لان الله جل وعلا اوضح في كتابه سبل المجرمين وبينها وعلل ذلك بقوله جل وعلا وكذلك فصلوا الايات ولتستبين سبيل المجرمين يعني حتى تكون سبيل المجرمين واضحة بينة لا خفاء فيها لان المؤمن المسلم اذا علم بعدوه وعلم بسبل عدوه في النيل منه وفي اضعاف ايمانه وفي صده عن دينه او في اذهاب روحه ونفسه او في اذهاب ما به قوامه في حياته وعزته فانه يتخذه عدوا ويجعل ذلك كنصب عينيه حتى يحذر. اما اذا لم يعلم ذلك فانه ولا شك سيؤتى على غرة وسيفسر الاشياء دائما بتفسير غير دقيق ولهذا يضل كثير من الناس حيث لم يجعلوا اعدائنا الذين جعلهم الله جل وعلا اعداء لم ان يجعلوهم اعداء بل يجب علينا ان نجعل الاعداء الذين جعلهم الله اعداء لنا يجب ان نجعلهم اعداء وان اقيم ذلك في نفوسنا نعم ان الشرع يقضي بان التعامل الظاهر مع العدو لا لا صلة له بالعلاقة لا صلة له بما يقوم في القلب من عقيدة. فالنبي عليه الصلاة والسلام عامل اليهود وعامل النصارى وعامل المشركين وفي ذلك من الضوابط الشرعية والاحكام الفقهية ما هو معروف. لكن ما هو واجب ان يكون في قلوبنا جميعا ان العدو عدو وان كراهته واجبة وان البراءة منه فرض لان ذلك من صميم عقيدتنا فمعنى كلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله ان توالي يعني ان تحب اهلها وان تبغض في قلبك وان تبغض المخالفين لها من اهل الشرك واهل الكتاب واهل الاوثان بعامة. والمنافقين وكل من لم يرضخ لهذه الكلمة. ولكن التعامل الظاهر له حكم والتعامل الباطن له حكم