يغير احوال الناس بينما هم على حال فاذا هم على حال مضاد له بينما انت في نهار قد انتشر ضوءه فاذا بالظلام قد حل عليك واصبحت في ظلمة دامسة لا تستطيع التمييز في كل زمان ومكان تلك حقائقها بالنور فاسمع واعقل يا انسان برهان الحق المسطول الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان رب العزة والجلال بين مدارات الافلام تتجلى اسرار الكون والعلم ينير ادراك نحو الفكرة والمضمون نحو الفكرة والمظلوم. نمضي بخيال الافكار يا رب كل فضاء ووجود والاعجاز مع الابهار. من خلق المولى المعبود بينما امامك من الاجرام ولذا استشعر هذه الاية العظيمة تقليب الليل والنهار يورج الليل في النهار ويورج النهار في الليل وما ذاك الا لعظمته سبحانه يقول جل وعلا هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ويقول سبحانه واية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ويقول سبحانه مذكرا العباد بنعمة الليل والنهار وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون نعم سخر النهار من اجل ان يعتاش الناس وان يتنقلوا وان يشاهدوا احوالهم وسخر الليل ليسكنوا فيه يقول تعالى ذلك بان الله يورج الليل في النهار ويورج النهار في الليل وان الله سميع بصير ويقول سبحانه المتر ان الله يورج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كله يجري الى اجل مسمى وان الله بما تعملون خبير و لما جعل الله جل وعلا الارض بساطا والجبال اوتادا جعل كذلك النهار معاشا على الليل لباسا وجعل النوم سباتا. فضلا منه سبحانه وتعالى. فهذه نعمة عظيمة تدلك على قدرة رب العزة والجلال. بينما انت في نور عظيم قد انتشر في الكون تغمض عيناه تستيقظ فاذا انت في ظلام قد انتشر في الافق كله بحيث لا تشاهد شيئا مما امامك ما يدلك على عظم قدرة الله جل وعلا وقد جعل الله عز وجل لليل والنهار وظائف يجب ان تؤدى تلك الوظائف في اوقاتها. فهذه الصلوات لها اوقات من الليل ولها اوقات من النهار. كما قال تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق ليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ولذا علينا ان نحافظ على هذه الواجبات الشرعية في اوقاتها ليلا ونهارا كما انه على الانسان ان يجعل هذه الاوقات في الليل والنهار محلا لطاعة الله ومحلا لذكره فهو سبحانه الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا وهكذا على الانسان ان يستحضر الاوقات الفاضلة في يومه بحيث يستعمل فيها ما يناسبها من الاعمال وهناك اوراد للصباح والمساء. وهناك اوقات لذكره سبحانه. وهناك اوقات تتأكد فيها الصلوات وهناك اوقات المناجاة التي يناجي فيها العبد ربه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تبارك وتعالى في الثلث الاخير من كل ليلة. فيقول هل من سائل فاعطيه سئله؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فاتوب عليه وكذلك على الانسان ان يستشعر ان هذه الايام التي تمضي بالليل والنهار انما هي اجزاء من عمره فبمضيها يفوته شيء من عمره ومن ثم عليه ان يتدارك ما بقي من ايامه وان يقدم فيها عبادة التوبة الى الله جل وعلا. فيستغفر الله عما كان فيها من تفريط وغفلة وعدم باستعمال لها في طاعة رب العزة والجلال. لان الليل والنهار قد جعلها الله خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا. اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من العابدين لله الذاكرين له الموفقين في كل امورنا. كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا ممن ادى وظائف النهار والليل على وفق مراد الله جل وعلا ومحبوبه سبحانه وتعالى. كما اسأله جل وعلا ان يمكننا من بالواجبات الشرعية ليلا ونهارا صبحا ومساء ظهرا وعشاء بفظله واحسانه فهو ارحم الراحمين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الافلاك تتجلى اسرار الكون والعلم ينير الادراك نحو الفكرة المضمون نحو الفكرة والمظلوم. نمضي بخيال الافكار بكل فضاء موجود والاعجاز مع الابهار. من خلق المولى المعبود في كل زمان ومكان تلك حقائقها بالنور. فاسمع واقل يا انسان برهان الحق المستور