التجارة ابيحت في الحج ولو كان الحاج ذهب ليتاجر فليس عليه جناح. كما قال جل وعلا ليس جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم من عرفات الاية قال العلماء ارادة الامر الدنيوي فيما يراد به وجه الله جل وعلا اذا كان مأذونا به من جهة الشارع فلا يعد قصده اخلالا بالاخلاص ولا يدخل ذلك في قول الله جل وعلا في سورة هود من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبحثون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وقد ذكر العلماء امام الدعوة ذكر ابناؤه وتلامذته اربع صور تدخل تحت هذه الاية وليس منها ان يكون الامر الدنيوي قد رتبه الشارع على العبادة مثل ان يصل رحمه امتثالا لامر الله ولكن ايضا احصل على الاثر الذي رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله من سره ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره صل رحمه من جاهد باعلائك كلمة الله ولكن له رغبة في المال فهذا قد حث عليه عليه الصلاة والسلام فقال من قتل قتيلا فله سلبه ترغيبا في ان يقاتل وان يجاهد لكن يكون قصده الله جل وعلا ويكون هذا معه. فكذلك من اراد بالحج ان يكون حاجا وان يتعبد. ولكن مع ذلك ان يربح ما يربح بالتجارة فلا بأس بذلك ولا يعد ذلك منافيا للاخلاص لان الله جل جلاله اذن بذلك وقال ليس عليكم جنود ناح ان تبتغوا فضلا من ربكم بخلاف الذي ليس له همة في الحج الا ان يكون رابحا للمال. فلم يقصد الحج او لم يقصد ان يتقرب الى الله بالحج وانما قصده الى المال فهذا الاشبه ان يكون ممن يريد حرث الدنيا