في الاجر سواء. ومن لم يؤته علما لكن اتاه مالا فصرفه في معصية الله. ومن لم يؤته مالا ولا علما وقال لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل هذا ايضا تعظم به الحسنات مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من ورائكم ايام الصبر القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر. اجر الواحد منهم كاجر خمسين. هذا بالنظر الى حال الشخص وانه في محيط او زمان القسم الاول قال فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة الهم هو الارادة والعزم والقصد وقيل ان الهم هو ادنى درجات التوجه الى الشيء واكبر منه القصد واعظم منه العزم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى ان الله كتب الحسنات والسيئات. ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات الى سبعمائة ضعف. الى اضعاف كثيرة وان بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة متفق عليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد روى الامام البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه هذا الحديث الذي ذكره الحافظ النووي في رياضة الصالحين ان الله كتب الحسنات والسيئات وبين ذلك اي قدر الحسنات والسيئات الكتابة هنا بمعنى الفرض كما قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وما اشبه ذلك من الايات التي اخبر فيها جل وعلا عن الفرظ بالكتابة ان الله كتب الحسنات والسيئات وبين ذلك اي وضحه واظهره فالحلال بين والحرام بين ثم بعد ذلك بين احوال العاملين مع هذه الفرائظ والمشروعات سواء كانت واجبات او مستحبات فقسمهم من حيث النية الى قسمين على كل حال المقصود بالهم هنا الارادة من اراد حسنة من الحسنات فلم يعملها لاجل اي عارض يعرظ له سواء كان ذلك العارض انه صرف نظرا عنها او انه انشغل بغيرها او ما الى ذلك كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة ذلك ان الهم بالحسنة حسنة ونية الصالح صالح ثم ان عملها ان هم بها عملها اي ترجمها قولا او فعلا ففي هذه الحال قال صلى الله عليه وسلم كتبها الله عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فان الله تعالى يضاعف لكن مبدأ المضاعفة من عشر ومنتهى الله اعلم وذكر السبع مئة بين العشر واضعاف كثيرة بيان ان المضاعفة لا تنتهي الى هذا الحد لكن اكثر ما يمكن ان يحصى المضاعفة سبع مئة ثم شيء لا يحصى ولا يحيط به عد وهذا يبين عظيم الفظل والاجر الذي يترتب على العبادات اذا عملها الانسان وان الناس في اجورهم متفاوتون فواحد يكون اجره عشر حسنات ونفس العامل بالحسنة يكون اجره سبع مئة واخر يكون الى اضعاف كثيرة والسبب في مفارقة بين الناس اما ان يرجع الى الزمان او الى المكان او الى حال الشخص او الى نيته كل هذه امور تؤثر في الاجر الفاضل تعظم به الحسنات. المكان الفاضل تعظم به الحسنات. الحال التي يبعد معها الطاعة وتكون فيها طاعة تضعف فيه الهمة الى الطاعة فيظاعف له الاجر لكونه في زمان قل فيه الطائعون. وقد يكون بالنية فالانسان اذا صحت نيته وعظم قصده وارادته ما عند الله كان ذلك رافعا في درجاته. اذا المضاعفة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مبتدأة من عشر حسنات وتنتهي الى اظعاف كثيرة هذي باختلاف العاملين وباختلاف في العمال في الزمان وباختلاف المكان وباختلاف النية والقصد هذا هو القسم الاول من العاملين بتلك الفرائض والحسنات اما السيئات وهو ثاني ما كتبه الله وهو المحرمات فان الله تعالى بين قال اذا هم بسيئة يعني بذنب او محرم فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة لان ترك السوء خير وثواب. فاذا هم ان يعمل سيئة ثم تركها لله يرجو ما عند الله فهذا يؤجر على هذا الترك للهم اما اذا عملها وعملها يتحقق بواحد من امرين اما ان يتكلم واما ان يترجمها في جوارحه ففي هذه الحال كتبها الله عنده سيئة واحدة وهذا يبين عظيم الفظل الذي يدركه من كف عن السيئات بعد الهم بها وانه اذا عملها فانه يعاقب عليها بسيئة واحدة كما قال الله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها. اما الحسنات فجزاؤها كما مر معنا مظاعف بهذا الحديث بيان ان الشرائع بينة وواضحة وان الملتبس فيها المشتبه قليل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ذلك فقد بينه ومقتضى البيان ان يطلق هذا البيان في حال الاشتباه ثم بعد ذلك الشأن في العمل بعد البيان فانه اذا اتضح الامر فالعاملون ينقسمون الى قسمين ومبدأ العمل هو النية ولذلك ذكر النية وانقسام الناس فيها لانها مفتاح العمل وهذا يدل على انه ينبغي للانسان ان يعتني بقلبه وان يهم الهمة الطيبة. ولذلك قال جماعة من العلماء نية المؤمن خير من عمله فانه بنيته يبلغ من الدرجات والفضائل والخيرات ما لا يدرك منتهاه بالنسبة لهم الحسنة افادنا الحديث انه ينقسم الى قسمين. هم يبقى نية في القلب وهذا الاول وهم يترجم الى عمل. الاول الحسنة لصاحبها حسنة الهم والثاني له الهم والعمل مضاعفا الى حسنات كثيرة. القسم الثاني الهم بالسيئة الهم بالسيئة قسمه الى قسمين اما هم بسيئة لا يعمل بها فهذا لا اثم عليه بل له اجر في تركه والثاني هم بسيئة يقظى وهنا تقع السيئة بواحدة اذا تركها متى يكون مأجورا يكون مأجورا اذا تركها لله اما اذا تركها خوفا او عجزا او غير ذلك من الاسباب التي تعود الى وجود حواجز وموانع بينه وبين سيئة ففي هذه الحال ليس له في ذلك اجر بل عليه وزر. لانه نوى السيء حال بينه وبينه حائل يمنعه منه ولو ازيل هذا الحائل لاتى تلك السيئة ومن هنا ينبغي ان نعرف ان من الناس من يشقى بنيته ومنهم من يسعد بنيته كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي كبشة الدنيا لاربعة وذكر من اتاه الله علما ومالا ومن اتاه فوجهه الى ما يحب ويرضى ومن اتاه علما دون مال ونوى فيها الصالح فهما ما عمل قال فهما في الوزر سواء بمعنى انهما في مرتبة واحدة لان هذي نية جازمة لم يمنعه من ايقاعها الا انه ما تمكن عجزه فكان كالذي فعل اسأل الله ان يرزقني واياكم النية الصالحة والعمل الصالح وان يهدينا سبيل الرشاد وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب