سؤال من سائل تريد ما حكم قول القائل ان الله في كل مكان ما حكم قول القائل ان الله في كل مكان الجواب عن هذا يا رعاك الله ان اهل السنة والجماعة متفقون جميعا على ان الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته وانه عال على خلقه بائن منهم يعلم اعمالهم ويسمع اقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية وهو القاهر فوق عباده يخافون ربهم من فوقهم اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وها الحديث الا تأمنوني وانا امين من في السماء وفي حديث جارية اين الله؟ فقالت في السماء من انا؟ قالت رسول الله. قال يا اعتقاف انها مؤمنة ومع هذا فالله جل وعلا مع خلقه جميعا بعلمه والمعية في اللغة لا تقتضي اختلاطا ولا امتزاجا ولا اتصالا بل هي لمطلق المصاحبة والمقارنة الا ترى ان القمر يكون مع المسافر وغيره وهو عالم بعيد بعيد عنه لا يخالط الناس ولا يمازجهم المعية قد تفيد الصحبة وقد تفيد العلم والاطلاع وقد تفيد النصرة حسب ما يدل عليه السياق المعية الالهية نوعان معية عامة مع خلقه جميعا علما واحاطة وشمولا وشهادة وقيومية فهو مطلع على خلقه شهيد عليهم عالم بهم وسميت معية عامة لانها تعم جميع الخلق كما قال تعالى المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. هذه معية خاصة معي عامة المعية الخاصة معية نصرة وتأييد وتوفيق وسميت خاصة لان الله يخص بها انبياءه واولياءه دون غيرهم من الخلق وقد وردت هذه المعية الخاصة في مواطن كثيرة من كتاب الله عز وجل نذكر منها ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين معهم. بعونه وتوفيقه وتسديده ونصرته وتأييده فالله جل وعلا مع خلقه حيثما كانوا بهذا المعنى. معية مع حلقه بهذا المعنى حيثما كانوا فهي معية علم معية صفات وليست معية زاد وينبغي تأويل قول القائل على هذا النحو لنخرجه عن هذا المعنى الضال. بعض الناس آآ يفضي هذا الكلام الى ما يشبه نزرية الحلول حلول الله جل جلاله في في خلقه. وهذا الذي انتهى اليه بعض ضلاه العباد وبعض جهال المتنسكة الذين غلوا في هذه المعية حتى انتهوا الى الحلول فقال قائل وما الخلق في التمثال الا كثلجة وانت به الماء الذي هو قابع ومثلت في تحقيقه غير مائه وغير ان في حكم نفته الشرائع. لكن يذوب الثلج يرفع حكمه ويوضع حكم الماء والامر واقع لان كنت في حكم الشريعة عاصيا فاني في حكم الحقيقة طائع كلام آآ لا وزن له لا قيمة له لا يلتفت اليه يفضي الى الى الى حلول بغيض والى آآ تشبيه التنزيه هو معتقد اهل السنة تشبيه معتقد اهل الضلالة فاسأل الله جل وعلا ان يوفق القائل الى ادراك هذا المعنى الله جل وعلا بذاته عال فوق العباد مستوا على عرشه بائن من خلقه وبصفاته معهم في كل مكان. واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد. اللهم امين