ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد معاشر المؤمنين قد من الله سبحانه وتعالى علينا بنعم عظيمة لا يمكننا ان نحصيها نعم في ابداننا ونعم في اموالنا ونعم في مجتمعاتنا اينما قلبت ناظريك وقعت عينك على نعمة من نعم الله عز وجل بل نفسك انت التي بين جنبيك اذا نظرت اليها وتأملت نفسك وجدت نفسك مجموعة من نعم الله عز وجل لذلك قال الله عز وجل وفي انفسكم افلا تبصرون ترى بعينين اودعهما الله عز وجل في رأسك تبصر بهما الاشخاص والالوان وتستمتع بهما في هذه الحياة واعطاك الله لسانا تعبر عما في داخلك واعطاك الله فمن تأكل منه وتتكلم اعطاك الله اذنا تسمع بها اعطاك الله كل شيء اعطاك الله عز وجل الامن والامان اعطاك الطعام يجلب اليك وانت جالس اعطاك الشراب اعطاك المسكن اعطاك الاهل اعطاك كل شيء سبحانه وتعالى قال الله عز وجل واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها اعطانا الله عز وجل اخواني الكرام هذه النعم ليختبرنا بها ليست هذه النعم اخواني الكرام من كد ايدينا ولا من رجاحة عقولنا ولا لاننا نستحقها بفعلنا وانما هي محظوظ فضل رب العالمين اتانا هذه النعم لينظر سبحانه وتعالى انشكر ام نكفر بعض الناس كما قال الله عز وجل فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن يظن المسكين انه اخذها عن استحقاق وانه اولى بها من غيره لما اعطاك الله عز وجل نعمة سلبها من غيرك لا تظنن انك خير منه نعم نحن نتمتع بنعم حرم منها غيرنا لكن الخطأ الكبير ان نظن اننا قد اخذناها كما قال قارون انما اوتيته على علم عندي لا وانما هو ابتلاء اي اختبار فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا نفى الله عز وجل النظرتين الخاطئتين النظرة الاولى ان النعم اعطانا الله عز وجل اياها لانه يحبنا او لاننا نستحقها فقط لا والنظرة الثانية من حرم النعم يعني ان الله قصد اهانته او انه لا يحبه. كلا وانما كلاهما ابتلاء واختبار اختبار لينظر سبحانه وتعالى من يشكر عند النعم ومن يصبر عند البلايا والمحن هذا هو المقصود اخواني الكرام لذلك قال الله عز وجل لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد هذه الحقيقة اخواني الكرام يجب الا نغفل عنها ومع الاسف الشديد فان بعض الناس يقابل نعم الله عز وجل بنقيض ما يريده الله سبحانه وتعالى بعض الناس في ليلة زفافه مثلا او بعض النساء في ليلة زفافها في نعمة من اعظم نعم الله عز وجل يرتكب من المحرمات ما لا يرتكبه في غيره فاذا قيل له قال هذه ليلة العمر الله اكبر الليلة التي يجب ان تكون اقرب الى الله فيها من غيرها فانعكس الامر وصار يعصى فيها الله عز وجل اكثر من غيرها واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وعلى مستوى المجتمعات انعم الله عز وجل علينا بنعم لا يمكننا ان نحصيها ولا ان نعدها نعم عظيمة انقذنا الله عز وجل من الفناء اغنانا بعد الفقر اعزنا بعد الذلة اتانا الله عز وجل ما لم يؤت غيرنا هل يليق اخواني الكرام ان نقابل نعم الله عز وجل بكفرانها وبمبارزة رب العالمين عز وجل بما يغضبه اية دناءة ان تقابل من يحسن اليك بما يغضبه لو كان انسانا مثلك انسان ينعم عليك وتكسر سيارته او تغضبه او تفعل فعلا يسوءه الا تسميها دناءة على اقل تقدير ولله عز وجل المثل الاعلى يغدق علينا بالنعم ويكرمنا بالمنن فنقابلها بمعصيته سبحانه وتعالى ونعرض عن شكره عز وجل هذا والله هو الخسران المبين لذلك نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من الشاكرين وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب اغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد الشكر اخواني الكرام الذي هو النجاح في اختبار ابتلاء النعم يكون بثلاثة امور الذي يريد الله عز وجل منا اذ انعم علينا امورا ثلاثة اولها شكر الله عز وجل بالقلب ان يعترف الواحد منا وان يقر بنعم الله عز وجل عليه وبشكر الله عز وجل في القلب لا كما قال قارون انما اوتيته على علم عندي النوع الثاني من الشكر شكر الله عز وجل باللسان شكر الله عز وجل بدوام ذكره وشكره وحمده ونسبة النعم اليه فيشكر الله فيشكر الله عز وجل بلسانه والنوع الثالث اخواني الكرام من الشكر هو شكر الله عز وجل بالعمل بان نستعمل ما انعم الله عز وجل به علينا في طاعته قال الله عز وجل اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. اعملوا اي من الصالحات شكرا شكرا لله عز وجل على ما انعم الله عز وجل به علينا قامت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في ظلام الليل فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يطيل الصلاة فسألته رضي الله عنها فقالت يا رسول الله الم يغفر الله سبحانه وتعالى لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر يعني لماذا تتعب نفسك يا رسول الله بهذه الصلاة الطويلة وتحرم نفسك لذة النوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا افلا اكون عبدا شكورا يعني اذ انعم الله عز وجل عليه بالنعم اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يشكر الله عز وجل بالعمل اذا اخواني الكرام لنعلم هذه الحقيقة ان نعم الله عز وجل يؤتيها سبحانه وتعالى من شاء من عباده يؤتيها من يحب ومن لا يحب وان نعم الله عز وجل ليست دليلا على حبه لنا وان حرماننا من النعم ليست دليلا على كرهه لنا وانما هي ابتلاء قال الله عز وجل وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا لو كانت النعم الدنيوية دليلا على محبة الله لما اهتنى كافر في هذه الارض لو كانت النعم الدنيوية والاموال ومتع الدنيا دليلا على محبة الله لما اعطيها الكفار لكنها ليست كذلك وانما هي اختبارات متتالية على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع اذا شكر الفرد والمجتمع هذه النعم زادها الله وبارك فيها واتاهم ضعفها في الدنيا والاخرة وان كفروها وقابلوها بنقيض ما يريد بها المنعم سبحانه وتعالى. من مبارزته بالمعاصي ومن تهميش كلامه سبحانه وتعالى والاعراض عنه وعدم التحاكم اليه واستبداله بزبالات عقول البشر فقد كفروها قال الله عز وجل الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا اذا قيل لهم تعالوا الى كتاب الله عز وجل والى ما انزل الرسول صلى الله عليه وسلم وما انزله الى الرسول صلى الله عليه وسلم رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما كسبت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم. فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. وما ارسلنا رسول الا ليطاع باذن الله ارسال الرسل وانزال الكتب ليست لتعلق زينة في الحوائط وليست لتفتتح بها الحفلات وانما ليعمل بما فيها ليست شكليات وانما انزلت لنحتكم اليها يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم واذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ثم قال سبحانه وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذه رسالة الله عز وجل واضحة جلية لنا مع اغلاقه عز وجل علينا بالنعم ويريد منا سبحانه ان نشكر هذه النعم وكلنا في يوم من الايام سننقضي. كم من ممالك وامبراطوريات جميع اصقاع الارض اليوم لا ذكر لها الا في صفحات التاريخ ذهب ملوكها ووزراؤها وشعوبها ينتظرون يوم الحساب كل الدول والملوك والامبراطوريات والممالك على مر التاريخ سادت ثم بادت وما نحن عنهم ببدع ولسنا استثناء من التاريخ فلنقابل ربنا عز وجل بشكر نعمه وبطاعته وبالاعراض عن معصيته. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من الطائعين لله عز وجل من المقبلين عليه والمعرضين عن معاصيه سبحانه وتعالى. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اجعلنا من الشاكرين. اللهم اجعلنا من الشاكرين اللهم اجعلنا من الشاكرين. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ولا عيبا الا سترته ولا هما الا فرجته ولا حاجة الا قضيتها ويسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين. واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين. عباد الله ان الله يأمر والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون