السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فأرحب بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات في مستهل هذا اللقاء الثامن من سلسلة لقاءات حق القرآن على امتي القرآن جعلنا الله واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته سبحانه وتعالى ايها الاخوة والاخوات لا زلنا في الحديث عن حقوق القرآن وتعظيم القرآن وذكرنا جملة من هذه الحقوق وهذا التعظيم والتقديس الواجب على المسلمين المؤمنين بهذا القرآن ومن هذه الحقوق ومن هذه المقتضيات لتعظيمه الوقوف عند حدود الله تعالى وعدم تجاوز امره تعالى ونهيه لا افراطا ولا تفريط كما قال الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق ويخاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والامة بالطبع يقول تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير اي لا تمل تميل عن الاستقامة ولا تتجاوز ما امركم الله سبحانه وتعالى به بافراط او تفريط ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن اشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه وهو رد وعند مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه فالواجب هو امتثال والاقتصار على المأمور عدم التجاوز. اذا كان الله يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم لقوله فاستقم كما امرت لا كما تريد. وانما كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا تتجاوزوا ما امرتم به لا افراطا ولا تفريطا من هذه المقتضيات التعظيم للقرآن الكريم الذي هو حقم حق علينا هو الفرح عند امتثال احكام الله تعالى وتطبيقها والتزام الناس بها والغضب والحزن والتألم عند انتهاك حرمات الله تعالى وتجاوز حدوده والتمرد على الالتزام بامره ونهيه وذلك اظعف الايمان كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وليس وراء ذلك من الايمان حبة حينما قال صلى الله عليه وسلم تبرأ منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان اي بعد العجز عن التغيير المنكر باليد واللسان ينكر المنكر بالقلب وانكار المنكر بالقلب ليس بالامر الهين بل هو يحمي المنكر من الوقوع في ذلك المنكر يحمي المنكر من الوقوع في ذلك المنكر اما الفرح بامتثال امر الله تعالى واستقامة الناس على الطاعة فهذا كان ديدن السلف الصالحين قال احدهم وددت ان الخلق اطاعوا الله وان لحمي قرض بالمقاريض ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به وكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون اخر شيء منها خروج نفسي وقال الامام احمد رحمه الله تعالى اني ارى الرجل يحيي شيئا من السنة فافرح به. الله اكبر هذا هو التعظيم للقرآن والقيام بحق الله تعالى فيه من مقتضات تعظيم القرآن اخذ الكتاب بقوة كما قال الله عز وجل يا يحيى خذ الكتاب بقوة قال ابن زيد رحمه الله القوة ان يعمل ما امره الله به ويجانب فيه ما نهاه الله عنه الواجب على حامل القرآن ان يأخذه بجد واجتهاد وذلك بالاجتهاد في حفظ الفاظه وفهم معانيه والعمل باوامره ونواهيه. هذا تمام اخذ الكتاب بقوة وهو شامل لاخذ الاخذ الحسي والمعنوي وهو الاخذ بما فيه كما ينبغي ولذلك قال الله تعالى والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجرى المصلحين يقول البقاعي رحمه الله اي يمسكون امساكا شديدا يتجدد على كل وجه الاستمرار وهي وهو اشارة الى ان التمسك بالسنة في غاية الصعوبة لا سيما عند ظهور الفساد الله المستعان ولعل تذليل الاية بقوله تعالى انا لا نضيع اجر المصلحين فيه الاشارة الى ان الصلاح والاصلاح لا يكون الا بالاستمساك بالكتاب والعمل بما فيه والعملي بما فيه كما قال تعالى فاستمسك الذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم الى هنا تنتهي هذه الحلقة على امل العودة في لقاء قادم ان شاء الله الى ذلك الحين اسأل الله عز وجل ان ينفعنا ويرفعنا القرآن واياكم وان يجعله شافعا لنا علينا وان يهدينا واياكم سواء السبيل. لذلك الحين استودعكم الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته