لا يسترقون اي لا يطلبون الرقية قبل وجود سببها. يذهب الى الطبيب يقول يا طبيب اعطني دواء قبل ان يأتيني كذا وكذا لا يسترقون اي لا يطلبون الرقية قبل وجود داعيه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله الحمد لله الذي بيده ازمة الامور احمده سبحانه ما من شيء الا وملكه وتصرفه بين يديه وهو العزيز الغفور واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين. اما بعد اوصيكم ونفسي بتقوى الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وعجبا من اناس يركبون قاطرة او طائرة ويثقون بقائدها وهو مثلهم بشر يخطئ ويصيب يضعف وينسى ثم بعد ذلك وهم في ملك الله وفي ارضه يتخبطون ظلمة وقولا وقيلا فيقولون ما لهذه الامور تجري هكذا في هذه الدهور ونسوا او تناسوا او شغلهم ابليس واذا بهم يقولون على وجه التدليس لماذا يكون كذا ويكون كذا وكذا لو كان هذا السؤال على وجه البحث عن الامر الشرعي لكان مبرورا اما ان يكون انشغالا واشغالا للناس بالاسباب حتى يلهيهم عن التأمل في امر الله وشأنه فهذا والله المذموم اذا كنا نستيقظ ما اخبر الله عنه قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه فعلينا ان نكون متوكلين متوكلين على الله جل وعلا نبذل ما امرنا به شرعا ونبذل من الاسباب ما هو متاح قدرا ونجمع بين القدر فنعالجه بالشرع ونعلم انه ما من مخالفة شرعية الا وينتج عنه امر قدري وقظاء قدري وما من قضاء وقدر كوني الا وفيه حكم شرعية يعلمها من يعلمها ويجهلها من يجهلها فيبتلي الانبياء والمرسلين ليرفع مقاماتهم عنده بما يشاء ويبتلي الفسقة والفاجرين لعله ان يتوبوا ففي ذلك الابتلاء للمتقين حكم وفي هذا الابتلاء للفاجرين والكافرين حكم وكل شيء في الكون بحكمة رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا فوض الامور اليه بعد ان تبذل الامر الشرعي وتعلم ان مسالك الصالحين التوكل على رب العالمين واعلى مدارج السالكين قائم على التوكل على رب العالمين. وعليه فليتوكل المتوكلون ان الله تبارك وتعالى جعل التوكل عليه واعتقاد ان واعتقاد ان زمة الامور بين يديه من اسس الايمان واصله حتى قال تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقرنه على وجه التخصيص بالعبادة والتوكل عبادة فقال فاعبده وتوكل عليه بل ان التوكل عليه امر من الانبياء فهذا موسى كليم الله يقول لقومه يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وهم في العذاب الشديد وفي البلاء العظيم يقتل ابناءهم ويستحيي نساءهم. فلما خرجوا اذا البحر امامهم والعدو من خلفهم ومن ارائهم واذا بموسى عليه السلام يقول فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين بذلوا ما امروا به شرعا وفوضوا الامور الباقية الى الله قدرا وقلوبهم معلقة بالله لا بالاسباب التي ان شاء الله ان تكون نتائجها كانت والا اضمحلت وزالت فماذا قال قوم موسى لموسى حينما قال لهم فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين. ماذا كانت النتيجة؟ ان اظرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم جعل الله الامور مبنية على الاسباب ومن خلق الاسباب يغيرها وهو الكريم الوهاب جل في علاه ايها المؤمنون توكلوا على الله في كل امر وفي كل صغيرة لا يقولن احد كيف ساموت. فالموت حق لا مفر منه. ولكن لنقل على ماذا نموت انموت على الاستقامة والطاعة؟ انموت على العبادة والذكر ام على الغفلة انموت على ما يحبه ربنا؟ ام على ما يبغضه ربنا انموت وهو راض عنا ام لا؟ ليس الشأن كيف تموت؟ فما من انسان الا وهو يموت ولكن الشأن على فماذا تموت اي عباد الله ان الله جل وعلا يبتلي عباده بالصلاة وهي عبادة ظاهرية ويبتلي عباده بالتوكل وهي عبادة قلبية ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة بغير حساب لمن كمل التوكل على الوهاب. فقال صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب فلما سألوا من هم قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون. وعلى ربهم يتوكلون لا يسترقون اي لا يطلبون الرقى الجاهلية. فيذهب عند دجال يزعم انه يرقي بكتاب الله ولا يتطيرون اي لا يتشائمون. لعلمهم بان الامور معلقة بالاسباب القدرية لا بالاوهام حتى يقولوا في الصحف والمجلات ان الغربان تتطاير ما لها والناس يقولون خير يا طير واي خير يكون عند الطير اين التوكل على الله اين التوكل على من بيده ملكوت كل شيء؟ حتى ينظر الناس ويغفلون عن الخالق بالنظر اجلكم الله الى الكلاب والى الطيور والى الغربان ويقولون انها تدل على شيء لا اله الا الله اين التوكل على الله ولا يكتوون اي قبل وجود سببه. وجماع ذلك كله وعلى ربهم يتوكلون. رواه البخاري ومسلم محوه توكل عباد الله من اعظم اسباب الخروج من المصائب. من اعظم اسباب الخروج من المصائب التوكل على الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا اي جياعا وتروح بطانا اي ترجع بطانا لا تخزن ولا تجمع. رواه احمد والترمذي وصححه. وقد عنا سلف الامة بالتوكل على الله فقال ابن عباس لو اطبقت السماوات على الارض لجعل الله للمتقين من ذلك مخرجا يقول سعيد بن جبير التوكل على الله جماع الايمان. وقال الحسن البصري افضل العلم الورع والتوكل وجاء رجل الى وهب بن منبه رحمه الله فقال علمني شيئا ينفعني الله به. قال اكثر من ذكر الموت واقصر ملك وخصلة ثالثة ان انت اصبتها بلغت الغاية القصوى وظفرت بالعبادة. قال ما هي؟ قال كل اي عباد الله حقيقة التوكل انه انه عبادة مركبة. اولها معرفة الله عز وجل وانه وانه بيده ملكوت كل شيء تانيها رسوخ التوحيد في القلب. ثالثها اعتماد القلب على خالق الاسباب. لا على الاسباب ارأيتم انسانا يأكل ويشرب؟ فيقول شكرا يا يدي لانك ناولتني الطعام او شكرا يا معدتي لانك هظمت الطعام ام يقولون ولك الحمد ولك الشكر يا رب ان اوجدت لي يدا ناولت به الطعام ومعدة هظمت به الطعام اذا كان الامر كذلك في الامور اليسيرة فكيف بالامور الكبيرة؟ كل ذلك بيد الله جل وعلا. رابعها تفويض الامور الى خامسها اثبات الاسباب التي قدرها الله وليست الاسباب الوهمية التي يتخيلها اهل الدنيا فيقولون صار الفيضان بسبب كذا وكذا. وصارت الزلازل بسبب كذا وكذا ويغفلون ان هذه الاسباب لماذا تكون؟ لان الله ارادها. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه. واقتفى اثره الى يوم الدين. اما بعد عباد الله ان تحقيق التوكل على الله هو تفويض الامر الى من بيده ازمة الامور والاستسلام لحكمه وقضائه فكما تنقاد وتستسلم انه خلقك بهذه الصورة وتعلم انك لا تستطيع ان تغير فيجب عليك اذا ما حصل امر ان تستسلم بذلت الامر الشرعي والامر القدري بعد ذلك اذا وقع ما وقع فتقول قدر الله وما شاء فعل او قدر الله وما شاء فعل ولا تغفلن سببا فان النبي عليه الصلاة والسلام يقول يقول لا تعجزن لا تعجزن اي عن فعل الاسباب فان وقع شيء فقل قدر الله او قدر الله وما شاء فعل. وربنا يقول فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله فما نهانا عن بذل الاسباب بل امرنا ببذل الاسباب لكن قبل بذل السبب فليكن قلبك معلقا بخالق الاسباب جل وعلا عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله اعقلها واتوكل اي اربطوا دابتي واتوكل على الله ام قال الرجل ام اطلقها واتوكل؟ اتركها هكذا فقال النبي عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل رواه الترمذي وحسنه الالباني. سئل الامام احمد رحمه الله عن رجل جلس في بيته او في المسجد فقال لا اعمل شيئا حتى يأتيني رزقي فقال هذا رجل جهل العلم وقال رحمه الله كان الصحابة رضي الله عنهم يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم. وسأل رجل الفضيل بن عياض فقال لو ان رجلا قعد في بيته وزعم انه يثق بالله فيأتيه برزقه فقال الفضيل لم يفعل هذا الانبياء ولا غيرهم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اجر نفسه وابو بكر وعمر ولم يقولوا نقعد حتى يرزقنا الله عز وجل. ومع ذلك كله فلا يجوز للانسان ان يعتمد على الاسباب او يركن اليه فان من تمام التوكل قطع العلائق فان من تمام التوكل قطع العلائق عن الخلائق والله لا تبلغوا حق التوكل. حتى حتى تقطع العلائق عن الخلائق فتعلم انه لا احد يقطع عليك رزقا وهذا وبهذا تعلم خطأ الناس فلان قطع رزقي من يستطيع ان يقطع رزقك؟ ما هو الا سبب ما هو الا سبب لا يمكن لاحد ان يقطع رزقك ولا ان يقطع اجلك. فالرزق معلوم والاجل محتوم. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام راقدين ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا يا رب العالمين اللهم انا نعوذ بك من ان نشرك بك شيئا ونحن نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه اللهم ابرم لهذه الامة يوم الرشد يعز فيها اهل الايمان ويذل فيها اهل الشرك والكفران ويهدى فيه اهل العصيان. اللهم وفق امير البلاد وولي عهده لهداك واجعل اعمالهما في طاعتك ورضاك. اللهم اجعل الكويت امنة مطمئنة سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك سميع قريب مجيب الدعوات. قوموا الى صلاتكم يرحمكم الله