الصحيح والرأي الراجح المليح ان اكثر مدة النفاس اربعون يوما لا ينبغي ان تتجاوزي باحكام النفاس هذه المدة. لما في سنن ابي داوود باسناد حسن من حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة احسن الله اليك انها قد اجهضت ولها اليوم شهرين وعشرة ايام. ولم تطهر. تقول علما ان الدورة اكرمك الله غير منتظمة بسبب ارتفاع هرمون الحمل تقول مع العلم انها تحسب ايام دورتها وتغتسل وتصلي وهي لم تطهر. واليوم تم لها سبعة ايام متواصلة. الدم متواصل معها. فماذا تفعل الله اليك الحمد لله رب العالمين وبعد. اذا كان ماء ما اسقطتيه قد تبين فيه خلقة الانسان. فبان رأسه ويداه ورجلاه واصابعه اي بدا فيه شيء من تخلق الانسان فان الدم الذي يعقبه يعتبر دم نفاس واما اذا كان لم يتخلق خلقة الانسان بمعنى انك اسقطتيه في طور العلقة والمضغة غير المخلقة. فانما يجري بعد هذا الاسقاط او الاجهاض من الدم يعتبر دم استحاضة وفساد فاذا كان ما اسقطتيه قد تبين فيه خلقة الانسان وحكمنا على الدم بانه دم دم نفاس فاعلمي وفقك الله ان القول كانت النفساء تقعد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد نفاسها اربعين والحديث صححه الحاكم فاكثر مدة النفاس اربعون. هذا اذا كان ما اسقطتيه قد تبين فيه تخلق الانسان واما ان تجلسي شهرين متتاليين لا تفعلين فيها شيئا من العبادات التي تجب عليك من صلاة وصوم فهذا خطأ عظيم فان قلت وقد مضت اربعون والدم لم ينقطع. فاقول ما زاد من الدم على الاربعين فانه يعتبر دم فساد الا اذا وافق عادتك الشهرية. يعني وافق يوم الاربعين وهو تمام يوم النفاس وافق ابتداء حيضك فحينئذ تجلسين اياما زائدة على الاربعين لا على انها نفاس. وانما على انها دورتك الشهرية اما اذا لم يوافق ما زاد على الاربعين عادتك الشهرية. فانك تعتبرين مستحاضة. فتعاملين نفسك معاملة المستحاضة والمستحاضة لها ثلاثة احوال اما ان تكون معتادة بعادة شهرية منضبطة قبل اطباق الدم بها. بمعنى انك تعرفين من نفسك انك متى ما جاء هذا اليوم يوم من الشهر حفظتي وانها مستمرة خمسة ايام ستة ايام في كل شهر فحينئذ متى ما جاء اول يوم من عادتك الشهرية قبل الدم. يعني قبل الحمل في دورتك في دورتك المعتادة. فتجلسينها فلا تصومين ولا تصلين وتمتنعين من زوجك حتى اذا انتهت ايام عادتك الشهرية تغتسلين حتى وان كان الدم لا يزال باقيا لا شأن لك به. لان المستحاضة المعتادة تؤمر وان تعمل بعادتها. لما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ان ام ان ام حبيبة سبع سنين. وفي رواية شكت الى النبي صلى الله عليه وسلم الدم. فقال امكثي قدر ما كانت حيضتك ثم اغتسلي. هذا اذا كانت لك عادة شهرية تعرفينها من نفسك فلا شأن لك بالدم حتى ولو بقي معك الدم سنين عددا. المهم انه متى ما جاء اول يوم الشهرية تجلسين عن الصلاة والصوم وعن جماع زوجك ومتى ما انتهى اخر يوم تغتسلين لان هذا هو حيظك حكما. واما اذا لم يكن لك عادة شهرية. فانك حينئذ تعملين التمييز الصالح فتعرفين صفات دم الحيض من صفات دم الاستحاضة فان دم الحيض دم اسود يعرف بثخانته متن رائحته واما دم الاستحاضة فيعرف بانه دم احمر سيال لا رائحة له. فمتى ما جاء الدم بصفات دم فهو حيظك ومتى ما جاء الدم بصفات دم الاستحاضة فقد انتهى حيضك. واذا لم يك دمك متميز فكان يحمل صفات دم الحيض طيلة الشهر او يحمل صفات دم الاستحاضة طيلة الشهر فانك حينئذ تنتقلين الى قالت الثالثة وهي انك تعملين بغالب حيض النساء ستة ايام او سبعة ايام تجلسينها من كل شهر يكفيك هذا لحديث حملة وانا دللتك على هذه الاحوال الثلاثة لثلاثة احاديث يدور عليها كتاب الحيض. اما برهان الرد الى العادة فحديث عائشة عن امي حبيبتان والذي ذكرته لك قبل قليل. واما برهان الرد الى التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة فبرهانه فاطمة بنت ابي حبيش واما برهان الرد الى اكثر الحيض وغالبه فبرهانه حديث حملة وكل هذه الاحاديث صحيحة ولله الحمد والله اعلم