الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول يوجد لي غريب يستعمل يده الشمال في الشرب. يقول وعندما انصحه يقول ليست بحرام فان الله سبحانه وتعالى خلق القوة والتركيز في اليد الشمال فما حكم هذا الفعل؟ الحمد لله رب العالمين وبعد هذا الكلام الذي قاله هذا الشخص كلام باطل وهو من الرأي والاجتهاد الذي يعارض النصوص الشرعية القطعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فان الادلة قد وردت امرة بالاكل باليمين والشرب باليمين ومحرمة للاكل بالشمال والشرب بالشمال. فلا يجوز للانسان اذا كان قادرا على الاكل والشرب بيمينه ان يأكل او يشرب ما له فان هذا من الامور المحرمة التي لا تجوز ومهما اجتهد الانسان وقال رأيا معارضا للنصوص فان اجتهاده ورأيه رد عليه لان المتقرر عند العلماء ان كل اجتهاد ورأي عرظ النص فانه باطل فلا يجوز معارضة النصوص الصحيحة بالاراء والاجتهادات والعقول والاقيسة فان هذا من مناهج الشيطان الرجيم فان الشيطان هو الذي يعارض النصوص الصحيحة بالرأي فان الله عز وجل لما امره بالنص الصحيح الصريح بالسجود لادم في لادم في قوله اسجدوا لادم ترك ابليس دلالة النص الصحيح الصريح وعارضها برأيه واجتهاده فقال انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين فالواجب على المسلم اذا سمع شيئا من احكام الله ورسوله ان يقول سمعنا واطعنا وان يذعن ويسلم لها وان لا يعارض ولا يماحل لا برأي ولا بعقل ولا باجتهاد ولا بغيره. يقول الله تبارك وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ويقول الله تبارك وتعالى ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فالوصية ان تنصحوا هذا الشخص بان يتقي الله عز وجل والا يعارض في دين الله عز وجل في هذه المسألة وقد دلت الادلة على وجوب الاكل باليمين وحرمة الاكل او الشرب بالشمال وذلك في عدة نصوص من هذه النصوص ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل بيمينك. فقال لا استطيع يا رسول الله. فقال لاستطعت فما رفعها الى فيه وما منعه الا الكبر فقوله لا استطيع يا رسول الله. ليست كلمة تدل على واقعه هو بانه فعلا عاجز عن الاكل باليمين وانما ما منعه الا الكبر. فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بان لا يأكل بيمينه والا لا يستطيع بعد ذلك ان يأكل بيمينه؟ قال الراوي فما رفع يده اليمين الا فيه. فلو كان الاكل بالشمال من الامور الجائزة لما استوجب هذا الشخص ان يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي الصحيح كذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمر بن سلمة تطيش يده في الصحبة فقال يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فقوله وكل بيمينك هذا امر. وقد تقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الامر المتجرد عن القرينة يفيد يفيد الوجوب يفيد الوجوب. وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اكل احدكم فليأكل بيمينه. واذا شرب يشرب بيمينه فان الشيطان يأكل ويشرب بشماله فقوله فليأكل بيمينه هذا دليل على وجوب الاكل باليمين لانه امر بل ويدل على الوجوب ايضا بان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن حالة الشيطان وانه يأكل بشماله ونحن مأمورون بمخالفته ونحن مأمورون بمخالفته فلا جرم في هذا الحكم عندنا فالحق الحقيق بالقبول والذي لا يجوز القول بغيره هو ان الاكل باليمين واجب وان الاكل بالشمال محرم الا اذا كان الانسان عاجزا عن الاكل بيمينه بسبب شلل او عذر صحي او غير ذلك فله ان يأكل بشماله لان المتقرر عند العلماء ان الضرورات تبيح المحظورات واما اذا كان قادرا على الاكل بيمينه ثم اكل بشماله فلا جرم انه مرتكب لمحرم من محرمات الشريعة ومن المتقرر في القواعد وجوب مخالفة الكفار فيما هو من هديهم وعاداتهم وعباداتهم ومن المعلوم ان الاكل بالشمال من جملة عادات الكفرة المنقولة عنهم والتي تشبه بهم فيها بعض المسلمين هداه الله فبما ان الاكل بالشمال من جملة عاداتهم المعروفة عنهم فلا يجوز للمسلم ان يتشبه بهم فيها. فان التشبه بهم اقل احواله ان يكون حراما. والله اعلم