المظهر الثالث من مظاهر حفظ العرض ان تحفظ اسراره اسراره هي التي بثها اليه. بث اليك نظرا له. بثل اليك رأيا رآه في مسألة. تكلمتم في فلان. فقال لك رأيا له في فلان تكلمتم في مسألة فله رأي فيها بثه اليك لانك من خاصته ولانك من اصحابه. ربما يخطئ في هذا الرأي وربما يصيب. فاذا كنت اخا صادقا له فانما بث اليك ذلك لتحفظه لا لان تشيعه لان مقتضى الاخوة الخاصة ان يكون ما بين الاحباب سر كما جاء في الحديث الذي رواه ابو داوود في سننه الرجل اذا حدث الرجل بحديث ثم التفت عنه فهي امانة هي امانة والله جل وعلا امرنا بحفظ الامانات وحفظ الاعراض لانك اذا ذكرت هذا الرأي منه فان الناس يقعون فيه ترى منه رأيا عجيبا يقول فلان يرى هذا الرأي فلان يقول في فلان كذا ما معنى الاخوة؟ هل تشيع عنه ما يرغب هو ان يشاع عنه بل اعظم من ذلك ان يأتي اخ بينه وبين اخيه عقد اخوة خاصة فيستشمه على حديد. فيقول هذا الحديث خاص بك لا به احدا فيأتي هذا الثاني ويخبر ثالثا ويقول هذا خاص بيني وبينك ولا تخبر احدا ثم ينتشر في المجتمع والاول غافل عنه كما قال الشاعر وكل سر جاوز الاثنين فانه بنفس وتكثير الحديث قمينه. وهذا واقع فان المرء اذا استطع اخر اذا اصطفى صاحبا له اخا له فاخبره بسر فلابد من الكتمان خاصة اذا استأمنه عليك اذا لم يستأمنه عليه فقام فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حدث الرجل الرجل بالحديث ثم التفت عنه فهي امانة فكيف اذا تكتمه اياه ولم يأذن له بذكره