وعفيف متعفف ذو عيال رواه مسلم ايها المسلم ان صلة الرحم لله امر ميسور وللنفس امر معسور فاجعل عملك لله وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد ولد ادم اجمعين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد يا ايها المسلمون اتقوا الله عز وجل الذي خلقكم وامنوا بما انزل وخذوا به كل لن يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساهلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ايها المسلم ينبغي ان تعامل الناس باخلاق الاسلام ولا تعاملهم باخلاقهم فتدنى مع المتدني بل تنظر الى الرقي كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فترقى في الاخلاق كما تحب ان ترقى في الدرجات عند الخلاق جل في علاه ومن اعظم الامور التي يتبين فيها خلقك وهل انت تعامل الناس باخلاق الاسلام ام بالمكافأة ان تنظر الى تعاملك مع الناس بين ساوسات وان اعطى واعطيت وان منعوا منعت فما الفرق بينك وبينهم اين اذ لا فرق ولهذا قالت ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري من حديث عائشة انك لتصل الرحم وهم يقطعون وتعطي المعدوم او تكسب المعدوم وانك وانك هذه اخلاق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونحن ينبغي علينا ان نتعامل الناس ان نتعامل مع الناس باخلاق الاسلام لا بكيفية تعاملهم معنا ذلك لان الله ابتلانا وينظر الينا فقد يكون لك اخ قاطع للرحم او يكون لك عم لا يقوم بمقام العمومة التي هي بمنزلة الابوة او قد يكون لك جار يسيء اليك فهو ابتلاء من الرحمن جل في علاه. هل انت تتدنى معه او تبقى على رقي الاسلام فتتعامل معه باخلاق الاسلام واذا كان الاصل في التعامل بين المسلمين عموما التراحم والتواد فكيف بين ذوي القربى وكان وكان امام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للعالمين ودينه الرحمة والمؤمنون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ايها المؤمن ان صلتك الرحم من اوجب الواجبات فكن واصلا ولا تكن مكافئا لا تنظر الى من يصلك فتصل من يفرح معك فتفرح معه من يحزن معك فتحزن معه؟ لا وانما تكون اكبر من ذلك فتشارك الفرحة من لم يشارك وتشارك الطرحة من لم يشارك وتعطي من منعك لان الله قال واتقوا الله الذي تسالون به والارحام ايها الارحام اتقوها ولا تقطعوها يقول قائل لم اقطع هو الذي قطعه هو قطع فوقع في المخالفة فان انت كافأته وقعت في مخالفة اخرى فلا فرق بينك وبينه حين اذ الا بالمبادرة وتأمل الحديث قال القاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه اراد قتل صاحبه اذا الذي قطع وانت تقطع فانتما اصبحتما قاطعين لا فرق بينكما ولهذا ينبغي ان نقرر هذه المسألة تقريرا عظيما يقول الله جل وعلا في صفات اهل المؤيمان والذي يصلون ما امر الله به ان يوصل والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل فهل انت مؤتمر ام من ربك منتهي عما نهاك الله من القطيعة او لا ينبغي على المؤمن ان يعامل الناس لا سيما الاقارب منهم لا ينظر اليهم على انهم كما يقول الناس الاقارب عقارب فما انزل الله بها من سلطان كلمة هي من كلمات اهل الدنيا ارادوا قطيعة الرحم التي امر الله بها اصبحت مثالا يقتدى هذه الكلمة وتترك ايات الله واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابذل الندى كف الاذى فلك عقبى الدار ولك دنيا والاخرة ان وصلت رحمك وصلك الله برحمته ان عطفت وجدت الرفق وجدت الود من الله ان احسنت وجدت الاحسان من الله فالمؤمن يتعامل مع الله لا يتعامل مع الناس ان فقدت عائشة يوما على مسكينة فقالت جزاك الله خيرا فقالت وانت جزاك الله خيرا وقالت مولاتها انك احسنت اليها. فردت عليك بالثناء فلما رددتي عليها؟ قالت اردت ان ارد عليها حتى يبقى جزاء الصدقة لي موفورا هذا التعامل مع الناس بعض الناس لا يعرف كيف يتعامل الا بهواه. الا بمشاعره اثنان احذر منهما ان تتعامل مع الناس بعقلك وتترك النصوص المنزلة من السماء فما انت وعقلاء الناس الا سواء او تتعامل مع الناس بمشاعرك وتترك المنزل من السماء فما انت واهل الذوق الا سواء. فلما اذا انزل الله القرآن والسنة اذا كان كل واحد منا يتعامل مع الناس ذاك بعقله وهذا بشعوره. فما فائدة القرآن والسنة اذا ينبغي علينا ان نتفكر يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق الخلق حتى اذا فرغ من خلقه. قالت الرحم هذا مقايم مقام العائذ بك من القطيعة. قال نعم اما ترضين ان اصل من وصلك او اقطع من قطعك؟ قالت بلى يا رب قال فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه كن مباركا كيف ذاك؟ كن واصلا لا تكن مكافئة صلتك الرحم امارة على ايمانك خصلة من خصال الورع والتقى والاحسان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. رواه البخاري ومسلم اما تقرأي القرآن اما تقرأ قصة يوسف معي اخوتي وما فعلوا به والله لن يجد احد اشد فعلة مما فعل اخوة يوسف بيوسف حتى القي في في الجب فشارف الموت وبيع عبدا وصار غريبا وصار خادما ثم صار متهما ثم صار سجينا كل ذلك بسبب اخوته فلما مكنه الله ما قال لهم انتم وانتم اوصلهم الا ترون اني وفي الكيل وانا خير المنزلين اعطاهم بل ولم يذكر لهم ما فعلوا به وان قال وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن ما قال اذا من الجبن اذا خرجني من السجن وجاء بكم وقال لا تثريب عليكم اليوم هذه هي صلة الرحم التي ينبغي ان منها من كتاب الله عز وجل من هذه القصة التي دلت على قطيعتهم ابشع صورة من القطيعة وعلى صلته اعظم سورة من صور الصلة وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم حاثا لنا على صلة الرحم ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام. وصلوا بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام. رواه الترمذي وصح ومعنى صلوا الارحام اي وان قطعوها. لانه لو كان واصلا ووصلت لا تسمى واصلا. تسمى مكافئا ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث عياض رضي الله عنه وهو يخطب قال صلى الله عليه وسلم واهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم واولى الناس بصدقتك رحمك قال صلى الله عليه وسلم في حديث سلمان الظبي ان الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة رواه النسائي وابن ماجة وصححه الالباني وفي حديث حكيم ابن حزام رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقات ايها افضل؟ قال على ذي الرحم كاشح قال على ذي الرحم الكاشح رواه احمد وصححه الالباني وذو الرحم الكاشح هو المبغض لك. الذي يبغضك اما لجاهك واما لمالك واما واما وانت تعطيه ولا تبالي بجفائه ان اردت ان تحظى برتبة الوصل والبعد عن القطيعة والهجر فغض الطرف عن الهفوات واعف عن الزلات واترك المحاسبة والمعاتبة وحل بالمصافحة والمسامحة جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني. احسن اليهم ويسيئون الي. واحلم عنهم ويجهلون علي. فقال لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل اي كانما تطعمهم الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه مسلم اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين الحمد لله حمدا لا ينفد افضل ما ينبغي ان يحمد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان اجسادكم على النار لا تقوى واعلموا انكم الى ربكم راجعون وبقدر اعمالكم مجزيون ايها المؤمنون ان صلة الرحم اثارها عظيمة في الدنيا قبل الاخرة فمن وصل رحمه وجد البركة في عمره وجد البركة في ماله وجد البركة في ذريته وجد اثار ذلك بعد مماته عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه او ينسأ له في اثره فليصل رحمه. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبة في الاهل ومثراة في المال ومنسأة في الاثر. رواه الترمذي صحح وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار. ويزيدان في الاعمار. رواه احمد وصححه الالباني عباد الله ان كانت صلة الرحم لها هذه المكانة الشريفة والدرجة العالية الرفيعة فان قطيعة الرحم بعكسها كبيرة من كبائر الذنوب وعواقبها وخيمة في الدنيا قبل الاخرة فان الله جل وعلا قال فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم ما جزاؤه اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم فقطيعة الارحام سبيل الفساد والاثام وان القطيعة كبيرة من كبائر الذنوب وسبب للحرمان من علام الغيوب ومن جنته والوصل اليه. فعن جبير ابن مطعم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع رحم. رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ليس الواصل بالمكافئ انما الواصل الذي يصل من قطع ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه وحسب قاطع الرحم بلاء وشقاء ونكالا وحرمانا ان عقوبته معجلة في الدنيا ففي حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اجدر ان يعجل الله به العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم رواه ابو داوود والترمذي وصححه فان قلت اني اصله وهو لا يصل فانت على خير احضر فرحه واحظر ترحه واعطه اذا سألك وبادر الى احسان اليه واياك ان تنتظر منه شيء انتظر من الله وتعامل مع الله تجد البركات في الدنيا ورفعة الدرجات في العقبة. اقول ما سمعتم واسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا واياكم الى صلة الارحام وجنبنا اللهم الفواحش والاثام. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا. اللهم اغثنا غيثا مغيثا نيا. مريئا سحا غدقا يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيتي للبر والتقوى. واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم الاموات وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين