هل هو عقل واحد او عقل اثنين او عقل عشرة او عقل مئة الى اخره فالعقول تختلف والمدارك تختلف ولهذا في المسائل التي ذهب اليها من يقولون انهم اصحاب العقول لما المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا احمده سبحانه حمد عبد معترف بماله جل وعلا من الالاء والنعم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم جميعا ممن اصلح قوله وعمله وجعل حياته زيادة في كل خير ونعوذ به جل وعلا من الخذلان كما نسأله ان يلزمنا كلمة التقوى وطريقة السلف الصالح التي هي اولى ثماني في مقدمة هذه المحاضرة اشكر الاخ الشيخ عبد المحسن العجيمي امام هذا المسجد تنظيم هذه المحاضرات التي نحرص عليها لان لها فوائد كثيرة ولان بها نشر العلم النافع ونشر العلم النافع به صلاح القلوب وصلاح العباد وهو شجرة زكية تؤتي اكلها كل حين باذن ربها وموضوع هذه المحاضرة هو بعض خصائص الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وهذه المحاضرات كما سمعتم تنظم في عقيدة اهل السنة والجماعة وفي صفاتهم وتنظيمها في هذا الموضوع مهم لان الحاجة في كل زمن الى بيان ما عليه اهل السنة والجماعة الذين وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة من النار هو درس لكل مسلم بان يحتذي حذوهم وان يلازم طريقتهم وان يستمسك بعرى الدين الذي هم عليه فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة وان النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة وان هذه الامة فتفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي الجماعة وفي رواية اخرى قال هي من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي وهذا الحديث يدل على ان الطائفة الموعودة بمغفرة الله جل وعلا وبالنجاة من عذابه النار انها هي الملازمة للجماعة وهي الملازمة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ولهذا تنوعت اسماء هذه الفئة الى عدة اسماء عند اهل العلم فتارة يسمونهم اهل السنة والجماعة باعتبار ان النبي صلى الله عليه وسلم نص على انها الجماعة وانها على مثل ما هو عليه عليه الصلاة والسلام يعني على السنة فصاروا اهل السنة والجماعة ومنهم من يصفهم بانهم الفرقة الناجية وهذا وصف جاء متأخرا ولم يكن معروفا في الزمن القريب منه عليه الصلاة والسلام واخذ من انها نجت من النار من بين الثلاث وسبعين فرقة فسميت فرقة او وصفت بانها الفرقة الناجية وسميت الفرقة الناجية ومنهم من يقول هي الطائفة المنصورة وهذا باعتبار ان النبي صلى الله عليه وسلم بين انه لا تزال طائفة من امتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله تعالى وفي لفظ اخر لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق وفي لفظ ثالث لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة وهذا يدل على ان هذه الطائفة على الحق والحق هو الذي عليه الفرقة الناجية والحق هو الذي عليه تلك الفرقة التي تميزت من بين الثلاث وسبعين فرقة برضا النبي صلى الله عليه وسلم وبوعده لها بانها تنجو من النار ووصفها هنا بانها منصورة لانه نظر الى ان الله جل وعلا وعد من استمسك بكتابه وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبالهدي الاول بانه سينصر كما قال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار والعياذ بالله وكما جاء في قوله تعالى في اخر سورة الصافات ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون. وان جندنا لهم الغالبون وكما جاء في قوله تعالى ايضا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ونحو ذلك مما فيه لفظ النصر والنصرة من الله جل وعلا لهذا هذه اسماء لشيء واحد ولمسمى واحد ولطائفة واحدة فيقال اهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة الفرقة الناجية وهذه اسماء متقاربة متحدة الدلالة وفي المعنى بعضها يدل على الاخر كما ذكرت لك اذا تبين لك ذلك فان هذه الفئة والطائفة لا شك انها وصفت بانها على الجماعة وانها ملازمة لطريق النبي صلى الله عليه وسلم ولطريق صحابته وانها على الحق وهذا يدل على انها لم تبدل في دينها عما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم اجمعين وهذا هو الاصل العظيم في معرفة السمة الكبرى التي تندرج تحتها جميع السمات والصفات والخصائص في انهم يلازمون طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وسنته وهدي الصحابة وطريقة الصحابة ومعلوم ان الاسلام ينقسم الى عقيدة والى شريعة كما قسمه طائفة من العلماء وان كان الشريعة يعنى بها العقيدة في بعض الاستعمالات والعقيدة يراد بها ما ليس في امور الفروع امور العبادات والمعاملات الى اخره. والشريعة يراد بها يعني العقيدة في الامور الغيبية الايمان بالله وملائكته. وما يعتقد ولا يدخله العمل من جهة لفظه واما الشريعة ففيها انواع العبادات والمعاملات والسلوك الى اخره ولا شك ان الصحابة رضوان الله عليهم في هذه المسائل في العقيدة والشريعة هناك اجماع منهم على مسائل في العقيدة وفي الشريعة وهناك مسائل اختلفوا فيها فعذر بعضهم بعضا فيها وهي في مسائل الاحكام في بعض مسائل الاحكام الفقهية مما لم يجمعوا عليه فاختلفوا في بعض المسائل الفقهية ولم يعد بعضهم على بعضا فيها لان في الدليل ما يدل على كل قول من الاقوال فعذر بعضهم بعضا فيها والمجتهد له اجران ان اصاب وله اجر واحد ان اخطأ واما مسائل العقيدة فانهم لم يختلفوا فيها وكذلك طائفة من مسائل الشريعة اجمعوا عليها سواء في مسائل ما يجب او فيما يحرم فاجمعوا في الواجبات على شيء واجمعوا في المحرمات على شيء ومن ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبينوا له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا لهذا وجب على كل مسلم يريد سلامته ونجاته وعلى طلاب العلم بالخصوص الذين ائتمنهم الله جل وعلا لاجل حرصهم على العلم على ان يأخذوا العلم من مصدره وعلى الا يفرقوا دين الله جل وعلا وجب عليهم ان يهتموا بامور العقيدة وامور الجماعة اعظم اهتمام لانها السمة العظيمة لهذه الفئة والفرقة الناجية طائفة اذا نظرت الى هذه السمات والخصائص التي ستأتي فانك ستجد انها منقسمة الى عدة اقسام منها ما هو متصل الاصل الاصيل الذي هو منهج التلقي ومعرفة الادلة التي يستدل بها المستدل فيما يرومه من مسائل والقسم الثاني فيما يتصل بقواعدهم في العقيدة التي بها تميزوا عن فرق الضلال من الخوارج والمرجئة والمعتزلة واشباه هذه الفرق التي خالفت طريقة الصحابة رضوان الله عليهم والقسم الثالث ما يتعلق بمنهج التعامل مع اصناف الخلق ومسائل الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعامل مع كما ذكرت مع اصناف المسلمين من طائعين ومبتدعة وعصاة الى غير ذلك اما القسم الاول فان اهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة على الحق ساروا على وفق ما امر الله جل وعلا في معرفة ما يستدل به ان الانسان المسلم اذا اراد ان يبرهن على قضية فبما يبرهن هل يبرهن باي برهان يأتي على ذهنه يكون ليس له منهج في الاستدلال ولا في التلقي ام ان هناك ضابطا يضبطه في مسألة كيف يستدل وبما يستدل؟ لهذا اهل البدع ارادوا الاستدلال ببعض الادلة دون بعض فخابوا وخسروا الخوارج مثلا اخذوا ببعض ادلة القرآن دون بعض واخذوا ببعض السنة دون بعض والمرجئة اخذوا ببعض دون بعض وهكذا اهل الاعتزال اخذوا ببعض دون بعض وهكذا ايضا سلطوا العقل على الادلة فجعلوا الدليل تابعا للعقل او استدلوا بالعقل المجرد وجعلوه هو الحق وجعلوا الدليل اذا خالف العقل فانه لا يستدل به لاجل ان العقل قطعي عندهم. واما الادلة من الكتاب والسنة وعمل السلف فانها او اقوال السلف فانها مظنونة كما يزعمون ولهذا قال بعضهم ان العقل هو القاضي المصدق وان الشرع هو الشاهد المعدل فجعل مرتبة العقل القضاء والقاضي هو الذي يفصل وجعل الشرع شاهدا وهذا من اعظم السمات التي يتسم بها من لم يأخذ بطريقة الصحابة رضوان الله عليهم بهذا كان مصدر التلقي في معرفته في المسائل كلها في مسائل الغيب والايمان والقضاء والقدر بل في التوحيد ربوبية والالوهية والاسماء والصفات وما سيأتي من ما لا بد من معرفة كيف نستدل وبما نستدل فادلة اهل السنة والجماعة على مسائلهم في الامور التي تميزوا بها عن غيرهم واتفقوا عليها هي الكتاب والسنة والاجماع واما العقل فيجعلون العقل تابعا للنقل فان الشرع دل على العقل ليفهم به النص لا ان يكون العقل معارضا لما دل عليه الدليل لان العقل اجتهاد فرض. والدليل وحي من الله جل وعلا واذا قال القائل العقل فانما هو قول لا حقيقة له واحدة. لانه اذا قيل العقل يدل على كذا فعقل من كبروا في السن تغيرت عقولهم ورأوا انهم لم يدركوا شيئا لان حتى عقل الانسان ينمو مع الزمن فعقله وهو ابن ثلاثين يختلف عن عقله وهو ابن اربعين يختلف عن عقله وادراكه وهو ابن خمسين وهو ابن ستين. فاذا كلمة العقل هذه ليس لها وحدة واحدة ترجع اليها. لا من جهة الاشخاص بان يقال عقل مثلا الناس يدل على كذا وكذلك في عقل معين يختلف ما بين فترة واخرى فالعقل يختلف باختلاف السن باختلاف المعلومات باختلاف انواع الادراكات وفوق كل ذي علم عليم لهذا صار العقل في الشرع مقدرا ولكنه تابع للشرع لانه لا يستقل بالادراك بل لا بد ان يكون تبعا للمصدر الحق فاذا منهج التلقي عند اهل السنة والجماعة منحصر في ان يكون في الكتاب والسنة والاجماع والكتاب الذي هو القرآن نعني به ما يشمل جميع الاحرف السبعة التي انزلها الله جل وعلا تارة يستدل بقراءة تارة يستدل بالقراءة الاخرى. والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه بالتواتر برواية اكثر من عشرين صحابيا انه قال انزل القرآن على سبعة احرف والقرآن حجة لانه من الله جل وعلا لهذا قال الله جل وعلا وان احكم بينهم بما انزل الله والحكم يكون في المسائل العلمية وفي المسائل العملية وقال جل وعلا وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته تمت كلمة ربك يعني الشرعية صدقا فيما اخبر الله جل وعلا به في ام من امور الغيب وعدلا فيما امر به ونهى في من الاوامر والنواهي فتمت كلمة ربك وفي القراءة الاخرى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته. وهو السميع العليم سبحانه وتعالى النبي عليه الصلاة والسلام امرنا بتحكيم سنته عليه الصلاة والسلام قال جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والحظ في اول في الجملة الاولى ما قال وما امركم حتى لا يكون ما اتانا النبي صلى الله عليه تلا منحصرا في الاحكام العملية بل قال ما اتاكم فخذوه بما يشمل العقائد وامور الغيب وما يشمل المسائل العملية. واما النهي فهو راجع الى العمل لا في الاخبار لان الاخبار لا مجال فيها للنهي بل هي ما اوتينا منها فان انا نصدقه كما انزل الله جل وعلا وكما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الا اني اوتيت القرآن ومثله معه وامر الله جل وعلا بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام في اكثر من ثلاثين موضعا كما هو معلوم وطاعته تشمل طاعته في الاخبار بتصديقها وطاعته في اوامر والنواهي بامتثال الامر واجتناب النهي والاستغفار عن التقصير لهذا من المهم ان يكون الاستدلال في مسائل الاعتقاد في المسائل الغيبية في مسائل المنهج في المسائل التي يختلف فيها الناس فيما بين الفرق التي انقسمت يكون الاستدلال بكتاب الله جل وعلا وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بالاجماع لان الاجماع حجة ولما ذكر الشافعي رحمه الله تعالى الاجماع وانه حجة قالوا له من اين اتيت بان الاجماع حجة قال فقرأت القرآن اريد دليلا على ان الاجماع حجة حتى بلغت قوله تعالى في سورة النساء ومن يشاق رسولا من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم ساءت مصيرا وغير سبيل المؤمنين يعني غير ما اجمعوا عليه فتوعده الله جل وعلا بان يصليه جهنم وساءت مصيرا. لان هذه الامة لا تجتمع على ضلالة كما جاء في الحديث الحسن عن النبي صلى الله الله عليه وسلم فاذا منهج الاستدلال وتحت هذه الجملة كلمات منهج الاستدلال ان يكون بالقرآن ويشمل ذلك جميع الاحرف السبعة والموجود منها الان القراءات ربما عشر او اربعة عشر قراءة آآ وهي تدخل او هي بعض بمجموعها بعض