بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء اي زلك في سبيل الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث يبين عظيم منزلة الاخلاص وان العمل مهما كان صالحا متقنا اذا لم يقصد به الله جل وعلا اذا لم يكن خالصا لله عز وجل فانه لا يكون مؤديا ولا موصلا الى الله عز وجل روى الشيخان من حديث عبد الله ابن قيس موسى رضي الله عنه انه سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له الرجل يقاتل شجاعة وحمية ورياء الرجل يقاتل في سبيل الله يعني في الجهاد في قتال الكفار وهو من اشق العبادات واعظم الطاعات خطرا وهو مما تنفر منه النفوس كما قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. اذا كان هذا القتال بصورته المشروعة لكنه لغير الله اما شجاعة يعني رجل ذو قوة ونشاط حملته شجاعته وقوته على ان يقاتل في سبيل الله ان يجاهد المشركين والكفار او حمله على ذلك حمية يعني انتصار لفئته او جماعته او قبيلته او رياء ويقاتل رياء الرجل يقاتل شجاعة وحمية ورياء الرياء هو ليرى الناس منه هذه المعاني اما ليروا شجاعته او ليروا انه مجاهد او ما الى ذلك من الاسباب التي يقصد بها طلب المدح من الناس بهذا العمل وجاء في رواية اخرى يقاتل للمغنم وفي رواية اخرى غضبا وفي رواية اخرى عصبية كل هذه المعاني التي تبعث على العمل ايها في سبيل الله يعني اي هذه المقاصد اذا وافق العمل كان في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله فاسقط النبي صلى الله عليه وسلم كل المقاصد وكل المطالب وكل البواعث التي تحمل الناس على العمل الصالح الا ما كان مرادا به وجهه الا ما كان المقصود منه والغرظ نصر دينه ولذلك قال من قاتل لتكون كلمة الله كلمة الله هي دينه. كلمة الله هي امره. كلمة الله هي شرعه. كلمة الله هي الاسلام كلمة الله هي ما جاءت به الرسل كل هذه المعاني تندرج في كلمة الله والمقصود ان يكون القتال لتحقيق المقصود الشرعي من القتال فان المقصود من قتال الكفار هو اعلاء كلمة الله عز وجل وليس قتل الكفار لمجرد انهم كفار. انما لازالة كل ما يعيق الناس عن الوصول الى الله وهذا هو المقصود من الجهاد وهذا هو الغرض من القتال في سبيل الله إزالة كل العقبات التي تصد عن سبيل الله إزالة كل الموانع التي الناس من الدخول في دين الله اختيارا وطوعا. وليس المقصود من الجهاد ان يحمل الناس على الطاعة كرها. فالله تعالى يقول لا اكراه في الدين قد بين الرشد من الغيب فلا يكره احد على التحول من دينه الى دين الاسلام. انما مقصود الجهاد ازالة العوائق والموانع وما يصد عن سبيل الله حتى يدخل الناس في دين الله افواجا اذا من كان قتاله لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. اي هو في الطريق المفظي والمؤدي الى الله. فالسبيل هو الطريق واظاف الطريق اليه جل وعلا في سبيل الله اي في طريقه وفي صراطه وفي المسار الذي يوصله اليه كل هذا يبين لنا اهمية الاخلاص وانه كل عمل مهما عظم ومهما كبر ومهما كان شاقا لا ينتفع منه الانسان الا اذا كان خالصا لله وقد يقول قائل طيب هذا اذا كان يريد الشجاعة او المغنم او يريد هذه المعاني منفردة لكن اللي يريد كلمة الله ويريد مع ذلك الذكر ثناء الناس يريد مع ذلك الحمية هل له اجر؟ جاء في المسند والسنن من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال يا رسول الله الرجل يقاتل يطلب الاجر ويبي الاجر الان يريد اعلاء كلمة الله والذكر ويعني مع الاجر يريد ايضا ان يذكره الناس بشجاعة وقوة وحمية ونصرة ما له وش اللي يخرج به من هذه من هاتين النيتين اذا قصد بهما القتال في سبيل الله اذا قصد القتال في سبيل الله بهاتين النيتين ما الذي له قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له. اعادوا على النبي السؤال الرجل يقاتل يريد الاجر والذكر ما له ايش اللي يحصله قال لا شيء له. اعاد السؤال مرة ثالثة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه وهذا يؤكد المعنى الذي به يدرك الانسان الاجر العظيم من الله عز وجل سلامة القصد صحة النية ان يكون عملك لله فان هذا هو القاعدة وهذا هو الاساس هو روح العمل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فعندما تشترك نية الاخلاص نية العبادة بنية اخرى فانها لابد ان تؤثر عليها اما ابطالا واما نقصا ابطالا مثل الرياء ومثل ارادة الذكر عند الناس مثل ارادة مثل الشجاعة الحمية كل هذه تذهب الاجر بالكلية لكن هناك من النوايا ما ينقص الاجر وان كان يثبت لصاحبه الاجر مثل ان ان يعمل العمل الصالح ويقصد من من العمل الصالح نتيجة طبيعية للعمل الصالح مثال ذلك رجل قاتل في سبيل الله ويريد المغنم لكن هو ليس فقط المقصود ان يغنم لا مقصوده اعلاء كلمة الله ولكن يعني الجهاد اذا غنم المسلمون اصابوا ما اصابوا من الغنائم. فهل هذا ينقص فهل هذا يبطل الاجر؟ لا انما هذا ينقص الاجر. واما اذا كان لا يريد من الجهاد الا المغنم فقط ففي هذه الحال لا اجر له. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا وابتغي به وجهه. الان المذكور في هذا الحديث الجهاد. وان تنقله الى كل الاعمال الصالحة. صلاة زكاة صوم بر والدين صلة ارحام اداء حقوق آآ صدق في قول كل العمل الصالح. اذا قصدت به الله اجرت اجرا عظيما. واذا اشركت او شركت هذه النية بقصد اخر فان ذلك يؤثر اما ابطالا للعمل بالكلية وهذا اذا كان رياء واما نقصا في الاجر هذا اذا كان يقصد منه شيء يترتب على العمل من ما اذنت به الشريعة مثل الذي يصل رحمه يريد جميل يريد الاجر عند الله او يريد ان يطول عمره او يكون له ذكر حسن عند الناس فهذا ينقص الاجر لكنه لا يبطل. اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان وان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول امل ان يجعل عملنا كله صالحا وان يجعله له خالصا والا يجعل فيه لاحد نصيبا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب