الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك. هي معلمة بدار تحفيظ القرآن الكريم. لمرحلة ابتدائية. تقول بعض الاطفال يعطونها هدايا جدا بسيطة تقول ولا اريد ان اكسر قلوبهن بردها. فهل يجوز اخذها منهم؟ ام انها تدخل في هدايا العمال الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان تنشئة الناشئة على مقتضى الشرع هو المطلوب شرعا فينبغي ان يعلم الناس من صغرهم حقيقة الدين ومقتضى الدين. كما قال صلى الله عليه وسلم مروءهم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم ابناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم صبيانهم وهم صغار. حتى اذا جاعوا وبكوا اعطوهم اللعب من العهن. يتسلون بها حتى غروب الشمس فتعويد الناشئة على مقتضى الدين وتعريفهم بحقيقة الاسلام ومقاصد الاسلام على حسب مستواهم الفكري والعقلي والذهني واستعدادهم النفسي هذا امر مطلوب. فبدل ان تقبل المدرسة هذه الهدية التي قد تفضي الى مجاملة هذا المهدي فتقع المدرسة في شيء من التفضيل بناء على هذه الهدية لان الهدية تأسر القلوب ولا جرما في ذلك. وهذه وان كانت حكمة خفية الا ان المتقرر في قواعد الاصوليين رحمهم الله ان الحكمة اذا كانت خفية انيط الحكم بالوصف الظاهر. فليس كل قبل الهدية لابد ان يجور في حكمه لا ولكن الحكم الظاهر هو ان من تولى شيئا من امور المسلمين وكان يتقاضى راتبا من ولي الامر او مكافأة من جهته التي وظفته ويعمل عندها فلا يجوز له ان يقبل هدية من احد. لا صغيرا كان ولا كبيرا فبدل ان تقبلها المدرسة تأتي بالبنية وتقول لها يا بنيتي نحن مسلمون وقد عودنا الاسلام اننا اذا في مناصب الا نقبل الهدايا من اجل كذا وكذا وتشرح لها المسألة بعبارة رشيقة متناسبة مع عقل الفتاة وصغرها سنها حتى تفهمها وينتشر بين الطلاب هذا المقتضى الشرعي. لينشأ ناشئتنا على معرفة بديننا وحقيقة اسلامنا فاذا كنا نريد ان نرحم الصغار فلا نرحمهم بمخالفة شيء من الشرع وانما نرحمهم بتعليم الشرع وتفقيههم في حقيقة الدين والله اعلم