الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما رأيكم في من يتكلف في الهدية لصاحبه؟ مع القدرة المالية وايضا ما رأيكم في تكرار الهدية؟ هل هنالك شيء ضابط لها الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الاصل في التهادي الحل والاباحة. بل ان الشريعة قد في هذه الهدايا فقد روى الامام البخاري رحمه الله تعالى في الادب المفرد باسناد حسن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا. وروى البزار باسناد فيه قال من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا فان الهدية تسل سخيمة القلوب او كما قال صلى الله عليه وسلم. وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين الى التهادي حتى وان كان في الاشياء التي يرونها حقيرة. لان المتقرر في باب الهدية ان الهدايا بمعانيها لا باقيمها واثمانها فالهدية لا ينظر الى قيمتها وانما ينظر الى معناها. فانه لم يحمل الانسان على ان على ان يهديه لك هذا الشيء الا وهو يحبك فهو يريد ان يعنون او يظهر ما في قلبه لك من المحبة على صورة هدية. فانا ارى انه من اللؤم ان ينظر الانسان الى قيمة الهدية وانما ينظر الى معناها فليشكر الانسان هدية اخيه سواء اكانت باهظة الثمن او قليلة الثمن. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة جارتها ولو فرس نشاة. يعني ظل فشاة. مع انه لا يؤكل ولا يهدى غالبا لكن لا ينبغي للانسان ان يحقر الهدية لاخوانه المسلمين حتى وان كانت ذات زمن قليل. وبناء على ذلك فلا حرج عليك ان تتكلف اذا كنت قادرا ماليا على ان تهدي لاخيك هدية ذات ثمن باهظ. ولا يعتبر ذلك من باب التبذير ولا من باب الاسراف. بل هذا تبر من باب تثبيت اخوة الدين والايمان ومن باب ابعاد حظوظ الشيطان ومن باب تأليف قلبه واظهار محبته وتعظيم وتعظيم ذاته في نفسك ومن باب اظهار الالفة له. فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا. وكذلك نقول تكرار الهدية ايضا لا بأس به ولا حرج فيه. فاذا كررت الهدية او كانت هديتك ذات ثمن باهظ فلا فلا لوم عليك لا بغلاء ثمنها اذا كنت قادرا ولا في تكرارها. فكل ذلك مما امر السارع به وحث عليه ولك فيه اجره وثوابه ان شاء الله تعالى والله اعلم