الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذه السائلة تقول ما حكم حضور الوليمة اذا كان فيها شيء من المنكرات مع العلم انا قد نصحنا اصحابها؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى هو ان المسلم لا يجوز له ان يجلس في مكان يخاض فيه في ايات الله عز وجل. لقول الله تبارك وتعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى خوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم. وفي اية اخرى واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين فاذا علمتم علم يقين او عن غلبة ظن بان هذه الوليمة عرسا كانت او غير عرس. تتضمن شيئا من المنكرات فلا يخلو من حالتين. اما ان تكونوا قادرين على انكارها واما لا. فان كنتم قادرين على على الانكار فيجب عليكم ان تجيبوا هذه الدعوة ويجب عليكم كذلك ان تنكروا هذا المنكر لقول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وارضاه. فمتى ما كنتم قادرين على تغيير هذا المنكر وانكاره فالواجب عليكم ان تحضروا وان تنكروا واما اذا كنتم غير قادرين على على انكار هذا المنكر. فحينئذ لا يجوز لكم ان تشهدوا هذه الوليمة ولا ان تحضروها لان هذا مجلس يخاض فيه بايات الله في ايات الله عز وجل. وهو مجلس يدار فيه الاثم فهو مجلس لا يجوز للانسان الناصح لنفسه والخائف من عقوبة ربه ان يشهده ولا ان يعين اهله على الحضور والاستجابة لهم في شهوده. ولا حرج عليكم اذا تكلم فيكم هؤلاء بعدم حضوركم لهذه الوليمة فانهم قد اسقطوا حقهم في وجوب الحضور لوليمتهم بسبب هذا المنكر الذي رضوا باقترافه في وليمة عرسهم. فهم الذين اسقطوا حقهم في حضور غيرهم. فاذا لكنتم قادرين على الانكار فاحضروه وانكروا وان كنتم غير قادرين فلا تحضروا. ولا يجوز للانسان ان يحضر مع عدم قدرته على الانكار بحجة انه ينكر هذا المنكر بقلبه فان مجرد الانكار القلبي اذا لم يصاحبه عمل لا ينفع صاحبه ومما ينبغي ان يصاحب الانكار القلبي ان يقوم الانسان من هذا المجلس فيما لو حضر وعلم جود المنكر او ان ينكر بقلبه ولا يحضر ابتداء. والله اعلم