الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما حكم تنزيل الاحاديث على الواقع؟ ومثال ذلك ان يقال ما ورد في احاديث يأجوج ومأجوج انها صغار الاعين ووجوههم كالمجان المطرقة انهم اهل الصين. وان الفتن التي تحصل الان هي من فتن اخر الزمان. يقول الاحظوا ان كبار العلماء في بلدنا ولله الحمد لا يتطرقون لتنزيل الاحاديث على الواقع في الفتن. بينما بينما يذكرها طلبة العلم. فهل الافضل السكوت عنها جزيتم خيرا الحمد لله رب العالمين وبعد تنزيل الاحاديث على الواقع لا يخلو من حالتين. الحالة الاولى ان يكون صادرا من عالم راسخ متأهل في هذا التنزيل فهذا تنزيل صحيح ولا بأس ولا حرج فيه ان شاء الله. فاذا حل بالامة شيء من الازمات وتكلم العلماء المتأهلون الراسخون في العلم بان حديث كذا وكذا يصدق على واقعة كذا وكذا فانه يعتبر كلاما مقبولا وتنزيلا صحيحا. اذا وافق الحق ولا يمنع العالم من تنزيل هذه الاحاديث على واقعه الذي يعيشه وانما الذي نمنعه التخرص والكلام بالظنة والهوى والشهوات في تنزيل الاحاديث والنصوص الشرعية على واقع بلا تأهل ولا رسوخ في العلم. فهذا التنزيل يتطلب رسوخا وتأهلا. وهذا من خصائص اهل العلم الراسخين فليس لكل احد الحق ان ينزل حديثا على واقع يعيشه فان هذا من القول على الله عز وجل بلا علم اذا كان ليس مبنيا على علم ولا ولا دليل ولا برهان. ولذلك لما خرجت الخوارج قام قام بعض الصحابة الذين عاصروا الخوارج بانزال بعض الاحاديث التي سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم على الخوارج المارقة. وهذا امر معروف ولا اظنه يخفى على طلبة على من له بحث في التاريخ. فقد انزلوا بعض الاحاديث على الازارقة من الخوارج وانزلوا بعض الاحاديث على اهل النهروان ومن الحرورية وغيرهم وغيرهم. فاذا هذا الانزال ثابت عن اهل العلم السابقين والمعاصرين. لكن الذي ننكره هو ان يتدخل في هذا الانزال الجهال والعوام وانصاف المثقفين ممن لا خبرة عنده في هذا في طرق تنزيل الاحاديث على شيء من الواقع. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا بحوادث اخر الزمان من باب الاخبار فقط. وانما من باب انزالها على الواقع الذي نعيشه اذا وافقها. وصدر هذا التنزيل من العلماء الراسخين المتأهلين. فلا حرج ولا بأس في هذا التنزيل. فاذا صار التنزيل لا نمنعه مطلقا ولا نجيزه مطلقا وانما نفصل فيه. فاذا صدر هذا التنزيل من عالم متأهل راسخ في العلم فانه يعتبر تنزيلا صحيحا وله فيه سلف. واما اذا كان التنزيل صادرا من العوام وانصاف المثقفين والاعلاميين والجهال وغيرها. غيرهم ممن ليس عنده تأهل ولا رسوخ في العلم فان هذا يعتبر تنزيلا ممنوعا. اذا علم هذا فليعلم ان من التنزيل على الجهل ما يتفوه به بعض الناس من ان يأجوج ومأجوج الذين اخبرنا بفتنتهم في اخر الزمان قبل قيام في الساعة في القرآن والسنة الصحيحة انهم الصين او دول شرق اسيا فهذا من التنزيل الذي لا يقبله اهل العلم ولا يمكن ان يقبلوه حتى وان تفوه به بعض العلماء ممن نحسبهم والله على خير وعلى دراية ومعرفة عظيمة ولكن اقوال العلماء يستدل لها لا يستدل بها فما ذهب اليه بعض الناس من ان يأجوج ومأجوج فتنتهم قد ظهرت. وان سد ذي القرنين قد قد قد زال وان يأجوج ومأجوج قد اختلطوا بالناس وان غالب الفتن منهم في هذا الزمان انما هي منهم فان هذا امر لا يقبله المحققون من اهل السنة والجماعة. فان يأجوج ومأجوج هو خروجهم على ناس هذه من علامات الساعة الكبرى. كما نص على ذلك اهل العلم ولم يخرج احد منهم الى هذا الحد في هذا الزمان ونحن مؤمنون بخروجهم في وقت لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى. فهم خارجون كما اخبرت به ادلة ولكن لا يجوز لنا ان ننزل الادلة الواردة فيهم على بلاد معينة معاصرة. فنقول انهم الروس او انهم الصين او دول شرق اسيا وغير ذلك. فهذا تنزيل مرفوض لا لان التنزيل في ذاته ممنوع ولكن لانه تنزيل لم يتوافق مع الحق والدليل. ومثل ذلك تنزيل بعض الجهال على ان يأجوج ومأجوج ليسوا من بني ادم. وانما هم عبارة عن الحشرات والبعوض والبكتيريا التي تمتلئ بها يمتلئ بها الجو فهذا تنزيل مرفوض. لا لاننا نرفض تنزيل الاحاديث على الواقع المعاصر جملة وتفصيلا لا. وانما نقول لابد ان يصدر تزيد من اهله المتأهلين الراسخين ممن عندهم معرفة ودراية بهذا التنزيل واصوله وقواعده. فهذا فهو الحق في مسألة تنزيل الاحاديث على الواقع. فلا نرده مطلقا ولا نقبله مطلقا. وانما نجعله توقيفيا. على العلماء الراسخين والله اعلم