يهدي الى النار. بعد ذلك قال صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وهنا ايها الاخوة ينبغي لنا ان نحرص على تحري الصدق فان التحري الصدق يفتح ابواب الخير ويقود الى الى الجنة. وينبغي ان نتجنب الكذب ما استطعنا الى ذلك سبيلا فان الكذب يهدي الى الفجور والمعاصي والمعاصي طريق الى النار. وبهذا نعلم ان الوصول الى الجنة والوصول الى النار عملية ناتجة عن مسار الانسان ومسلكه فليس عن صدق واحد ولا عن كذب واحد يبلغ الانسان هذه المراتب انما يبلغه عن الصدق وتحريه او الكذب هكذا يبلغ الانسان اما ان يكون صديقا واما ان يكون كذابا اما ان يكون من اهل الجنة واما ان يكون من اهل النار نسأل الله ان يجعلنا انا واياكم من الصديقين وان يقينا واياكم الكذب في القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم تابعونا على موقعنا الالكتروني. كما نسعد بتواصلكم معنا عبر صفحتنا على الفيسبوك. وايضا على تويتر. وبامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب