الرمل في الشوط كله فيقدم على المتقدم فلا يشكلن عليك الجمع بين هذا وبين الاحاديث الاخرى المسألة الثالثة لقد تقرر عند العلماء ظابط مهم لا لا رمل الا في الطواف الاول فلا تظنن ان عدوك سينظر لك بعين الرأفة والرحمة وانما لا ينظر اليك الا بعين الغضب والحقد والحسد. فهو يتمنى ان يجد عليك الثغرة حتى يوصل لك الاذى ويوصل الضرر الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم رب العالمين والصلاة والسلام على رسول لله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. عندنا اليوم حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه مكة فقال المشركون انه يقدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يرملوا الاشواط الثلاثة وان يمشوا ما بين الركنين ولم يمنعهم ان يرملوا الاشواط كلها الا الابقاء عليهم الكلام على هذا الحديث في جمل من المسائل. المسألة الاولى فيه دليل على استحباب الرمل في الطواف فيه دليل على استحباب الرمل في الطواف فان قلت ومن رمل فاقول هو سرعة الخطى مع تقاربها هو سرعة الخطى مع تقاربها مع تقاربها وقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على استحباب هذا الرمل في الطواف الاول حكى ذلك الاجماع الامام ابن قدامة رحمه الله تعالى وجمع المسألة الثانية ان قلت في قول ابن عباس لما قدم لما قدم رسول الله متى كان هذا القدوم الجواب كان هذا القدوم في عمرة القضاء لان عمرة الحديبية لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل للبيت اذ صده المشركون عنه ووعدوه ان يعتمر من السنة القادمة فلما جاء العام القابل اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة يقال لها عمرة القضاء. يعني قضاء العمرة التي صد عنها فقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور في هذا الحديث انما كان في عمرة ايه القضاء وهذا يبين لنا امرا مهما في هذا الحديث وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث انما امر الصحابة في طواف القدوم ان يرملوا بعض الشوط لا كله فامرهم ان يمشوا مشيا بين الركنين بين الركنين اي الحجر الاسود والركن اليماني فاذا تجاوزوا الحجر الاسود فانهم يرملو كامل الدائرة حتى يصلوا الى الركن اليماني ثم يمشوا ما بين الركنين مع اننا نرى ان السنة هي الرمل في الشوط كله فهذا يبين لنا ان ما فعله النبي ان ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس هذا انما كان اول الامر ثم استقر امر الرمل في الطواف على الرمل من الحجر الى الى الحجر اي من الحجر الاسود الى الحجر الاسود فكان هذا الامر الوارد في حديث ابن عباس هو المتقدم فاول ما شرع الرمل شرع في بعض الطواف الى كله واستقرت السنة في الرمل في الاجواء على الرمل في الاشواط الثلاثة الاولى كلها حتى ما بين الركنين فانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رمل من الحجر الى الحجر فالمتأخر من الامرين هو لا رمل الا في الطواف الاول فليس الرمل مشروعا في كل طواف وانما الرمل مشروع في الطواف الاول فقط فان قلت وما المقصود بالطواف الاول؟ فاقول هو اول طواف تفعله عند قدومك الى مكة فيدخل في ذلك طواف العمرة الاستقلالية وطواف العمرة المقرونة بالتمتع ويدخل في ذلك طواف القدوم الخاص بالقارن والمفئد فاي طواف تفعله اول ما تدخل هو ذلك الطواف الذي يشرع فيه الرمل وبعبارة اخرى نقول يشرع الرمل في الطواف الذي يشرع فيه الاضطباع يشرع الرمل في الطواف الذي يشرع فيه الاضطباع فلا فليس من السنة ان يرمل الانسان في كل طواف فطواف الافاضة مثلا لا رمل فيه. وطواف الوداع لا رمل فيه والطواف النافلة اذا اراد الانسان ان يستزيد من الطواف فانه لا رمل فيه. فانما السنة ان يطوف كانوا عفوا ان يرمل الانسان في الطواف الاول لما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم اول يقدم مكة يرمل ثلاثا يخب ثلاثا ويمشي اربعا هذه سنة الطواف الاول. وفي حديث جابر ان اول شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة في حجة الوداع انه رمل ثلاثا ومشى اربعا ولكن الذين نقلوا طواف الافاضة عنه ما قالوا انه رمل. وكذلك الذين نقلوا طواف الوداع عنهما نقلوا انه رمل العلماء من ذلك ان الرمل انما او الرمل انما هو الطواف انما يكون في الطواف الاول فقط ويدخل في ذلك طواف العمرة وطواف القدوم. المسألة الرابعة ان قلت ان العلة من الرمل ان العلة من الرمل ذكرها ابن عباس بقوله عن المشركين يقدم عليكم اليوم قوم وهنتهم حمى يثرب فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يظهر لهؤلاء المشركين قوة الصحابة وجلدهم وصحتهم ونشاطهم فاذا العلة من تشريع الرمل انما هو هذه وقد زالت هذه العلة ولم يعد ثمة احد من المشركين في الحرم فلما الرمل لا يزال باقيا. مع زوال علته فاذا قلت ان العلة التي ذكرها ابن عباس قد زالت فنقول في حل هذا الاشكال ان المتقرر عند العلماء ان العبادة اذا شرعت لسبب وزال فلا يلزم من زواله زوالها لا يلزم من زوال سبب التعبد زواله فيكون التعبد ثابتا اذا اذا دل الدليل على ثبوته حتى هو انزال سببه فانما نطلب سببه فانما نطلب سببه في اول التشريع فقط. واما في في دوام التشريع واستمرار التشريع فانه لا ليس بلازم استمرار السبب معه ولذلك احفظوا هذه القاعدة التي تقول زوال سبب التعبد لا يلزم منه زوال التعبد وعلى ذلك رمي الجمار فان السبب في رميها انما هو لاهانة الشيطان كما فعله ابونا ابراهيم عليه الصلاة والسلام اليس كذلك؟ لكن الان هذه هذا السبب قد زاد هذا السبب قد زاد ولكن لا نزال نرمي ويستمر الناس على الرمي. فنحن انما نرمي هذه الحجارة ولا نرمي ابليس فهذا دليل على ان زوال السبب لا يلزم منه زوال المسبب اي العبادة وكذلك السعي بين الصفا والمروة والجري بين العلمين نحن نفعله اقتداء بهاجر رضي الله تعالى عنها. زوج ابراهيم عليه الصلاة والسلام ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في المناسك انكم على ارث من ارث ابراهيم يريد ان يذكرهم بهذه التي من اجلها شرعت هذه التعبدات وهذه الاسباب قد زالت. ومع ذلك لا يزال السعي بين الصفا والمروة ولا يزال الجري بين العلمين فهذا يدلنا على ان زوال سبب التعبد لا يلزم منه زوال العبادة في ذاته. لا سيما اذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على هذا التعبد وقد ذكرت لكم وفقكم الله ان هذا القدوم في حديث ابن عباس كان في عمرة القضاء اي قبل حجة الوداع. فلما حج النبي صلى الله عليه للوداع هل رمل او لم يرمل؟ الجواب رمل. مع ان مكة ليس فيها ها احد من المشركين نحتاج الى اظهار القوة والجلد والصلابة امامهم ومع ذلك رمل اي مع زوال السبب فانه رمل فحتى وان زالت هذه العلة فان زوال السبب لا يلزم منه زوال المسبب اي لا يلزم منه زوال التعبد فنحن نفعله تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فان قلت وما الحكمة في بقاء التعبد مع زوال سببه فان اغاظة الكفار وادخال الحزن على قلوبهم هذا من الطاعات التي يحبها الله عز وجل كما قال الله عز وجل ولا يطأون موطئا ايش؟ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب له وما الحكمة من بقاء التعبد مع زوال سببه؟ فاقول من باب تذكر النعمة علينا فان الانسان اذا استشعر وهو يجري بين العلمين في المسعى. تلك المرأة المكلومة المسكينة الوحيدة في هذه الظلمة العظيمة في هذا المكان الذي لا انيس فيه ولا جليس فيه وليس بواد غير ذي زرع وهي تجري وكلها حرقة على ذلك الولد الذي يريد الطعام والشراب فان القلب حينئذ يخشع بل والعين حينئذ تدمع وترفع رأسك الى الله عز وجل وتقول الحمد لله على هذه النعمة. انظر كيف تبدلت الاحوال. عمر المكان وتأتيه الفواكه والخيرات والاطعمة وانواع المشروبات من كل من كل مكان والناس فيه امنون فاذا ابقى الله عز وجل هذه التعبدات مع زوال اسبابها من باب ايش؟ من باب تعظيم هؤلاء الذين جرى على يدهم هذا التعبد ومن باب تذكر باحوالهم ومن باب الاقتداء بهم من باب الاقتداء بهم فهو من باب تذكر الوقائع الماظية للسلف الكرام ومن المسائل ايضا ان في هذا الحديث دليلا على جواز تسمية الطواف بالشوط فيجوز لك ان تقول طواف وتقول شوط خلافا لمجاهد والامام الشافعي رحمه الله وجمع من اهل العلم ممن كره اطلاق الشوط على الطواف. فهذا ابن عباس يقول ان يرملوا الاسواط فاطلق على الطواف شوطا فلا بأس بذلك والكراهة من احكام الشرع والاحكام تفتقر في ثبوتها للادلة الصحيحة الصريحة ومن المسائل ايضا ان قلت لما امرهم ان يمشوا في هذا الطواف بين الركنين فقط؟ لما امرهم ان يمشوا بين خنين الجواب لان هذا الموضع هو الموضع من البيت الذي لا يراهم فيه المشركون. اذ المشركون كانوا من جهة الحجر اي من جهة الشامية فالركنين الساميين والذي يكون بين الركنين اليمانيين فانه يعتبر مختفيا عن انظار من في الجهة المقابلة فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم فرصة ليريح اصحابه استعدادا الرملي فيما بعد الحجر ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على مشروعية اظهار الجلد والقوة والصلابة امام الكفار وذلك لارهابهم وادخال الخوف والذعر في قلوبهم واعلامهم بعظم الاسلام والمسلمين وانهم اقوياء وليسوا بضعفاء. فلا ينبغي اظهار الظعف امام الكفار. ايا كانت الاحوال فان حمى يثرب قد وهنت جمعا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الكفار لما قالوا وهنتهم حمى يثرب فان الحمى قد اصابت جمعا كثيرا من اصحاب رسول الله. حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان ينقل ثم الى الجحفة فنقلها الله عز وجل الى الجحفة ورأى الرائي في منامه ان امرأة سوداء ناشرة شعرها خرجت من المدينة وجلست في الجحفة. فقال النبي وسلم هذه بشرى نقل الله الحمى عنا فقد اصابت ابا بكر واصابت بلالا حتى صاروا يتكلمون بالشيء الذي لا يدركونه ولكن حتى ولو مع وجود الوهن حتى ولو مع وجود الضعف فانه لا بد ان نطأ موطئا يغيظ الكفار وان نظر لهم قوتنا وشجاعتنا وصلابتنا حتى يستقر في قلوبهم اننا امة ليست ولا بواهنة مهما اصابها ما اصابها ولذلك فانه يشرع اظهار الاستعراضات العسكرية امام آآ امام شاشات الملأ كلهم حتى يراها الكفار. ويعرف ما عند المسلمين من القوة وهذا من الاعداد وكذلك المناورات وهي الحروب التصويرية ليست حقيقية هذه ايضا هذا من باب اظهار القوة ومن باب الاعداد حتى يتعرف الكفار عما عند المسلمين من القوة والشجاعة ليكون ذلك ادعى لزجر نفوسهم من ان تسول لهم ان يقل ادبهم على شيء من على احد من اهل الاسلام واما اظهار الضعف والمهانة الاستكانة والخظر والتبعية فان هذا ليس من الاسلام في صدر ولا ورد ومن المسائل ايضا ان قلت من اين يكون الرمل؟ من اين يبدأ الرمل؟ الجواب يبدأ الرمل من الحجر من الحجر الى الحجر اي من الحجر الاسود ابتداء وانتهاء هذا هو الصحيح من اقوال اهل العلم لحديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الى الحجر. وقد بينت لكم وجهة النظر في هذا الحديث والجمع بينه وبين الاحاديث الاخرى ومن المسائل ايضا ان قلت وهل الرمل في الطواف الاول تشريع عام؟ الجواب ليس بتشريع عام. وانما هو خاص بالرجال فقط فلا رمل على امرأة لا رمل على امرأة لان من طبيعة المرأة ان تمشية بسكينة ووقار فما يدعو له اعداء الملة والاسلام في هذا الزمان وغيره ويجعلونه من باب التقدم والتحضر ومن حقوق المرأة ان تجري في في شوارع المسلمين. بلا حياء ولا خجل. هذا ليس من الاسلام ليس والله من الاسلام في صدر ولا ورد ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على استحباب المشي فيما بقي من الاشواط الاربعة فسنة الاشواط الاربعة هي المشي ولا نعلم في ذلك خلافا بين اهل العلم رحمهم الله تعالى ومن المسائل ايضا ان قلت وما الحكم لو فات الرمل في الاشواط الثلاثة نسيانا؟ او بسبب الزحام فهل يشرع لي قضاؤه في ماء بعد ذلك من الاشواط يعني بمعنى ان فاتني الرمل في الشوط الاول والثاني والثالث افيشرع لي قضاؤه في الشوط الرابع والخامس والسادس فاقول لا يشرع لك ذلك. لامرين الامر الاول لان الرمل سنة فات محلها. والسنة اذا فات محلها وفتى فعلها كدعاء الاستفتاح اذا نسيه الانسان حتى شرع في قراءة الفاتحة فانه لا يشرع له تداركه. اذ هو سنة فات محلها والامر الثاني اننا لو قلنا لك ترمل في الاشواط المتبقية لادى ذلك الى تفويت سنتها هي اذ سنتها المشي ولا ينبغي ان نفوت السنة الحاضرة من اجل تدارك سنة فائتة لا ينبغي لنا ان نفوت السنة الحاضرة من اجل تدارك سنة فائتة الكلام واضح الكلام واضح ولا لا؟ واضح واضح ومن المسائل ايضا ما الحكم لو تعارض الرمل مع البعد عن الكعبة او المشي مع القرب. فان قربت من الكعبة طائفا فانك لا تستطيع ان ترمد ولكن اذا ابتعدت عن البيت اي الكعبة فانك تستطيع الرمل. فهنا تعارض فضلان فظل القرب من الكعبة ولكنه يفضي الى فوات الرمل وفضل الرمل بعيدا عن الكعبة ولكنه يفوت فضيلة القرب. فعندنا فضيلتان فهل هناك قاعدة تحل الاشكال؟ الجواب نعم الفضل الذاتي مقدم على الفضل المكاني اذا تعارض فضيلتان فضيلة تتعلق بذات العبادة نفسها اي بصفتها وفظيلة تتعلق بمكانها فاياك ان تقدم فضيلة المكان على فضيلة الذات ففظيلة العبادة في ذاتها مقدمة على الفظيلة التي ترجع الى مكانها قالوا لان فضيلة الذات متصلة وفضيلة المكان منفصلة والفضيلة المتصلة مقدمة على الفضيلة المنفصلة انتم معي ففي هذه الحالة يكون الرمل مع البعد افضل ولى ترك الرمل مع القرب شتقول يا عبد الله احسنت لا جرم ان البعد عن الكعبة مع الرمل هو الافضل لان الرمل فضيلة ترجع الى ذات الطواف واما القرب من الكعبة فهو فضيلة ترجع الى مكان الطواف والمتقرر انه متى ما تعارظت فظيلتان احداهما ارجعوا الى الذات والاخرى ترجع الى المكان فلا جرم ان فضيلة الذات مقدمة على فضيلة المكان فلو انك مثلا خلف الامام ولكن امام قبلتك قريبا من الامام شيء من التصاوير او شيء من الكتابات والزخارف التي تلهي نظرك ولكن اذا ابتعدت عن الامام تحقق لك الخشوع فايهما افضل؟ القرب مع ذهاب الخشوع ولا البعد مع بقاء الخشوع الجواب البعد مع بقاء الخشوع قالوا لماذا؟ قالوا لان فضيلة الخشوع فضيلة ذاتية ترجع الى ذات العبادة واما فضيلة القرب من الايمان فهي فضيلة ترجع الى مكان الصلاة والفظيلة الذاتية مقدمة على الفضيلة ايش المكاني الفضيلة الذاتية مقدمة على الفضيلة المكانية لو ان الانسان سعى في الدور الاول لما استطاع ان يرمل بين الحجرين لشدة الزحام. عفوا بين العلمين لشدة الزحام ولكنه ان سعى في الدور الثاني او الثالث استطاع ان يرمل بكل راحة. فاي الفظيلتين تقدمون الجواب نعم ان يطوف في الدور الثاني او الثالث او الذي يستطيع ان يسعى بين العلمين فيه ويأتي بهذه السنة. فاذا اياك ان تقدم فضائل المكان على فضائل الذات فان فضيلة الذات متعلقة بذات العبادة التي فهي فضيلة متصلة واما فضيلة المكان فهي فضيلة منفصلة والله اعلم. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان الكفار يفرحون بما يصيب المسلمين من الالام والمصائب قال الله عز وجل ان تصبك حسنة تسوءهم وان تصبك مصيبة افرحوا بها يفرح بها. يقول الله عز وجل ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصيبكم سيئة يفرحوا بها. وان تصبكم سيئة يفرح بها فهؤلاء اعداؤنا فيحزنون لفرحنا ويفرحون لحزننا ويمرضون اذا لصحتنا ويصحون لمرضنا فهذا يوجب على المسلمين حكاما ومحكومين رؤساء ومرؤوسين الا يأمنوا جانب الا يأمنوا جانب الاعداء. مهما وعدوا ومهما اظهروا التأثر بمصائب المسلمين فانهم يكذبون هؤلاء بلا ضمير. هؤلاء بلا ضمير. فلا تزال صور الاطفال وجثث الارامل. تأتيهم في اعلامهم ولا يزالون يعقدون مؤامراتهم ويستنكرون اقوالا وهم الذين يمدون الكفرة بمثل هذه الالات التي تقتل المسلمين وهم الذين يبيعونهم الاسلحة. ولكنهم في وسائل الاعلام يتزينون بزي بزي الراحم وبزي المتعاطي قف ومن تحت الطاولة يبيعون الاسلحة التي تفتك بالمسلمين وترمى عليهم حتى تجعلهم جثثا واوصال متقطعة واشلاء متمزقة فاياكم ان تخدعكم ضحكاتهم واهاتهم واناتهم. واياكم ان تخدعهم ان تخدعكم منظمات حقوق الانسان عندهم. هؤلاء اكذبوا خلق الله هؤلاء اعظم من جر الانسان للهاوية واعظم من احتقر الانسانية واعظم من استهان بالنفوس واعظم من اراق الدماء فالواجب على المسلمين ان يحذروا وان لا يركنوا الى هؤلاء يقول الله عز وجل قال الله تبارك وتعالى الاية اللي فيها عظوا عليكم الانامل من الغير ذكروني بها لا اله الا الله يقول الله عز وجل ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار فالاطمئنان اليهم وتسليم امور المسلمين اليهم هذا كله من باب الركون. من باب الركون الى هؤلاء الكفرة. فلا يجوز الركون لهم. هؤلاء يكذبون حتى وان اظهروا التأثر بمصاب المسلمين فانهم يكذبون ووقائع الدهر تدل على كذبهم وعلى فجورهم طغيانهم فهم الذين قتلوا وهم الذين قطعوا وهم الذين شردوا وهم الذين باعوا تلك الاسلحة للعدو الذي يفتك بالمسلمين ثم يظهرون في وسائل اعلامهم بانهم حملوا وديع لا يريد اهلاك الحرث والنسل ولا يريدون بالمسلمين الا الخير. وهم يكذبون وهم يكذبون فالواجب علينا جميعا حكاما ومحكومين. رؤساء ومرؤوسين ان لا نأمن جانبهم. وان لا تغرنا ابتساماتهم ولا دعواتهم ولا التي ما التي لا اكثر منها ولا اقل من نتائجها. ولا تزداد المشاكل الا سوءا. لانهم هم من يقف وراءه ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على جواز النسخ من الاخف الى الاثقل فان مشيهم بين الركنين اخف من الرمل في الطواف كله. فالرمل مشروع على صفتين على الصفة المذكورة في هذا الحديث وهي الصفة الاخف وعلى الصفة المذكورة في الاحاديث الاخرى وهي الرمل الى من الحجر الى الحجر وهي الصفة الاثقل. فافاد ذلك انه يجوز النسخ من اخف الى الاثقل ومثل ذلك ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت اول ما فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت اربعا وهذا نسخ من الاخف الى الاثقل وهو اصح قولي اهل العلم في هذه المسألة ومن المسائل ايضا ان ان اظهار التصنع والتجلد لاعزاز الاسلام ليس من الرياء ولا من الفخر. بل هذا تصنع يحبه الله عز وجل لانه يتضمن اعزاز الدين فلا يدخل ذلك في حيز الممنوع ولا يعتبر من الرياء ولا يعتبر من التشبع بما لم يعطى ولا يعتبر من الفخر المحرم فاي فعل تقصد به اظهارا عزة الاسلام والمسلمين فانه من الافعال التي يحبها الله تبارك وتعالى ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اصحابه في الحرب يمشي متبخترا متخايلا قال ان هذه لمشية يكرهها الله الا في هذا الموضع. لانه موضع يتضمن ماذا؟ يتضمن اعزازا اعزاز الدين ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان مصلحة اعزاز الدين مقدمة على مصلحة النفس فان الانسان المريض لو اظهر صحته والانسان الفقير لو اظهر غناه والانسان الضعيف لو اظهر قوته ليقصد بذلك اعزاز الدين ان مع انه يتكلف ويضره ذلك الا ان مصلحة اعزاز الدين مقدمة على مصلحة النفس فينبغي للانسان ان يظهر عزة الاسلام وعزة المسلمين حتى وان افضى ذلك الى اتعاب نفسه ومجاهدته ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على انه لا بأس بقصد اغاظة الاعداء في العبادة فاذا فعلت عبادة تقصد بها وجه الله عز وجل وتقصد مع ذلك انك تريد ان تغيظ اعداء الله. فهذا المقصود لا يتعارض مع اخلاص العمل لله بل هو طاعة على طاعة به عمل صالح. فالله يكتب لك بصلاتك لاغاظتهم عملين صالحين. انك صليت وانك ها وطئت موطئا تغيظه فيهم فلا يتنافى هذا مع اخلاص العمل بل هو اضافة طاعة الى الى طاعة ولذلك ما اجمل ان نرى في بلاد الكفار سواء بلاد الغرب او بلاد الشرق اذا كانت كافرة. ما اجمل ان نرى تلك الصفوف العظيمة في صلاة العيد وفي صلاة الجمعة وفي صلاة الكسوف او في صلاة الاستسقاء هذا من باب من باب ايغاظ هؤلاء ادخال الحزن على قلوبهم اذ والله ما يسرنا وينفعنا في ديننا يبغضونه ولا يريدونه ومن المسائل ايضا ان قلت وما حكم تسمية المدينة بيثرب في قولهم وهنتهم حمى يثرب فما حكم تسمية المدينة باثره؟ الجواب مكروه ولا ينبغي للمسلمين الاستعاضة عن الاسم المدني القرآني الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم الجاهلي. فان يثرب هو اسم المدينة في الجاهلية ولذلك كان اهل الجاهلية ربما يقولونها هذا الاسم قصدا حتى يذكروا الاوس والخزرج تاراتهم كما قال الله عز وجل عنه عن المنافقين. يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا. يريدون ان يذكروهم بتلك الايام التي الحروب فيها بينهم دائرة. والا فالله عز وجل سماها في كتابه المدينة. ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب والنبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وطابة والمدينة. فلا ينبغي ابدا ان ينتقل المسلمون من هذه التسمية الشرعية الثابتة بالوحي الى تلك الى ذلك الاسم الجاهلي. بل ويؤكد هذا ايضا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت بقرية تأكل القرى يقال لها يثرب وهي المدينة. يقال لها يثرب وهي المدينة. قال الامام ابن عبدالبر رحمه الله تعالى في هذا الحديث اي المذكور انفا دليل على كراهية تسمية المدينة بيثرب على ما كانت تسمى في الجاهلية فانتبهوا لهذا. لاننا نرى في بعض وسائل الاعلام بعض الغمزات الجاهلية في هذه التسمية واحياء اسمها باسم او تحت دائرة احياء التراث. ومن المسائل ايضا من عجائب الامام مالك ابن انس رحمه الله انه لا يرى الرمل في الطواف لا يرى الرمل في الطواف ولكن لعله لم لم يبلغه الدليل. والا فالادلة واضحة ظاهرة في مشروعية الرمل في الطواف الاول. واقوال العلماء يستدل لها لا بها وكل يؤخذ من قوله ويترك الا قول النبي صلى الله عليه وسلم. فلعله رحمه الله لم يبلغه الدليل او بلغه وظن وظن ان ثمة معارظا راجحا له ومن المسائل ايضا اعلم ان هناك سنة اخرى في طواف القدوم ايضا فسنة الرمل تخص طواف القدوم وهناك سنة اخرى ايضا تخص طواف القدوم. وهي سنة الاضطباع في الاشواط كلها فان قلت وما صفته فاقول هو ان يجعل نصف الرداء الايمن تحت ابطه الايمن ثم يلقيه على كتفه الايسر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يطوف الطواف الاول مطبعا كما في حديث يعلى ابن امية قال رأيت النبي صلى الله الله عليه وسلم يطوف مطبعا وعليه برد. وعليه برد فان قلت وما محله؟ اي محل الاضطباع؟ فاقول محله طواف القدوم خاصة في جميع الاشواط السبعة لا في الثلاثة الاول منها بل في جميع الاشواط السبعة فيبتدأ الاضطباع عند ابتداء طواف القدوم وينتهي بعد الشوط السابع وقبل ركعتي الطواف فان قلت وما حكم الاضطباع؟ فاقول لا اعلم خلافا بين اهل العلم في انه سنة في انه سنة فان قلت وما الحكمة منه؟ فاقول ليكون اخف للطائف والرامل. فان الكتف احد الكتفين اذا كانا باديا فان المشي يكون اسرع ليس ثمة ما يشغل كتفيك ومن المسائل ايضا ولا خلاص يكفينا هذا لعلنا نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبه انتهى الدرس الاول من عمدة الاحكام