ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد معاشر المؤمنين ها نحن في اليوم الرابع والثلاثين من العدوان الظالم والهمجي والغاشم من اخوان القردة والخنازير عليهم لعائن الله عدوانهم الموجه لاخواننا المستضعفين في قطاع غزة لم يتوقف هذا العدوان الذي لم يراعي حقا ولم يراعي طفلا ولا امرأة فظلا عن ان يراعي نفسا معصومة وهذه الاحداث معشر الاحبة الكرام اذا رجعنا الى كتاب ربنا عز وجل تكشفت لنا ابعادها وازددنا يقينا بما جاء في كتاب ربنا سبحانه وتعالى فيما قصه عن هؤلاء فهؤلاء هم قتلة الانبياء والرسل وهم خونة العهود والمواثيق وهم اكلة الربا والسحت كل ذلك جاء في كتاب ربنا عز وجل قال سبحانه فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم حتى رب العالمين سبحانه وتعالى وصفوه بابشع الاوصاف كفرا وشناعة وقسوة وحمقا قال الله سبحانه وتعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة. غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا هؤلاء الذين ظهر للعالم اجمع مدى وحشيتهم ومدى غلظ قلوبهم نبشركم ان نصر الله سبحانه وتعالى قريب وان العسر سيعقبه اليسر قال الله سبحانه وتعالى ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولن يغلب عسر واحد يسرين فالله عز وجل قد نكر العسر في هذه الايات وعرف اليسر مما يدل على انه عسر واحد وانهما يسران ولن يغلبا عسر واحد يسرين ان شاء الله تعالى وكذلك نبشركم انها عادة رب العالمين وسنته في انبيائه ورسله كما قال الله سبحانه وتعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب فان نصر الله سبحانه وتعالى ات لا محالة قد كتبه الله عز وجل لانبيائه ورسله واتباع انبيائه ورسله قال عز وجل كتب الله لاغلبن انا ورسلي وايضا هذا النصر يستدعي من المسلمين الاستعانة بالصبر والصلاة قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة. ان الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ففي هذه الايات الكريمات بيان ان الموت ليس نهاية العالم بالنسبة للمسلم لا سيما اذا كان موتا في سبيل الله لا سيما اذا اختاره الله عز وجل شهيدا فالشهيد كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يجد من الم الموت الا كما يجد احدكم الا كما احدكم الم القرصة لذلك اراد الله عز وجل الا نجزع وان نعلم ان الله عز وجل يبتلي بعض خلقه ببعض لحكم عظيمة لذلك قال ربنا عز وجل ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس تلك الايام يداولها رب العالمين بين الناس فتكون الدائرة يوما للمؤمنين ثم تكون للكافرين لحكمة اقتضتها حكمة رب العالمين عز وجل. وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ام حسبتم ان تدخلوا الجنة؟ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين اذا معشر الاحبة ما احوجنا ونحن نعيش هذه الايام العصيبة التي يعيش المسلمون فيها مع الاسف الشديد في حالة من الوهن وحالة من العجز وحالة من الخذلان ما احوجنا للرجوع الى كتاب ربنا عز وجل قارئين متدبرين وفوق ذلك واعظم منه عاملين بمقتضى ما جاء في كتاب ربنا سبحانه وتعالى فهذا الامر الذي يصبر قلب المسلم ويبعث فيه الامل فان الالام مهما طالت لابد ان يرى من خلال ثناياها الامال فان الله سبحانه وتعالى خلق خلقه وابتلى بعضهم ببعض ومما ابتلاهم به الابتلاء بالضراء قال الله سبحانه وتعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن فهنيئا لمن ابتلاه الله سبحانه وتعالى فصبر واحتسب فان هذه الحياة ما هي الا حياة الرن لا حياة مقر كلنا سنزول عنها لذلك قال ربنا عز وجل ناهيا المؤمنين عن التشبه بالكافرين في تمسكهم في هذه الحياة. قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير لا تكونوا كالذين كفروا ورأوا ويعتقدون ان التمسك في الحياة ايا كانت غاية في حد ذاتها نعم قد امرنا الله عز وجل ان نعمر هذه الحياة ولكن الموت في سبيل الله عز وجل ليس امرا يفر منه المسلم ولا امر يدعو الى قنوط المسلم والى يأسه بل نقول كما قال ربنا عز وجل ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يصب على اخواننا المستضعفين في غزة الصبر صبا وان ثبتهم وان ينصرهم على عدوهم. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي اخواننا في غزة وفلسطين ادحر عدوك وعدوهم عدو الدين. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد معاشر المؤمنين بعدما عرفنا من ايات كتاب ربنا عز وجل ان هذه الاحداث وما يشابهها انما هي ابتلاء من الله وان الله قد يختار من شاء من خلقه شهداء عنده فوجودهم عند ربهم يرزقون خير لهم من هذه الحياة الفانية من حكم ذلك ايضا ان يبتلي المؤمنين بنصرهم للمؤمنين. قال الله عز وجل وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم يخذل مسلما في موطن ينتهك فيه من عرضه الا خذله الله عز وجل في موطن يحب نصرته وما من مسلم ينصر مسلما في موطن يحب فيه نصرته وينتهك فيه من عرضه الا نصره الله عز وجل في موطن يحب نصرته معشر الاحبة هؤلاء اخواننا كل العالم اجمع يرى بام عينيه ما يحل بهم وواجب المسلم على المسلم ان ينصره بكل ما يستطيع نعم قام المسلمون بحمد الله بما يستطيعون بالمساعدات الدعاء ولا شك ان الدعاء اعظم سلاح بل هو سلاح المؤمن ولا يستهان فيه ولكن لا زال في هذه الامة مزيد هل يعقل ان امة يبلغ عدد سكانها اكثر من مليار ونصف او ربما ملياري انسان يشكلون ربع او ثلث العالم يجمعهم عقيدة واحدة ويجمعهم قبلة واحدة ودين واحد هل يعقل ان الجميع عاجز عن ايقاف هؤلاء الشراذم على الاقل ما هذا الخذلان الذي يعيشه المسلمون اليوم اخواننا في غزة لهم ان شاء الله البشرى من الله ولا يظرهم من خذلهم ولكن المشكلة في من يعيش في هذه الارض يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويرى اخوانه ولا يتحرك فيه شيء هذا والله من الخذلان العظيم الانسان لا يطالب ولن يسأل يوم القيامة الا عن مدى امكانياته وقدرته ونحن نرى امتنا واهنة ونحن الواحد منا سيسأل عن نفسه فقط هل تحرك هل دعا هل ساهم؟ هل ساهم في نهضة هذه الامة من كبوتها ومن سباتها التي تعيشه اليوم وهذا السبات وهذه النهضة لن تكون معشر الاحبة الا اذا رجعت الى دينها فقد جرب الناس كل شيء ولا يزيدهم الا وهنا فما بقي الا ان يرجعوا الى الله سبحانه وتعالى. وان يعرفوا مكر اعداء الله سبحانه وتعالى الذي طفح واصبح ظاهرا بعد ان كان خفيا عن بعض الناس لا عن جميعهم لكن اليوم مكرهم على المسلمين وازدواجية معاييرهم وظلمهم وتعاونهم على الاثم والعدوان وكتمانهم النطق بالحق كل ذلك اصبح ظاهرا فماذا ينتظر المسلمون ان يتجاوزوا خطط اعداء الاسلام في التفريق بينهم وفي بث العداوات بينهم كما هي عادة اليهودي منذ قديم الزمان ولا زالوا لا يعيشون الا على فرقة من المسلمين فعلينا ان نجمع شتاتنا وان ندعو للرجوع الى كتاب ربنا سبحانه وتعالى على الاقل الواحد منا يبرأ ذمته في مجاله الذي يستطيع هل تعلم انك اذا كنت تعمل في مجال فيه مخالفات شرعية وانت تسعى في هذا المجال ان سعيك هذا وعملك هذا هو مساهمة في خذلان هذه الامة وان كل انسان مطالب بما يستطيع ان يرجع الى كلام ربه والى كتاب ربه سبحانه والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. بما يستطيع حتى اذا قابل ربه سبحانه وتعالى يكون عنده حجة انا يا رب صحيح انني رأيت اخواني يقتلون والاطفال تزهق ارواحهم والامة ساكتة لكن هذا ما استطيع الاشكال والخذلان كل الخذلان ان يكون للانسان ما يستطيع ان يقدمه. فيتأخر عن ذلك. هنا سيحاسبه ربه سبحانه على فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يرفع الذلة عن هذه الامة وان ينصر الاسلام والمسلمين وان يذل الشرك والمشركين. وان ينصر اخواننا المستضعفين في غزة. اللهم انجي اخواننا المستضعفين اللهم انجي اخواننا المستضعفين. اللهم انجي اخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين اللهم احفظ ارواحهم واحقن دماءهم واشف مرضاهم وداوي جرحاهم. اللهم عليك بالصهاينة المعتدين فانهم لا يعجزونك اللهم اشدد وطأتك على اليهود الغاصبين. فانهم قد طغوا وبغوا وتجبروا. وانهم لا يعجزونك يا رب العالمين عالمين اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وابطل كيدهم اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون