ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل يا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. وسلم تسليما. اما بعد فيا ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى وعظموا شعائر الله فان ذلك من تقوى القلوب. عظموا شعائر الله في العبادات عظموها في الاخلاق عظموها في المعاملات عقدا وفسقا. واعلموا ان من اعظم العقود خطرا واهمها شأنا هو عقد النكاح عقدا وحلا فقد جعل الله تعالى لعقده شروطا وحدودا. ولحله شروطا وحدودا. لما يترتب عليه من الاثار العظيمة في الاسر والمجتمعات. ولذلك جعله الله تعالى شقيق النسب فقال وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا. وكان ربك قديرا. وانزل الله تعالى في الطلاق سورة كاملة وايات من سور اخرى مما يدل على اهميته وعناية الله تعالى به. ايها المسلمون ان كثيرا من الناس اليوم يجهلون كثيرا من احكام الطلاق فيسارعون في الطلاق من غير نظر في اسبابه وحدوده. ويطلقونه عند اتفه الاسباب والامور فتتفرق العائلة وتنحل الاسرة. ويقع الندم فكم كان الطلاق سبب سببا في قصور العناء واحداث الشقاء كم ايم من النساء؟ وكم ضيع من الابناء وكم كان سببا في احداث الفتن والمشكلات والمحن والخصومات؟ وكم كان سببا في اشفي القطيعة والمنازعات. وان الواجب على المؤمن ان يعرف الحدود الشرعية لما يريد ان يقدم عليه ليكون على علم وبصيرة من امره. فلا يوقع الطلاق باي عدد كان. وعلى اي في حال كانت المرأة وان من المؤسف حقا ان بعض الناس لا يبالي بذلك ولا يهتم فيوقع الطلاق باي عدد كان. وعلى اي حال كانت المرأة. فاذا ضاق عليه الامر ذهب فيطرق باب كل عالم لعله يجد فرجا ومخرجا. ايها المسلمون ان الطلاق قد اباحه الله تعالى حيث لا يجد الانسان حيث لا يجد الانسان ملجأ لحل المشكلة الا بالطلاق واما اذا كان يمكنه الصبر وان يعالج المشكلة بغيره فهذا هو الاولى قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا فرغب سبحانه وتعالى رغب في ابتغاء الزوجة مع الكراهة واومأ الى ان واومأ الى ان هذا المكروه قد يجعل الله تعالى فيه خيرا كثيرا. فربما رزق منها في ولد وربما وربما تبدلت الكراعة بالمحبة. فان القلوب بين اصبعين من اصابع ربيع الرحمن يقلبها كيف شاء فلا ينبغي للمسلم ان يسارع في الطلاق بل عليه ان يصبر وان يتريث وان ينظر ويقارن بين المصالح المترتبة عليه والمفاسد الناتجة عنه فاذا لم يبقى حل الا الطلاق فليطلق على الحد الذي امر الله تعالى به عباده. كما قال عز وجل يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فقنقوهن لعدتهن. ومعنى الطلاق للعدة ان يقلدن طاهرا من غير جماع. او حاملا مستدينا حملها. لانه حينئذ يكون قد طلقها لعدة متيقنة ايها المسلمون ان الطلاق يقع على اوجه متعددة. الوجه الاول ان يطلق المرأة قبل الدخول والخلوة فالطلاق نافذ على اي حال كانت المرأة. سواء كانت طاهرا ام حائضا وليس عليها عدة ولا لزوجها عليها رجعة الا بعقد جديد. ولها نصف المهر الذي لها الا ان تعفو عنه وهي رشيدة. فحينئذ يسقط عنه. الوجه الثاني ان يطلقها وهي حامل فالطلاق نافذ بكل حال. لقول الله تعالى وولاة الاحمال اجل ان يضعن حملهن واما ما يظنه بعض عامة من ان الحامل لا يقع عليها طلاق هذا ظن باطن لا صحة له. الوجه الثالث ان يطلقها وهي لا تحيظ اما لكبر فيها او لكونها قد قطع رحمها او نحو ذلك. فطلاقها نافذ بكل حال. لان عدة الاشهر فتشرع في العدة من حين الطلاق فتكون ممن طلقت لعدتها. قال الله تعالى واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر. واللائي لم يحضن الوجه الرابع ان يطلقها وهي حائض. فالطلاق محرم باجماع المسلمين. لانه معصية لله تعالى فان الله تعالى امر ان تطلق النساء للعدة. فقال عز وجل يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن. والطلاق في الحيض ليس طلاقا للعدة. لانها لا تشعر في العدة بعد هذا الطلاق. ولان النبي صلى الله عليه وسلم تغيظ فيه لما اخبره عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان ابنه عبد الله طلق زوجته وهي حائض وجمهور العلماء وهو الذي عليه المذاهب الاربعة انطلاق الحائض واقع ونافذ. الوجه الخامس ان يطلقها في طهر جامع فيه وهي ممن يمكن ان تحمل فالطلاق محرم لانه ومعصية لله تعالى فقد قال تعالى يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وطلاقها في الطهر الذي جامع فيه. ليس للعدة. لانه لا يعلم هل حملت من هذا الجماع فتكون عدتها بوظع الحمل او لم تحمل فتكون عدتها بالحيظ. فتكون العدة مشكوكا في نوعها فلا يكون مطلقا للعدة التي امر الله تعالى بها الوجه السادس ان يطلقها بعد الدخول او الخلوة قاهرا من غير جماع. فهذا الطلاق مباح نافذ. لكن لا ينبغي ان يفعل ذلك الا حيث لم يمكن الا حيث لا يمكن استمرار الحياة الزوجية بينهما فاتقوا الله عباد الله وتفقهوا في دين الله وسيروا في عباداتكم وفي معاملاتكم تصرفاتكم على شريعة الله. ولا تتبعوا اهوائكم فان الله تعالى يقول ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. بارك الله لي ولكم في العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم في سائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا كما امر. واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر. واشهد ان لا اله الا الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من اشرك به وكفر. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى اله وصحبه خير وعلى التابعين لهم باحسان ما بدا الصباح وانور. وسلم تسليما. اما بعد فاتقوا الله عباد الله واحذروا من التسرع في قبل معرفة حدوده واحكامه. وان من الناس ان من الناس من يستعمل الطلاق بمنزلة الحلف واليمين. ويطلق لسانه في ذلك. فيقول علي الطلاق لافعلن كذا. او علي الطلاق لا افعل كذا. او ان فعلت كذا فامرأتي طالق او ان لم افعل كذا فامرأتي طالق. وما اشبه ذلك من الكلام الذي يقصد به معنى اليمين. وكل كل هذا خطأ من وجوه الوجه الاول ان الاكثار من اليمين يدل على عدم ثقة المرء بنفسه وبعزيمتها وبما تخبر به. فيريد ان فيريد ان يقوي عزيمته وان يصدق ما ما يقوله من خبر بهذه الايمان الوجه الثاني ان اليمين المشروعة هي اليمين بالله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. الوجه الثالث انه اذا حلف بيمين الطلاق اوقع نفسه في الحرج لان كثيرا من العلماء يحكمون عليه في هذه الحال بطلاق زوجته اذا حلف في يمينه وربما لا يجد من يفتيه ان هذا الحلف حكمه حكم اليمين وحينئذ تكون يمينه سببا لفراق زوجته وتشتت اسرته يقع في الخسارة والندم. وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير الورى والرسول المجتبى كما امركم بذلكم ربكم جل وعلا. فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون عليه النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من حوضه. اللهم اجمعنا به في جنات النعيم. مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين معهم بمنك وعفوك وكرمك وجودك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولاة اياتنا فيمن خاذك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق امامنا خادم الحرمين الشريفين بما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم وفقه واخوانه واعوانه لما فيه عز الاسلام صلاح المسلمين اللهم ارفع عنا الوباء. اللهم ارفع عنا الوباء وادفع عنا الغلا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة عن سائر بلاد المسلمين اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك. اللهم سدد رميهم. اللهم قوي عزائمهم اللهم ارحم موتاهم واشفي مرضاهم وكل اراملهم ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنا من الخاسرين. اللهم فرج هم المهمومين. اللهم فرج هم المهمومين. ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب اخوتي المضطرين رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما. نسألك اللهم رحمة من عندك. تغنينا بها عن رحمة من سواك عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيلها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه والاء يزدكم ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون