قل هذه سبيلي وسبحان المشركين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه هي الحلقة الثانية من سلسلة حلقات المحاسن التي نتكلم فيها على محاسن الشريعة والعقيدة وقد تقدم البدء آآ اولاها وهذه الحلقة الثانية تتعلق بحسن الظن وهو موضوع ايماني تربوي لطيف ينبغي لنا معشر المؤمنين والمؤمنات ان نوليه اهتمامنا والحديث عن حسن الظن يتعلق بالحديث عن حسن الظن بالله اولا ثم حسن الظن ثانيا فلنتكلم بادئ ذي بدء عن حسن الظن بالله تعالى انه يتعين على كل مؤمن ومؤمنة ان يحسن الظن بربه فقد جاء في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي فليظن عبد ما شاء فحيثما ظننت بربك فان ربك سيكون عند ظنك به. فان ظننت خيرا وجدت ذلك. وان ظننت سوى وجدت ذلك وحسن الظن بالله معشر المؤمنين والمؤمنات ومن بلغ يتعلق بامور اولها حسن الظن بالله في ذاته واسمائه وصفاته حسن الظن بالله تعالى في شرعه ثالثها حسن الظن بالله في قدره وجميع هذه الامور لابد من تحقيقها. فاما الاول وهو اعظمها واهمها فهو حسن الظن بالله تعالى في ذاته وصفاته فيجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يعتقد لله تعالى المثل الاعلى وان الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى وان ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو سبحانه وبحمده قد سمى نفسه ووصف نفسه باسماء الكمال والجمال والجلال. ووصف نفسه بالصفات العلى فيجب ان ينطوي قلب كل مؤمن ومؤمنة على هذه المعاني الشريفة. ولهذا قال ربنا عز وجل ولله المثل الاعلى في السماوات والارض وقال ايضا وله المثل الاعلى ومعنى المثل الاعلى اي الوصف الاعلى لابد ان ان تعتقد ايها المؤمن ان ربك سبحانه وبحمده موصوف بكل كمال. منزه عن كل كل نقص فهو سبحانه وتعالى له الكمال المطلق قد سمى نفسه باسماء لا حصر لها لكن الذي يمكننا ان ندرك منها تسعا وتسعين فقد قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه وقال الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. وقال يسبح له ما في السماوات وله الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض لقد تكرر ذكر الاسماء الحسنى في نحو اربعة مواضع في كتاب الله ومن شواهد ذلك قوله تعالى في السورة التي تعدل ثلث القرآن قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد هذه السورة قد جمعت بين النفي والاثبات. اثبت الله تعالى لنفسه الوحدانية. والصمدانية ونفى الله تعالى عن ونزه نفسه من الوالد والولد ومن الكفء والمثيل. لهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه وسمى في اعظم اية في كتاب الله وهي اية الكرسي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم مرة مختبرا ابي ابن كعب قال اي اية في كتاب الله اعظم قلت الله ورسوله اعلم كرر عليه السؤال فقال ابي اية الكرسي. فقال ليهنك العلم ابا المنذر الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم وكذا ذكر الله تعالى في اخر سورة الحشر جملة من الاسماء الحسنى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا الله هو الملك القدوس السلام المؤمن. المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. بل انك لا تكاد تجد اية في كتاب الله الا وقد ختمها الله تعالى باسم او اسمين من اسمائه الحسنى فينبغي للمؤمن ان يعمر قلبه بمعاني هذه الاسماء الحسنى. فقد قال صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين من احصاءها دخل الجنة من احصاها دخل الجنة. ومعنى احصاؤها ان يستنبطها من نصوص الكتاب والسنة حتى يبلغ بها هذا العدد ثانيا ان يعرف معانيها ثالثا ان يعمل