يجود بنفسه فوضعوه في حجره ففاضت عيناه فقال عبد الرحمن اتبكي وانت تنهى عن البكاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم سلم اني لم انهى عن البكاء وانما نهيت عن صوتين احمقين فاجرين. صوت عند نغمة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما حكم موسيقى وهل هي محرمة بذاتها؟ ام بما تشتمل معها من كلمات مثيرة للغرائس؟ الحمد لله المقصود من السؤال انه يسأل عن حكم الات المعازف التي تصدر هذه الموسيقى. وقد بينا في مواضع متعددة وفتاوى كثيرة بان الحق الحقيقي بالقبول والذي لا يجوز القول بغيره هو ان الات المعازف الاصل فيها التحريم الا ما استثناه النص فلا يجوز للانسان ان يستعمل شيئا من الات المعازف هو بنفسه. ولا يجوز له ان يستمع الى شيء من المعازف اذا ضرب عليها غيره وقد كثرت الادلة من الكتاب والسنة الدالة على تحريم الموسيقى والات المعازف كقول الله عز وجل ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا واولئك لهم عذاب مهين. قال حبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما هو الغناء. وقال مجاهد رحمه الله اللهو هو الطبل وقال الامام الحسن البصري رحمه الله نزلت هذه الاية في الغناء والمزامير. فدخول الغناء في عموم هذه الاية هو تفسير السلف رحمهم الله تعالى. فان كانت الاية تدل على غير الغناء فانها لا تخرج الغناء لان السلف رحمهم الله تعالى قدرت عادتهم في التفسير انهم يفسرون الشيء بضرب مثال من امثلته. فاذا من امثلة لهو الحديث داخلي في هذا العموم الغناء. فلا يجوز لنا ان نفسر الاية تفسيرا يخرج تفسيرات السلف الواردة في هذه الاية فان السلف اكمل الامة فهوما واتمها علما وادقها نظرا واعرفها بمقاصد ولذلك يقول الامام ابن القيم رحمه الله انه يكفي تفسير الصحابة والتابعين للغو الحديث بانه الغناء فقد صح ذلك التفسير عن ابن عباس وابن مسعود. وغيرهم من السلف رحمهم الله تعالى. ومن الادلة كذلك على تحريم الغناء قول الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك. واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد واعدهم فقد جاء في تفسيره في بعض التفاسير في قوله واستفزز من استطعت منهم بصوتك اي بدعاء بالغناء والمزامير. ويدخل في ذلك كل من دعاك الى معصية فانه من استفزاز من استفزاز الشيطان لك بصوته ومن اعظم اصوات المعاصي الغناء والمزامير. كما قال ذلك ابن جرير الطبري والامام ابن كثير وقبلهم فسر الامام مجاهد وغيره هذه الاية بما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو وما كان من صوت الشيطان. وكذلك من الادلة قول النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحراء والحرير والخمر والمعازف منه قوله والمعازف. فقوله ويستحلون. دليل على ان الاصل فيها التحريم. اذ لو كانت في الاصل مباحة لما كان استحلالهم لها موجبا عليهم العقوبة. لما كان استحلالها موجبا عليهم العقوبة وهذا الدليل واضح كما ذكرت. ومن الادلة كذلك ما روى الامام الترمذي في من حديث جابر رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف الى النخيل. فاذا ابنه ابراهيم لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خمس وجوه وشق جيوب ورنة. وقد قال الترمذي هذا حديث حسن وحسنه الامام الالباني رحمه الله. فهذا الصوت هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو صوت الغناء والمزامير بل ان في الحديث الاخر ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن هذين الصوتين. ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم صوتان ملعونان صوت مزمار عند نغمة وصوت ويل عند مصيبة. وهذا الاسناد اسناد حسن. وبما انه ثبت لعنه فلا جرم انه يعتبر من جملة الكبائر. لان المتقرر عند العلماء ان الكبيرة ان كل ذنب ختم بلعنة فهو فهو كبيرة. فهو كبيرة. والادلة على ذلك كثيرة. فلا يجوز للانسان ان استعمل شيئا من الات المعازف هو بنفسه. ولا يجوز له ان يستمعها من غيره. فالموسيقى بكافة انواعها ومختلف اشكالها والاتها محرمة في الدين لا تجوز والله اعلم