الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائل احسن الله اليكم انه كان عندها بعض التساؤلات في اعياد الميلاد تقول لها صديقة استمعت لاحد المقاطع لاحد الشخصيات المشهورة وانه يقول ان هذه قد تجوز فهل هذا صحيح؟ الحمد لله رب العالمين المتقرر عند العلماء انه لا يجوز لاحد ان يخصص حدثا بيوم لامر حصل في هذا اليوم الا بدليل وهذه القاعدة تفرض علينا الا نحدث شيئا في دين الاسلام من عيد الا وعلى ذلك دليل من الشرع فالانسان اذا خصص يوما من ايام العام بامر يفعله من زيادة فرح او زيادة حزن وترح. وكان سبب هذا التخصيص هو امر حدث له في ذلك اليوم. او حدث لغيره فكلما مر عليه هذا اليوم من العام احدث فيه فرحا زائدا او حزنا زائدا. فقد اتخذ هذا اليوم عيدا فهذا التخصيص انما هو من خصائص الله عز وجل. فالله هو الذي يختار من ايام العام ما يريده عز وجل في شرف لعباده ما يفعلونه فيه. ولذلك في سنن ابي داوود باسناد صحيح. من حديث انس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما يقال لها ايام ضعاث ايام حروب كانت بينهم قديما. فكانوا يحيونها كل عام. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذين اليومين وقال لقد ابدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى وعلى ذلك يتخرج حكم اعياد الميلاد. فان الانسان يحيي هذا اليوم بعينه من بين سائر ايام العم لامر حدث في هذا اليوم وهو ولادته. فلانه يوم ولادته فهو يحييه بزيادة الفرح. وتوزيع الحلوى واجتماع الاصدقاء اطفاء الشموع وكل ذلك من الامور المحرمة التي لا تجوز. فهي تدخل في باب الاحداث في الدين. والمتقرر عند العلماء ان كل احداث في الدين فهو رد. وهو من جملة البدع المنكرة. والمتقرر عند العلماء ان كل بدعة في الدين فهي ضلالة وتدخل كذلك في باب التشبه بالكفرة. فان المسلمين انما استوردوا احتفالات اعياد الميلاد من بلاد الكفرة. والا فان المسلمين لم يكونوا يعرفون شيئا من ذلك. ولا يعرف في صدر الدولة الاسلامية شيء من ذلك ابدا ولكن بسبب اختلاط الشرق بالغرب استوردوا هذه العادة السيئة. فاذا انما يفعلها بعض المسلمين من باب التشبه والمتقرر عند العلماء ان كل ما كان من تعبدات المشركين او من عاداتهم المختصة بهم فلا يجوز للمسلم ان يتشبه بهم فيها. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن تشبه بقوم فهو منهم. فاعياد الميلاد لا تجوز لهذين الامرين. الامر الاول لانها تخصيص زمان بسبب حدث حصل في هذا الزمان وهذا التخصيص من خصائص الله عز وجل. والامر الثاني انه من باب التشبه بالكفار فان اورد علينا احد ايرادا باسبوع الشجرة الذي يتكرر كل عام فاننا نقول له ان تخصيص هذه الايام التي يحتفل فيها بالشجرة ليست لامر حصل للشجرة في هذه الايام فهذا التخصيص انما هو تخصيص تنظيم وترتيب ليس تخصيص تعيين لامر حصل في هذا اليوم. واما اعياد الميلاد فان من يحتفل بيوم مولده يخص هذا اليوم بعينه من ايام السنة لامر حصل في هذا اليوم وهذا هو التخصيص المحرم وبناء على ذلك فالذين دينوا الله عز وجل به ان الاحتفال باعياد الميلاد من الامور المحرمة المنكرة ومن البدع المستهجنة ومن التشبه بالكفار فيما هو من تعبداتهم وعاداتهم المختصة بهم ثم بهذه المناسبة يجب علينا الا نسأل الا اهل العلم الموثوق في امانتهم وعلمهم ورسوخهم وديانتهم لان هذا دين فان العلم دين فيجب علينا ان ننظر ممن نأخذ ديننا. فكما ان الانسان لو اعتل صحته فانه لا يعرض مرضه الا على الاخصائيين او الاستشاريين الماهرين اهل الخبرة الفائقة في هذا المرض فكذلك الدين الذي هو اعظم من الصحة فيجب علينا اذا عرض لنا شيء من امور ديننا الا نسأل من هب ودب. وانما نسأل العلماء الراسخين. الذين الله عز وجل العلم والفهم والالتزام الاصول الصحيحة والقواعد الشرعية الصريحة والالتزام بمنهج للسنة والجماعة ممن يوثق فيهم وممن تبرأ ذمتنا اذا جعلناهم وسطاء في التعليم فيما بيننا وبين الله عز وجل اما ان نسأل في ديننا من هب ودب وان نقبل كلام من هب ودب. بمجرد انه ظهر في مظهر الصالحين او في مظهر طلبة العلم ان هذا لا يجوز والعلماء معروفون ويعرفهم الناس. فعلى الانسان اذا عرظ له شيء من ذلك ان يعرف من يطرق بابه من العلماء والله اعلم