الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير واصلي واسلم على عبده محمد البشير النذير وعلى اله واصحابه ومن اتبعهم الى يوم المصير اما بعد فان من تعظيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تعظيم ادلة الكتاب والسنة فان القرآن كلام الله الذي قال فيه وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الاولين والسنة كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال سبحانه وتعالى فيها وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فتعظيم الكلام من تعظيم المتكلم به ان تعظيم ادلة القرآن والسنة من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن الاستجابة الواجبة لله والرسول. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعا لما يحييكم وان تعظيمها من اسلام الوجه لله. ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن. فقد استمسك بالعروة وفق ايها المسلمون ان تعظيم الادلة الشرعية يتضمن عشرة امور فمن حققها فقد حقق هذا الواجب العظيم اولا اخذها بمحبة وتصديق وايقان. والنظر اليها باجلال وتوقير واحترام. وهذا القدر فرض لا مسامحة فيه فمن ازدراها بقلبه او استخف بها بقوله او فعله فقد اوقع نفسه في حفرة من الهلاك الا ان يتداركه الله فيوفقه الى توبة نصوح ثانيا اعتقاد انها حق محض. منزهة عن النقص والخطأ والتناقض. وانها السبب الوحيد للهداية التامة والسعادة الكاملة. قال سبحانه ذلك الكتاب لا ريب. لا ريب فيه هدى للمتقين وقال سبحانه قل ان ظللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي لقد جمعت نصوص الكتاب والسنة اطراف الخير في امور الدين والدنيا والمعاش والمعادي جميعا. فلا خير الا دلت عليه ولا شر الا حذرت منه ولا مصلحة الا حصلتها ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فنحن جهلاء الا اذا اخذنا العلم منها ضالون الا اذا اتبعناها قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما انا نجد صلاة الخوف في القرآن وصلاة الحضر ولا نجد صلاة السفر فقال رضي الله عنه ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فانما نفعل كما رأينا محمدا صلى الله عليه وسلم يفعل ثالثا من تعظيم نصوص القرآن والسنة التزامها اي اعتقاد وجوب الاخذ بها فلا يسع احدا ما بلغ الخروج عنها وهذا ايضا واجب حتمي لا خيار فيه. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة. اذا قضى الله هو رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. نعم. هذا هو الحق الذي لا مرية فيه. فاذا ورد الامر من امر الله او رسوله صلى الله عليه وسلم فالمقام مقام جد وليس بالهزل ولا يسع فيه الا القبول انقياد لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من عثمان ابن طلحة رضي الله عنه مفتاح الكعبة ذهب الى امه فابت ان تعطيه فقال والله لتعطينه او لاخرجن هذا السيف من صلبي. هذا امر رسول صلى الله عليه وسلم ليس امر غيره. والله لتعطين او لاخرجن هذا السيف من صلبي. فلما رأى اعطته فجاء به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الباب. رابعا اعتقاد حاكميتها فانها الحاكمة على كل شيء. المهيمنة على كل شيء. وهي المقدمة. وكل قول او رأي او مذهب او قانون سواها فمؤخر انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينك ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ان الاراء والاجتهادات التي لم تطلع عليها شمس الوحي ما هي الا ظلمات موحشة لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا. ولقد اعطانا الصالح دروسا عظيمة في تعظيم حرمة النصوص والانقياد لها واجتناب معارضتها. فعن رافع بن خديجة رضي الله عنه قال كنا نحاقل الارض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكريها بالثلث والربع طعام المسمى فجاءنا ذات يوم رجل من عمومتي فقال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان لنا نافعا وطواعية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انفع لنا نهانا نحاقل بالارض الى اخر ما جاء في الحديث. وفي رواية قال رافع رضي الله عنه وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين. اي والله. طواعية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انفع لنا وامره صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن متعة الحج فامر بها فقيل له انك تخالف اباك. فلما اكثروا عليه قال افكتاب الله عز وجل احق ان يتبع ام عمر؟ وهذا ابنه سالم سالم ابن عبد الله ابن عمر يخالف اباه وجده في مسألة في الحج ويقول سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم احق ان تتبع قد اقسم الله العظيم بنفسه قسما يبين حقيقة الايمان ان ليس يؤمن من يكون محكما غير الرسول الواضح البرهان بل ليس يؤمن غير من قد حكم الوحيين حسب فذاك ذو ايمان. ان هذا الذي سمعت كان موقفهم من اجتهادات من علماء تقاة النقاة ارادوا بها اتباع الوحي فكيف لو ادركوا ما ابتلي الناس به قديما وحديثا من وضالة تطعن في القرآن والسنة او تشكك في حاكميتهما او تزاحمهما بزبالات الاذهان من مثل لدعوة تقديم العقل على النقل او محاكمة النصوص الى العقل او دعوة تاريخية النص او الاستغناء بالقرآن عن السنة او القدح بالسنة او القدح في السنة بالطعن في مصادرها او تأويل ادلة النصوص تأويلا مستكرها او المصلحة او القواعد عليها فهذه واشباهها دعوات ضالة. روائح النفاق غالبة عليها. وقد قال تعالى عن منافقين واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فاف اف لكل قول او عقل يتعقب حكم الله او حكم رسوله صلى الله عليه وسلم خامسا الرغبة في تعلمها والانصات عند تلاوتها ان المسلم المعظم للادلة هو الذي يحرص على تعلمها ويفرح بمدارستها. واذا سمع ما جهل منها غمرته السعادة والحبور. دأبه طلبها وتتبعها. ولا يستكثر في هذا جهدا. رحل جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الى الى الشام من المدينة مسيرة شهر ليسمع حديثا واحدا من عبد الله ابن انيس رضي الله تعالى عنه ورحل ابو ايوب رضي الله عنه من المدينة الى مصر ليسمع حديثا واحدا من عقبة ابن عامر رضي الله عنه سفر طويل مشقة عظيمة لسماع حديث واحد كما ان المعظم للادلة هو الذي يحسن الانصات لها ويقبل بكليته عليها. واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. وقال حماد بن زيد رحمه الله في قوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي قال ارى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته اذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب عليك ان تنصت كما تنصت للقرآن. المعظم للادلة ايضا هو الذي اذا سمعها بادر بنشرها بعد التحقق من صحتها فهو يحب ان ينتفع اخوانه كما انتفع. قال صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم اداها الى من لم يسمعها. اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسر وخذ بنواصينا الى ما يرضيك. انك ولي ذلك والقادر عليه. الحمد لله على عباده الذين اصطفى وعلى اله وصحبه ومن اقتفى. اما بعد فالامر السادس من تعظيم ادلة القرآن والسنة المسارعة الى العمل بها دون تردد ان المعظم للادلة هو الذي اذا بلغته شمر عن ساعد الجد في العمل بها دون تلكؤ. يا ايها الذين امنوا فنستجيب لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. انهم كانوا يسارعون في الخيرات. وسارعوا الى مغفرة من ربكم لقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله معظمين للادلة مسارعين الى الاستجابة بلا تردد او حين بلغ الصحابة رضي الله عنهم وهم اهل قباء خبر تحويل القبلة وهم في صلاة الصبح لم تأخروا في الاستجابة لحظة وانما استداروا الى الكعبة مباشرة وهم في الصلاة وحين بلغ الصحابة رضي الله عنهم في المدينة خبر تحريم الخمر بادروا في اللحظة نفسها الى اراقتها وتكسير انيتها فيها ولما سمع ابن عمر رضي الله عنهما قوله صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ثلاث ليال الا ووصيته عنده مكتوبة. لما سمع هذا قال ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك الا وعندي وصيتي وعن ابي اسيد الانصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق. قال صلى الله عليه وسلم للنساء استأخرن فانه ليس لكن ان تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق. قال ابو اسيد رضي الله عنه فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى ان ثوبها لا يتعلق بالجدار من لصوقها به. هكذا كانت استجابتهم لا فرق بين حال يسر وعسر او حزن او سرور وهكذا فليكن تعظيم الادلة سابعا من تعظيم الدليل عدم التوقف في الاخذ به على فهم العلة او معرفة الحكمة كما يفعله بعض الناس اليوم. ان العلة المعتبرة في كل نص علما وعملا عقيدة او عبادة كونه ثابتا في الكتاب والسنة. قبل عمر رضي الله عنه الحجر الاسود وقال اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك؟ قال العلماء في قول عمر هذا التسليم للشارع وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيه. وعن داوود ابن ابي عاصم قال سألت ابن عمر عن الصلاة بمنى فقال هل سمعت بمحمد صلى الله عليه وسلم هل سمعت بمحمد صلى الله عليه وسلم قال نعم وامنت به قال فانه كان يصلي بمنى ركعتين نعم ينبغي ان ينتهي البحث هنا. انه فعل النبي الذي نؤمن به فلا نحتاج الى شيء اكثر من هذا حتى نتبعه الا تبعه ثامنا عدم تمحل الاعذار لتركها واجتناب الاعتراض عليها وهذا من العلامات المميزة لمن هم للدليل معظمين وللوحي مسلمين. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما شتان بين المعظم والمعترض. حدث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يوما عن استلام الحجر الاسود فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. فقال رجل ارأيت ان زحمت؟ فقال ابن عمر اجعل ارأيت في اليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. وحدث يوما بحديث النهي عن ادخال الرجل يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا. فقال له رجل ارأيت ان كان حوضا؟ فحصبه ابن عمر وقال اخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول ارأيت ان كان حوضا؟ تاسعا من تعظيم الادلة ان يعظم في القلب تعدي حدودها فانها انحلت في القلب المحل العلي وتمكن تعظيم فيه فانه يكبر على المسلم ادنى هتك لحرمتها او تعد على جنابها او اعتراض عليها من حقوق العبودية ان يغضب العبد لغضب ربه ويرضى لرضاه دون مجاوزة احكام الشرع. روى عمران بن رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث الحياء خير كله. فقال رجل انا لنجد في لبعض الكتب او الحكمة ان منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف. فغضب عمران رضي الله عنه حتى احمرت وقال لا ارى احدثك. قال لا ارى احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه وقال ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تمنعوا نسائكم المساجد اذا استأذنكم اذا استأذنكم اليها فقال بلال بن عبدالله والله لنمنعهن. فقال الراوي فاقبل عليه عبدالله فسبه شيئا ما سمعته سبه مثله قط وقال اخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهن ورأى عبدالله بن المغفل رضي الله عنه رجلا يخذف فقال له لا تخذف. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان او قال كان نهى عن القذف ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له اخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان تكره او ينهى عن الخذف ثم اراك تخذف لا اكلمك كذا وكذا وفي رواية قال لا اكلمك ابدا عاشرا واخيرا من تعظيم الدليل من تعظيم الدليل الاكتفاء به وعدم وعدم الزيادة عليه وهذا يشمل كل احداث في الدين ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. ولا تتبعوا من دونه اولياء. قليلا ما تذكرون ان لسان المحدث في الدين ان لسان المحدث في الدين لسان حاله يقول ادلة الشرع غير ولا وافية فانا ازيد عليها واحدث وما هذا حال المعظم. فاللهم ارزقنا تعظيم الكتاب والسنة الا من اهلهما اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك. اللهم ولي على المسلمين خيار اللهم اصلح قادتهم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي على محمد ازواجه وذريته كما صليت على ال ابراهيم وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد