المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ العلامة صالح بن محمد الحيدان حفظه الله. حلقات نور على الدرب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا بكم الى حلقة جديدة ضمن برنامجكم نور على الدرب اسئلتكم في هذه الحلقة نعرضها على صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن محمد الحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى عضو هيئة كبار العلماء فاهلا ومرحبا بكم فضيلة الشيخ اهلا بكم وبالمستمعين نبدأ احسن الله اليكم بطلب توجيه ونصيحة من فضيلتكم. والمسلمون يعيشون اول ايام هذا الشهر المبارك الكريم ما هي كلمتكم للمسلمين بعامة ولمستمعي البرنامج بخاصة جزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اكرم هذه الامة وجعلها خير امة اخرجت للناس بما حباها به من التوفيق للقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله جل وعلا فكانت فائزة بهذا الوصف الكريم كنتم خير امة اخرجت للناس من الله جل وعلا على عباده بمواسم مباركة وازمنة خير متوالية يعلم جل وعلا انهم يخطئون وانهم محتاجون لان يغسلوا ادران قلوبهم بالتوبة والانابة اليه خصهم باوقات مباركة صلوات خمس في كل يوم وليلة صلاة جمعة يكفر الله بها للموفقين ما بينها والجمعة الاخرى وثلاثة ايام كما جاء ذكر ذلك في الحديث الصحيح مناسبات هامة لحج او عمرة وميزها بشهر عظيم مبارك انزل فيه القرآن الذي هو هداية للناس فرض على العباد صيامه صيامه احد اركان هذا الدين الاسلامي وجعل من صامه ايمانا واحتسابا تكفر خطاياه ومن قامه ايمانا واحتسابا تكفر خطاياه وميزه بليلة واحدة خير من الف شهر قليل من الناس من يبقى مدة الف شهر متمتعا صحته وعقله وارادته فحبى الله هذه الامة بهذه الليلة المباركة فاذا لقى المسلمون في كل مكان بشائر هذا الشهر الكريم وتطلع الموفقون للتخلص من اضرار سيئاتهم واحمال الذنوب فهنيئا لهم هذا الموسم العظيم الذي تضاعف فيه الحسنات ويتكاثر فيه التسابق الى رحمة ارحم الراحمين فهنيئا لكل مسلم في هذه الدنيا ان يدرك شهر رمضان وقد حقق الله للامة الاسلامية نصرا عظيما مؤزرا في شهر رمضان في وقت خلتهم وتكالب الاعداء عليهم من كل جهة فهم متطلعون لان ينصرهم الله بالايمان الصادق والاقبال عليه فهنيئا لنا جميعا بهذا الموسم المبارك واني مع هذه التهنئة احثهم واحث نفسي على الاخذ باسباب المغفرة واسباب التشديد والتوفيق والنصرة فينبغي لنا ان نغتنم هذه الفرصة العظيمة ونجدد توبة متكررة الى الله جل وعلا من الذنوب وان نتحرى لحظات الاجابة عند الافطار وفي جوف الليل مع الاكثار في من الاستغفار في الاسحار وانصح كل مسلم ان يغتنم فرصة هذا الشهر العظيم المبارك لان يقدم بين يديه زادا ينجو به باذن الله من حول المنكرات كما انصح الجميع بالاكثار من الدعاء للامة الاسلامية باتفاق الكلمة واتحاد الصف واخلاص العبادة لرب العالمين والتبرأ من البدع والضلالات مع الاهتمام التام بالاكثار من نوافل الطاعات ليتحقق للعباد باذنه تعالى النصر والتمكين فارجو ان يستعد الجميع لعمارة ايامه ولياليه بالاكثار من العبادة والتلذذ بتلاوة القرآن الكريم والبعد عن مساخط الله والاهتمام بنفع المسلمين تفريج كربة تيسير على معسر اغاثة ملهوف نصرة مظلوم جدا واجتهادا في تطلب المغفرة فاسأل الله باسمائه وصفاته ان يحقق للامة الاسلامية في شهرها المبارك وفيما يليه من الزمن السداد في امر والاخلاص في العبادة وصدق تعاون ولاة المسلمين على الاخذ بكل ما يرفع المذلة عن المسلمين ويصد عنهم القهر والعدوان ويحقق التآلف فيما بين بين شعوبهم انه القادر على كل شيء الله الله يا عباد الله خذوا باسباب المغفرة وتعلقوا بعفو ربكم واصدقوا في الاخلاص بالعمل له واهتموا بحفظ ما ولاكم الله عليه حتى اذا سئلتم تكونون قد احسنتم فقد قال نبيكم صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهذه المسئولية منها مسؤولية عظيمة كمسؤولية الولاة اهل السلطة العليا في الدولة فان الله سائلهم وسائل غيرهم فليعد كل واحد الجواب والعدة للمسائلة من اللطيف الخبير والتوفيق بيد الله فاسأل الله ان يجعل شهرنا هذا شهرا هاما عظيما في مكاسبنا في كل امور حياتنا واخرتنا وان يحقق له فيه المغفرة والنصر والتمكين واجتماع الكلمة وصلاح الامة انه مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين احسن الله اليكم ونفع بكم ايضا ابو ايوب له سؤال حول آآ يقول اجلب اهل آآ الفضائيات بخيلهم ورجلهم على هذا الشهر المبارك واستعدوا بالمسلسلات والملهيات لدرجة اني قرأت في آآ صحيفة من الصحف ان احدى الفظائيات ستقدم اكثر من اثنين وعشرين مسلسل خلال شهر رمظان المبارك مع ان ساعات البث اربعة وعشرين ساعة وهذا دليل واضح على انهم يريدون افساد الناس في هذا الشهر المبارك هل من كلمة في التصدي لهذه الامور احسن الله اليكم انني احذر هؤلاء من غيرة الله جل وعلا على حرمات دينه وشرف الشهر العظيم الذي جعل الله صيامه احد اركان هذا الدين وسن نبينا صلى الله عليه وسلم. صل وسلم التهجد فيه واخبر ان من قامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه انني احذرهم من سخط الله فكم من متجرأ على العبث امهله الله ثم اخذه اخذ عزيز مقتدر كما انني استجيش اه همة القادرين بان يحد من اندفاع الضلالات والاخذ بصرف الناس عن العبادة الى الله و والغفلة والعبث ان مواسم شهر رمظان ينبغي ان تعمر بما يكسب المرء خيرا في دينه ودنياه في دنياه ليدرك خيرا فيواسي به فقيرا ويفرج به كربة مكروب ويعين على نوائب الدهر وفي دينه يغتنم هذا الموسم وعسى ان يكتب فيه من العتقاء من النار والذين يسعون لاستغفار الناس او شغلة اوقاتهم بالطرب المباح والحديث المباح اذا اشتغلوا بهذا المباقي الناس عن مطالب الارباح كانوا من المتعاونين والعياذ بالله على الصد عن سبيل الله ينبغي لكل قادر ان يأخذ بما يستطيع لصرف كل مسلسل او حلقات شاغلة على الخير اتلافها والحد من المباحات في القول والمخاطبات الى الاخذ بالقرب والسعي لما يرفع عن هذه الامة المذلة والقهر والعدوان ويرفع عنها اسباب ابعادها عن الله جل وعلا فارجو الله ان يحقق على ايدي ولاة الامر ومن له قدرة في ان ينفع كل خير وصلاح وان يصد عنا وعن بلادنا وعن الامة الاسلامية كلما يشغلها عن دينها ومصالح حياتها واخرتها انه مجيب الدعاء احسن الله اليكم هذه المسلسلات وغيرها انما تقوم على ما يسمى بالانتاج. الانتاج يقوم عليه بعض التجار من ابناء المسلمين مع الاسف الشديد هم الذين يقومون بدعمها شرائها وتمويلها هل يدخل هؤلاء في الاثام التي تحصل للمشاهدين وتضييعهم؟ هل عليهم الاثم بمجرد الانتاج ودفع الاموال دفع الاموال في غير وجه نفع للدين او الدنيا هذا من الامور المحرمة فان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن يتلى في المال كما في حديث ان الله حرم عليكم وعقوق الامهات ووعد البنات ومع الوهاة وكره لكم ثقيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال اخر الأحوال هذه المسلسلات انها من المكروهات هذا اذا كانت بريئة لا اثم فيها ولا صد فاذا اجتمع فيها طرد الناس عن الخير وشغلهم بالباطل وانفاق الاموال على ذلك كان منتجها وباذلوا الثمن فيها والساعي في ترويجها من المتعاونين على الاثم والعدوان وكل من ظل بسبب هذه المسلسلات فان على منتجها والباذل لها والساعي لبثها قسطه من الاثم فان من سن في الاسلام سنة سيئة عليه وزرها ومثل اوزار من عمل بها كما ان من سن في الاسلام سنة حسنة له اجرها ومثل اجور من عمل بها فمن سبق الناس في تقربهم بذلا في وجوه المعروف ثم اقتدي به كان له اجر بذلة ومثل اجور من اقتدى به ومن السنة في الاسلام سنة خبيثة كان عليه وزرها وعليه مثل اوزار من عمل بها مع توفير اوزارهم لهم فيا ايها التجار يا طالب المرابح اتقوا الله في انفسكم واتقوا الله فيما من الله به عليكم من مال لا تجعلوا مالكم سببا بهلاككم يوم يفوز اهل الاعمال الصالحة بان يأخذوا ذات اليمين ويشقى من يصرف عن تلك السبيل. فالله الله اتقوا الله في انفسكم وفي امتكم احسن الله اليكم هذا سؤال من ابي سعد وايضا سؤال شبيه من عبد العزيز السلامة من اثال من القصيم وسؤال ثالث ايضا قريب من هذين السؤالين هذه الاسئلة الثلاثة تدور حول مسألة صلاة التراويح في رمضان. هل من قول في خلاف بعض الائمة حول اقامة صلاة التراويح وتردد بعضهم في الزيادة على احدى عشرة ركعة وبعضهم ربما يجد حرجا من بعض المصلين معه اذا زاد على هذا وعبدالعزيز سلامة يزيد ايضا في سؤاله ان بعض الناس ربما بحث عن الصوت الحسن وترك مسجده وجماعته فانكر عليه هل لهذا الانكار من وجه؟ نرجو الافادة النبي صلى الله عليه وسلم سن لامته صلاة التهجد في رمضان جماعة ولن يستمر على ذلك مخافة ان تفرض على الامة ثم لا تقوم بذلك فيتحقق الاثم فانه قال لاصحابه لما انتظروه بعضنا لاثنين او ثلاث انه لن يخفى علي مكانكم وذكر انه خشي ان تفرض عليهم ولما توفي صلوات الله وسلامه عليه تقرت الافظلية وانتفى خوف الفرضية وصل كذلك الصحابة وقد وصلى السلف اكثر من احدى عشرة ركعة بل ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم وصلى صلاة الليل ثلاثة عشرة ركعة كما في حديث ام سلمة وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم وكل هذه الاحاديث الثلاثة في صحيح البخاري وغيره فقول عائشة رضي الله عنها لم يزد على احدى عشرة ركعة في رمضان ولا في غيره تعني الاعم الاغلب لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي كصلاة لا من حيث الطول في القيام والركوع والسجود وما بين ذلك يعني ربما اه قرأ القراءة الطويلة ثم واذا ركع يركع بقدر ما يقرأ القارئ خمسين اية ونحن لا نصلي في الوقوف لا نقرأ خمسين اية في صلاتي التهجد في العشر الاواخر السلف رضي الله عنهم منهم من صلى ثلاثا وعشرين ركعة ومنهم من صلى تسعا وثلاثين ركعة ومراجعة كتب كتب الاثار تبين ذلك والقول بان لا يزاد على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة قول لا دليل عليه من الكلام الشارع صلى الله عليه وسلم بل دل على جواز ما فوق ذلك كما في الحديث الصحيح صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة توتر له ما مضى او كلمة نحوها من كان يطيل القراءة ويطيل الركوع ويطيل الوقوف بعده ويطيل السجود والجلوس بين السجدتين يصلي كما قالت عائشة احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة والذي سيقرأ بالعشر الايات او اقل ينبغي ان لا يخرج عن صلاة الحرمين الشريفين فان حرمنا الشريفين الصلاة فيهما ثلاث وعشرون ركعة في التراويح العشرين الاول ومع ذلك هذا ليس بواجب لكن كلما كان الناس اكثر رغبة في اداء النوافل كلما دل ذلك على وقربهم من ولاية الله فان الحديث القدسي الصحيح الذي رواه البخاري يقول الله فيه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال وعبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فالتقرب الى الله والاكثار من ذلك مع الفرائض من نوافل العبادات مما يحقق الله به للعبد محبة خالقه وربه ومولاه فينبغي ان ان يكون حرصنا على تحصيل اكبر قدر من نوافل العبادات واما ذهب الناس الى المساجد التي يكون الامام فيها اكثر تأثيرا على السامعين واقوى في تنشيطهم لا حرج في ذلك ولا اثم واذا صحب ذلك الرغبة في كثرة الخطى في نقلها من مكان لاخر من بيته الى المسجد يتحقق له انه ترفع له بكل خطوة وتكتب حسنة ويتحط عنه خطيئة ومع هذا ينبغي ان لا يكون ذلك جناية على المسجد مسجد الحي فيتسابق الناس الى الامام الذي صوته حسن ثماني انصح الائمة بالا يكون همهم الاخذ فلقدر من احكام التجويد والمد الزائد فان عمر لما امر الناس ان يؤموا اه حرص على ان يكون الامام ممن تكون القراءة اخف على لسانه فالمد الذي يجعل الايات القليلة بقدر الايات الكثيرة من شأنه ان يشغل الناس بالنغمة عن معاني للايات وما فيها من اوامر ونواهي وزواجر وعبر وامثال وقصص للاعتبار فليحرص الجميع وانبه على جملة واحدة ان يحرص المأمومون على ان يصلوا مع الامام كل صلاة التهجد فان النبي قال عليه افضل الصلاة والتسليم من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له كأنما صلى الليل كله واني انصح الشباب الذين اذا صلوا في الحرمين وصلوا عشر ركعات وقفوا وتركوا كانهما يخشون الاثم في ذلك ومعاذ الله ان يكون في متابعة الامام والعمل بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم والاخذ بوصيته اثم ومحبة ونصيحتي للشباب ان يقرأوا في كتب الاثار ككتاب التهجد للمروزي المتوفى سنة مئتين واربعة وتسعين وهو كتاب مهم ليروا فيها ما نقل عن السلف في صلاة التهجد وسيجدون خيرا كثيرا باذن الله والله اعلم احسن الله اليكم واخر سؤال في هذه الحلقة للمستمع لابي سعد يقول حصل لاخي حادث سيارة في نهار رمضان ونزل منه دم كثير هل عليه ان يعيد صيام هذا اليوم؟ وهل يختلف هذا باختلاف مكان الدم مثل لو خرج من الفم عن اليد مثلا الصحيح انه لا يفطر الا ان تناول افطارا واما في الفم ان نزل الى جوفه الدم فهو افطر لا بخروج الدم ولكن بذهاب الدم الى جوفه هذا اذا كان يستطيع ان يمنعه واما اذا ذهب شيء الى جوف مع حرصه الا يكون فان شاء الله ذلك لا يفطر صومه والله المستعان جزاكم الله خيرا واحسن اليكم ونفع بعلمكم ونسأل الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام. ايها الاخوة والاخوات بهذا نصل واياكم الى ختام هذه الحلقة في برنامجنا يجيكم نور على الدرب كان معنا صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن محمد الحيدر رئيس مجلس القضاء الاعلى عضو هيئة كبار العلماء. شكر الله لفضيلته شكرا لطيب متابعتكم نلقاكم باذن الله تعالى في حلقة قادمة وانتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته