ابليس عندما امر ان يسجد لادم لم يكن منه تكذيب لله لان الله باشره بالخطاب لكن ما الذي كان منه فكان به من الكافرين وكان من المطرودين من رحمة الله الى يوم الدين الامام احمد بن حنبل يقول ومن ومن لقيه مصرا يعني من لقي ربه مصرا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة تأمره الى الله تعالى. ان شاء عذبه وان شاء غفر له سؤال الثاء الثاني من سائدة جليلة تقول هل لمرتكب الكبائر من توبة؟ واذا كان ذلك واذا كان ذلك كذلك. فلماذا اختصت هذه الافعال بهذه التسمية؟ ابحث عما يندرج تحت كلمة المعاصي هل يتساوى صغيرها وكبيرها على السن؟ على السواق هل كلهم تحت المشيئة الربانية اما يعذبهم واما يتوب عليهم نقول لها يا رعاك الله اكرمك الله في الدنيا وفي الاخرة ان من ابجديات عقيدة اهل السنة والجماعة ان المعاصي من امور الجاهلية ولا يكفر اصحابها الا بالاستحلال وان او بالشرك وان اصحاب الكبائر جميعا دون الشرك في خطر المشيئة ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم لقول الله جل جلاله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلا نشهد عليهم بكفر في الدنيا كما يقول الخوارج ولا نحكم بخلودهم في النار يوم القيامة كما يجزم بذلك الخوارج والمعتزلة قاعدة ومن يمت ولم يتب من ذنبه فامره مفوض لربه مهما كان كبر هذا الذنب ومهما كان عظمه ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك اعظما استحلال له صورتان سورة تؤول الى كفر التكذيب ان كان انكارا للحكم الشرعي او تكذيبا له من زعم ان الربا ليس بحرام من زعم ان تبرج النساء ليس بحرام هذا القول هذا الزعم كفر اكبر. انا لا اتحدث عن القائل قائل قد يكون جاهلا قد يكون حديث عهد باسلام لا يعرف الحكم الشرعي. نحن نصف الافعال او الاقوال في ذاتها. اما اصحابها كي نطبق هذا الحكم عليهم يحتاج الامر الى تحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه والى اقامة الحجة ازالة عوارض الجهل والتأويل والاكراه ونحو ذلك واحيانا الاستحلال له صورة اخرى تؤول الى كفر الرد والاباء والاستكبار لا يكون فيها تكذيب للحكم الشرعي. لما يكون فيها رفض كمعصية ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين قال ااسجد لمن خلقت طينا انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين الاعتراض على الحكم الشرعي رد الحكم على الحاكم رد الامر على الله جل جلاله وان لم يكن التكذيب صورة من صور الكفر يقينا يعني بعض غلاة العلمانيين الذين يصفون الحدود الشرعية بانها همجية وبربرية ووحشية وظلامية ورجعية. لا شك ان هذا الزعم كفر عندما توصف احكام الله جل جلاله بالظلامية وبالتخلف وبالرجعية وبالبربرية وبالوحشية وكذا وكذا هذا من انش كفر ابليس الذي قال لربه ااسجد لمن خلقت طينا انا خير من خلقتني من نار وخلقته من طين اصل الدين تصديق الخبر والانقياد للشرع من لم يحصل في قلبه التصديق والانقياد لم يثبت له عقد اسلام اما المعاصي يا امة الرحمن المعاصي الشريعة فرقت فيها بين نوعين منها المعاصي منها الكبير ومنها الصغير كل صغير وكبير مستتر بعد هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا الله جل وعلا حدثنا عن معصية فرعون كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبينا. هذه معصية في اصل الدين. اليس كذلك؟ لانه قال انا ربكم الاعلى ما علمت لكم من اله غيري حدثنا عن معصية ادم فقال تعالى وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. فمعصيتي تلبون معصية حدثنا عن معصية الرماة الصحابة يوم احد. وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. ثم عفا ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على على المؤمنين. فالمعصية قد تطلق على الكفر والشرك كمعصية فرعون للرسول وقد تطلق على ما دون ذلك كما كان من ادم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى السلام وكما كان من الصحابة يوم احد ما هي الادلة الشرعية على التفريق بين الكفر من ناحية والذنوب والمعاصي من ناحية اخرى. اولا هذه الاية الجامعة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فقسمت في الذنوب او المعاصي الى قسمين شرك لا يغفره الله الا بتوبة ما دون الشرك اصحابه ان ماتوا غير غير تائبيه غير غير تائبين فامرهم الى الله سبحانه ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. لما نزلت شقت على قلوب اصحاب رسول الله وقالوا واينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ قال لا. ليس كما تظنون انما هو الشرك. الم تسمعوا قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عزيم ففرق بين الشرك الذي هو اعظم الظلم وبين ما دونه من المعاصي ايضا تفريق الشريعة بين العقوبات المقررة للكفر والردة وعقوبات المعاصي الاخرى عقوبة الردة من بدل دينه فاقتلوه. عقوبة الزنا مثلا الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. القذف والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة فده فاجلدوهم ثمانين جلدة. ففاوتت بين انواع العقوبات المقررة على المعاصي. وجعلت للردة حكما واحدا او حدا واحدا وعقوبة واحدة وهي القتل فدل هذا على التفريق بين اللدة من ناحية والمعاصي من ناحية وسائر المعاصي من ناحية اخرى ايضا احاديث الشفاعة فيها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر من امته ولو كانوا كفارا مخلدين لكانوا مخلدين في النار ولم تنفعهم شفاعة الشافعين اجماع اهل السنة على مدار القرون على في مختلف الاعصار والامصار على ان المعاصي لا تخرج اصحابها من الملة فان سمعت من يكفر اصحاب المعاصي في زمننا هذا فاعلم ان انه يجدد مقولات الخوارج في الامة وان صحوة قومه صحوة فرق صحوة فرقة الخوارج وليست صحوة اسلامية. البخاري عنون في صحيحه فقال باب المعاصي من امر ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا بالشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ابو زرعة يقول ولا نكفر اهل القبلة بذنوبهم ونكل سرائرهم الى الله عز وجل ويزكر البخاري في اعتقاده الذي ينقله عن اكثر من الف رجل من اهل العلم اهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وبغداد والشام ومصر انه لم لم يكونوا يكفرون احدا من اهل القبلة بذنب. لكن انتبه مسألة مهمة ليس معنى الامتناع من تكفير اصحاب المعاصي التهوين من شأن المعصية او الاغراء بها فقد قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا اخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فان نزع واستغفر تاب وصقل قلبه وان عاد زيد فيها تتسع البقعة السوداء حتى تعلو قلبه. وهو الران الذي ذكر الله تعالى في قوله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوب فمهما عزم الذنب مهما كبر ما دام صاحبه يشهد لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لا نحكم عليه بكفر في الدنيا ولا نقطع بخلوده في النار يوم القيامة بل ولا نقطع بعذابه من حيث المبدأ بل نقول امره الى الله ان شاء الله عذبه ان شاء الله غفر له هل علمتم معصية فيها وعيد اشد من مما جاء في الوعيد في المنتحر انتحروا بادرني عبدي بنفسي حرمت عليه الجنة من تحسى سما فقتلى نفسه. فسمه بيده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا. الى اخره ومع هذا فمن مات منتحرا لا نجزم بكفره في الدنيا ولا نقطع بخلوده في النار في الاخرة بل نستصحب له اصل الاسلام الذي كان عليه فيعامل في الدنيا معاملة المسلمين. ويوم القيامة امره الى الله سبحانه وتعالى صحيح مسلم في حديس جابر ابن ابن عبدالله بيقول فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة هجر معه الطفيل ابن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة. جابوا المدينة لم يناسبهم. فمرض صاحبه فجزع فاخذ مشاقص له حجز السكينة حادة كده فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل ابن عمرو في منامه فقال له يعني رآه وهيئته حسنة لكن راه مغطيا يده فقال له ما صنع بك ربك قال غفر لي بهجرتي الى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ما لي اراك مغطيا يدك فقال قيل لي لن نصلح منك ما افسد لن نصلح منك ما افسدت فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه فاغفر والامام النووي. بوب على هذا الحديث فقال باب باب الدليل على ان قاتل نفسه لا يكفر ثم قال فيه حجة لقاعدة عظيمة لاهل السنة. على ان من قتل نفسه او ارتكب معصية غيرها. ومات من غير توبة فليس بكافر ولا يقطع له في النار بل هو في حكم المشيئة