اخر سؤال نختم به وقد دهمنا الوقت. اسأل الله ان يبارك لي ولكم في اوقاتنا وفي اعمارنا ان شاء الله سؤال يقول ما رأيكم في الحكام المفسدين الذين يتبعون سياسة الكفار في بلادهم ولا يحكمون بما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما دام قد وصل للسؤال فقد تعين علينا الجو. وان كنا في الجملة لا نحب الدخول في الاسئلة المفخخة ولا في الاسئلة الملغمة. لكن ما دام قد وصلنا في حياه الله واهلا به وسهلا نقول له يا رعاك الله ان مشايعة الكفار واتباع سياساتهم الجائرة والفاسدة والحكم بغير ما انزل الله. كل ذلك من المناكر القبيحة التي يسخطها الله ورسوله بل من اغلظ المناكر واقبحها سواء فوقع ذلك من الحكام ام من غيرهم وان كان وقوعه من الحكام اغلظ واشنع لانه اذا ظلموا ظلموا ظلما لا يقدر عليه احد واذا افسدوا افسدوا افسادا لا يقدر عليه احد. كما انهم اذا احسنوا احسنوا احسانا لا يقدر عليه عليه احد وكل من حكم بغير ما عند الله حاكما كان او غير حاكم في ولاية عامة ام في ولاية خاصة فهو محاد لله ورسوله. مشاق لله ورسوله ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين وقد ورد وصفه بالكفر والظلم والفسق في كتاب الله عز وجل. واتخاذ الكافيين اولياء من دون المؤمنين من الملاك والمحرمات القطعية في الشريعة وقد ورد التحذير من ذلك في عشرات الايات من القرآن الكريم. وقد روى مسلم في صحيحه ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امه من امتي حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتلون بامره. ثم انها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. ليس وراء ذلك من الايمان حبة خلد فالواجب مجاهدة هؤلاء المبطلين بما لا يؤدي الى مفسدة اعظم. ولما كان لا سبيل الى مجاهدتهم باليد في اغلب المواقع لاختلال ميزان القرى ميزان القوى اختلالا فاحشا فقد بقيت المجاهدة باللسان والقلب وقد صح قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لمؤمن ان يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه؟ فقال يتعرض من البلاء لما لا يطيق. لكن من لم يستطع ان يقول حقا فلا ينبغي له ان يقول باطلا او ان يشايع اصحابه على باطلهم بقول او عمل. ففي الحديث نعم اه ففي الحديث خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة. خمسة واربعة احد العددين من العرب والاخر من العجب فقال اسمعوا هل سمعتم انه سيكون بعدي امراء. فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي تحوضو يوم القيامة ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وانا منه وهو وارد علي الحوى واخر شيء ينبغي الاشتغال باصلاح الامة تصحيحا لمفاهيمها وتزكية لنفوسها قبل الاستغراق في اعلان النكير على القادة وعدم استنفاذ الطاقات في مواجهات اللا طائلة تحتها مع من قبضوا على ازمة القوة والسلطة وحسابهم على الله. ولا تحسبن الله عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. والله تعالى اعلى واعلم