لهذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يطوف بالكعبة فاتاه رجل وسلم عليه فلم يرد عليه السلام فقال لابن عمر يا ابن عمر لم ترد علي سلام. قال نعم انك مؤذن تأخذ على اذان اجرا والفرق ما بين الاجر والرزق في هذا ان الاجر يقول من يريد هذا العمل اعطوني كذا والا لا اؤذن لكم اعطوني كذا وكذا على الصلاة الواحدة او على الفرض الواحد والا لا اؤدي لكم فمن قال ذلك فانه يريد ان يستأجر لاداء هذا العمل العبادي فليس جائزا ان يجاب على ذلك بل يجب على من يكون عنده اهلية لذلك ان يقوم به عند فقد من يقوم به من جهة التطوع وهذا الاصل العظيم اذا تحركت به النفوس فانه يكون اداء الامانة في ذلك اعظم ما يكون في انه يؤذن لله ويؤم الناس لله وحينئذ اذا اذن لله وام لله فانه اذا اتاه شيء من الرزق او من المال او من السكنة فانها تعينه على اداء طاعة الله جل وعلا وليست مقصودة في نفسها وهذا مما ينبغي ان يحاسب كل امام وكل مؤذن نفسه على ذلك بان يوطن نفسه على الاطلاق وعلى الصدق في اداء هذه العبادة. ولا يقول مثلا انا والله صليت اربع فروظ اليوم طليت في الاسبوع ما غبت في هذا الاسبوع الا مرة الا مرتين هذا المنطق ليس شرعيا بل يجب عليه ان يحاسب نفسه على صغير الامر وكبيره