بمقتضاها. فاذا علم ان الله سميع حمله ذلك على ان يسمع منه ربه ما يرضيه. وان يعقل لسانه عما يسخطه واذا علم ان ربه بصير حمله ذلك على ان يرى ان يري الله من نفسه ما يحب وان يمتنع عن ان يرى الله منه ما يسخطه. وهكذا قل في كل اسم من اسماء الله فاذا حسن الظن بالله تعالى معشر المؤمنين والمؤمنات ان يملأ العبد قلبه بمعاني اسماء الله الحسنى فان شرف العلم متوقف على شرف المعلوم. والله تعالى اعظم معلوم ومن عمر قلبه بالعلم بالله تعالى احبه ورجاء وخشية لهذا كان العلماء هم اكثر الناس خشية لله. كما قال ربنا عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. وقال ان الذي اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاتقان يكون ويزيدهم خشوعا. فما الذي ادر مدامعهم؟ وما الذي اخر جباههم الى الى الارض؟ الا شيء سكن في قلوبهم لهذا فحسن الظن بالله ان ان يعتقد له المثل الاعلى ان يعتقد له المثل الاعلى في في ذاته واسماءه وصفاته وان ينزهه عن النقائص والعيوب كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القصة ويخفضه يده سحاء الليل والنهار ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يمينه. الى غير ذلك من النصوص الله الله يا عبد الله وانت يا امة الله اذا مر بكما اية فيها ذكر اسم من اسماء الله امعن النظر والتدبر في معاني هذه الاسماء الحسنى الامر الثاني ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ حسن الظن بالله في شرعه بان يعتقد الانسان بان شرع الله تعالى هو الموافق للحكمة. والمصلحة في عاجل الامر واجله. والا يطعن في شيء مما شرعه الله تعالى. قال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فلا يجوز لاحد ان يسيء الظن بشرع الله. كأن يقول قائل من بعض هؤلاء السفهاء كيف يأمر الله بقطع يد السارق؟ وكيف يأمر الله برجم الزاني؟ وكيف يأمر بقتل القاتل؟ ويظن ان في ذلك عنفا وقسوة الى غير ذلك وقد وقع شيء من هذا من بعض الملاحدة قديما وحديثا. فعلى كل مؤمن ان يعتقد بان شرع الله تعالى هو الموافق للحكمة. وان وانه يترتب عليه من المصالح الانية والغائية ما لا يحيط به وصف ولهذا قال الله تعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون فكل ما شرعه الله تعالى في العبادات والمعاملات والعقود والمبايعات والجنايات وغير ذلك فقطعا هو الموافق للحكمة. فشرع الله تعالى صالح لكل زمان ومكان وامة ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله اه حادثة جرت في الزمن الماضي فقال ذكروا ان ابا العلاء المعري الشاعر المعروف لما قدم بغداد اشتهر عنه انه اورد اشكالا على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار. مع ان هذا التقدير تقدير نبوي ان نصاب السرقة ربع دينار ونظم في ذلك شعرا دل على جهله وقلة عقله فقال يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض ما لنا الا السكوت له. وان نعوذ بمولانا من النار. هكذا القى هذه الشبهة قال ولما قال ذلك واشتهر عنه تطلبه الفقهاء فهرب منهم. يعني اراده الفقهاء ليناقشوه لكنه فر منهم وقد اجابه الناس في ذلك يعني جاوب عليه الفقهاء فكان جواب القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله انه قال لما كانت يعني امينة كانت ثمينة فلما خانت هانت ومنهم من قال هذا من تمام حكمة من تمام الحكمة والمصلحة واسرار الشريعة العظيمة فانه في باب الجنايات ناسب ان تعظم قيمة اليد بخمس مئة دينار لئلا يجنى عليها. وفي باب السرقة ناسب ان يكون القدر الذي فيه ربع دينار لئلا يتسارع الناس في سرقة الأموال فهذا هو عين الحكمة عند ذوي الألباب. انتهى كلامه رحمه الله وبعضهم نظم في ذلك شعرا في الرد على المعري فقال ردا على قوله يد بخمس مئين عس دن وديت ما بالها في ربع الدينار رد عليه قائلا عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري هذا مثال ايها الكرام لما يقع من بعض الناس من الطعن في شرع الله وهذا من سوء الظن بالله حيث ينسب الظلم الى الى الله تعالى من حيث شعر او لم يشعر. ويشبه هذا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات تسرع بعض السفهاء والسفيهات حين يقول قائلهم وربما سطر ذلك في عمود صحفي في عمود صحفي او في تغريدة من التغريدات فيقول ببجاحة انتهى زمن ناقصات عقل ودين ولا ادري ايعلم ان قائل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ام انه لا يعلم؟ فان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هذا قال هذه الجملة فلما قال وهو يخطب النساء قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن. قامت امرأة من سطة النساء يعني امرأة في آآ جرأة وآآ كلام كما يقع دوما في النساء من يكون منهن كذلك. فقالت بادب يا رسول الله ما نقصان وما نقصان ديننا وليت هؤلاء السفهاء والسفيهات سألوا قبل ان يتفوهوا بالزور والبهتان فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اما نقصان عقلكن فلان شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. ليس المقصود بنقصان عقل المرأة انها مجنونة او مخبولة لا انما اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى امر متفق عليه يدركه الرجال والنساء وهو ان الرجل اكثر ضبطا للامور. وان المرأة تغلبها وهذا امر تقر به النساء قبل الرجال. فالمرأة تغلبها العاطفة وتؤثر على حكمها ووصفها لاي مشهد من المشاهد فهذا هو نقصان العقل. لهذا قال اما نقصان عقلكن فلان شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واما نقصان دينكن فلان احداكن تبيت الليالي ذوات العدد لا تصلي ولا تصوم وذلك حينما يلحقها هذا العارض الجبلي الطبيعي الحيض فتمتنع عن بعض العبادات فيكون هذا نقصا. لكنه نقص لا تلام عليه وليس مراده بذلك ان النساء فاسقات فاجرات كما تبادر الى اذهان بعض المتعجلين والمتعجلات ولهذا لا بد من حسن الظن في الله في شرعه وما اجراه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. اما المقام الثالث المتعلق بحسن الظن بالله ايها الكرام ويا ايتها الكريمات فهو امر تشتد اليه الحاجة لدى الجميع. وهو حسن الظن بالله تعالى في قدره فان الله تعالى اقام بناء البشرية على ان نبتلى بالخير والشر ولم يجعل الله لنا هذه الحياة الدنيا نعيما وخيرا محض بل قال سبحانه وتعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون فكان الواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يحسن الظن بربه فيما قضاه عليه والا يسيء الظن بربه كما يقع من بعض من لا خلاق لهم فيتهم الله في قدره ويقول كيف يقضي الله علي بكذا وكيف؟ بكذا وكذا؟ وكيف يقدر الله تعالى علي كذا وكذا. انا ماذا صنعت؟ ماذا عملت؟ لكي يحصل لي كذا وكذا. هذا سوء ظننا بالله رب العالمين بل الواجب على المؤمن ان يؤمن بما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم قال لا يقضي الله على المؤمن قضاء الا كان خيرا له يقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. ما فائدة ايماننا بهذا لكي لا تأسوا على ما فاتكم. ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور. من طاش عنده الميزان فهو اختان فخور. اما اذا امن بالله كما قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة قال هو العبد تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يحسن الظن بربه فيما قضاه عليه. وان لا يتهم ربه كما لا ينتهي يتهمه في شرعه. فهذا لا شك انه من اصول الايمان اه ولهذا ذم الله تعالى طوائف من الناس لسوء ظنهم بالله. تأملوا قول الله تعالى عن المنافقين. وطائفة قد انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك. يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. ذمهم الله ذما بليغا وكذا قال الله تعالى عن المنافقين قال ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات من الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا وقال ايضا وظننتم ظن السوء. وكنتم قوما بورا. ايها الكرام ايتها الكريمات يجب ان يكون اعتقاد كل مؤمن بالله. اعتقاد نقي صافي مبرأ من كل تهمة وعيب وسوء يجب ان يعتقد الانسان في ربه المثل الاعلى في ذاته واسمائه وصفاته. وان يعتقد له الحكمة البالغة في شرعه ودينه. وان له سبحانه وتعالى الحكمة في ما يقضيه ويقدره من المقادير والمصائب. اذا انطوى القلب على ذلك فليبشر ولهذا انظروا ماذا قال ابراهيم عليه السلام في قومه قال فما ظنكم برب العالمين لان الظن هو خبيئة القلب حقيقة تدينك وايمانك هو ما ينطوي عليه قلبك. فتش وابحث عن هذه الخبيئة ما الذي في قلبك عن ربك لهذا قال قال فما ظنكم برب العالمين؟ لما كان ظنهم برب العالمين ظن سوء انكر عليهم ووقعوا في الشرك بالله والكفر به ولذلك آآ يوردهم المهالك. قال في الاية الاخرى وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارجاكم اصبحتم من الخاسرين عياذا بالله. فيا ايها المؤمن يا ايتها المؤمنة لينطوي قلبك وقلبك على حسن ظن بالله في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله وشرعه وقدره بحيث اذا ذكر الله شعرت بالبشرى وحسن الظن رجوت خيرا فسرت كل ما يقع من امور يجريها الله تعالى بان ذلك خير وان مآله الى خير. والله عند ظن عبده بي يقلب الله المحنة منحة ويقلب الله الشدة يسرا ورخاء هذا هو الواجب علينا ايها الكرام في في حق ربنا عز وجل. اما الجانب الاخر فهو ما يجب علينا في حق المخلوقين او في حق المسلمين قد ادبنا الله تعالى ادبا ما بعده ادب. فقال يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم لقد اقام الله تعالى العلاقة المجتمعية بين المسلمين على حسن الظن. بان يحسن المرء الظن باخيه المسلم والا ينظر اليه شجرا والا يفسر تصرفاته وافعاله واقواله تفسيرا سيئا بل يحمله على احسن حامل ويلتمس له المعابير لان المسلمين اذا عاشوا بهذه الروح الاريحية التي تنم عن سلامة صدر وحسن ظن سادت المودة بينهم. اما اذا اكتنفت قلوبهم ظلمات التهم واساءة الظن وتوزيع التهم عليهم فحين يتفكك المجتمع ويتحلحل لهذا ادبنا الله بهذا الادب ونهانا ان نستعمل الظن. وقال نبيه صلى الله عليه وسلم الظن اكذب الحديث الظن اكذبوا الحديث. فاذا رأيت من اخيك شيئا فاياك واياك ان تحمله على محمل السوء وانما سل. ما الذي حملك على ذلك؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يوحى اليه. اذا وقع شيء من اصحابه يريبه لا يبادره بالتهمة بل يقول ما حملك على ما صنعت حتى ان من اصحابه من يقول يا رسول الله مرني فلاضرب عنقه. يدعك ويقول ما الذي حملك على ذلك؟ فيعتذر اليه بما شاء لذلك ايها الكرام يجب علينا ان نتكيف تكيفا نفسيا يجعلنا نعيش بسلامة صدر ان يكون كل واحد منا مخموم القلب مخبوب القلب ليس معنى ذلك ان يكون ساذجا ان يكون مغفلا لا ان يحمل الامور على المحامل الحسنة. وعلى المعاذير وعلى العفو. لا يحملها على سوء الظن ما اكثر ما يقول الناس امثال هذه الكلمات التي تشي بسوء الظن يعني القذف في والتخوين لا كن سليم الصدر. كن طيب النفس. كن نقي القلب لا يخطر ببالك شيء من ذلك ولا تطوي حقدا على مسلم بغير حق حدث النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يوما بانه يطلع عليهم رجل من اهل الجنة. فطلع ذلك الرجل. فلما كان في اليوم الثاني خرج ذلك الرجل ايضا يتقاطر ماء من ماء الوضوء. فلما كان في الثالثة بشر بنفس البشارة فخرج ذلك الرجل. فانتدب احد الصحابة وهو عبد الله ابن عمر قال والله لاتبعنه فلا ارين ما يصنع قال فتبعته وحتى بلغ داره فقلت له يا فلان انه قد وقع بيني وبين ابي شحناء وحلفت الا ادخل عليه ثلاثا. يعني ثلاث ليالي فان رأيت ان تضيفني. قال افعل وانما اراد عبد الله ابن عمر رضي الله عنه ان يرى عمله قال فاخذ يرقبه قال فما رأيت منه كبير عمل يعني من قيام او صيام او غير ذلك يقول فلما انقضت الثلاث قلت له يا فلان اما انه ما كان بيني وبين ابي شيء. ولكنك طلعت علينا ثلاث ثلاثة ايام. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فاحببت ان ارى عملك فقال الرجل هو والله ما رأيت يعني ما عندي زود هذا هو الذي رأيت قال هو والله ما رأيت. فانصرف عبدالله. فناداه الرجل وقد ذكر امرا فقال غير اني لا ابيت وفي قلبي غل على مسلم قال فهذا الذي بلغ بك هذا الذي بلغ بك فيا معشر الاخوة ومعشر الاخوات علينا ان نربي انفسنا وان ننقل ايضا هذا الشعور الى ابنائنا وبناتنا. ان نحسن الظن بعموم المسلمين. لان الاصل في المسلم الستر والعافية لا يحل ان تحمله على محمل سوء. ولطالما ظن الناس ظنونا وطوحوا بها الى ابعد المذاهب ثم يكتشفون الامر على خلافه سيقع ندم عظيم ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. فاحذر يا عبد الله ان تتبع الظن ان الظن لا يغني من الحق شيئا. واذا حدثك احد بحديث فيه ريبة عن فلان وعلان فازجره وانهى وقل له ان كان رابك شيء منه فكلمه وتبين الامر فقد يتبين لك الامر خلاف ما ظننت تكون قد سلمت بسؤالك اياه. فهذا امر ينبغي ان نتفطن له من حسن اسلام المؤمن اختم ايها الكرام آآ يعني ملحظ لطيف جدا وهو بعد ان عن حسن الظن بالله وحسن الظن بالمسلمين ماذا عن حسن الظن بالنفس حسن الظن بالنفس هذه القضية تحتاج الى وزن دقيق وذلك ان من الناس من قد يقع في الغرور فيحسن الظن بنفسه يرى او يري نفسه انه قد بلغ سيمنعه ذلك من اصلاح نفسه وتزكيتها. وتسمع من بعض الناس من يثني على نفسه ويقول نحن كذا ونحن كذا ونحن كذا. فهذا الشعور بالزهو والامتلاء والاعجاب يحول بينه وبين اصلاح نفسه ومجاهدتها ايضا بالمقابل هناك من الناس من يظلم نفسه ويجلد ظهره بسوط اللوم والعتب ربما من جراء آآ قراءة بعض كتب المواعظ التي تزيد فيها الجرعة في تأنيب النفس وموعظتها فيصيبه نوعك ونوع احباط وغير ذلك فكل هذا وهذا ليس هو الصواب. وانما الصواب الاعتدال فيحمد العبد ربه على ما من به عليه وانعم وينهج بذكره. واما بنعمة ربك فحدث الشعور بمنة الله تعالى على العبد واغتباطه بذلك هذا من حسن الظن. ولهذا قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وقال اعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم فاغتبط يا عبد الله. واغتبطي يا امة الله بنعمة الله عليكما. فان هذا الشعور بالاريحية يبهج النفس. ويسرها وينشطها طاعة الله عز وجل ولا تقع في الزهو والاعجاب بالنفس فتقع في الغرور وغركم بالله الغرور. ولا تقع ايضا بالمقابل بجلد الذات النسف بغير حق فهذا ايضا من الذنب فاذا اه رأيت خيرا فاحمد الله تعالى واذا رأيت سوى ذلك فاستعتب وتدارك نفسك فهذا خير لك ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين الحمد لله رب العالمين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان