وهذا يقول ما حكم الدعاء لولي الامر على المنبر؟ سواء كان في خطبة الجمعة او غير ذلك وما رأيك في عدم تجويز الشاطبي ذلك في كتابه في كتابه الاعتصام الدعاء لولاة الامور لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين. وظهر في اخر عهد الصحابة وفي عهد التابعين واستمر سنة الى يومنا هذا. وسبب ذلك انه لما ظهرت الخوارج وكان الخوارج يرون التدين ببغض ولاة امور المسلمين وكراهتهم والخروج عليهم الفهم اهل السنة بالدعاء ظاهرا على المنابر بالعلن لولاة الامور. كما خالفهم اهل السنة خالفوا الرافضة الترضي عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعن اله على المنبر. فلما ظهر الابتداع صارت مخالفة المبتدعة سنة ماضية ولهذا يذكر العلماء ان من سنن خطبة الجمعة ان يدعى فيها لولي الامر. والدعاء لولي الامر سنة ماضية ومن علامات اهل السنة الدعاء لولاة الامور. ومن علامات اهل البدع الدعاء من على اهل السنة الدعاء لولاة الامور. ومن علامات اهل البدع الدعاء على ولاة الامور كما صرح بذلك البربهاري وغيره في كتاب السنة. لكن الدعاء شيء والمدح شيء اخر. المدح لا يجوز لانه يراد به الدنيا. واما الدعاء فيراد به صلاح الدين والدنيا والاخرة. فالدعاء مبعثه امر شرعي لله واما المدح فلاهله مقاصد مختلفة ولهذا العلماء يدعون ولا يمدحون مدحا مطلقا. قد يثني بعضهم بثناء خاص مقيد لظهور فائدة عمله ولي الامر. لكن هذا على الاستثناء ليس قاعدة مطردة. يثني لتشجيعه على الخير وترغيبه فيه وحثه عليه اما المدح فانه ليس من صنيع السلف الصالح وانما من صنيعهم الدعاء بان الدعاء مما يرجى به صلاح دينه واذا صلح دين ولي الامر صلح به شيء كثير