سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله يعني قد يقول قائل كيف عمم ابن القيم المعنى وقد خص الاية في سورة الانفطار فان الله قال ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما ادراك ما يوم الدين فكيف عمم لان القاعدة في التفسير ان الاية اذا قطعت عن نظيرتها ودلت على معنى صحيح فان هذا التعميم لا يظر ما التعميم الذي يضر؟ هو الذي يخالف القيد الموجود طيب لما واحد يقول ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم قد يقول واي جحيم يكون للكفار وهم في نعيم يقول يكفيهم جحيم ها الذنوب والمعاصي والشرك والتخبطات والبدع يكفيهم هذا الجحيم واذكر هونا قصة عجيبة جدا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعرفون صاحب فتح الباري والكتب المشهورة قاضي القضاة قاضي القضاة قاضي قضاة مصر ويوم من الايام وهو خارج من دار القضاء وراكب على مركب قاضي قضاة مصر ومعه الهيبة والعساكر والناس والطلاب حوله واذا بيهودي حمال يهودي حمال من يهود القاهرة فوقف قاضي القضاة قال ان عندي سؤالا لك فقاله الحافظ ابن حجر رحمه الله قل قال اليس قد قال نبيكم ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر قال بلى قد قاله صلى الله عليه واله وسلم فقال اليهودي واي سجن لك واي جنة لي وانا في هذه الحال من المشقة والضيق وانت في هذا النعيم فقال له الحافظ ابن حجر انما اعده الله للكافرين فبالنسبة الى ما اعد للكافرين انت في نعيم انت في نعيم وبالنسبة ما اعده الله للمتقين انا اعتبر في سجن وانتظروا متى يأتي ويخرج من هذا السجن لارى ما اعده الله لنا لذلك ايها الاخوة هذا العموم صحيح الابرار الذين وصلوا الى هذه المرتبة من الانس بالله والرضا بالقضا ومشاهدة الربوبية بكل فعل من الافعال هؤلاء في نعيم لا يعلم بحالهم الا الله نعم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله ذو الفضل