السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاوصيكم ونفسي بتقوى الله فالتقوى هي وصية رب العالمين للاولين والاخرين من خلقه فقد قال في كتابه العزيز ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله عباد الله جاء هذا الدين الحنيف ليكمل محاسن الاخلاق جاء ليتمم الاخلاق الفاضلة الموجودة في البشرية ولقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كما روى الامام احمد باسناد صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق وان من الاخلاق العظيمة التي حث عليها الاسلام ودعا اليها ورغب فيها المروءة فهي ارادة وعزيمة قوة وشكيمة يجعل الانسان يأنف عن سفاسف الامور ويأنف عن النزول الى اسافل الصفات فصاحبها دائما في تأمل وتفكر كيف يرتقي في الاخلاق مروءة الناس اليوم يظنون انها بقوة عضلاتهم او بقوة سكاكينهم حتى ان احدهم ربما يتجرأ فيظرب الاخر بالسكين ونحوه لظنه ان المروءة والرجولة هي اقدام ويحجم المروءة الاتصاف بالصفات النبيلة الكريمة كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني وصححه الالباني عن الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعا ان الله يحب معالي الامور واشرافها ويكره سفسافها قد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى والله لو علمت ان الماء البارد يسلم من مروءتي شيئا ما شربت الا حارا فصاحب المروءة يمنع نفسه عن المحارم التي حرمها الله ويحمل نفسه على الواجبات التي اوجبها الله ويزيد في الفضائل ولا يسأل عن النواقص التي في حقه لانه صاحب مروءة صاحب المروءة بعيد كل البعد عن الاحتقار والدناءة والصغار والمهانة ترفعوا عن العيب والسخافة تجده مترو متثبت رزين تجده بعيدا عن الطيش والعجلة والرعونة صاحب المروءة ذو عقل راجح عند الحوادث وذو فكر متأمل عند النوائب صاحب المروءة مراع لاعراف الناس فلا يدخل مدخلا يشين نفسه ولا يخرج مخرجا يشين نفسه المروءة عباد الله تجنبوا الدنايا والرذائل من الاخوال والاخلاق والاعمال عباد الله ان خصال المروءة وخلالها مذكورة في كتاب الله جل وعلا فمن اراد ان يعرف صاحب المروءة فلينظر الى هذه الصفات هل يجدها فيه والا فعليه السلام يقول جل وعلا ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر هذا هو وصف اصحاب المروءات وقد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم قوله ان الله يرضى لكم ثلاثة ويكره لكم ثلاثة فيرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وانت تعتصم بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان المروءة قد التزمها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فكانوا رجالا بمعنى الكلمة كانوا اصحاب خلق بمعنى الكلمة وهكذا التابعون من بعدهم حتى قال الامام المبارك عبدالله ابن المبارك رحمه الله قيل للاحنف ابن قيس باي شيء سودك قومك قال لو عاب لو عاب الناس الماء لم اشربه يعني انه ابتعد عن عما يعيبه الناس فلذلك نظر الناس اليه نظرة عفة ونظرة عفاف وقوة وشكيمة قد قال ربنا جل وعلا خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه ومن على اثره اهتدى واهتدى اما بعد فيا عباد الله يقول ربنا جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فاعظم المروءات القول السديد والعمل الصالح الرشيد ومن علامات المروءات في اخلاق الناس العفة عن المحارم وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم اهل العفاف بقوله من يضمن لي ما بين لحييه من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة رواه البخاري من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه وثانيها النزاهة عن الطمع والشره والدناءة فصاحب المروءة رفيع النفس وان كان فقيرا صاحب المروءة عفيف اللسان وان كان محتاجا اما من ليس عنده مروءة فانه ذليل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ازد في الدنيا يحبك الله ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما ايدي الناس يحبك الناس. رواه ابن ماجة من حديث سهل رضي الله عنه. وصححه الالباني ومن المروءة النزاهة عن مواقف الريبة ومواطن الشكوك والابتعاد عنها حتى يسلم للانسان دينه وعرضه وفي حديث معاذ بن جبل فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه وفي حديث الحسن ابن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي وصححه الالباني يقول عمر رضي الله عنه من عرظ نفسه للتهمة فلا يلومن من اساء الظن به ومن ومما نحصل به المروءة الصيانة فيصون الانسان نفسه من طلب الناس ومننهم ويبتعدوا عن التذلل لهم وسؤالهم وقد روى البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يحتطب احدكم حزمة على ظهره خير له من ان يسأل احدا فيعطيه او يمنعه فاتقوا الله عباد الله وتحلوا بالمروءة وخصالها فبها الكمال والجمال في الدنيا والرفعة والثواب في الاخرة والتزموا الاجراءات الصحية التي تصدرها وزارة الصحة واعلموا رحمني الله واياكم ان مما يرفع الله به البلاء الدعاء حتى يرفع الله عن مساجدهم ديننا ومجتمعنا البلاء فنعود متراصين كما كنا. اللهم ادفع عنا البلاء وارفع عنا الوباء. اللهم ادفع عنا وارفع عنا البلاء وردنا راصين متآخين يا رب العالمين متألفين. اللهم انا نسألك ان تجعل على هذا هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم يا مجيب الدعوات يا سامع الاصوات. اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم واعنا على ذكرك وشكرك واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين