السؤال الثاني ما حكم السخرية من موت شخصية كانت تحارب الدين وتسخر من المتدينين سبيل الموت غاية كل حي فداعيه لاهل الارض داعي نقول احبتي في الله ان الفرح بهلاك الطغاة والظلمة والمحاربين لدين الله عز وجل امر جبلي لا تستطيع النفس دفعه امر مشروع وقد جعله الله من اقداره الطيبة للمؤمنين شفاء لصدورهم وذهابا لغيظ قلوبهم. فقال تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء. والله عليم حكيم. يشفي صدور قوم مؤمنين ان يبرئ داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله بقتل هؤلاء المشركين بايديكم وازلالكم وقهركم اياه وذلك الداء وهو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم به من الاذى والمكروه ايضا امر مضت به السنة المطهرة. ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهت معركة بدر قال من يذهب فينظر ماذا صنع ابو جهل فذهب عبدالله بن مسعود فوجده ولما رآه ركب على صدره فقال له ابو جهل لمن الدائرة اليوم لمن الدائرة اليوم؟ فقال لله ورسوله لقد اخزاك الله يا عدو الله ارأيت كيف اخزاك الله وقال ابو جهل وهل اعجب من رجل قتله قومه؟ ثم احتز ابن مسعود رأس ابي جهل وحمله وجاء به الى النبي صلى الله عليه وسلم فلما راه سر بذلك وقال هذا فرعون هذه الامة الفرح بمهنة اعداء الله من الكفرة والظلمة الطواة والمفسدين في الارض امر مشروع. وهو من نعم الله جل وعلا على عباده. بل وعلى الشجر والدواب وان اهل السنة لا يفرحون بما يحل بهؤلاء من بأس الله ونقمته ضمن الادلة على هذا بالاضافة الى ما سبق نعم قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم. اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. وكان الله بما تعملون بصيرا. في الاية اشارة الى ان اهلاك اعداء الله من نعم الله على المسلمين التي تستوجب ذكرا وشكرا في حديث ابي قتادة ابن ربعي كان يحدث ان النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا. والعبد الفاجر يستريح منه والبلاد والشجر والدواب العباد والبلاد والشجر والدواب بوب النساء على هذا فقال باب الاستراحة من الكفار النووي رحمه الله يقول معنى الحديث ان الموتى قسمان مستريح ومستراح منه ونصب الدنيا تعبها واما استراحة العباد من الفاجر اندفاع اذاه عنهم واذاه يكون من وجوه منها ظلمه لهم ومنها ارتكابه للمنكرات. فان انكروها عليه قاسوا مشقة من ذلك. وربما نالهم ضرره. وان سكتوا عنه اثموا واستراحة الدواب منه لانه كان يؤذيها ويضربها ويحملها ما لا تطيق ويجيعها في بعض الاوقات وغير واستراحة البلاد والشجر قيل لانها تمنع القطو بمصيبته وقيل انه يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره ايضا في الباب سجود علي رضي الله عنه شكرا لله عز وجل لقتل هذا الخارجي المخدج لما رآه في القتلى في محاربته له ففرح بذلك وسجد لله شكر وهو ذو ذو الثدية اللي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ايضا فرح اهل السنة مما اصاب المبتدع الضال ابن ابي دؤاد بالفالج وهو الشلل النصفي. حتى قال احد يومئذ وهو يتحدث عنه افلت نجوم سعودك ابن دؤادي وبدت نحوسك في جميع ايادي فرحت بمصرعك البرية كلها. من كان منها موقنا بمعادي لم يبقى منك سوى خيال لامع فوق الفراش ممهد بوساد وخبث لدى الخلفاء نار بعد ما قد كنت تقدحها بكل زناد وقيل للامام احمد بن حنبل الرجل يفرح بما ينزل باصحاب ابن ابي دؤاد فهل عليه من ذلك اثم؟ فقال ومن لا يفرح بهذا الى غير هذا من ادلة كثيرة يعني فرح المسلمين بمهلك اعداء الله حيث استراح بموته او اولياء الله هذا امر مشروع ومضت عليه الادلة لكن الاستهزاء السخرية واطلاق النكاح حولهم تلك قضية اخرى امر لا يليق بالمسلم في الجملة. فان ادنى احواله ان يكون من اللغو الذي تعبدنا الله جل وعلا بالاعراض عنه الذين هم عن اللغو معرضون. لا سيما اذا كان له اهل من الاحياء مخالطون لنا ويتأذون مما يقال عن هذا الميت من النكات او السخرية او اظهار الشماتة ونحوه. النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الموتى فتؤذوا الاحياء عقيمة بن ابي جهل كان من كبار الصحابة واجلائهم كان قائد عكرمة قائد يعني تعصب بعصابة الموت يوم اليرموك وكان قائد طيبة الموت ابوه ابو جهل فلو جه الصحابة لو سبوا ابا جهل ربما تأذى بهذا عكرمة فلا تسبوا الموت فتؤذوا الاحياء وفي حديث لا تسبوا هؤلاء فانه لا يخلص اليه شيء لا يخلص اليهم شيء مما تقولون وتؤذون الاحياء لا تسبوا هؤلاء فانه لا يخلص اليهم شيء مما تقولون وتؤذون الاحياء ونسائي عنده رواية الحديث ابن عباس ان رجلا وقع في اب للعباس كان في الجاهلية فلطمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا موتانا فتؤذوا احياءنا ان البذاء لؤم هذا فضل عن الحديث لا تسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا من اهل العلم من من قصر الموت هنا على موتى المسلمين ومنهم من عمم وقال ان قل في الحديث للاستغراق. ولان معظم الموتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الكفار. لا تسبوا الموت فانهم قد افضوا الى ما قدموا اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين