لهم باحسان يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بان من اتاه الله علما وايمانا علم انه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق الا ما هو دون تحقيق السلف. لا واما اهل السنة فقد سلمهم الله عز وجل فهم يتمسكون بما نطق به الكتاب ووردت به السنة ويحتجون له بالحجج الواضحة والدلائل الصحيحة على حسب ما اذن فيه الشرع وورد به السمع ولا يدخلون بارائهم في صفات الله تعالى ولا في غيرها من امور الدين وعلى هذا سلفهم وائمتهم وقد قال الله تعالى يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا هكذا فعلوا وهكذا تأدبوا فعظموا الاثار وعرفوا قدر ائمة السنة ورواتها بخلاف هؤلاء انظر الى احد المعاصرين ماذا يقول عن كبار الائمة؟ يقول عن ابن ابي حاتم الامام الكبير يقول بانه ذكر في كتاب الرد على الجهمية ما يدل على ما اصيب به في عقله. نسأل الله العافية. يقول وهو الذي اعترف بانه يجهل علم الكلام. ومع ذلك تراه يدخل في مضايق علم اصول الدين. ويقول عن الامام الدارمي قل هذا مجسم مكشوف الامر يعادي ائمة التنزيه ومثله يكون جاهلا بالله سبحانه وتعالى المسألة ما هي بالشيخ محمد بن عبد الوهاب. هذولا ائمة قدامى الدارمي ابن ابي حاتم هؤلاء اصحاب الكتب المعروفة المصنفة في السنة. ويقول عن الامام ابن خزيمة امام الائمة. يقول اعتقاد ابن خزيمة يظهر من كتاب التوحيد. وعنه يقول صاحب التفسير الكبير انه كتاب الشرك. فلا حب ولا كرامة يقول احد المعاصرين تستغرب اذا سمعت بعض المفتونين ينقل مثل هذه الاشياء في صحيفة او في غيرها وهؤلاء اعني اهل الكلام بنوا مذهبهم على جملة امور. الاول انهم جوزوا التعارض بين العقل والنقل وهذا لا يمكن. كما ذكرنا سابقا اذا كان النقل صحيحا والعقل ايضا صحيحا اذا وجد مع صحة النقل وصراحته لا يمكن ان يتعارض عقل ونقل وقد الف شيخ الاسلام تيمية رحمه الله كتابه العقل والنقل الذي قال عنه الحافظ ابن القيم رحمه الله ما في الوجود له نظير ثاني وهو مطبوع محقق والامر الثاني انهم قالوا بناء على ذلك بوجوب تقديم الدليل العقلي مطلقا على النقل. والامر الثالث انهم قالوا بان الدليل النقلي يفيد اليقين والامر الرابع قالوا ان مسائل الاعتقاد لا تبنى الا على القطعيات والقطع انما يستفاد من جهة العقل. والخامس قالوا الضابط في حمل اللفظ على الاحتمال المرجوح صحة معناه في اللغة دون اعتبار للسياق الذي ورد به او كليات هذه احد مزالق اهل البدع في الاستدلال يأتون ويفسرون النص من الكتاب او من السنة تفسيرا لغويا محضا بغض النظر عن السياق الذي ورد به. ما تحتمله لغة فقط ذكرنا في شرح مقدمة اصول التفسير كلام ابي عبيدة معمر ابن المثنى المعتزلي الخارجي. ماذا يقول؟ في قوله تبارك وتعالى وينزل عليكم من اما ايماء ليطهركم به ويذهب عنكم رزق الشيطان. وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام. السياق واسباب النزول والملابسات الارظ كانت دهسة فنزل المطر فلبدها فثبتت الاقدام عليها. واجنب بعضهم فنزل المطر واغتسلوا. بعد ما جاهم الشيطان وقال انتم تريدون الصلاة وليس معكم ماء فاغتسل وذهب عنه رجز الشيطان هو يفسرها تفسيرا لغويا محضا. ماذا يقول؟ يقول ربط على القلوب فثبت القدم فلم يفر. في ارض المعركة لان القدم يفر ينطلق اذا القلب امتلأ بالخوف. هذي طريقة اهل البدع في الفهم والتفسير والاستدلال. وقد يقع في هذا بعض من لا علم له وليس من اهل البدع اذا تكلم من لا بصر له بالعلوم الشرعية جاء بالعجائب من تكلم في غير فنه جاء بالعجائب كنت اقول لاحد الفضلاء وهو رجل مرموق مشهور اقول له عند الكلام على اية من القرآن. والنص محمول على الشرعية ان لم يكن فمطلق العرفي عرف الصحابة عرف من نزل عليهم القرآن فاللغوي على الجميع. بهذا الترتيب ننظر ان كان لها معنى شرعي نحملها على المعنى الشرعي. ما وجد فعرف المخاطبين ما وجد اخر شي اللغة قال لا حنا عرب نحملها على المعنى اللغوي فان لم يوجد نبحث هل لها معنى شرعي او وانا لا استبعد انه اول مرة يسمع هذا الكلام ويتكلم في قضايا كبيرة جدا وينظر يقول نبدأ باللغة انا متأكد ان الرجل ليس من اهل الاهواء اطلاقا لكن لا بصر له تكلم في غير فجاء بالعجائب الامر السادس وهو ان الدليل الصارف لللفظ عن ظاهره عندهم هو دليل العقل. ما هو الضابط عندهم؟ ابدا. ما احاله العقل صرف عن ظاهره مباشرة يقول الظاهر غير مراد ليس في العقائد فقط في العقائد وفي غيرها يقول ظاهره غير مراد هذا يحمل على معنى اخر هذا العلم اعني علم الكلام اثر في كليات الشريعة تأثيرات بالغة اذكر خمسا منها الاول انه جعل احكام الشريعة العملية من الظن لا من العلم كما قلنا قالوا اللي اكثرها عمومات واحاديث احاد الثاني انه وهن من عمومات الشريعة واغلبها عمومات كما يقولون. الثالث ان الذين قالوا بنفي التعليل والقياس كان ذلك بسبب ردود افعال عندهم بالا يتوسع في التعليل والقياس فيخرج عن ظواهر النصوص الرابع ان العقل دخل حكما مضاهيا للشرع بل مقدما عليه. فنفوا بعض الاصول الاعتقادية ووضعوا مناهجا للنظر فاسدة ادت الى تغيير الاحكام العملية وقبل ذلك احكام العقائد حتى زعم المعتزلة وتبعهم من تبعهم من متكلمة الاشاعرة ان ادلة القرآن والسنة ظنية كل هذا بسبب علم الكلام. والخامس ان هذا العلم الباطل الفاسد كان هو السبب في انتشار الفلسفة والجدل وانهيار دار كليات الشريعة الامرة بالالفة والمحبة والاجتماع وترك التنازع فصار دين هؤلاء هو التنازع والجدل واقرأوا في تراجمهم واخبارهم بهم وما وقع لهم في هذا امور عجيبة جدا فتشرذمت الامة وتفرقت غاية التفرق. ولهذا ذهب جميع اهل الحديث واهل السنة من السلف رضي الله تعالى عنهم وائمة الفقهاء الى ان علم الكلام بدعة. الى هذا ذهب الشافعي ومالك وابو حنيفة واحمد وسفيان الثوري وغير من الائمة الكبار ومن اقوالهم لان يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من ان يلقاه بشيء من الكلام. وفي هذا يقول الحافظ بن البر حافظ المغرب اجمع اهل الفقه والاثار في جميع الامصار ان اهل الكلام اهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في جميع الامصار من طبقات العلماء وانما العلماء اهل الاثر والتفقه فيه. ويتفاضلون فيه بالاتقان والميز والفهم. اثبتوا ايها الاخوان على العقيدة وهذا الدين وهذه الاصول وعلى سلوك مسلك هؤلاء السلف الكبار رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. وللاول هو توهين النصوص تضعيفها المعول الثاني عند هؤلاء المتكلمين هو التأويل كما يقول الغزالي اعني ابا حامد. يقول كل خبر مما يشير الى اثبات صفة للباري تعالى. يشعر ظاهره بمستحيل في العقل. نظر. ان اليه التأويل قبل واول. يقول اذا كان يحتمل ان يؤول اولناه. وان لم يندرج فيه احتمال تبين على القطع. كذب الناقل بمباشرة اذا ما يقبل التأويل بحيث انه كان نص صريح في المعنى مباشرة نكذبه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مسدد ارباب الالباب ومرشدهم فلا يظن به ان يأتي بما يستحيل في العقل. اسمع ولذلك يردون اشياء يقولون العقل يردها والواقع ان العقل يثبتها. ويقرها وفي هذا يقول الرازي بان هذه الدلائل النقلية. اما ان يقال انها غير صحيحة او يقال انها صحيحة الا ان المراد منها غير ظواهرها. نسأل الله العافية ثم يقول ان جوزنا التأويل واشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل هذا من باب التنزل عند الرازي. كنا نحتاج انا نشغل انفسنا فيها عندنا القواطع العقلية يقول انت نزلنا اولناها والا فوظنا العلم بها الى الله تعالى نقول الظواهر غير مرادة وخلاص وقد اجمع الصحابة الله عنهم والتابعون واهل الحديث والفقه وسائر علماء اهل السنة على نبذ هذا التأويل الباطل والمعول الثالث هو التفويض وهؤلاء المفوضة هم انواع في الواقع هؤلاء يقولون بان ظواهر النصوص غير مرادة وهذا الذي كان عليه اكثر اهل دام من المتقدمين ثم بعد ذلك اوغلوا في التجهم واذا اردتم انظروا في كلام لشيخ الاسلام تيمية رحمه الله جعل هؤلاء نحو خمس طبقات في كلام في غاية النفاسة. الحاصل ان هؤلاء المفوضة يقولون ان ظواهر النصوص غير مرادة. منهم من يقول ان الظاهر غير ولها معنى اخر لا نخوض فيه. ومنهم من يقول معنى هذه النصوص المعنى المراد لا يعلمه لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا احد. وهؤلاء اهل جيل يقول ان الله خاطبنا باشياء لا يعرف معناها. ولذلك قال عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بان قولهم هو شر قول الطوائف. كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف معاني النصوص التي هي في قضايا التوحيد وصفات الرب تبارك وتعالى. وقد بعث بالتوحيد يدعو الى الله تبارك وتعالى فجعلوا هذه النصوص طلس مات بمنزلة الاحاجي والالغاز والاشياء الغامضة المبهمة ولا يمكن ان يكون الله خاطبنا في هذه الامور العظيمة الجليلة بما لا نفهم والكلام عن المتكلمين يطول جدا لكن ننتقل الى طائفة اخرى من المنحرفين انظروا كيف وقع الانحراف وكيف وضع لهم الشيطان حفرا حتى لا يصلوا الى المعين الصافي. الصوفية. هؤلاء يزعمون ان علمهم تقول لي لماذا لا يتحاكمون معنا الى الكتاب والسنة؟ ليه ما نرجع الى القرآن وننظر من اللي على حق ثم نقرر ما ينتج عن ذلك نقول لا حبذا لو انهم قبلوا هذا لكنهم يقولون انتم يأخذون علمكم ميتا عن ميت حدثني فلان حدثني فلان حدثني فلان ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت وذلك اولا عن طريق الكشف ويريدون به الاطلاع على المعاني الغيبية والامور الخفية وجودا او شهودا تارة في السمع يسمع ما لا يسمعه الناس او يبصر اشياء من وراء البحار او في عالم الملكوت الاعلى او الجنة او النار او غير ذلك. او في باب العلوم والمعارف مما يفتح عليه في زعمه قل هذه العلوم اللدنية من الطرائف عن ابن عربي الملحد المعروف وليس الفقيه المالكي ابن العربي كاتب رسالة ينصح فيها الرازي يقول لا تشغل نفسك بهذه الرسوم والعلوم. انما هي خلوة وانقطاع ثم يحصل لك الكشف. ما تحتاج دراسة وكتب وتعب وسهر كشف وخلوة ثم يحصل لك الكشف ينكشف عنك الغطاء الى السماوات. ولهم في هذا مصطلحات داخلة تحت الكشف منها الخاطر الخاطر عندهم وما يرد على القلب والضمير من الخطاب سواء من الرب او من الملك وعندهم الواردات والوارد عندهم ما يرد على القلب من الخواطر المحمودة من غير تحمل وعندهم تجلي وهو ما ينكشف للقلوب من انوار الغيوب. وعندهم المحادثة وهي خطاب الحق للعارفين من عالم الملك والشهادة. كالنداء من الشجرة يخاطبهم الله عز وجل هكذا يزعمون وعندهم المسامرة وهي خطاب الحق للعارفين من عالم الاسرار والغيوب نزل به الروح الامين على قلوبهم وعندهم وهو نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب اوليائه يفرقون به بين الحق والباطل. من غير ان ينقلوا ذلك لا عن كتاب ولا سنة. هذا تقول له نتحاكم الى الحديث الفلاني ولا ابدا. هذا يقول انا اخذ من فوقك مباشرة. ما احتاج دراسة هذه الاشياء ولا احتاج هذه الكتب. هذا تتحاكم معه هذا تحتاج تبين له اول ان هذه الاصول باطلة وان هالتجليات اللي يشوفها هذي من الشيطان وانه يزين له ذلك ويلبس عليه وهذا قد يقع فيه بعض الجهلة الاول قد يقع فيه بعض الجهال ايضا يقول عندي حجز ان الحكم هذا لا يجوز ان الشغلة الفلانية جائزة حتس مبني على ماذا الامر الثاني الذي يعولون عليه وهو الرؤى المنامية. هذي عند الصوفية على قدم وساق رأى النبي صلى الله عليه وسلم فامره بكذا ورأى وقد يقع فيه بعض الجهلة. والقاعدة عندنا ان الرؤى لا يبنى عليها حكم. لا بصلاح انسان ولا بفساده خاصة فيما يتعلق بتقرير الاحكام الشرعية. يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي صل كذا في الوقت الفلاني افعل كذا. صل المغرب اربع ركعات نقول هذا من الشيطان. لا تؤخذ الاحكام من الرؤى. لكن الرؤى يستأنس بها من المبشرات لكن ما يبنى عليها احكام اما العلوم الشرعية فلهم موقف معروف منها وهو انهم يحاربونها وينابذونها الى يومنا هذا. ولذلك تجد بعض من اليهم ممن ينتسب الى الدعوة الى الله عز وجل لا يحب العلوم الشرعية. ولا يحب اهل العلم. الصوفية يقولون بان علومهم من الله مباشرة. تأتي واذا لماذا يتعلمون لماذا يطلبون العلم؟ يقول عبد الكريم الجيلي وكنت قد اسست الكتاب على الكشف الصريح وايدت مسائله بالخبر الصريح اسسوا الكتاب على الكشف الله العافية. ويقول ابن عربي واعلم ان جميع ما اكتبه في تأليفي ليس هو عن روية وفكر وانما هو عن نفس في روعي على يد ملك كالالهام ويأتي من يصدق هذا ويقول هذا من كبار الاولياء. احد المعاصرين كتب يقول كنا قد اغتررنا بكلام ابن تيمية عن ابن عربي ولما رجعنا الى كتبه عرفنا انه من كبار السادة المتقين. وان ابن تيمية عنده من الانحرافات اعظم مما عند ابن عربي هكذا ايضا يدعون عصمة الاولياء كما يقول القشيري يقول من اجل الكرامات التي تكون للاولياء دوام التوفيق والعصمة عن المعاصي والمخالفات ويزعمون ان للقرآن باطنا وظاهرا. يقولون الظاهر هذا للعوام. واما الباطن فهي العلوم والمعارف. التي تكون لارباب السلوك يفسرونها ينحون في ذلك على من حيين. تفسير زندقة يبنى على نظر فلسفي كما يفعل اخوان الصفا وابن عربي والحلاج وابن سبعين وابن الفارغ والتلمساني وامثال هؤلاء نسأل الله العافية يخلطون كلام الفلاسفة بكلام للصوفية والطائفة الثانية اصحاب ما يسمى بالتفسير الاشاري العملي الصوفي اللي يقولون شيء ينقدح في الذهن دون خلفيات سابقة ونظريات فلسفية مباشرة جاهدوا الذين يلونكم الكفار قال هي النفس تذبح بسكين الطاعة. ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا هي النفس. لا فارد ولا بكر قالوا الصوفي ما هو في شرخ الشباب طيش ولا هو بسن الكهولة والشيخوخة ضعيف وعاجز. صفراء فاقع لونها قال هذه صفرة وجوه اصحاب الرياضة النفسية. مهي بصفرة مرض من عبادة هذي لها دلول تثير الارض ولا تسقي الحرث قالوا الصوفي ما هو صخاب في الاسواق ويجوب الاسواق جالس في خلوة راكد يذكر الله عز وجل وهناك مناهج اخرى غير هؤلاء الرافضة مثلا عصمة الائمة والطعن في النقلة وتكفير سلف الامة الا النادر القليل. اضف الى ذلك ما دخل عندهم من منهج فجمعوا الى ضلالاتهم هذه الضلالة الاخرى. وصاروا يحكمون العقل ايضا في النصوص. فصار فيهم التجهم والرفظ. فما قاله الائمة ما نفق عليهم من الاكاذيب الكثيرة جدا هو كلام المعصوم. هؤلاء ما تناقشهم في الاحاديث والروايات والايات. هؤلاء اما ان هذا القرآن محرف واما ان يقول هذه الايات اصلا لها معنى اخر غير المعنى الذي تفهمه انت تقول هذا فهم ابن عمر وفهم فلان هذولا كفار احتج عليه بفهمهم هذا تحتاج ان ترجع معه الى ان الله انزل القرآن حفظه من التحريف تحتاج ترجع معه الى عدالة الصحابة اصلا قرر معه هذه الاصول فاذا استقرت عند ذلك تناقشه في ادلة الكتاب والسنة تحتج عليه فيها اما الان فهو لا يقبلها. هذا السبب اللي ذكرنا لكم تقول لي لماذا هؤلاء اهل ولا يرجعون ان نتحاكم معهم الى الكتاب والسنة. تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي. كتاب الله وسنتي. راجعهم الصوفية وغير الصوفية للكتاب والسنة ما يقبلون وهكذا اصحاب المدرسة العقلية الحديثة وهم امتداد للمعتزلة اللي يحاولون يوفقون بين الاسلام والحضارة المادية المعاصرة وصاروا يؤولون حتى الاشياء الغيبية لا يدركها الغرب المادي. طير الابابيل هذي جراثيم ترميهم بحجارة من سجيل هذا البعوض ينزل على فيتحمل بالملاريا فيضربهم الملائكة الملائكة هي الخير الموجود رمز الخير وكذا والشياطين والشر والفساد كل شيء ما يقبله الغرب يحرف وهكذا. اذا كان كبير هؤلاء في العصر الحديث محمد عبده هو صديق للورد كرومر رئيس زمرة المحتلين الانجليز لمصر. صديقه يجلس معه مع زوجته. ومعروفة اخباره فيما ذكره محمد رشيد رضا في باريس ويجلس مع فتاة شقراء كل يوم يخرج في نفس الوقت في الليل ولما يسأل عن هذا يقول التعلم مع الجمال اسرع كما سيأتي ان شاء الله في درس مستقل عن هؤلاء يتكئون على قضية المصلحة بلا ضوابط المصلحة الضرورة الضرورة تقتضي هذا التمثيل ضرورة تمثيل المرأة خروجها في الاعلام ممثلة ضرورة هذا ويحتجون بالخلاف مسألة فيها خلاف فيها خلاف اذا خلاص او بضغط الواقع وما اشبه ذلك بعد ذلك اشير الى بعض مسالك اهل الاهواء في الاستدلال الاول البناء على غير اصل البناء على غير اصل وذلك لجهلهم بمقاصد الشريعة كما قال الشافعي رحمه الله ان الله لم يجعل لاحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول الا من جهة علم مضى قبله. وجهة العلم هي الكتاب والسنة والاجماع والاثار وما وصفت من القياس عليها. لابد تبني كلامك هذا على دليل. قال الله قال رسوله او قياس يرجع الى هذا او اجماع على مقتضى ذلك او نحو ذلك من قول صحابي يقتدى به او نحو هذا كما يقول الحافظ بن عبدالبر رحمه الله بان الاجتهاد لا يكون الا على اصول يضاف اليها التحليل تحريم والا يجتهد الا عالم بها. ومن اشكل عليه شيء لزمه الوقوف ولم يجز له ان يحيل على الله عز وجل. قولا في دينه لا نظير له من اصل ولا هو في معنى الاصل وهو الذي لا خلاف فيه بين ائمة الانصار قديما وحديثا فتدبر. ولهذا قالوا بان من تكلم بالقرآن برأيه مذموم وان اصاب فلا يجوز لاحد ان يقول هذا جائز وهذا ما يجوز بناء على بناء على ماذا؟ لماذا حللت هذا وحرمت هذا؟ ما الدليل اللي عندك؟ ما عنده اصل صحيح يرجع اليه هذا يقع فيه كثير من هؤلاء ويقع فيه بعض الجهلة ايضا يقعون في التحليل والتحريم والقول على الله عز وجل بلا علم جرأة عليه تبارك وتعالى. من امثلة البناء على غير اصل ما يذكره بعضهم يقولون روح الشريعة تدل على هذا. روح الشريعة هي كتاب هي سنة هي اجماع هي قياس هي قول صحابي هذي الاصول المعروفة. اذا اهل الاهواء هؤلاء يبنون على غير اصل في الاستدلال. وايضا اوقعهم في ذلك الجهل بلغة العرب كما قلنا من كلام الحسن رحمه الله حينما يقال له بعض الانحرافات يقول انما اهلكتهم العجمة. شوف احيانا يفسر اية يحملها على ابدا الاية تتكلم عن شيء اخر واللفظ لا يدل على هذا المعنى الذي فهمه. انظر مثلا الذي يفسر قول الله تبارك وتعالى غيرات صبحا. بعض من تكلم في الاعجاز العلمي للقرآن. يقول والعاديات ضبحا قال السيارات. هي في الخيل الاية طبعا. والعاديات يضاف حقائق للسيارات تذبح ضبح البساتم عملية الاحتراق والعاديات ضبحا فالموريات قدحا تقدح بساتمها فالموريات قدحا فالمغيرات صبحة المغيرات هي من الاغارة الهجوم هذي الخيل فقال المغيرات صبحا يعني قد غيرنا الصبح فبدأ كسيفا لان وجدت الانوار في السيارات فاستغني عن الصبح صار الناس ينطلقون ليلا والصبح ما عاد صار له ظرورة فبدا كسيفا. المغيرات فسرها بايش؟ المغيرات المغيرات من الاغارة هجوم والمغيرات من التغيير تبديل يعني هذي كلمة وذي كلمة. ولهذا الشاطبي رحمه الله يقول انه لا يتكلم ونشرع في الكلام على الخصائص العامة لاهل السنة والجماعة فاول ذلك شمولية المنهج انهم يجمعون الدين علما وعملا ظاهرا وباطنا فهم اهل الشريعة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في في الشريعة ولا يجتهد الا من كان عربيا او بمنزلة العرب. وجعل هذا من اكد شروط الاجتهاد بل كاد يلغي جميع شروط الاجتهاد الا هذا وفهم قاصد الشريعة ذكر هذا في الموافقات وذكر ايضا في الاعتصام وقال ان هذا لا يخالف فيه احد انه ما يتكلم في الشريعة في الكتاب والسنة والاستنباط والفهم الا من كان عربيا او بمنزلة العربي. يقول يجب على من اراد ان يتكلم ان يعرف لغة العرب تماما ويدرسها ولا ظنه بنفسه قبل الشهادة له من اهل علم العربية بانه يستحق النظر والا يستقل بنفسه في المسائل المشكلة التي لم يحط بها علمه دون ان اسأل عنها من هو من اهلها فاذا ثبت على هذه الوصاة كان ان شاء الله موافقا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام. والامر الثالث اعتمدوا عليه وعولوا عليه وهو العقل واتباع المتشابه. اسمع ما يقوله محمد عبده مثلا. يقول على الانسان ان يتبع عقله حتى يدرك بالبراهين الحق ثم بعد ذلك يرجع الى الوحي. فان وجده موافقا فليحمد الله. ويلزم التصديق والتسليم بدون فحص فيما تكنه الالفاظ الا فيما يتعلق بالاعمال على قدر الطاقة وان لم يجده موافقا فليتبع حكم العقل. ولا يبحث عن مراد الله ورسوله لانه لا يعلم مراد الله ورسوله الا الله ورسوله هذا كلام؟ يقول ارجع الى عقلك ان وافقه الشرع فالحمد لله ما وافقه النقل عليك بالعقل مراد الله ومراد رسوله ما يعلمها الا هو وانظر الى فتاواه في قضايا تتعلق بالربا وغير ذلك اين هذا الكلام الذي سمعته من كلامه؟ بين كلام ابن السمعاني اللي نقله امام السنة الاصبهاني قل اما سائر الفرق فطلبوا الدين لا بطريقه لانهم رجعوا الى معقولهم وخواطرهم وارائهم فطلبوا الدين من قبله فاذا سمعوا شيئا من الكتاب والسنة عرضوه على معيار عقولهم فان استقام قبلوه وان لم يستقم في ميزان عقولهم ردوه فان اضطروا الى قبوله حرفوه بالتأويلات البعيدة والمعاني المستكرة عن الحق وزاغوا عنه ونبذوا الدين وراء ظهورهم وجعلوا السنة تحت اقدامهم تعالى الله عما يصفون. يقول واما اهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة امامهم وطلبوا الدين من قبلهما وما وقع لهم من معقولهم وخواطرهم شوف عكس كلام محمد عبده تماما يقول وما وقع لهم من معقول وخواطرهم عرضوه على الكتاب والسنة. فان وجدوه موافقا له ما قبلوه. وشكروا الله حيث اراهم ذلك. ووفقهم ووقفهم عليه وان وجدوه مخالفا لهم تركوا ما وقع لهم واقبلوا على الكتاب والسنة ورجعوا بالتهمة على انفسهم فان الكتاب والسنة لا يهديان الى لا الى الحق ورأي الانسان قد يرى الحق وقد يرى الباطل وهذا معنى قول ابي سليمان الدراني الى اخر ما قال هذا كلام امام كبير من ائمة العلم والهدى والسنة وهذا العقل الذي يثقون به ويعولون عليه. انظروا ماذا يقول كبار من درسوا وخاضوا في مثل هذه الامور وعظموا قل وقدسوه الجويني في القرن الخامس الهجري يقول في كتابه الغياثي غياث الامم يقول لقد قرأت خمسين الفا في خمسين الف يعني من الكتب كم الف ظرب خمسين الف يقول ثم خليت اهل الاسلام باسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى عنه اهل الاسلام يقصد علم الكلام كل ذلك في طلب الحق وكنت اهرب في سالف الدهر من التقليد والان قد رجعت عن الكل الى كلمة الحق. هذا كبير وهذا الغزالي الذي دخل في بطن الفلسفة العقلية كما يصفه تلميذه ابن العربي وما تمكن ان يخرج منها يموت صحيح البخاري على صدره. وفي الحديث احد كبار عقلاء الغرب وهو يقول وواقع الامر ان جهلنا مطبق فاغلب الاسئلة التي يلقيها على اولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب. لان هناك مناطق غير محدودة في دنيانا الباطنية. ما زالت غير معروفة. اننا ما زلنا بعيدين جدا من معرفة ماهية العلاقات الموجودة بين الهيكل العظمي والعضلات والاعضاء ووجوه النشاط العقلي والروحي الى ان يقول كيف نستطيع ان نحول دون تدهور الانسان وانحطاطه في المدنية العصرية. هذي من الاشياء التي يبنون عليها اذا العقل من ذلك ايضا المصالح من ذلك الاعراض والعادات والتقليد المقدمين والشيوخ والعلماءهم ابائهم واجدادهم وما الى ذلك من اصول وللضلال التي اوقعتهم فيما اوقعتهم فيه. بهذا نكون قد انتهينا من الكلام على خصائص اهل السنة في التلقي والنظر والاستدلال يتعرض من البلاء ما لا يطيق ولذلك سأذكر في اسباب الانحرافات لعله في اخر هذه الدورة او في الكلام على موضوعات اخرى مما ساتحدث عنه في غير هذه الدورة ان شاء الله كافة جوانب الدين من عقائد ومناهج للنظر وافعال ومقاصد وعبادات وسياسات شرعية. فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء بهذا الدين لينظم حياة الناس وعلاقات الدنيا ويربط الناس بربهم وخالقهم جل جلاله لتعمر به القلوب وتعمر به الابدان وتشتغل الجوارح بعبادة ربها ومليكها وخالقها سبحانه وتعالى. به يهذب السلوك والاخلاق وبه تصحح العقائد الى غير ذلك من الجوانب الكثيرة فهم يعنون اصلاح العقائد ويعنون بالدعوة الى الله تبارك وتعالى كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فهم يدعون الى الله على بصيرة لان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هم الدعاة من بعده على بصيرة وعلم ومعرفة بما يدعون اليه. وهم ايضا يشتغلون باصلاح القلوب. فيعمرونها بمحبة الله ومعرفته والخوف منه وارادة ما عنده وما الى ذلك من المعاني الكثيرة التي تعرفونها فلا يقتصرون على جانب الاخلاق والسلوك الذي يوافقهم عليه الموافق والمخالف. ولا يقتصرون على قضايا الاعتقاد فقط او جانب من قضايا الاعتقاد كالاسماء والصفات. ولا يقتصرون على الدعوة الى الله تبارك وتعالى. ويهملون انفسهم من العمل الصالح علم نافع وانما يعنون بجوانب الدين جميعا. والواحد منهم وان لم يكن يستطع القيام بتلك الوظائف مجتمعة ولكنها وزعتم فيهم. هؤلاء يعنون بالدعوة ويعنون باغاثة الملهوف والقيام على الارملة والمسكين. وهؤلاء يعنون بالعلم وهؤلاء عباد وهؤلاء ولكن البقية ينظرون الى هذا انه من شرائع الدين ومن العمل الصالح ولا يجتزئون على شيء منه يتعبدون الله تبارك وتعالى به وينفرون مما سواه وانما يأخذون الدين جميعا ان هذه كلها من الاعمال الصالحة فان قصر مقصر في بعض الجوانب فذلك لانه لم يتمكن من القيام به. لا انه يرى ان هذا ليس من دين الله عز وجل او ان الدين ينحصر فيما قام به من الجوانب التي ارتضاها او ارتضتها طائفة من العناية بالسلوك او تهذيب النفوس او ونحو ذلك فهذا ليس على طريقة اهل السنة والجماعة. هذا الدين شامل ايها الاحبة. للعقائد والاعمال ينبغي ان يؤخذ هكذا. الثاني انهم اهل اجتماع لا تفرق. فالجماعة عندهم هي مناط النجاة. وهم اهل الجماعة اهل السنة والجماعة فهم معرضون عن مواطن التفرق والاختلاف ملتزمون بجمل الكتاب والسنة والاجماع بعيدون عن مواطن المتشابهات التي تفرق الجمع وتشتت الشمل فيلتزمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين والسابقين اولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وما تنازعت فيه الامة وتفرقت. ان امكن الواحد منهم ان يفصل النزاع بالعلم والعدل والا استمسك بالجمل الثابتة بالنص والاجماع. واعرض عن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. فان التفرق والاختلاف عامتها تصدر عن اتباع الظن. وما تهوى الانفس. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بان الواجب ان يؤمر العامة بالجمل الثابتة بالنص والاجماع. وان يمنعوا من الخوض في التفاصيل التي توقع بينهم التفرق والاختيار وهذا اصل من اعظم الاصول. اذا تكلم متكلم او كتب كاتب او حصل امر تهافت الناس يسألون. ما هو الموقف من هذا الكاتب ما هو الموقف من هذه الكتابة؟ ما هو الموقف من الحدث الفلاني؟ وقد لا تدرك عقولهم ابعاد ذلك ومراميه. وقد لا يحيطون علما بالحكم اللائق او التفصيل المناسب في ذلك المقام. والله عز وجل لم يكلفنا اطلاقا ان نعرف منزلة فلان ومنزلة وما كتبه فلان وما قاله فلان وما اشبه ذلك. يتهافت الشباب كثيرا يسألون عن كل ما يحدث. ويظن الواحد منهم انه يجب ان يكون له حكم في كل ما يقع في الدنيا من الحوادث والوقائع ومقالات الناس وما اشبه ذلك امل نفسه عبئا وحملا لا يستطيع ان ينهض به ابدا. لست مطالبا بهذا. اذا جاءك الملكان في قبرك سيسألان عن ثلاث مسائل من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا تحمل نفسك شططا فلان جيد او رديء ما قاله فلان ما موقفي منه؟ ما حصل في المكان الفلاني؟ ما هو موقفي منه؟ دع هذا ما استطعت ان تصل فيه الى وتتكلم بعدل ان كان الكلام يناسب فتكلم. واما ان يتكلم الانسان بجهل او هو يعلم ولكنه لم يتكلم بعلم يتكلم عن جانب من جوانب القضية ويترك الجانب الاخر فهذا خلاف العدل والله عز وجل لم يكلفنا في كل شيء لابد ان يكون لنا فيه حكم محدد بدقة قد يقف الانسان في بعض الامور لا يبلغها فهمه ولا يصل اليها علمه والله عز وجل لن يحاسبه على ذلك اذا التبس عليه امر من الامور هل ما يقوله هؤلاء حق؟ او ما يقوله هؤلاء حق؟ فعنده ممدوحة هؤلاء يريدون ادلة من الكتاب والسنة وهؤلاء يريدون ادلة من الكتاب والسنة. فيتحير لبه ماذا يصنع؟ هذا يحصل كثيرا للناس يبقون في حيرة فماذا يصنع؟ نقول تمسك بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة. واعرض عن هذا الامر الذي التبس واشتبه عليك الله لا يطالبك به كثير من الناس دخلوا في مضائق ما كان ينبغي لهم ان يدخلوا فيه. بالاحكام او ما يقررونه وينظرون له احيانا مع قصور العلم واعظم من ذلك ما يقع منهم من اعمال يخالفهم عليها جمهور الامة او علماء الامة ثم بعد ذلك يتقحم الانسان في اشياء كان له مندوحة عنها ما التبس عليك ابتعد عنه ما لا يبلغه علمك دعه فلن يحاسبك الله عز وجل عليه. اشتغل بالامور الثابتة المعلومة اشغل نفسك باقامة الفرائض وترك المحرمات الواضحة واستغرق باقي الوقت فيما تعلم انه من دين الله عز وجل ولا يلتبس عندك باب واسع تستطيع ان تقوم على الفقراء والارامل والايتام او تشتغل علمه من اجل ما يشتغل به وتقضى به الاوقات او عندك الركوع والسجود. اشتغل بالصلاة فهي من خير العمل الذي يعمله الانسان اشتغل بالذكر وقراءة القرآن ولا تدخل في اشياء لا تعرف كيف الخروج منها ولا تعرف كيف تقدم على الله عز وجل اذا تقحمتها ولذلك تقول ايها الاخوان هذا اصل كبير ينبغي العناية به. نأخذ بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة اذا التبس علينا امر من الامور هل هذا حق او باطل؟ هل ما يقوله فلان حق؟ او باطل؟ هل ما عليه فلان حق او باطل الحمد لله اشتغل بما تعلم انه حق ولا تدخل في شيء لم تتبينه لا تدخل الا فيما تعلم انه حق. ولهذا الخوارج لما دعوا بعض السلف الى الدخول معهم في بعض اعمالهم ومعاركهم وغزواتهم. ماذا قال لهم؟ قال انما هي نفس واحدة لو ان لي نفسين لتبعتكم بواحدة ثم انظر الى اي شيء اظلم وانما هي نفس واحدة اذا ذهبت انتهى كل شيء. فلا تدخل في باب الا بعد ان تعلم وتتيقن ان هذا محبوب لله عز وجل. وان الله يرضاه ويرضى عنك بهذا العمل. اما الحجز والتخمين والجهالة وتقليد الاخرين من غير تبصر ولا تحقق فهذا لا يصح اطلاقا. ولذلك فان الخاصية الثالثة تتعلق بهذه القضية وهي انهم ايوجبون على العاجز في معرفة العلم ما يجب على القادر وهذا من لطف الله عز وجل ورحمته لا يكلف الله نفسا الا وسعها فالله خلق الناس في غاية التفاوت في الاشكال. والقدر والامكانات البدنية والعقلية. هذا ذكي نبيه فطن يفهم دقائق الامور وتفاصيل المسائل والاخر تقررها له وتعيدها وهو لا يدري ما قلت. ويحظر الدرس من اوله الى اخره ويخرج ويقول لا ادري ماذا قال الله وزع العقول على الناس. فالله لا يكلف نفسا الا ما اتاها. فاهل السنة لا يوجبون على الانسان الامور التي يعجز عنها يعجز عن فهمها وادراك مراميها في تركها. يأتي شاب صغير وفي جيبه دفتر. اسئلة كبار حتى لو شرحت له لن يستوعب وحتى لو استوعب فان قدره العملية لا تستطيع ان تعمل شيئا في هذا الباب هذا قد يقوم به غيره ما يصلح لهذا الانسان. اذا لماذا يشتغل به لا يصلح ان يشتغل به ولكننا نكلف انفسنا في كثير من الاحيان ما لا نطيق والله قد خفف عنا الان شروط الاعيان مثلا اذا عجز الانسان عنها حقيقة او حكما فانها تسقط اما الى بدل واما الى غير بدل. وقد يكون سقوط في الحكم يعني يسقط من الوجوب الى الاستحباب. مثلا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. اذا كان الانسان يؤذى بسبب اذى معتبرا فما الحكم؟ اذا تعين عليه صار واجبا ولكنه يؤذى بسبب ذلك باذى معتبر. فما الحكم؟ يكون مستحب في حقه فاذا كان الذي يؤذى هو غيره. فما الحكم؟ يحرم. لان التبعة سيتحملها الاخرون. لاحظتم؟ لكن اذا كان الاذى سيقع عليه ثم ينكسر هو فما الحكم؟ نقول له لا تأمر ولا تنهى. