الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان من الاعمال الصالحة التي يشتغل بها اهل الاسلام في هذه الايام ما شرع الله تعالى من الاضاحي الاضحية سنة نبوية ثابتة. فقد تواتر النقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سنة الاضحية حيث كان يضحي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكبشين كما جاء ذلك بنقل متواتر عنه صلى الله عليه وسلم من ذلك ما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين اقرنين املحين الله تعالى قد ذكر الاضاحي على وجه الحمد والثناء في قوله جل وعلا والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير والخير هنا في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا بما يكون من الانتفاع بها ونفع الخلق بها وفي الاخرة مما رتبه الله تعالى على ذلك من عظيم الاجر وكبير الفضل كما ان من فضلها ما يعقبه الله جل وعلا في قلوب المضحين من التقوى وزيادة الايمان فان الله جل وعلا قد قال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ففظل الاظحية ثابت من جهتين الجهة الاولى مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وندبه اليها كما جاء في ما رواه احمد وغيره من حديث ابي هريرة انه قال صلى الله عليه وسلم من كان له سعة فلم يضحي فلا يقربن مصلانا واما من حيث والامر الثاني من حيث ان الله تعالى وصفها بانها من شعائره وشعائره هي اعلام دينه التي يحبها ويرظاها ويجزل العطاء عليها وهذا رفع لشأنها وتعظيم لمكانها اما ما عدا هذين من الاحاديث الواردة في فظل الظحايا فكلها احاديث ظعيفة لا يثبت منها شيء حتى قال ابن العربي لا يثبت في فضل اضحيتي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس فيها حديث ثابت في حديث ما يتناقله الناس من انه الظحايا مطايا الى الجنة وعظموا ضحاياكم فانها مطاياكم يوم القيامة. كل هذه الاحاديث ضعيفة وبعضها لا اصل له وبعضها موظوع لا يثبت في فضل الاضحية الا فعله وندبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكذلك وصف الله تعالى لها بانها من شعائر الله وهذا يتطلب من المؤمن ان يحرص على هذه السنة النبوية الثابتة التي داوم عليها صلى الله عليه وسلم اقل ما قيل في حكم الاضحية انها سنة اقل ما قيل في حكم الاضحية انها سنة وقد قال بعض اهل العلم بوجوبها والسنة تتحقق باضحية واحدة عن الرجل واهل بيته ولو كانوا مئة نفس ما داموا في مع حال واحدة اه مكسب ومنفق واحد ولو تعددت بيوتهم كما لو كان للرجل اكثر من زوجة فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ضحى بكبش عنه وعن اهل بيته مع ان له صلى الله عليه وسلم تسعة ابيات الاضحية تتحقق ذبح كبش واحد فلو زاد الانسان فلا بأس في ذلك فقد زاد انس رضي الله عنه فظحى بكبشين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بك بشيء لكن السنة تتحقق بواحد وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم فانه صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين كبشا عنه وعن اهل بيته وكبشا عن امته كما جاء مبينا في حديث جابر وحديث ابي هريرة وعائشة رضي الله عنهم في سنن ابن ماجة وغيره انه قال اللهم هذا عن محمد وال محمد وفي اللهم هذا عن امة محمد فضحى عن نفسه وعن اهل بيته وبالاخر عن من شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن لو زاد الانسان على واحدة لا حرج في ذلك وان كان الاولى الا يزيد. لان النبي صلى الله عليه وسلم طوال مدة تضحيته لم يزد على واحدة عنه وعن اهل بيته في حين انه في الهدي اهدى مئة مئة من الابل فلو كانت الزيادة مشروعة على الواحدة في الاضحية ومندوبة ومحبوبة لله عز وجل فعلها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن الاحكام المتعلقة بالاضحية ان من اراد الاضحية يمسك عن شعره وبشره كما جاء ذلك في الصحيح من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان النبي الله عليه وسلم قال اذا دخل العشر واراد احدكم ان يضحي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا وفي رواية قال فلا يأخذ من شعره ولا يقلمن اظفاره حتى يضحي وهذا يدل على انه من السنن المتعلقة بالاضحية ان من اراد الاضحية يمسك عن شعره وبشره وعن اظفاره وهذه السنة آآ من اهل العلم من يرى ان ذلك على وجه الوجوب اي يجب عليه ان يمسك ومنهم من يرى انه يستحب ان يمسك عن شعره وبشره والجمهور على ان الامساك سنة وهذا هو الاقرب فلو اخذ من شعره وبشره على القولين سواء قيل بان بان الامساك واجب او بان الامساك سنة على القولين هذا لا يؤثر على الاضحية بل ينبغي ان يضحي حتى لو اخذ من شعره. لكن الاكمل والاحسن اتبع للسنة ان يمسك الانسان عن شعره وبشره حتى يضحي بعض الناس يمتنع من الاضحية لاجل قضية الشعر فيقال له ان المسألة فيها خلاف بين اهل العلم فالامساك ليس قولا مجمعا عليه بل هو قول مختلف فيه والراجح من قوله العلماء ما ذهب اليه الجمهور من ان الاخذ مكروه وليس محرما لحديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث هديه الى مكة فلا يحرم عليه شيء مما احل الله له فاخذ الجمهور من هذا ان النهي في قوله فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا ان ذلك على وجه الكراهة النهي على وجه الكراهة والامساك على وجه استحباب وفي كل الاحوال ينبغي الا يمنع الانسان نفسه هذه السنة التي داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم لامساك عدد من الايام لا يظره ولا يؤثر عليه اسأل الله تعالى ان يستعملنا واياكم في طاعته وان يجعلنا واياكم من حزبه واوليائه وان يرزقنا واياكم ذكره وشكره والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب