والا فان المشركين الذين بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الله عز وجل لكنهم كانوا يجعلون معه شريكا سبحانه فامروا ان يفردوا. وهذا معنى التوحيد. التوحيد هو الافراد. كما ان الشرك هو جمع شيئين او اكثر الشرك من مادة شركة بان يكون هناك شيئان اثنان ولهذا قال الله عز وجل واجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا هذا معنى شركهم ولهذا قال الله عز وجل ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا. فاذا جعل مع الله شريك امنوا يعني يؤمنوا بهذه الشراكة بين الله وبين غيره. اما اذا افرد اذا دعي الله وحده كفرت وكانوا يأبون التوحيد اما عبادة الله فلا شك انهم كانوا يعبدون الله لكن مع جعل شريك الله تعالى في العبادة ولهذا كانوا يحجون كل سنة في بقايا من دين إبراهيم لو تلاحظ الحج الذي كانوا عليه والحج الذي اقرته الشريعة لوجدت اكثر مواقف الحج قد اقرت لانها تلقيت عن ابراهيم لكن ابتدعوا بدعا فيها وعلى رأسها واخسها جعل الاصنام بجانب الكعبة والطواف بها والطواف لله لا للاصنام. وكذلك ما ابتدعوه من عدم الخروج الى عرفة. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وخالفهم الحج عرفة امام مواقف الحج واعمال الحج فقد تلقوها عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في كل عام يؤدون هذا الحج. فهم يتعبدون لله عز وجل. بل انهم يخلصون لله تعالى الاخلاص التام اذا جاءت الضرورة فاذا ركبوا في في الفلك دعوا الله مخلصين كلمة مخلصين هذي في القرآن ولها معنى شرعي الاخلاص ان يفرد الله عز وجل فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. هذا هذي حقيقة الشرك الذي كان عنده ولهذا قال قتادة انهم كانوا اذا ركبوا في السفينة اخذوا معهم الاصنام. فاذا هاجت الامواج رموا الاصنام في البحر وقالوا يا الله يا الله لم يعلموا انه لا ينفعهم عند الضرورة الا الله. فالقوم يعلمون ان الله يقرون ان الله تعالى هو ربهم بلا شك لكنهم يتخذون هذه المعبودات بزعمهم لتقربهم الى الله عز وجل. كما قال الله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله قال الطبري والبغوي في معنى الاية والذين اتخذوا من دونه اولياء. يقولون في التقدير يعني هم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا. فهم يريدون عبادة لكن يزعمون ان هذه الوسائط تقربهم الى الله عز وجل. فجاءتهم الرسل بافراد الله تعالى بالعبادة