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس للمؤمن ان يذل نفسه. فسأل عن هذا قال واضمن البلاء ما لا يطيق الله! من هؤلاء من نهض بامور ثم ابتلي فلم يصبر. فرجع مئة وثمانين درجة. نسأل الله العافية. وهذا موجود. ولو نظرت وتبصرت في حال الكثيرين من هؤلاء ستجد انهم في يوم من الايام كانوا هكذا ثم بعد ذلك رجع الى الطرف الاخر تماما. ولذلك نقول لهؤلاء ليشتطون احيانا ويطالبون الناس بالدخول في امور لا يستطيعون الخروج منها نقول على رسلكم لا تدفعوا الناس دفعا من طلبة علم او من غيرهم من المحتسبين والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر في الدخول في امور تكون العاقبة بعد ذلك تقول ليتك ثم ليتك ما احتسبته كليته ما احتسب او ليته ما تكلم او ليته ما خطب عن هذا الموضوع قبل ذلك تجد الشخص قد يدفع دفعا ليتكلم لكننا لا نفكر في كثير من الاشياء ولا نتبصر ولذلك تقع العجائب والغرائب في سلوك الناس وتصرفاتهم ويأتي من لا يعرف هذا ويقول ما فلان ما بال فلان دخل في امر لم يعرف كيف الخروج منه وكان في سعة قبل ذلك ويستقيم على جادة وعلى طريق قصد في العمل خير من ان يصير الى الحال التي صار اليها فكل مؤمن ايها الاحبة يجب عليه ان يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ايمانا مجملا واما معرفة التفصيل فانها فرض على الكفاية. والذي يجب على الاعيان على كل واحد بمفرده. فهذا يتنوع بحسب ما اعطاهم الله عز وجل من الملكات والقدر والامكانات فالذي لا يتمكن من حضور العلم مجالس العلم ولو حضر قد لا يفهم فلا يجب عليه معرفة تفاصيل العلم او ان يساق الى طلب العلم ونريد ان نصب الناس صبة واحدة كلهم يصيرون طلاب علم والا فانه يلحقهم الذنب هذا غير صحيح لا تقوم الدنيا بهذا لا بد ان هؤلاء يقومون بالنجارة وهؤلاء بالزراعة وهؤلاء بالطب وهؤلاء يعلمون الرياضيات وهؤلاء الحاسب الالي وهؤلاء في الصيدلة وهؤلاء تقوم حياة الناس. تقوم دنياهم بهالطريقة ولهذا فاوت الله عز وجل بينهم. وهذه العلوم جميعا محمودة وليست مذمومة كل ما ينفع الناس فهو محمود. فان يطالب الناس جميعا ان يتحولوا الى طلاب علم متخصصين هذا كلام غير صحيح. من الناس من له ميل الى العلوم الشرعية وعنده قدرة على الفهم فيقال مثل هذا يصلح له. والبقية ان حضروا مجالس العلم فلا شك ان هذا شرف لهم. وهو من خير ما يشتغلون به واجر وينتفعون غاية الانتفاع لكن هل يطالب كل احد ان يفهم من دقائق العلم ما يطالب به العلماء مثلا؟ الجواب لا نقول لا عليك الا تفهم كثيرا من التفاصيل لست مطالبا بهذا لو جاء انسان وقال انا ما اعرف الفرائض ولا حرفا واحدا منها ولا اعرف ابواب القضاء ولا ابواب الشفعة ولا ابواب كثيرة مما يتعلق بالفقه غير اني احسن اصلي واتوضأ واصوم واتعبد بما انا بصدده نقول هذا هو المطلوب الحمد لله هذا هو المطلوب والباقي ما يجب عليك. تعلم ما افترضه الله عز وجل عليك. طبعا لا احد يفهم ان هذا تثبيط عن العلم. لكن نحن نقول لا يوجبون على الناس ان يفهموا ويعلموا ما تعجز عنه عقولهم. وهكذا في المسائل التي تتعلق بالاحكام سواء الاحكام الفقهية او الاحكام على اعمال الناس والاحكام على فلان جيد او رديء وفلان مسلم ولا كافر ولا كذا؟ لماذا تمتحن الناس بهذه القضايا؟ لا يمتحنون بهذا ولا يطالبون به هذا من دقائق العلم والكلام في مسائل دقيقة مثل مسائل العذر بالجهل. لا تدركها كثير من عقول العامة. بل ولا كثير من طلاب العلم انما تكون هذه لاهل الرسوخ في العلم. فاذا طالبنا هؤلاء الناس جميعا او طالبنا هؤلاء الناشئين في العلم بان يعرفوا هذه دقائق وان يرتبوا عليها الاحكام فاننا نطالبهم بما لا يطيقون. ولهذا فان اهل السنة والجماعة يقولون قد يخطئ الانسان في قضايا تتعلق بالاعتقاد او يخطئ في قضايا تتعلق بالعمل وهو جاهل جهلا يعذر به مثله ولا يكون ملوما. لا في العقائد ولا في اعمال وشيخ الاسلام يقرر هذا في مواضع كثيرة جدا من كتبه. خلاصة الكلام الذي يقوله اهل السنة في هذا يقول كل من اجتهد في معرفة الحق وطاعة الله عز وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاخطأ مع حسن القصد ومن غير تقصير منه فان الله يغفر له خطأه ولا يعاب بهذا ولا تسقط مرتبته ولا يشنع عليه ولا ينتقص. هذي خلاصة الكلام. الذي لو سردناه وجلسنا نقرأه فنحتاج الى الى دورات فقط لهذه الجزئية لكن هذا خلاصتها لا يكلف الله نفسا الا وسعها. الله لم يحملنا ما لا نطيق. ان الله تجاوز لامتي الخطأ والنسيان ولهذا يقول الامام الاصبهاني رحمه الله في كتاب الحجة انما يطالب الله كل انسان بقدر ما اعطاه من العقل. ثم يذكر ان الخلق في هذا العقل لاحظوا يذكرون في كتب العقائد هذا كتاب في العقيدة عقيدة اهل السنة الرابع انهم متفقون على اصول الاعتقاد السلف رضي الله عنه من الصحابة اختلفوا في بعض الجزئيات لكنه اختلاف لا يؤثر. هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه او لم يرى ربه؟ في ليلة المعراج. مثل هذه الجزئيات الخلاف فيها لا يؤثر. ولا يرمى الانسان بسبب ذلك ببدعة. وهذا الاختلاف لا يؤثر اختلافا مذموما يحصل به التقاطع والتدابر والتناحر اطلاقا كما انهم اختلفوا في مسائل الفقه وكلهم يطلب الحق ولا يعاب احد منهم بسبب وبذلك انما الاختلاف المذموم هو الاختلاف في الاصول ان يؤصل اصولا منحرفة يحمل عليها نصوص الكتاب والسنة. اي يخالف اتباعا للهوى او تقليدا للشيوخ او الاباء والاجداد ويعرض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. تورد عليه الادلة ويعرض عنها بقلبه. ولا يلتفت اليها ولا يرفع لذلك رأسا فالسلف رضي الله عنهم قد اتفقوا على اصول الاعتقاد. ومن اجمل ما وصف به هذا الاتفاق ما نقله الامام اصبهاني رحمه الله عن ابي المظفر السمعاني الامام الكبير الذي اشرت الى طرف من خبره يقول ومما يدل على ان اهل حديث يعني اهل السنة هم اهل الحق انك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من اولهم الى اخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الاقطار وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها. قولهم في ذلك واحد لا ترى فيهم اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وان قل بل لو جمعت جميع ما جرى على السنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل ابين من هذا؟ وصدق رحمه الله لانهم يستقون من مشكاة واحدة. فاتفقت مواقفهم. المقصود ان فهذه السمة قضية الاتفاق هي سمة طبيعية ناتجة عن السمة السابقة. سبب الاجتماع والالفة هو جمع الدين. اخذ الدين بشموله تأخذ بعض الابواب وتحارب بعض الابواب وتنابذ من يقوم بها ويشتغل بها لاي سبب من الاسباب. هذا كله دين الله عز وجل فالالفة والاجتماع يحصل بجمع الدين والعمل به كله وهو عبادة الله وحده لا شريك له باطنا وظاهرا كما يقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية اما من سبب التفرق فهو ترك حظ مما امر الله عز وجل به عباده والبغي بينهم في ذلك يأخذ ببعض الدين ثم ينافر عباد الله عز وجل فيما اخذوا من دين الله تبارك وتعالى فهؤلاء يأخذون بطائفة من الدين وهؤلاء يأخذون بطائفة هؤلاء يأخذون بطائفة من الدين ويتركون الباقي ثم بعد ذلك يقع الشر والتشرذم والتفرق الذي نهى الله عز وجل عنه. نتيجة الجماعة رحمة الله ورضوانه وصلواته وسعادة الدارين وبياض الوجوه ونتيجة التفرق العذاب واللعنة وسواد الوجوه ومتى ترك الناس بعض ما امرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء. واذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فاهل السنة اذا اخذوا بكل الدين ونهلوا من مشكاة النبوة فصارت عقائدهم ومواقفهم واحدة بخلاف للاهواء والبدع فقد وصفهم ابو المظفر رحمه الله في المقابل يقول اذا نظرت اليهم رأيتهم متفرقين مختلفين شيعا لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد. يبدع بعضهم بعضا بل يرتقون الى التكفير. يكفر الابن اباهم والرجل اخاه والجار جاره تراهم ابدا في تنازع وتباغض واختلاف. تنقضي اعمارهم ولما تتفق كلماتهم تحسبهم وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. اوما سمعت ان المعتزلة مع اجتماعهم في هذا اللقب كلهم معتزلة. يكفر بغداديون منهم البصريين والبصريون منهم البغداديين ويكفر اصحاب ابي علي الجبائي ابنه ابا هاشم واصحاب ابي هاشم يكفرون اباه ابا علي وكذلك سائر رؤوسهم وارباب المقالات منهم اذا تدبرت اقوالهم رأيتهم متفرقين يكفر بعضهم هم بعظا ويتبرأ بعظهم من بعظ وكذلك الخوارج والروافض فيما بينهم. وسائر المبتدعة بمثابتهم. يقول وهل على الباطل دليل اظهر من هذا والله عز وجل يقول ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ذكر ان السبب في باقي اهل الحديث والسنة انهم اخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فاورثهم الاتفاق والائتلاف. بخلاف اهل البدع الذين اخذوهم من معقولات والاراء فاورثهم الافتراق والاختلاف. ثم يذكر ان النقل والرواية من الثقات المتقنين قل ما تختلف. وان ائتلاف في لفظة او كلمة فهذا لا يضر في الدين. ولا يقدح فيه. اما دلائل العقل فقل ما تتفق. بل عقل كل واحد يري صاحبه غير ما يرى الاخر. الخامس تجنب الجدل والخصومات في الدين. لانها هي التي تسبب التفرق والتشرذم. ولهذا انكر تلف كما يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام. ايضا اذا كان ذلك على سبيل المغالبة بخلاف المجادلة التي يقصد بها التوصل الى الحق. والمناظرة النافعة التي يتضح بها الصواب من الخطأ. الجدال اذا كان في اصول الدين والعقائد والامور الغيبية فان هذا شديد الخطر. عظيم الاثر به تنازعت الامة وتفرقت وصارت شيعا يضلل بعضها بعضا واذا وجد مثل هذا النزاع والخصام والجدال في قضايا الفروع كما يقال. ان كان لا يراد به وجه الله عز وجل فانه يورث الوحشة والاشتغال بالقيل والقال والمجادلة والمخاصمة وترك العمل. الذي امرنا به. المقصود ان السلف رضي الله عنهم تجنبوا هذه الخصومات والجدال وذموها غاية الذنب فنتج عن ذلك انهم سلموا من علم الكلام ولوثاته وادناس القضايا تفية وانما يعنون بالعلم النافع والعمل الصالح. وقد تكلمنا عن سمات العلم النافع في درس مستقل فلا حاجة للكلام في مثل هذه لكن السلف رضي الله تعالى عنهم كانوا ينهون اشد النهي عن الجدل الذي يكون في امور لا يجوز للانسان ان يخوض فيها عن دقائق المسائل وغوامض العلم ومن اراد ان يطالع هذا فلينظر في الشريعة للاجر وذم الكلام للهروي كذلك ذم الكلام لابن قدامة المقدسي ورد الدارمي على المريسي وشرح السنة للبغوي وكتاب السنة لابن ابي عاصم والابانة الكبرى والصغرى لابن بطة الى غير هذا من الكتب التي قد اورد اصحابها فيها كثيرا من المرويات عن السلف رضي الله عنهم في النهي عن الجدل والخصومة الا اذا كان ذلك في حدود حددوها مما يقصد به بيان الحق لمن طلبه واراده وقصده باقرب طريق كان سادسا هم اهل التوسط والاعتدال. هم اهل الوسطية ومسألة الوسطية مسألة نسبية وكل الطوائف تدعي انها هي الوسط. والله عز عز وجل قد وصف هذه الامة. قال وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. فهي امة وسط بين سائر انظر مثلا الى الامم في باب الطهارة. اليهود اذا اصابت النجاسة الثوب قطعوه ولا يجالسون الحائض. ولا يواكلونه وفي المقابل النصارى لا يتنزهون عن الاقذار والادناس والنجاسات بجميع انواعها وصورها واشكالها واما الحائض فانهم يواقعونه وانزه هذا المجلس عن ان اذكر اكثر من هذا مما لا يفعله الا الكلاب. فاقول ايها الاحبة المسلمون دون وسط النجاسات يتنزه عنها وتطهر الابدان منها والثياب والبقاع والحائض لا توطأ ولكنهم يجالسونها فهم وسط وقس على هذا. فالحاصل ان اهل السنة بين الطوائف كالمسلمين بين اهل الاديان. هم وسط بين الطوائف والفرق والمذاهب وسط بين الافراط والتفريط. وهذه القضية يكثر فيها المزايدة هذه الايام. الذي يدعو الناس الى تمييع الدين وتضييع حقائق الشرع يدعي ان هذا هو الوسط. الان المرأة في البلاد التي يحصل فيها التهتك والعري ونبذ الحجاب. اذا تحجبت يقال انها متشددة اليس كذلك؟ الانسان الذي يعيش في بيئة متفلتة اذا ابى ان يحضر حفلا في زواج او في غيره في موسيقى والات طرب وما اشبه ذلك غير الدف للنساء ماذا يقال عنه؟ هذا متشدد يعني لابد ان يكون فاسقا حتى يكون وسطا عند هؤلاء يسمع ما حرم الله ويفعل ما حرم الله حتى يكون على حال من التوسط. اين الوسط؟ الوسط هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. هذا هو الوسط والغلو هو ان يحرم الانسان الحلال كأن يقول الماء البارد حرام. الجلوس في الهواء البارد حرام. النوم حرام اللباس حرام الاكل حرام هذا هذا الغلو وهؤلاء الوسط ذكر الله عز وجل طوائف الامة هم بين سابق بالخيرات وهو يتورع عن الامة المشتبهة ويفعل الواجبة ويفعل المستحبات ويترك المحرمات هذا السابق بالخيرات وبين مقتصد يلزم حدود الله عز وجل يترك المحرم ويفعل الواجب هؤلاء هم الوسط وهم على مرتبتين سابق بالخيرات ومقتصد هذا هو الوسط يأتي من يحرم ما حل الله عز وجل هذا اهل الغلو ولا اظن الحمد لله في مجتمعنا احد يحرم ما حل الله حنا نعاني من التبذل ونعاني من التفلت من احكام الله عز وجل جل والوان الفسق اليس كذلك فهذا الطرف الاخر الذي هو التفريط. والوسط هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. هذا هو المقياس. الحاصل ان السلف رضي الله عنهم اهل السنة والجماعة كانوا وسطا في كل الامور. ولهذا يقول الامام الشعبي رحمه الله احب اهل البيت ولا تكن رافظيا. يعني لا تبالغ واعمل بالقرآن ولا تكن سنة شارحة للقرآن واعلم ان ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ولا تكن قدريا واطع الامام وان كان عبدا حبشيا ولا تكن خارجيا. وقف عند الشبهات ولا تكن مرجئا. يعني المرجئ ماذا يقول؟ يقول لا يضر مع الايمان ذنب. واحب طالح بني هاشم ولا تكن خشبيا خشبية طائفة اتباع من الشيعة اتباع المختار ابن ابي عبيد الثقفي كان قائد لعبدالله ابن الزبير ثم بعد ذلك ادعى انه يوحى اليه ثم بعد ذلك صار ناصبيا يكره اهل البيت ثم بعد ذلك لما واجه من الشيعة ما واجه تحول الى التشيع وكان يخبرهم عن امور مستقبلة يقول اوحاها الله اليه فاذا لم تقع قال بدا لله امر اخر نسأل الله العافية. فهو ممن يقول بالبداء عقيدة البداء الفاسدة المعروفة فكان اصحابه يعتمدون على العكاكيز من الاخشاب في حروبهم ومعاركهم. يقول واحب من رأيته يعمل الخير وان كان اخرم سنديا يعمل بطاعة الله عز وجل يحب. بغض النظر من اي لون ومن اي بلد ومن اي لغة ومن اي قبيلة. واهل السنة وسط بين كما ذكرنا امثلة على وسطيتهم بين الفرق في الصفات مثلا وسط بين المجسمة اللي يبالغون في الاثبات وبين المعطلة او وسط بين امثلة يمثلون صفات الله عز وجل من صفات المخلوقين. وبين المعطل الذين ينفون الصفات. وفي القدر وسط بين الجبرية اللي يقول الانسان مجبر على فعله وبين الطائفة الاخرى من القدرية وهم الذين يقولون لا قدر الانسان يخلق فعله وفي باب الوعد والوعيد وسط بين المرجئة والوعيدية المرجئة يقولون لا يضر مع الايمان ذنب والوعيدية من الخوارج المعتزلة يقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار هذا طرف وهذا طرف في باب الاسماء والايمان والدين يعني مسلم فاسق كافر هذا باب الاسماء. هم وسط بين الخوارج والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية الان المعتزلة يقولون عن العاصي صاحب الكبيرة بانه في منزلة بين المنزلتين ليس بمؤمن ولا كافر والخوارج يقولون انه كافر والمرجئة يقولون كامل الايمان كايمان جبريل وميكائيل لا يضر مع الايمان ذنب مهما عمل من المعاصي واهل السنة يقولون تنقص من ايمانه بحسب ما عنده من الانحراف والمعصية والمخالفة لا يخرجونه من الدين ولا يحكمون عليه بالخلود في النار وهكذا في الصحابة رضي الله عنهم لا يغلون في احد منهم كما تفعل الرافضة بعلي رضي الله عنه ولا يجفون كما يفعل الرافظة في اكثر الصحابة او الخوارج مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يكفرونهم. سابعا هم الامتداد التاريخي لاهل ملة الاسلام. الان الخط اللي ذكرناه لكم من بعث الانبياء من ادم صلى الله عليه وسلم الجنة ثم نزل الى الارض وبقوا على التوحيد عشرة قرون ثم وقع الشرك في قوم نوح ثم جاء نوح عليه الصلاة والسلام على الخط ثم جاء هود صلى الله عليه وسلم وصالح وشعيب ثم جاء إبراهيم صلى الله عليه وسلم ولوط جاء أنبياء بنو إسرائيل ومن اعظمهم موسى صلى الله عليه وسلم ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم هذا كله خط واحد مستقيم وان هذا صراطي مستقيما. خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما ثم خط خطوطا صغارا. ثم قال هذا صراط الله وهذه السبل ثم قرأ الاية فهذا الخط المستقيم هو الذي صار عليه الانبياء عليهم الصلاة والسلام حتى النبي عليه الصلاة والسلام ثم الصحابة رضي الله عنهم ثم شعبت الفرق يمنة ويسرة. ظهرت الشيعة والخوارج والمرجئة والجهمية والقدرية. وهكذا تنشعب هذه الفرق عن صراط مستقيم وبقي التابعون وائمة الاسلام من اتباع التابعين واتباع اتباع التابعين الى يومنا هذا على هذا الصراط المستقيم على هذا الخط وفي ايام الاستعمار الذي يسمونه بالاستعمار الى بلاد المسلمين في القرن الماضي. كتب احد الغربيين كتابه يحلل فيها وضع الامة. ويقول بان هناك خط ممتد في اعماق التاريخ وهناك تشعبات من هذا الخط. يقول هذا الخط هو الذي عليه السواد الاعظم من المسلمين. العرب والعجم. وهذه الشعب هي فرق متناثرة قليلة لا تمثل مناطق الثقل. يقول والذي يمثل الخطر الحقيقي على الغرب هو هذا الخط الممتد المتجذر في اعماق الزمن. هذا احد الغربيين يحلل وضع الامة ويتكلم عن مواطن القوة فيها مواطن الضعف. والى يومنا اذا نظرت الى العراق من هو العدو اللدود للمحتل؟ المثلث السني. هؤلاء هم اهل السنة والجماعة في كل عصر من العصور. شوكة في حلوق اعداء الله عز وجل واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم. بهم يحصل البلاغ والعلم والعمل والدعوة والنصح للامة وكل خير وبر ومعروف ولولا ان الله عز وجل قيدهم لذهب الدين واضمحل ولم يبقى من رسومه شيء ولكن الله تعهد بحفظ هذا هذا الدين وضع لذلك اسبابا فوالله لولا الله حافظ دينه وكتابه لتهدمت منه قوى الاركان ثامنا هم اعلم الناس باحوال النبي صلى الله عليه وسلم واقواله وافعاله واعظم الخلق محبة للسنة واهلها هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون سنته ويوالون اهلها وهذه من اعظم المزايا التي تميزهم عن غيرها بخلاف المعرضين عن السنة المستهزئين المستهترين بها فاهل السنة يفنون اعمارهم في روايتها ونقلها وتعليمها للناس وقد قال الامام البخاري رحمه الله كنا ثلاثة او اربعة على باب علي بن عبد الله فقال اني ارجو ان تأويل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم او خالفهم اني لارجو ان تأويل هذا الحديث انتم. هذا يقوله شيخ البخاري للامام البخاري يقول لان التجار قد شغلوا انفسهم بالتجارات واهل الصنعة قد شغلوا انفسهم بالصناعات والملوك قد شغلوا انفسهم بالمملكة وانتم تحبون هنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقول قتيبة ابن سعيد رحمه الله اذا رأيت الرجل يحب اهل الحديث مثل يحيى ابن سعيد القبطان عبدالرحمن بن مهدي واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية وذكر قوما اخرين فانه على السنة ومن خالف هذا فاعلم انه مبتدع ويقول الامام الصابوني في ذكر علامات اهل السنة ان من علاماتهم حبهم لائمة السنة وعلمائها وانصارها واوليائهم وبغضهم لائمة البدع الذين يدعون الى النار ويدلون اصحابهم على دار البوار وقد زين الله سبحانه قلوب اهل السنة ونورها حب علماء السنة فضلا منه جل جلاله تاسعا هم الجمهور الاكبر والسواد الاعظم من امة محمد صلى الله عليه وسلم. فيهم كما يقول الليلكائي في مقدمة رائعة اللهو لكتابه في اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة فيهم العلم والحكم والعقل والحلم والخلافة والسيادة والسياسة وهم اصحاب الجمعات والمشاهد والجماعات والمساجد والمناسك والاعياد والحج والجهاد وباذل المعروف للصادر والوارد وهم عمار الثغور والقناطر الذين جاهدوا في الله حق جهاده واتبعوا رسوله على منهاجه الذين اذكارهم في الزهد مشهورة على الاوقات محفوظة واثارهم على الزمان متبوعة ومواعظهم للخلق زاجرة والى طرق الاخرة داعية فحياتهم للخلق منبهة ومسيرهم الى مصيرهم لمن بعدهم عبرة ورسومهم على الدهر غير دارسة وعلى تطاول الايام غير ناسية يعرف الله الى القلوب محبتهم ويبعثهم على حفظ مودتهم الى اخر ما ذكر. عاشرا هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين. وجاء في بعض الاحاديث او في بعض الروايات حتى يقاتل اخر ينكرهم الدجال فالهدى ايها الاحبة ودين الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم معهم وهو الذي وعد الله عز وجل بظهوره على الدين كله والذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وقد علق علي ابن المدين رحمه الله الله امام المعرفة بالرجال والجرح والتعديل وهو من اصحاب الامام احمد الكبار يقول بان المراد بهؤلاء هم اهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب النبي صلى الله عليه وسلم ويذبون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية واهل الارجاء والرأي شيئا من السنن الحادي عشر ان الحق لا يخرج عنهم ابدا. لان جماعة ائمتهم وعلمائهم تقوم مقام النبوة في حفظ هذا الدين. كل في المجال الذي يسره الله عز وجل له هذا في العلم والمقال وهذا في العبادة وهذا في الامرين جميعا وهكذا. وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان غيرهم من الطوائف لا ينفردون بحق بل كل من كان معه شيء من الحق ففي اهل السنة من يقول به. الثاني عشر انهم يحملون امانة العلم وحراسة الدين هم يسيرون بذلك بميزان دقيق على هدى من شرع الله عز وجل متحررين من سلطة الهوى والف العادة سيطرة المذهب او الطريقة او الطائفة وقد وصفهم الخطيب البغدادي رحمه الله في كتاب شرف اصحاب الحديث بان الله عز وجل جعلهم حراس دين وصرف عنهم كيد المعاندين لتمسكهم بالشرع المتين. واكتفائهم اثار الصحابة والتابعين. فشأنهم حفظ الاثار وقطع المفاوز وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع. المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يعرجون عنه الى رأي ولا هوى. قبلوا شريعته قولا وفعلا وحرصوا سنته حفظا ونقلا حتى ثبتوا بذلك اصلها وكانوا احق بها واهلها. وكم من ملحد يروم ان يخلط وبالشريعة ما ليس منها والله تعالى يذب باصحاب الحديث عنها فهم الحفاظ لاركانها والقوامون بامرها وشأنها اذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. فهؤلاء كما يقول الامام الللكائي رحمه الله في مقدمة التي اشرت اليها هم الذين تعهدت بنقلهم الشريعة وانحفظت بهم اصول السنة فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الامة والدعوة ولهم من الله بالمعونة فهم حملة علمه ونقلة دينه وسفرته بينه وبين امته وامناؤه في تبليغ الوحي انا فحري ان يكونوا اولى الناس به في حياته ووفاته صلى الله عليه وسلم. وكل طائفة من الامم مرجعها اليهم في صحة في الحديث وسقيمه ومعولها عليهم فيما يختلف فيه من اموره. وهم بذلك ايضا وعن طريقهم حصلت مزية كبرى لهذه الامة لا توجد عند سائر الامم كما اشرنا سابقا وهي خاصية الاسناد. والرواية التي حفظت بها معاني القرآن من ان يدخل فيها تحريف والتبديل وحفظت بها السنة ما ان يدخل فيها بالزيادة او النقص فنشأ علم الجرح والتعديل ومعرفة الرواة ونقد الرجال ليس فقط فيما يتعلق بصحة عقيدة الرجال والرواة وفسادها وصدقهم او كذبهم او طاعتهم او معصيتهم بل فيما يتعلق ايضا بقوة ظبطهم او خفة الضبط والنسيان التي يتفاوتون فيها وان كانوا من اهل الصلاح والتقوى والعمل الصالح فصاروا هذا هم الامناء على تبليغ وحي الله تعالى وحفظه. يقول شيخ الاسلام بان الله عز وجل اقام الجهابذة النقاد اهل الهدى سداد فدحروا حزب الشيطان وفرقوا بين الحق والبهتان وانتدبوا لحفظ السنة ومعاني القرآن من الزيادة في ذلك والنقصان قام علماء النقل والنقاد بعلم الرواية والاسناد فسافروا في ذلك الى البلاد وهجروا فيه لذيذ الرقاة وفارقوا الاموال والاولاد وانفقوا فيه الطارفة والتلاد وصبروا فيه على النوائب وقنعوا من الدنيا بزاد الراكد ولهم في ذلك من الحكايات المشهورة والقصص المأثورة ما هو عن اهل معلوم ولمن طلب معرفته معروف مرسوم بتوسد احدهم التراب وتركهم لذيذ الطعام والشراب وترك معاشرة الاهل والاصحاب والتصبر على مرارة الاغتراب ومقاساة الاهوال الصعاب. امر حببه الله اليهم وحلاه ليحفظ بذلك دين الله كما جعل البيت مثابة للناس وامنا. يقصدونه من كل فج عميق ويتحملون فيه امورا مؤلمة تحصل في الطريق. وكما حبب يا اهل القتال الجهاد بالنفس والمال حكمة منه يحفظ بها الدين ليهدي المهتدين ويظهر به الهدى ودين الحق الذي بعث به رسوله ولو كره المشركون الى ان يقول واهل العلم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم هم اعظم الناس قياما بهذه الاصول لا تأخذوا احدهم في الله لومة لائم. ولا يصدهم عن سبيل الله العظائم. بل يتكلم احدهم بالحق الذي عليه. ويتكلم في احب الناس اليه ولهم من التعديل والتجريح والتضعيف والتصحيح من السعي المشكور والعمل المبرور ما كان من اسباب حفظ الدين وصيانته عن احداث وهم في ذلك على درجات. منهم المقتصر على مجرد النقل والرواية. ومنهم اهل المعرفة بالحديث والدراية. ومنهم اهل الدراية فيه والمعرفة بمعانيه يعني الفقهاء ولم يزل اهل العلم في القديم والحديث يعظمون نقلة الحديث حتى قال الشافعي رضي الله عنه اذا رأيت رجلا من اهل الحديث فكأني رأيت رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء الذين يقول عنهم الامام الشافعي رحمه الله لولا هؤلاء ما من بائع الفول يقول عنهم جماعة كبيرة من المنتسبين للامام الشافعي رحمه الله في الفقه ولكنهم ليسوا على اعتقاده بذلك طوائف من الاشعرية يقولون بان هؤلاء من الحشوية. والمقصود ان هؤلاء اعني اهل السنة والحديث هم اعلم الناس النبي صلى الله عليه وسلم وابصرهم بهديه واعماله واقواله عليه الصلاة والسلام وهم اعظم الامة معرفة بحال الصحابة رضي الله عنهم في العلم ولا في العمل ومن كان له خبرة بالنظريات والعقليات والعمليات علم ان مذهب الصحابة دائما ارجح من قول من بعدهم وانه لا يتبع احد قولا في الاسلام الا كان خطأ وكان الصواب قد سبق اليه من قبل. فهؤلاء هم اعلام السنة. نقلوا السنة وفهموها وبلغوا في ذلك منزلة عظيمة لم يبلغها احد سواهم من اهل الملل او الطوائف الثالث عشر سلامة قلوب بهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عملا بقول الله تبارك وتعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم؟ اذا سمعوا احدا يقع في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجهوا له هذا السؤال هل انت ممن ذكر الله عز وجل للفقراء المهاجرين. فيقول لا هل انت من الذين تبوأوا الدار والايمان؟ فيقول لا. فيقول له ونحن نشهد انك لست ممن جاء من بعدهم يقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فالطوائف ثلاث المهاجرون والانصار والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار رضي الله عنهم ورضوا عنه ثم الذين جاءوا من بعدهم يترضون عنهم ويترحمون عليهم ويحبونهم. وهذا الترحم والترضي والدعاء يدل على انهم سالكون طريقهم ومكتفون اثارهم واما الذين يلعنونهم ويسبونهم فهؤلاء قطعا ليسوا على طريقتهم. ولهذا كان الائمة كالاسماعيلي رحمه الله اعني ابا بكر في اعتقاده الذي ذكر فيه اعتقاد ائمة السنة والحديث يذكرون هذه المسألة الكف عن الوقيعة في الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولا يدخلون فيما شجر بينهم وصار الثناء على الصحابة شعارا لاهل السنة رضي الله تعالى عنهم عرفوا به بين سائر الطوائف يبينون منزلتهم ويقولون بان من تنقص احدا منهم ففيه شعبة من الرفض. يقول الامام احمد رحمه الله اصول السنة عند التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول شيخ الاسلام بان كل من له لسان صدق من مشهور بعلم او معترف بان خير هذه الامة هم الصحابة رضي الله عنهم. وان المتبعة لهم افضل من غير المتبع لهم. ويقول ولا تجد اماما في العلم والدين كمالك والاوزاعي والثوري وابي حنيفة والشافعي واحمد واسحاق ومثل الفضيل وابي سليمان ومعروف وامثالهم الا وهم مصرحون بان افضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة رضي الله عنهم وافضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة رضي الله عنهم وهم يرون ان الصحابة فوقهم في جميع ابواب الفضائل والمناقب والذين اتبعوهم من اهل الاثار النبوية وهم اهل الحديث والسنة العالمون بطريقتهم المتبعون لها وهم اهل العلم بالكتاب والسنة في كل عصر ومصر الى اخر ما ذكر. والمقصود ان الصحابة رضي الله عنهم هم ابر الامة قلوبا واعظمهم علما واقلهم تكلفا وهم اعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم. وحالاته كلها. ولهذا نرجع الى فقههم وتفسيرهم للقرآن لان هؤلاء رضي الله عنهم قد اكتمل فهمهم وشاهدوا التنزيل وهم اقرب الناس الى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد جاء في الحديث ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلو من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم الى اخره وهم اكمل الامة ايمانا رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. والذين يتنقصون الصحابة كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ثلاث طوائف. المتكلمون وذلك لما عندهم مما غرهم من المقدمات العقلية والاصول الفلسفية يقولون ان الصحابة رضي الله عنهم ما تفرغوا لهذه الاشياء وشغلوا بالجهاد وتبليغ الدين هم لا يعرفون من حقائق معاني نصوص الكتاب والسنة ما عرفناه. والطائفة الثانية وهم اهل السياسات في سياساتهم المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم يرون انهم احذق واكمل وابعد نظرا من الصحابة رضي الله عنهم. والطائفة الثالثة وهم اهل التصوف في احوالهم ومقاماتهم يقول بعضهم بعض الصوفية بانه قد بلغ بهم مرتبة ومنزلة لم يصلها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل قال بعضهم لم يصل اليها الانبياء. الرابع عشر ان اهل السنة ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والاعمال اضعاف ما يناله غيرهم في قرون واجيال وهذه الخاصية موجودة في المسلمين بين سائر اهل الاديان. ولهذا لما تمسك المسلمون بالدين الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اينعت على ايديهم الحضارة وفتحوا القلوب قبل البلاد ووصلت مملكتهم الى المحيط من وراء المغرب غربا الى حدود الصين في سنين قليلة واقاموا حضارة بهرت الدنيا وما دخلوا بابا الا ابدعوا فيه في الطب والحساب والكيميا والزراعة وعلوم الشريعة والتاريخ وما الى ذلك من العلوم الكثيرة كما هو معروف. وما قامت حضارة الغرب الا على انقاض حضارتهم قاد الحق الثابت كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقوي الادراك ويصححه. والله عز وجل يقول والذين اهتدوا زادهم هدى ويقول لو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. وهذه ليست دعوة وانما يعرف ذلك. كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من النزاع بينهم وبين غيرهم يقول فلا تجد مسألة خالفوا فيها الا وقد تبين ان الحق معهم وتارة يعرف ذلك باعتراف المخالفين ممن رجع عن انحرافاته وعقيدته الباطلة. ولولا خشية الاطالة لذكرت لكم طرفا من اخبار ائمة الكلام. حينما رجعوا وماذا قالوا وقد الفلسفة والمنطق وتعمقوا في ذلك غاية التعمق ثم رجعوا وذكروا ان الطريق هو الذي عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وشهدوا على تلك الطرق والمسالك بالانحراف والضلال. وتارة يعرف ذلك بشهادة اهل الايمان الذين هم شهداء الله في ارضه فاهل السنة ايها الاحبة اكمل الناس علما وادقهم نظرا وابرهم قلوبا واقلهم تكلفا فيجب الرجوع اليهم والالتزام بمسلكهم. وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كلاما كثيرا يصف فيه هذا المعنى. وما له من معرفة بالمنقول وصريح المعقول وان اقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول. ولهذا فانها تأتلف ولا تختلف وتتوافق ولا تتناقض. والذين خالفوهم يفهموا حقيقة اقوال السلف والائمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول فتشعبت بهم الطرق وصاروا مختلفين في الكتاب مخالفين للكتاب او يقول وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد