روي عنه انه مكث في تعلم سورة البقرة سبع سنين او نحو ذلك. وقراءة القرآن بالتدبر ولو طال الزمن قالوا ذاك افضل. لهذا قالوا لو يردد سورة الزلزلة مثلا وهو يتأمل فيها افضل من ان يقرأ اكثر ان قراءة القرآن الافضل فيها ان تكون بتدبر وتأمل. قد تنازع العلماء هل كثرة القراءة افضل؟ ام قلة القراءة مع التدبر. فقالت طائفة قلة القراءة مع التدبر افضل. لان ذلك كان هدي الصحابة رضوان الله عليهم. وقد قال السلمي حدثونا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن انهم كانوا اذا تعلموا عشر ايات لم يجاوزوهن حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل. وابن عمر رضي الله عنه من ذلك. والقول الثاني من اقوال اهل العلم ان كثرة القراءة افضل. لان له بكل حرف عشر حسنات كما قال عليه الصلاة والسلام لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. واذا كان كذلك فكلما قرأ كانت الحسنات اكثر. والصواب في ذلك التفصيل. وهو ان من يقرأ القرآن وهو يعلم معانيه فانه لا حرج عليه ان يكثر القراءة ويقل التأمل والتدبر. ولهذا كان بعض خلاص يختمون القرآن في يومه او في ليلة صح عن عثمان رضي الله عنه انه ختم القرآن في ليلة قام بالقرآن كله في رفعه وصح ايضا عن جماعات من السلف انهم قرأوا القرآن في اقل من ثلاث قال الحافظ زين الدين عبدالرحمن بن احمد بن رجب الحنبلي رحمه الله هذا محمول لمن لم يكن هذا ديدنه وان وافق وقتا فاضلا او مكانا فاضلا فاراد كثرة الحسنات بكثرة القراءة. كان وافق ومكة او عشر ذي الحجة او رمضان او نحو ذلك. وهذا التفصيل اصح في انه يجوز ذلك بعض الاحيان ولكن لا يتعمد دائما ان يكون ان تكون قراءته بلا بلا تدبر بل يكثر الا كان في اوقات الفاضلة اكثر من القراءة لتعظيم الحسنات. واذا كان في غير ذلك فانه يقرأ قرآن ويتدبره والتدبر عمل القلب وهو مأجور عليه