جزاكم الله خيرا ونفع بكم شيخ صالح اخونا يثير قضية هامة في نهاية رسالته قضية اختلاف العلماء ولا شك ان فضيلتكم يدرك اهمية هذا واهمية معرفة المستمعين المستمعين الكرام لمثل هذه القضية فاخونا مثلا يقول نرى اختلاف علماء البرنامج في تقدير زكاة النقدين الذهب والفضة. وخاصة فاحدهم يقول خمسة وثمانين جراما والاخر اثنين وتسعين فايهم اصح علما انه لا يوجد المثقال ولا الدرهم وكل التعامل بالجرائم كما يقول. لو تكرمت شيخ صالح معالجة قضية اختلاف العلماء ثم هذا الاختلاف في آآ مقدار الزكاة من الذهب لو ترك السائل اهذا التقدير الذي اشار اليه لكان سؤاله له وجه من جانب اخر اما ما اشار اليه من هذا التقدير فليس هذا من خلاف اهل العلم. طيب فان العلماء مجمعون على ان زكاة الذهب والفظة ربع العشر لا خلاف بين اهل العلم في ذلك بحمد الله فالزكاة مقدرة لا يملك احد ان يزيد في قدرها ولا يملك احد ان ينقص من قدرها فقد انزل الله جل وعلا احكامها في الكتاب الكريم مجملة وتولى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم تفصيلها وبيانها وتولي رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان مقادير الزكاة هو في الحقيقة رد واضح على من يقول اكتفي بالقرآن عن السنة. مم. وبيان جلي لفساد قوله فان الله انما ارسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما نزل اليهم من ربهم فهو مبين صلوات الله وسلامه عليه فربع العشر في الذهب والفضة لا خلاف بين اهل العلم فيه وانما اختلاف من يقدر في البرنامج خمسة وثمانين جرام او اثنين وتسعين جرام وانا لم يصدر مني مرة واحدة ذكر للمقدار الجرام. هم لاني لست من الخبراء في ذلك ولم اتعنى معرفة المقدار وهو سهل ما على السائل الا ان يرجع الى الصاغة المشتغلين الاعمال عمل الذهب. نعم وهم يعرفون المثقال وما يقابله من الاعيرة العصرية عيار الوزن فالمسلمون في هذا الزمن قلدوا الوزن العالمي. مهم غرام كما قلدوه في المقاييس والامر في ذلك فيه سعة اذا امكن ان يحفظ اصل مقاديرهم واذا عرف الانسان ان ما عنده من بالذهب والفضة يزيد عن عشرين مثقالا او مئتي درهم فالامر لا حرج فيه واذا كان القدر قليلا ان احتاط وبذل زكاة خشية من ان تكون الزكاة واجبة وهو لم يعلم فقد احسن وان لم يفعل وصبر الى ان اليقين ان الزكاة واجبة فان الانسان لا يجب عليه شيء الا اذا اسر اليقين بكمال النصاب اما خلاف اهل العلم فيما بينهم فلا شك ان الاعتقاد اي الاسلام الصلوات الخمس والايمان بالله وبرسوله وبكتابة ورسله واليوم الاخر الى غيره الى غير ذلك مما نص عليه في حديث جبريل الطويل حديث عمر في قصة سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والايمان والاحسان فالايمان او اصل الاعتقاد لا خلاف فيه بين المسلمين ومن خالف وزعم ان القرآن غير القرآن او اراد ان يعزل السنة ويبعدها عن مجال العمل فهذا خارج عن الاسلام اما الخلاف في الجزئيات لامور اجتهادية فقد وسع الصحابة ذلك ووجد فيهم رظي الله عنهم وارضاهم من يرى الرأي ويخالفه اخوه في الرأي الاخر. هم ولكنهم اذا بلغهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم التفوا حوله واتفقوا على السير وراءه لان هدفهم اقامة الحق واظهاره فالاختلاف بين اهل العلم من عهد الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ولم يزدد الا انتشارا وان كان اهل العلم رحمهم الله وجزاهم عن الاسلام احسن الجزاء دونوا اقوال اهل العلم معتبرين واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم معتبرون لا يقترح من اقوالهم شيء الا ما خالف نصوص الشريعة اذا وجد منهم قول يخالف نصوص الشريعة فهو لمجرد اجتهادهم ولم يبلغهم النص والا فانه اذا بلغهم النص بادروا فمنهم من اذا سئل سؤال ثم قال له السائل قال رسول الله كذا غضب عليه اشد الغضب وقال تسألني وعندك عن رسول الله خبر تريد مني ان اخالف رسول الله بئس الصاحب انت وهذا له وقائع كثيرة من بعضهم رظي الله عنهم وارضاهم فخلاف اهل العلم في امور عديدة ليس من ما يعاب فيه اهل العلم لان مدارك الناس تختلف. نعم وانظارهم وتقديرهم لكثير من الامور تختلف ومن رحمة الله جل وعلا ان جعل امة الاسلام يسوسها علماؤها فان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ان بني اسرائيل تسوسهم الانبياء. هم. كلما مات بني النبي بعث الله بعده نبيا يسوس بني اسرائيل ويعلمهم والحلال والحرام وانه لا نبي بعد رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم وانما علماء امته الصادقون في اتباعه المخلصون في بيان شريعته يقومون مقام في امته مقام انبياء بني اسرائيل في بني اسرائيل يبينون للناس الحلال والحرام ويحذرونهم من سلوك الطرق المنحرفة وينذرونهم مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وسعها القرون الاولى وقد ازدهر مجد الاسلام وعلا شأنه وبصقت دوحته فامتدت افياؤها واغصانها الى ان اظلت بظلالها الوارث عامة المعروفة والمعروف من العالم حصل ذلك مع وجود الاختلاف في الاعمال الفروعية وعندما خل الاجتهاد والاختلاف وصار كل تتعصب لمذهبها وقف مد الاسلام وبدأ الانحسار منه عن الاراء التي تمكن منها كما حصل في ذلك في اطراف بلاد الاسلام وكما هو الان تقلم اغصان الاسلام من كل جهة وربما حمل الة التقليم من نبتوا في بلاد الاسلام. نسأل الله ان يهديهم اجمعين جزاكم الله خيرا