الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك ما حكم قراءة سورة البقرة يوميا على نية محددة كفرج او زواج او نحو ذلك الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر ان الاصل استواء اجزاء القرآن في الفضل سورا وايات الا بدليل فمن قيد شيئا من سور القرآن او اياته بفضل معين او قيدا فضيلتها بزمان دون زمان او مكان دون او بحالة دون حالة فهو مطالب بدليل هذا التقييد. فان القرآن من جملة الاذكار والمتقرر ان الاصل في الاذكار الاطلاق من قال من ارادت ان تتزوج فلتقرأ سورة كذا او اية كذا. من اراد ان يصيبه الغنى وان يربح في تجارته فليقرأ سورة كذا او اية كذا من ضيع شيئا واراد ان يجده فليقرأ سورة كذا او اية كذا. او في حال الاحتضار والموت تقرأ سورة كذا او اية كذا. او من خاف لصوصا فليقرأ سورة كذا او اية كذا فهذا يريد منا تقييد المطلق بحالة معينة او مكان او زمان معين وهذا خلاف الاصل. فلابد في خلاف الاصل من دليل يدل على صحته والا فالاصل هو البقاء على الاطلاق حتى يرد الناقل. فاذا علم هذا فليعلم ان الشريعة جاءت باستحباب قراءة قراءة سورة البقرة. قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا سورة البقرة ان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. وقال صلى الله عليه وسلم اقرؤوا الزهراء وان سورة البقرة وال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او غيايتان او كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة فهذه الادلة تدل على فضيلة قراءة سورة البقرة ولكنها ادلة مطلقة عن الاحوال والازمان والامكنة. فلا يجوز لنا ان نقيد فضيلة قراءتها بحال دون حال الا بدليل. فمن قال بان من ارادت زواجا فلتقرأ سورة البقرة فهو مطالب على هذا الربط المخصوص بدليل خاص. ومن قال من اراد ان يأمن من الخوف فليقرأ سورة البقرة فهو مطالب بدليل خاص على هذا التقييد والتعيين الخاص ومن قال بان سورة البقرة توجب ذهاب الهم او قضاء الدين بخصوصها دون غيرها فهو مطالب بالدليل الدال على هذا التعيين وهذا التخصيص فلا حق لاحد ان يخصص سور القرآن او اياته او شيئا منه بزمان دون زمان الا بدليل او بمكان هنا مكان الا بدليل او بحالة دون حالة الا بدليل. وبناء على ذلك تعرف جوابك ايها السائل وهو انه لا اصل لربط سورة البقرة تفريج هم او بتأمين خائف او بتزويج عانس. والله اعلم