الاحرف السبعة بمجموعها ولا صلة بين الاحرف السبعة والقراءات السبع قراءات السبعة هذا اصطلاح واصطلحه ابو بكر ابن مجاهد في كتاب احد القراء في كتاب سماه السبعة اختار من قراء المسلمين الذي حين نقلوا القرآن سبع صار سبع اختار سبعة قراء وجعلهم في كتابه قراءات السبع هذا شيء ليس هو مساويا للاحرف السبعة وان اشتركوا في ان هذا سبع وهذا سبع اما السنة فيستدل عند اهل السنة والجماعة بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا يعتني اهل السنة والجماعة بصحيح في السنة وبما ليس بما لا يصح من السنة فلا يستدل في مسائل الاعتقاد وفي المسائل العظيمة بما لم يثبت عنه الصلاة والسلام ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله في معرض كلام الله اهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في اصل من الاصول بل اما في تأييده او في فرع من الفروع او كما قال رحمه الله لان السنة الصحيحة حجة فاذا ثبت الحديث بان كان حديثا صحيحا او كان حديثا حسن اما ان يكون حسنا لذاته او ان يكون حسنا لغيره لتقوية الشواهد له ولم يكن فيه نكارة ولا شذوذ فانه يحتج به وهذا من التلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الاجماع فان الاجماع اذا نقله جمع من العلماء وقالوا اجمع العلماء على كذا فانه يقبل واما اذا قال احد العلماء اجمع العلماء على كذا فانه قد يكون له اصطلاح في الاجماع كما كان لابن المنذر اصطلاح في الاجماع رحمه الله تعالى وكما كان لغيره اصطلاح في كلمة اجمع. وكذلك اتفقوا على كذا. فاذا قال اكثر من عالم هذا الاجماع ولم يتعقب فان هذا يدل على صحة هذا الاجماع. وكذلك ما اشتهر من الاجماعات ما اشتهر من الاجماعات حتى غدا معروفا عند اهل السنة والجماعة بحيث لا يحتاج فيه الى اثبات نقل عليه مثل تقديم ابي بكر رضي الله عنه للخلاف في الخلافة لتقديمه في الفضل وكذلك تقديم عمر بعده لتقديم في الفضل وكذلك تقديم عثمان بعده على من عداه من الصحابة بتقديمه في الفضل وهكذا علي رضي الله عنه فاننا نعلم ان على هؤلاء الاربعة اجمعوا واتفقوا على ما صاروا اليه بنقل جماهير المسلمين بحيث كان فائضا ومستفيظا من المعلوم وثمة بحوث اخرى تتصل بمنهج الاستدلال. اذا تلحظ ان منهج الاستدلال عند اهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة ليس فيه تقديم العقل كما يقدمه المعتزلة ليس فيه الاخذ ببعض الكتاب دون بعض كما هو عند الخوارج والمرجئة وفئات ليس فيه تقديم او الاحتجاج بالمنامات او بما يسمونه الفيوضات كما عند الصوفية وعند بعض الناس الذي يرى انه صار متعبدا ومتعبدا جاءه من ام ظنه وحي ظنه وحيا ربما خالف خالف اه مخالف لهذا يحكى عن احد العلماء واظنه عبدالقادر الجيلاني وكان سنيا وان خالف من بعده فعظموه حتى اخرجوا اه حتى خرج اتباعه عن طريقة سلف قال جاءني في المنام او كما جاء في الرواية شيطان فقال انا ربك اسقطت عنك الصلوات فقال قلت اعوذ بالله منك قال فساح ولم اره لان اسقاط الصلوات عن واحد من عباد الله لم تأتي به الشريعة فهذا عالم لا يمكن ان يأخذ بكلام احد يأتيه ويجعله مقدما على ما جاء في النصوص وما اوجب الله عليه ضل بهذا الطريق فئام فرأوا ان الصلوات والعبادات ربما سقطت عنه. وانهم وصلوا الى حالة من الايمان والقوة بحيث انه اذا عاشر منكرا او انه اذا ترك واجبا انه لا يضره في ايمانه كما عليه طائفة من الذين اسقطوا على انفسهم التكاليف او ظنوا انهم يسعهم الخروج انهم يسعهم الخروج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فاذا الاستدلال بالمنامات الاستدلال بيقول جاءني ما جاءني بالفيوضات رأيت كذا هذا ليس من منهج باهل السنة والجماعة ولا من طريقة الفرقة الناجية بل هو من طرق اهل الضلال. فلا يقدم العقل ولا تقدم المنامات. ولا الفيوظات ونحو ذلك مما يستدل به من يستدل ممن خالف طريقة الصحابة رضوان الله عليهم كل المسائل هذي فيها تفصيلات لكن نذكرها باختصار لاجل رعاية استيعاب اه الموضوع القسم الثاني القواعد التي رعاها اهل السنة والجماعة طائفة ناجية فرقة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي رعوها حتى فارقوا اهل الضلال بتمسكهم بالكتاب والسنة القواعد في عقيدتهم وفي سلوكهم اولا قالوا ان التوحيد الذي امر الله جل وعلا به في كتابه وهو ان يؤمن به جل وعلا وحده دون ما سواه يكون في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته. وقالوا ان القرآن دلنا على منهج اثبات الربوبية وان القرآن دلنا على ان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه. وان القرآن يعني والسنة في كل المواضع والسنة دلنا القرآن والسنة على ان الواجب هو اثبات الاسماء والصفات لله جل وعلا وعدم تأويل شيء من ذلك يخرجه عن ظاهره وهذا بين في ان الادلة دلت على ان التوحيد الذي طلبه الله جل وعلا من الناس لما بعث اليهم الانبياء انما هو التوحيد المتعلق بالاله المتعلق بالالوهية. قال جل وعلا لما ارسل كل رسول كما في سورة الاعراف ان كل رسول يقول لقومه الا تعبدوا الا الله. وقال جل وعلا انهم كانوا اذا فقيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. فامر الله جل وعلا بهذا التوحيد الذي هو توحيد الالهية وهو عبادته وحده دون ما سواه فقرر اهل السنة والجماعة ان التوحيد الذي ينجي العبد في العبادة انما هو ان يوقن بان الله هو المستحق للعبادة وحده وعن هذا هو معنى لا اله الا الله. وان الربوبية توحيد الربوبية يتضمن يتضمنه توحيد الالهية. فمن عبد الله وحده دون ما سواه فانه مؤمن بان الله هو ربه وحده مفارقة لطريقة الاشاعرة مثلا والمعتزلة والمتكلمين الذين قالوا ان التوحيد المطلوب من العبادة الذي ينجيهم هو توحيد الربوبية فاذا كان كذلك فان الله اثبت ان المشركين الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يوقنون بان الله هو ربهم وانه خالقهم ورازقهم ومدبر الامر قل من يرزقكم من السماء والارض من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله يؤمنون بان الذي يفعل هذا هو الله جل وعلا هذا ربوبية لكن ما انجاه لهذا غلط الاشاعرة ومن نحى نحوهم لما فسروا الاله بانه والقادر على الاختراع وفسروا الاله تارة بانه المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه كما قال صاحب السنوسية من كتبهم يقول يسمونها ام البراهين يعني التي فيها البراهين العقلية الكافية وهي ليست كذلك قال فمعنى لا اله الا الله لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله اذ الاله هو هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه. هذا كل احد يؤمن بان الرب بان الله جل وعلا مستغني عن الخلق وان الخلق مفتقرون اليه هذا يؤمن بها يؤمن به ابو جهل ويؤمن به كل الذين عارضوا الرسل ليس عندهم اشكال الاشكال ومعارضة الرسل في ان يوحد المعبود ان يذر الاصنام وان يتوجهوا بالعبادة الى اله واحد. ولهذا في القرآن اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله يعني يستحق العباد بعده الا الله يستكبرون لما قالوا في سورة صاد اجعل الالهة الها واحدا؟ اذا فهذا المنهج مهم في ان السلف والصحابة فمن بعدهم الى زماننا هذا ممن لزم هذا المنهج يعلمون ان الابتلاء وقع في الالوهية. وممن ابرز هذا اي ما ركز عليه الحافظ الامام ابن جرير الطبري في التفسير. فركز عليه وهناك من قبله من ائمة السنة لكن هو كرر هذا المعنى في تفسيره في ذكر توحيد الربوبية نصا وتوحيد الالهية نصه اما توحيد الاسماء والصفات فمعناه الايمان بان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلى وانه لا مثيل له في اسمائه ولا فيما اتصف به من الصفات على ما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والذين خالفوا طريقة اهل السنة قالوا ان الصفات لا يثبت منها كل ما جاء في القرآن والسنة وانما نقسم الصفات الى صفات دل عليها العقل وصفات لم يدل عليها العقل بل دل العقل على انه لا يوصف الله جل وعلا به وهذا تفريق بين كلام الله جل وعلا والاخذ ببعض ورد بعض لان الله جل وعلا لما وصف نفسه في كتابه وسمى نفسه جعل المجال مجالا واحدا وجعل الطريق طريقا واحدا لم يفرق بين صفة وصفة. لانها كلها امور غيبية يذكر الله جل وعلا عن نفسه العلية وعن ذاته المقدسة جل جلاله ما يجب علينا ان نؤمن به. فلماذا يفرق الانسان ما بين شيء وشيء الكل جاء في القرآن والسنة فالتفريق هذا ليس من منهج اهل السنة بل اهل السنة والجماعة يجعلون الباب بابا واحدا فكل ما جاء في الكتاب او والسنة في وصف الله جل وعلا او في ذكر اي امر من الامور الغيبية فانهم يثبتونه على ما دل عليه ظاهر اللفظ دون تأويل او تحريف يخرجه عن ظاهره او عن دلالة ظاهره ولهذا تعلمون القاعدة التي قعدها اهل السنة في هذا باننا نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من من اه ذكر امور الصيام من ذكر صفات الله جل وعلا او اسماء الرحمن جل وعلا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل فنحن لا نكيف ولا نمثل لا نعطل لا نجسم لا نتأول تلك النصوص بتأويلات تخرجها عن ظاهرها فاذا اثبات اليدين لله جل وعلا هو مثل اثبات السمع لله جل وعلا قال اولئك ممن ضل في هذا الباب؟ قالوا اننا اذا قلنا ان اليدين مثبتة لله جل وعلا او ان الله يوصف بالرحمة او انه يوصف بالغضب ويوصف الرضا هذا معناه شبهناه بالمخلوق لان هذه اشياء يتصف بها المخلوق طيب ما الذي اثبتتم من الصفات قالوا اثبتنا وجود الله جل وعلا واثبتنا الكلام لله جل وعلا واثبتنا السمع لله جل وعلا. واثبتنا الارادة لله جل وعلا. واثبتنا الحياة لله جل وعلا. واثبتنا القدرة لله جل وعلا الى اخره. طيب اليست هذه موجودة في المخلوق اليست الحياة موجودة؟ اليس السمع موجودا؟ اليس البصر موجودا؟ اليست القدرة موجودة؟ فما الفرق عندكم ما بين اتصاف المخلوق بهذه الصفات واتصاف الله؟ قالوا المخلوق له منها ما يناسبه قدرته محدودة. طيب نقول اذا في المقام الثاني انه اذا ما يليق بالله جل وعلا من الصفات لا ينفى عن الله فنقول لله وجه سبحانه كما يليق بجلاله وعظمته ولو لم يخبرنا الرب جل وعلا على ان له وجها لو لم يخبرنا ان له وجها لما اثبتنا لو لم يخبرنا سبحانه وتعالى انه متصف بالرضا وبالغضب غضب الله عليهم قالوا لا الله لا يغضب ليش ما يغضب؟ قالوا لان هذه صفة نقص في المخلوق انه اذا زعل كيف يزعل؟ لماذا؟ هل هو عندكم ان الغضب هنا ينفى لاجل مشابهة المخلوق؟ قالوا نعم. طيب بالصفات التي اثبتوا فاثبتوها لا تشابه المخلوق فلا مجال لهم في الانكار. لهذا من خصائص اهل السنة والجماعة انهم لا يفرقون في باب الاسماء والصفات ولا في الغيبيات بين باب وباب في باب الغيب قال جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة يأتي ات ويقول ما فيه موازين لان الميزان يحتاجه الشخص الذي يشك فيه هل هو عادل او ليس بعادل؟ والله جل على يوم القيامة هو الحكم العدل سبحانه. فما يحتاج الى موازين. فاذا الموازين هذي معناها العدل لماذا قلتم هذا؟ لاجل ان العقل قال لهم لا نحتاج لهذا اما اهل السنة والجماعة فقالوا اثبت الله الموازين فنثبتها والله جل وعلا جعل الميزان في مثقال ذرة قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره لاحظ كلمة مثقال ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ثم وظع الشيء في الميزان ليس هو ولاجل ابراز عدل لاجل آآ الحاجة الله جل وعلا ان يثبت عدله. ولكن لاجل اقامة الحجة على المخلوق مكلف بان هذا هو ميزانك. هذه حسناتك وهذه سيئاتك. وانت الان الحكم على نفسك. ونضع الموازين ان القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وفي الاية الاخرى قال جل وعلا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فيعطى الكتاب قبل الميزان. فينظر في الكتاب كل شيء عمله من خير او شر فانه يجده في كتاب ثم بعد ذلك يضع الله الميزان وينظر العبد انه توضع فيه الحسنات وتوضع فيه السيات. اذا التأويل الذي يخرج هذه ايات عن ظاهرها لا شك انه باطل. اذا من خصائص اهل السنة والجماعة والطائفة الناجية انهم لا يخوضون في اي القرآن ما في دلائل السنة بتأويل يصرفها عن ظاهرها. بل يؤمنون بالغيب كله. لان الله اثنى عليهم بقوله في اول من القرآن ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين المتقي الذي يخاف الله جل وعلا اول صفاته الذين لا يؤمنون بالغيب ثم بعد ذلك ذكر العبادات. الايمان بالله ايمان بالغيب. الايمان بالملائكة ايمان بالغيب. الايمان بالرسل الذين سلفوا ايمان بالغيب. الايمان بالكتب ايمان بالغيب امام بالقدر ايمان بالغيب الايمان باليوم الاخر ايمان بالغيب. فرجع حقيقة اركان الايمان والعقيدة الى انها ايمان بالغيب. فمن امن ببعض الغيب وبعض بعض الغيب تأوله فانه خارج عن صراط الصحابة الفرقة الناجية لذلك هذه مسألة اذا في مسائل التوحيد هذا نهجهم رضي الله عنهم وارضاهم القاعدة الثانية انهم يؤمنون بان الله جل وعلا جعل لكل شيء قدرا كما انه جعل لكل شيء قدرا فما خلق الله من شيء الا بقدر سبحانه وتعالى قال جل وعلا وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال سبحانه في اية سورة القمر ان كل شيء خلقناه بقدر وقال سبحانه وكان امر الله قدرا مقدورا فاذا الايمان بالقدر هذا من سمة اهل السنة والجماعة من الايمان بالقدر مما تميزوا به انهم يعلمون ان الله جل وعلا جعل لكل شيء سببا فاناط الاسباب فاناط المسببات والنتائج بالاسباب وبالمقدمات فيقول اهل السنة والجماعة ان الله جل وعلا جعل السبب ينتج المسبب ومن فعل السبب فقد اتى بالواجب عليه. لانه من الواجب على العبد ان يأتي بالاسباب التي توصل الى المقصود فاعظم الاسباب التي توصل الى المقصود الايمان. بالله جل وعلا حتى ينجو العبد. اعظم الاسباب التي توصل الى المقصود طاعة النبي صلى الله عليه وسلم الايمان قرآن وهكذا فهذه من الاسباب العظيمة حتى لا يتمنى احد على الله الاماني. كذلك في الامور الكونية جعل الله جل وعلا الماء منبتا لي الزرع. قال جل وعلا فانبتنا به جنات وحب الحصير انبتنا به جعل الله جل وعلا ولد فلان ابن فلان مقدرا انه سيأتي في اليوم الفلاني وفي الساعة الفلانية سيخرج الى الدنيا لكنه جعل لاتيانه سببا وهو ان فلانا يتزوج ثم يواقع امرأته في وقت معلوم الى اخره فتحمل به باذن الله جل هذه امور الاسباب يؤمن بها اهل السنة والجماعة لكن في الاسباب لا ينظرون الى الاسباب لا يلتفتون الى الاسباب. لا ينظرون اليها على انها التي تحصل المقصود بل ينظرون على انها سبب والله جل وعلا هو الذي ينفع بالسبب ويجعل السبب سببا نافعا خذ مثلا احدهم يأخذ يذهب الى الطبيب فيعطيه دواء فلا ينفع الدواء سبب الذهاب الى الطبيب سبب مشروع يعني لا بأس به تناول الدواء المباح ايضا لا بأس به. فاذا فعل ذلك هل لا بد ان يحصل له الشفاء؟ لا فاذا نأتي السبب ثم بعد ذلك نفوظ الامر الى الله جل وعلا في الانتفاع بهذا السبب اما محو الاسباب ان تكون اسبابا كما عليه غير اهل السنة والجماعة من الذين ينفون الاسباب ويقولون في القدر بالجبر جبرية في باب القدر يقولون له الاسباب هذه اشياء خلقها الله جل وعلا للظاهر ولكن في الحقيقة الانسان مجبور على كل شيء طيب الان الانسان يعلم انه يشرب الماء ايرتوي الارتواء كيف حصل؟ قالوا ماذا يقول اهل السنة؟ يقول الارتواء حصل بسبب الماء. شربت فارتويت لسبب ضعف النار ولعتها على شيء فاحرقت هذا النار هي التي احرقت لكن من الذي نفع يعني جعل الماء يروي هو الله جل جلاله. من الذي جعل النار تحرق؟ هو الله جل جلاله. ولو اراد الله جل وعلا ان يبتلي العبد بان يشرب من الماء بحارا ولا يرتوي لفعل سبحانه وتعالى كما يحصل مع بعض المرضى او كما يحصل مع من ابتلاهم الله جل وعلا كذلك لو اراد الله جل وعلا ان يبطل فعل النار ان تعثر بالاحراق لابطل لاحظ لابطل هذي السبب كما ابطلها حين قذف ابراهيم عليه السلام في النار قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم هذا قول اهل السنة اما اهل البدع والجبرية فانهم ماذا يقولون؟ يقولون لما شربت الماء احدث الله لك الشعور بالارتواء لما اقترنت النار بهذه الورقة احرق الله الورقة لما حصل التقاء الذكر بالانثى وضع الله جل وعلا الحمل وهذا كما يرى اي منصف يرى ان هذا خلل في ايش العقل والتفكير لانك تسلب الاسباب ان تكون اسبابا. ولهذا اهل السنة ساروا في القدر على منهاج الرضي لانهم نظروا الى اسباب نظرا صحيحا ومسألة الاسباب مهمة في السلوك وفي القدر وفي الايمان لان بها وضوح النظرة الى هذه الاشياء. ممن نهج اهل السنة والجماعة في باب القدر ايضا انهم قالوا ان الانسان جعله الله جل وعلا مخيرا. يختار طريق الحق او يختار طريق الظلالة. كما قال سبحانه فهديناه النجدين يعني طريق الخير وطريق الشر يختار قد افلح من زكاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. قد افلح من زكاها في الخير فخاب من دساها في الشر هو الذي يسعى في تزكية نفسه او يسعى في تدشية نفسه قيمتها لكن كما انه ليس بمجبر وهو مختار لكن هناك شيء مهم. وهو ان الله جل وعلا يعين ويوفق من توجه اليه كيف؟ يعني الذي يرغب في الخير يعينه الله ويوفقه والذي يرغب في الشر ويسعى اليه يخذله الله ويكله الى نفسه فلهذا المؤمن المصدق بالقدر يرى انه فيما اطاع الله فيه انه ليس من عند نفسه هو نعم لكن الله اعانه. وهذا يحس بها كل واحد في نفسه ان الله اعانه. كذلك الذي عصى الله جل وعلا انما الله جل وعلا بمحض اختياره والله جل وعلا خذله ووكله الى نفسه من القواعد ايضا في هذا الباب ان امور الغيب بعامة بابها واحد كما ذكرنا وانه لا يتعرض فيها بالتأويل ونخصنا ذكر التأويل لان التأويل تجده مبثوثا في كثير من كتب التفسير. كثير من كتب الحديث يخرج المسألة الغيبية عن ظاهرها الى ما يقبله العقل والتأويل لفظ كان مستعملا بل جاء في القرآن لفظ التأويل وجاء في السنة واستعمله المتأخرون على معنى باطل اما الذي في القرآن والسنة فان التأويل له معنيان. المعنى الاول ان التأويل بمعنى التفسير والثاني يعني تأويل كذا يعني تفسير كذا. كما قال جل وعلا قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قبل قد جعلها ربي حقا. تأويل رؤياي يعني تفسير رؤياي وما نحن بتأويل الاحلام بعالم يعني بتفسير الاحلام هذا هو المعنى الاول تأويل بمعنى التفسير المعنى الثاني الذي في القرآن التأويل بمعنى ما تأول اليه حقائق القرآن حقائق الاحكام او حقائق الاخبار. تؤول اليه يعني ما تؤول اليه في النهاية وهذا كما في قوله جل وعلا وما يعلم تأويله الا الله يشمل تأويل التفسير بما اشتبه على بعض الناس علمه ويشمل التأويل الذي ما تأول اليه الحقائق يوم القيامة كذلك في قوله تعالى في سورة الاعراف هل ينظرون الا تأويله يعني تأويل القرآن يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ايش يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء لاخرة اذا بقوله هل ينظرون الا تأويله؟ يعني ما تأول اليه حقائق القرآن يوم القيامة. تؤول اليه يعني تنتهي اليه. يوم القيامة يبين الوصف الحق يبين الجنة يبين النار يبين الظالم يبين حقائقه تبين هذان المعنيان صحيح ان اما التأويل الثالث الباطل الذي ينفيه اهل السنة والجماعة وليس من منهجهم هو ان يصرف اللفظ الذي في القرآن والسنة مما يتعلق بامور الغيب الى معنى اخر لا يدل عليه الظاهر لاجل العقل وهذا هو طريقة المتكلمين من المعتزلة اشاعرة ما تريدية والكلابية وفئات كثيرة ويدخل فيهم الرافضة والزيدية والاباضية والخوارج كلهم ينحون من التأويل. هذا انهم يقولون العقل دل لنا على ان هذه لا نحملها على ظاهرها تحملونها على اي شيء نحملها على المعنى معنى ثاني يأولونها بما يتفق مع العقل هذا تأويل باطل تأويل في اللغة تفسير تأويل في القرآن جاء بمعنى التفسير. فسر الاية بظاهرها. فاذا كنت لا تحسن تفسير ظاهرها امرها كما جاءت فان ذلك تفسيرها لانك لا تدخل فيما لا علم لك به القاعدة الرابعة في هذا الامر المهم ان اهل السنة والجماعة تميزوا بانهم في الايمان يقولون ان الايمان قول وعمل واعتقاد. قول باللسان وعمل بالجوارح والاركان يعني بالات ببدن الانسان اعتقاد بالجنان وليس الايمان اعتقاد بدون عمل او قول واعتقاد بدون عمل فلا بد من الثناء. هذه حقيقة الايمان وهي اركان الايمان وليس قولهم في الايمان كقول من خالفهم لانهم اخذوا مسألة الايمان اخذوها مما دل عليه القرآن والسنة قال النبي صلى الله عليه وسلم امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم قال ان تشهدوا ان لا اله الا الله وان وان محمدا رسول الله وان تقيموا الصلاة وان تؤتوا الزكاة وان تؤدوا خمس من المغنم وفي رواية وان تجاهدوا في سبيل الله هنا سألهم اتدرون ما الايمان ثم ذكر اشياء هذا السؤال عن بيان الحقيقة يريد ان يبين لهم حقيقة الايمان ما هي فذكر الشهادتين ذكر الاعمال الصلاة عمل بدني الزكاة عمل مالي وذكر اداء الخمس من المغنم اللي هو نتيجة للجهاد في سبيل الله. كذلك في الحديث الاخر الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة يبين الاعلى والادنى والاعلى الحظ انه قول والادنى الحظ انه عمل والحياء هذا ايش كيف القلب حياء امر قلبي ينتج عنه اشياء. ليدل عليه عليه الصلاة والسلام امته على ان الايمان فيه اقوال واعمال واشياء قلبية اذا فهذا حقيقة قول اهل السنة الذي تميزوا به. اما الخوارج والمعتزلة ومن خالف فانهم جعلوا الايمان شيئا واحدا اما ان يأتي كله واما ان يزول كله واما اهل السنة فقالوا العمل يختلف عمل فلان عن فلان هم درجات عند الله. هذا رجل متعبد واخر خلط عملا صالحا واخر سيئة. فهل يستوون لا الايمان يتبعظ الايمان مراتب. بعظ الناس اعلى من بعظ الايمان. اما غيرهم قالوا لا هو حقيقة واحدة اما ان يأتي كله اما ان يأتي كله واما ان يذهب كله الامر الثاني قالوا ان الذي يرتكب الكبيرة ليس بمؤمن لانه فقد شرط صحة الايمان وهو العمل واهل السنة والجماعة يقولون لا هو مؤمن بايمانه لكنه فاسق بكبيرته واحد عنده عمل صالح واخر هو نفسه عنده عمل اخر سيء الله جل وعلا يقول واخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم. وقال في وصف في وصفهم واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. فالذي يأتي الى الناس ويقول هذا الايمان اما ان يأتي كله واما ان يذهب كله هذا ليس على طريقة اهل السنة والجماعة سواء اكان المحكوم عليه فردا؟ ام كان حاكما؟ يقول اما ان يأتي كله او او ان يذهب كله اما ان يأتي كلها او يذهب كله فان هذا ليس من اقوال اهل السنة بل طريقة اهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة في باب الايمان انهم يقولون الايمان يتبعظ وان المؤمن يمكن ان يكون يعمل خيرا يمكن ان يكون يعمل خيرا ويمكن ان يكون يعمل شرا فهو ربما جمع بين هذا وهذا فهو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لا نسلبه اسم الايمان لاجل معصية وقع فيها ونستمع للاذان القسم الثالث من خصائص اهل السنة والجماعة ما يتعلق بالمنهج الذي سلكوه تجاه الصحابة رظوان الله عليهم او في الجهاد او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او نحو ولاة الامر وما شابه هذه المسائل بان هذه المسائل افترقت فيها الامة اول ما حدث الخروج على عثمان رضي الله عنه ثم تكفير بعض الصحابة تولي بعضا تبرأ من بعض كما عند الخوارج والناصبة اه الرافضة ثم جاء ضلال في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انما عند المعتزلة في وقت متأخر وهكذا فابتسم اهل السنة والجماعة اكرام الله جل وعلا لهم بالنجاة والنصر بانهم يسلكون في ذلك بما دلت عليه النصوص ولا يفرقون في ذلك بين نص ونص او يخرجون النصوص عن ظاهرها ففي مسألة الصحابة فان اهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية يتولون جميع الصحابة بلا استثناء كل صحابي فاننا نحبه ولا مقام احدهم ساعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عبادة احدكم ستين سنة كما جاء في الاثر عن بعض الصحابة وقال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه يعني ولا نصف المد والله جل وعلا يقول محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ان سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا الى ان قال في اخر الاية في اخر سورة الفتح وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات تأتي منهم مغفرة واجرا عظيما. وقال جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. وقال قال جل وعلا والذين جاءوا من بعدهم يعني بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. فمن خصائص اهل السنة محبتهم لجميع الصحابة وانهم تولون الجميع ولا ينتقصون صحابيا من الصحابة مهما كان لا ينتقصون ومن وافعال الصحابة رضوان الله عليهم مما اجتهدوا فيه منهم من كان مصيبا فله اجران ومنهم من كان مخطئا اجتهد رغبة في الاجر وتحريا للحق فله اجر واحد. وهكذا كان الامر في الخلاف ما بين علي رضي الله عنه ومعاوية فيرى رضي الله عنه فان اهل السنة والجماعة يرون هنا ان علي رضي الله عنه هو المصيب وهو الاولى بالحق وهو الذي يجب على الناس اذ ذاك الالتزام به ومعاوية رضي الله عنه كان مجتهدا فله اجر واحد على اجتهاده ويرتبون الصحابة ان الخلفاء الاربعة ترتيبهم في الفضل ترتيبهم في الفضل كترتيبهم فالخلاف ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. ولا يتناقصون احدا من الصحابة البتة كذلك منهجهم مع امهات المؤمنين. رضي الله عنهن واخصهن خديجة رضي الله عنها وعائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق فان اهل السنة والجماعة يتولون جميع امهات المؤمنين ولا يذمون امرأة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بل يشهدون انهن زوجاته في الاخرة كما كن زوجاته في الدنيا عليه الصلاة والسلام كما قال جل وعلا في وصف النساء وازواجه النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم فهن امهات المؤمنين والام لها حق صحيح انها ليست ام في المحرمية فليس الصحابي محرما لها فهذا ام في الحق هذه ام في الحق وفي تحريم النكاح وكما هو معلوم اما اهل البدع فتجد ان الخوارج يكفرون بعض الصحابة من الذي قتل عثمان؟ الخوارج من الذي قتل علي رضي الله عنه؟ الخوارج افضل رجلين في زمانهما عثمان وعلي يقتلان تقربا الى الله جل وعلا هل بعد هذا الضلال من ظلال يأتي ابن ملجم عبدالرحمن ابن ملجم الذي قتل عليا وكان متعبدا من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يحقر احدكم صلاته مع وصيامه مع صيامهم ما اعجبت التصرفات علي رضي الله عنه فسعى واتفقوا على ان يقتل على ان يقتل ثلاثة منهم علي فقتل علي فاتوا الى ابن ملجم ليقطعوا رأسه. فقال اني سائلكم الا تقطعوا رأسي مرة واحدة بل قطعوا اطرافي شيئا فشيئا حتى التذ بتعذيب بدني في سبيل الله جل وعلا اعظم من هذا الرغبة اعظم من هذه رغبة في في رضا الله جل وعلا لكن هل هم رضي الله عنهم؟ لا بل هم كلاب اهل النار كما قال عليه الصلاة والسلام اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم. مع ان عبادتهم عظيمة اسمع كلام حتى اتى الخارج الثاني يمدح هذا الذي قتل علي يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزان. يقول ان اوفى البرية عند الله ميزان هو الذي قتل علي هل هذا ضلال؟ ضلال مبين مع كثرة العبادة ومع كثرة الصلاح الظاهر لكنهم كلاب اهل النار لم؟ لانهم لم يلتزموا نهج الصحابة رضوان الله عليهم فالطريقة الاولى والجماعة هي هي الفرقة الناجية ومن عاداهم لا شك انه متوعد بالنار ومن اهل الضلال اما في مسائل العلما لصلتها بالصحابة فان طريقة اهل السنة والجماعة انهم لا يذمون اهل العلم اذا اخطأوا في مسألة ما داموا مستمسكين بما دل عليه الدليل يعني في الجملة فاذا غلط احدهم في مسألة او في مسألتين او اجتهد فاخطأ فانهم لا يتبعونه فيما اخطأ فيه لكن انهم لا يلمونه لانهم يعلمون انه مجتهد وان العلماء هم ورثة الانبياء. فمن منهجهم سلامة السنتهم من الوقيعة في اهل العلم. لان العلماء هم ورثة الامن وهم الذين يدلون الناس على الشريعة. فاذا قذف العلماء او طعن في اهل العلم لاجل ان فلانا لم يصوب فعلهم فانه يقع الظرب في ماذا؟ في الشريعة. وافرح ما يفرح الشيطان واولياء الشيطان في ان يطعن في الذين الناس الى الشريعة وهم العلماء لانه يحتل الناس فلا يبقى لهم من يرشدهم او ما لا يبقى لهم من يثقون به فيسيرون وفق فيضلون ويضلوه بهذا سلامة اللسان من الوقيعة في اهل العلم هذه سمة وخصيصة من خصائص من خصائص الطائفة المنصورة والفرقة الناجية من صفاتهم ايضا وخصائصهم في هذا المقام المتعلق بالمنهج انهم يتولون ولي الامر الذي والله والله جل وعلا امرهم ويدعون لهم بالصلاح والمعافاة ويعينونهم على الخير ولا يعينونهم على الشر لان النبي صلى الله عليه وسلم بل لان الله جل وعلا امر بذلك في كتابه وامر به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال واطيعوا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وقال جل وعلا ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ويؤمنون بقول النبي صلى الله عليه وسلم من اطاع الامير فقد اطاعني ومن عصى الامير فقد عصاه واهل السنة يطيعون ولاة الامر في غير المعصية اما في المعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقولهم في غير معصية يشمل مسألتين المسألة الاولى انهم يطيعونهم فيما فيه طاعة لله جل وعلا يعني امروا بالصلاة فاننا نطيعهم طاعة لله جل وعلا ثم طاعة لولي الامر. امروا باداء الزكاة لا يفر المسلم منها. بل يطيع الله جل وعلا ثم يطيع ولي الامر. امروا فان الجهاد مع كل بر وفاجر من ولاة الامور وهكذا اما المسألة الثانية فانهم يطاعون فيما هو من موارد الاجتهاد اذا كان المسألة اجتهادية اختلف فيها اهل العلم فانهم او اجتهد الوالي في امر في في اجتهاده في مصلحة للدين ومصلحة للمسلمين فانه يطاع. ولو لم يكن كن اتفاق على ان هذا فيه مصلحة بل يطاع في المسائل الاجتهادية وهذا ما يتعلق بالمصالح المرسلة اما ما فيه نص فخالفه فان هذه معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخال وهذه هي التي بينها عليه الصلاة والسلام في قوله انما الطاعة في المعروف. يعني فيما عرفت الطاعة فيه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهنا خالف في طاعة ولاة الامور الخوارج فخرجوا على عثمان ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية لما رد على الشيعة في كتابه منهاج اهل السنة قال وما من احد خرج على ولي الامر الا وله تشبث ببعض التأويل الذي له فيه حق لان ما يمكن واحد يعني يكون الولي الامر كامل ثم يخرج عليها لا يكون هذا شيء اخر لكن يكون ولي الامر كامل لا نقص فيه ويخرج عليه هذا انما يخرج الذين يخرجون لاجل مخالفة او مخالفات رأوها يقول وهكذا كان الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد فانهم تشبثوا بمسائل اخذوها عليه في تصرفه في بعض الاموال وفي تعيينه لبعض قرابته وارادوا الحق ظاهرا والمال ارادوه باطنا والمال ارادوه باطنا او نحو كلامه رحمه الله يعني ان ان المسألة اختلطت في الرغبة في الدنيا والرغبة الاخرة فنقدوا وخرجوا ولم يطيعوا لاجل دخول هذه في هذه والله جل وعلا حسيب كل عبد على نفسه الاخيرة او قبل الاخيرة منهجهم في التعامل مع الخلق الدعوة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الجهاد في سبيل الله جل وعلا فان الطائفة المنصورة وصفت بانها منصورة وبانها ظاهرة على الحق والظهور هنا كما قال العلماء هو ظهور باللسان والبيان في كل زمان واوان لان معهم القرآن والله جل وعلا جعل القرآن مهيمنا على على ما عداه وظهورهم على كل احد لابد لان حجتهم اقوى ولان برهانهم اقوى فهم يقولون بالقرآن والسنة فما دلوا عليه هو الحق والهدى فهذا ظهور لسان وبيان والقسم الثاني يكون احيانا وهو ظهور السيف والسناب. يعني ان يتغلبون على غير بهم وان يظهروا على غيرهم ظهور سيف وسنان بالقتال والجهاد فهذا يكون بعض الاحيان ليس دائما يشرع الجهاد وليس دائما يكون الجهاد في سبيل الله جل وعلا بالسيف موجودا بل قد تمر في الامة فترات لا يكون فيها جهاد كما قال عليه الصلاة والسلام تكون بينكم هدنة وبين بني الاصفر الى اخره اما ظهورهم بالبيان واللسان فهذا في كل زمان واوان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يأمرون المسلم بالمعروف وينهون المسلم عن المنكر لا رغبة في الاستعلاء عليه ولكن رحمة له ودلالة للخلق على الخالق جل وعلا وامتثالا لقوله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ما معنى اية يعني كنتم للناس يا امة محمد عليه الصلاة والسلام كنتم للناس خير امة اخرجت يعني على الاطلاق الامة ليست تخرج للناس بعض الناس يتصور معنى الاية كنتم خير امة اخرجت للناس ان الامة اخرجت للناس لا الامة لا تخرج للناس اللي بعث للناس من؟ الرسول لكن معنى الاية كنتم للناس خير امة اخرجت يأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فالدعوة الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر النهي عن المنكر النهي عن الشرك النهي عن البدع النهي عن المحرمات هذا من معالم خيرية هذه الامة للناس صحيح ان المأمور وان المنهي يغضب او يزعل او لا يرغب ان يكون مأمورا منهيا لكن انت تدل على ما فيه مصلحته مثل من عندك الرجل يحتاج الى اسعاف وهو ما يدري انه مريض او داخته دوخة وطاح ولا ولا يدري انه لابد ان يسعى فاذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مصدره الرحمة وليس مصدره الاستعلاء على الخلق. فاذا رحمت العباد فامرتهم ونهيتهم ودعوتهم الى الله جل وعلا. فانك في الحقيقة تكون صاحب حق عليهم. وصاحب فضل عليهم لو كانوا يشعرون كذلك الجهة الاخرى وهي انهم في دعوتهم وفي امرهم بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تعاملهم مع الخلق يتصفون بصفة في كل احوالهم واحكامهم وهي انهم يتقون الله جل وعلا في السنتهم الا يقولون الا بالحق كما قال جل وعلا في وصف امره بعبادة وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم. فالمتحقق بصفة اهل السنة والجماعة وبصفة الطائفة المنصورة وبسماتهم فانه لو اغضبه من عنده فانه يكتم ويصبر ولا يقول الا التي هي احسن لماذا؟ لان راادة والمظادة تحدث تفرق والله جل وعلا امر بالاجتماع ونهى عن التفرق. فالاصلاح يكون بالطريقة السوية. سواء بين الافراد او بين فلان وفلان او بين فئة وفئة او بما هو اكبر يكون بالطريقة الشرعية الصحيحة. فاذا من سماتهم سلامة السنتهم. قيل للامام احمد لا نراك تتكلم في فلان قال يا يا عبد الله يعني ابنه وهل رأيت اباك يوما يسب احدا ليش ما تسب فلان وفلان؟ حتى لو كانوا قال وهل رأيت اباك يسب احدا وقال الامام احمد رحمه الله وددت او وددت ان جسمي قرض بالمقاريظ وان الخلق اطاعوا الله جل وعلا وقال اخر من السلف الصالح رضوان الله عليهم نحن انفع لهؤلاء من انفسهم يريدون ان يقتحموا ونحن ندعو لهم او نأمرهم وننهاهم لهذا مسألة ان يكون المرء صاحب عقيدة وتوحيد وفي كل زمان ومكان تجده صاحب غيبة ويقدح في فلان ويسب فلانا هذا يظلم القلب ويصير في القلب قسوة والقلب محتاج الى النور والمخالفة بالاعتداء في الكلام ايضا بحسب مقام المعتدى عليه قد تعتدي على صاحب مقام رفيع فيكون اعظم بحقك فرق ما بين النصيحة وبين التشهير في بيان الحق حتى يعلم الناس ان غيره باطل وما بين السب والشتم والالفاظ التي ليست من سمات المتحققين بمنهج اذا فمن سمات اهل السنة والفرقة الناجية كما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم انهم كانوا لا يمارون لان الله نهاهم عن المراء ونهاهم عن المجادلة الا بالتي هي احسن. عن اهل الكتاب ماذا قال الله فيهم؟ ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منه الا بالتي هي احسن يعني احسن ما تجد فكيف بالمسلم بالمسلم كيف تجادله؟ كيف ترد عليه؟ كيف تخاطبه؟ هذا لابد ان يكون باسلوب شرعي مرضي حتى يتحقق سلامة القلب وسلامة اللسان من المخالفة في الختام هذه الكلمات في هذا الموضوع الطويل لكنها تعطي الحاضرين بعض صفات وسمات بما ينبغي ان يكون عليه اهل السنة والجماعة والمتبعون للسلف الصالح الذين يرجون النجاة فلا شك ان كل خير في اتباع من سلف وان كل شر في ابتداع من خلف وان التزام طريقة ائمة الحق والسنة انه خير في المحال والمآل. وان الصبر واجب وان تعلم واخذ الحيطة المرء في لسانه واعماله انه سبب للنجاة فلا يخاطرن احد بدينه في مخالفة في طريقتهم رحمهم الله تعالى بل ورضي عنهم وارضاهم هذا وفي الختام اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين